أيُّها المُشَمخِر ويحك خبِّر |
بالذي شقّ فيك دربا وعبّد |
والذي خطط الطريق وسوّى |
في ثناياك ـ جادة ـ تتصعد |
والذي ذلَّلَ الصعاب وأمضى |
فيك أمراً به الإله تَوَعد
(1)
|
والذي حطّم الصخور فَمَادت |
وغدت صفصفا وَهى تَبدد |
يعبر الركب متنه دون خوف |
إن مشى هابِطاً وإن هو صعد |
يتمطّى عبر الجبال وئيداً |
إن غدا متهماً وإن هو أنجد |
* * * |
أيُّها الصاعد المغذ تمهل |
واقتصد في المسير ـ فالعود أحمد |
يوم كنا نسير فيها الهوينا |
ثم صرنا نعدو عليه ونصعد |
أيهذا التاريخ بالله حدث |
بالذي قد رأيت ـ لا تتردد |
وعلى صفحة الخلود فسجِل |
صادق القول عنك يروى ويسند |
هل هي الجن من "سليمان" جاءت |
فهوى شامخ.. ومُزِق جلمد |
أو هو السحرُ حَول الصَخر تُربا |
لا ولا ذاك بل هو العلم والجِد |
بل هو الرأي والعزيمة والصبر |
وذو الرأي فضله ليس يُجحد |
رائد الخير ـ فيصل ـ من تسامى |
فوق هام العلا على كل فرقد |
نعمة الله أسبغت للبرايا |
منجزات تحققت لمحمد
(2)
|
أيها الشامخ الأبيُّ لقد عشـ |
ـت قروناً ينوء عن حصرها العد |
مسبَطِرا تختال في كبرياء |
فإذا جاءك النذير يُهَدِد |
مشرعا رمحه سقطت صريعا |
مثخنا بالجراح يومك أسود |
فترنح (أيا كرا) في صغار |
تحت وطى الحديد قد خانك الجَد |
يَسرّ الله فيك للناس درباً |
كان حلماً فصار أمراً مؤكّد |
عمل صالح ونفع كبير |
يشهد الله والخلائق تشهد |