(( كلمة الأستاذ نبيه عبد القدوس الأنصاري ))
|
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ نبيه عبد القدوس الأنصاري - صاحب ورئيس تحرير مجـلة المنهل - فقال: |
- بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. |
- وبعد.. فأنا سعيد بهذه المناسبة لأمرين: |
- سعادتي الأولى: |
- لكونها تأتي في نطاق ما تعودناه من الأخ الفاضل الأستاذ عبد المقصود خوجه في اثنينيته الخالدة به، والتي توجهت إليه - تلقائياً - لأكون من أهل الخطاب المتحدث إليكم عن بعض فضائل ضيف هذا المساء - فضيلة الأستاذ هاشم دفتردار. |
- كأني بوالدي - غفر الله له - يتسابق لهذه المنصة لينثر فوح حبه وشذى شغفه بهذا الأديب الحصيف.. وهذا العالم الأديب..، فيأتي بما قد لا يأتي به الآخرون؛ ذلك لأنه أكثر اندماجاً به.. وأوفر ترحالاً معه، سواء ما كان منها في نطاق محيطنا الفكري والمعرفي، أو في ساحات عالمنا العربي المجاور؛ وكلها قائمة مشرئبة تشهد له بالسبق والإبداع؛ وأحيلكم في ذلك إلى ما استمعناه (معاً) للتعريف المضغوط الَّذي قدمه عزيزنا عريف هذا الحفل عن شيخنا الفاضل هذا. |
|
- السعادة الثانية: |
- جاءت تتهادىء جذلى تُومىء في إكبار لذلك الرمز وتتواصل مع عطائه؛ فالابن عبد المقصود هو - أيضاً - بسعادته الدائمة، وبشاشته المعهودة على محياه في كل لقاء نَحِنُّ إليه، وفي كل اثنينية يحققها ويبدعها تجاه هؤلاء وأولئك الغرِّ الأماثل - نجده وقد استشعر حس نبض والده (رحمه الله) واستلهم إيقاعات عطاءاته الفكرية الفاعلة، التي كان أحد السابقين في بنائها. |
|
- وتأكيداً لهذه الأدوار في أسمى معانيها (والشيء بالشيء يذكر) يسعدني أن أشير وأشيد بتلك المِنَّة الأدبية الفاعلة التي هيَّأها والدنا الأستاذ محمد سعيد خوجه للمنهل في عز صباه والمتمثلة في استضافته (وعلى مسؤوليته.. ولمدة غير قصيرة) طبع مجلتنا "المنهل" بمطابع الحكومة التي كانت تحت إمرته وإدارته بمكة المكرمة آنذاك؛ وتشجيعه ودعمه الميمون لانتقال المجلة من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة. |
- كما أشير وأشيد بموروث الأبناء المتمثل - أيضاً - في المشاركات السخية، والتشجيع الوفي الَّذي يُظلني به عزيزي الأخ عبد المقصود خوجه. |
- وأعود للفاضل شيخنا الأستاذ هاشم دفتردار المدني؛ ترى ماذا أضافت كلمة (المدني) للأسرة الدفتردارية؟!!.. |
- الواقع إنهما بتعريفهما المجازي، ومصطلح واقعهما البياني صنوان لا يفترقان في هذا المقام؛ فمن أولى بمسك زمام الدفتر (الضبط) والقضاء بموجبه في أرض طيبة الطيبة من ذلك المدني الجدير بهما؟ |
- وهكذا كانت الصفة منطبقة تماماً على الموصوف من أجداده وتتناقل بظرفها من سالف الآباء إلى خالِف الأبناء؛ لقد كان في أرض هجرته الأولى المُكوِّنة لشخصيته في (لبنان) يصرُّ على أن يلحق بلقبه صفة (المدني) كأنه بفضلها وأَثَرَتِها عنده يريد بها تأكيد ذاتيته الخاصة أمام شيعته وأنصاره: بل لعله أرادها صفة تتبع الموصوف الَّذي اشتاق لوطنه وافتقد عشيرته؛ أو لعلها شيء بين هذا وذاك، فأرسلها لتكون عَلَماً يتميز به، واكتسبها لتتصدر أحاسيسه البيانية وأسلوبه الوفاقي المُوظِّف للكلمة والمفرز للدلالات، مستهدياً بالآية الكريمة: ادعُ إلى سبيلِ رَبِّكَ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ وجادلهم بالتي هي أحسن وهذا هو: (السياق الرباني).. (البحر الكامل) و (النبع الصافي) الَّذي يستقي منه شيخنا لكتابته وإبداعاته، ويتحسس مناهجه من خلال: (همس النسيم.. وخضرة الوادي.. وزرقة البحر). |
- فأما الزَّبَدُ فيذهب جُفاءاً، وأما ما ينفع الناس فَيَمْكُثُ في الأرض... صدق الله العظيم. |
- ومعذرة إذا أطلت أو قَصَّرْتُ، ولكن في المحصلة بقية من حديث أحسب أنه لا يطول: ذلكم هو الشكر والتقدير لكم على هذه المجالسة والمؤانسة والاجتماع والإنصات..، والشكر والتقدير - كذلك - لأخي الأستاذ عبد المقصود الَّذي يمتعنا أسبوعياً بهذه الاثنينية في دارته العامرة به - إن شاء الله - وشكراً ولقاء جديد بكم. |
|
|