شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( تعليق فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني ))
ثم تحدث الشيخ محمد علي الصابوني فقال:
- نحمده تبارك وتعالى.. ونصلي ونسلم على صفوة خلقه سيدنا محمد.. المبعوث رحمة للعالمين..؛ وبعد:
- شرف الإنسان بشرف الرسالة التي يحملها، وأنا وإن كنت لست من أهل الاقتصاد، ولكن تربطني بالأخ الدكتور منصور التركي رابطة التربية والتعليم، ورابطة العلم؛ وهذه الرابطة التي شرف الله بها الإنسان وأعلن في كتابه العظيم، وجعلها قبل خلق الإنسان نعمة من الله عليه بها؛ قال تعـالى: الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان ومن المعلوم أن الخلق يتقدم على العلم: والله خلقكم وأخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً فالأصل أن يقال الرحمن خلق الإنسان علمه القرآن علمه البيان، لكن الله لفت أنظارنا إلى قدر العلم؛ ولعلكم تستغربون - أيها الأخوة - إذا قلنا إن الآية الكريمة التي جاء فيها الثناء العاطر من ربّ العزة والجلال على أهل العلم، لم تكن في أهل العلم الشرعي الديني - وإن كانوا يدخلون ضمنها - ولكنها نزلت في علماء الكون، في علماء الطبيعة، في علماء الجيولوجيا، في علماء الاقتصاد، وفي علماء النبات، وهكذا..
- هذه الآية الكريمة التي يقرؤها المؤمن وينبغي أن يتدبرها ويتلو ما قبلها، وهي قوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء من الَّذين يعرفون عظمة الله وجلاله؛ إنهم أهل العلم؛ هل هم علماء الشريعة والدين؟ نعم يدخلون فيها - إن شاء الله - نحن بالمعية ندخل، ولكن الآية وردت في هؤلاء العلماء الَّذين بحثوا في الكون وعرفوا آثار عظمة الله، من آثار خلقه ومصنوعاته؛ ولنرجع إلى أول الآية الكريمة لتفهموها وتبصروها، واقرؤوها بتدبر؛ فالله (عزّ وجلَّ) أمرنا أن نقرأ القرآن ونتـدبر معانيـه: كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب اللهم اجعلنا من أولي الألباب.
- اسمعوا قول الله (عزّ وجلّ) في سورة فاطر: ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها إشارة إلى علم النبات وما يخرج من الأرض، مما أكرم الله به الإنسان عن طريق نزول المطر؛ ومن الجبال علم الجيولوجيا وطبقات الأرض: ومن الأرض جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود أي حجارة سوداء وحجارة بيضاء، وأنواع مما خلق الله من هذه الأحجار والصخور التي يراها الإنسان، ثم قال: ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إذن هذه الآية الكريمة هي التي تربط بين أسرة العلم، وهذا العلم أعظم كنز أعطاه الله (عزّ وجلّ) للإنسان، ولو كان هناك شيء أفضل منه لأمر الله (عزّ وجلّ) رسوله أن يطلب المزيد منه: وقل ربِّ زدني علماً لم يقل زدني جاهاً، أو زدني ملكاً، أو زدني عظمة، أو كياناً..، وإنما قال: زدني علماً؛ والشاعر العربي يقول:
ففز بعلم تعش حياً به أبداً
الناس موتى وأهل العلم أحياء
 
- فنحن نحتفل ونحتفي بالأخ الدكتور منصور التركي، لأنه حفظ لنا جزءاً كبيراً من ديننا وهو علم الاقتصاد، بذل جهداً لمعرفته، والله جعله قوام حياة البشر، وحذرنا أن نترك المال في أيدي السفهاء يعبثون به، فهو ليس مالهم إنما هو مال الأمة: ولا تأتوا السفهاء أموالكم ما قال أموالهم؛ الفقهاء يقولون يحجر على السفيه وهو ماله.. لماذا نحجر عليه، ماله وهو حر فيه؟ لأنه لو ترك حراً لأنفقه في شهواته، لكن الله (عزّ وجلّ) جعل المال للأمة، أموالكم التي جعل الله لكم قياماً: ولا تأتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً أي قوام حياتكم بالمال، والله (تبارك وتعالى) يقول: ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ثم قال: كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم حتى لا ينحصر المال في طبقة معينة من المترفين، يبذرون المال.
- هذا المال للأمة يجب أن يحفظ، والأمة ينبغي أن تراقب، فجزاه الله خير الجزاء، وأحب أن أتتلمذ عليه في الاقتصاد وإن كنت قد بلغت من الكبر عتيا، لكن يستطيع الإنسان أن يتعلم، ونسأل الله أن يكثر من أمثاله، ممن يخدمون دينهم عن طريق هذه العلوم التي أشارت إليها الآية الكريمة: إنما يخشى الله من عباده العلماء.
- نسأل الله أن يوفقه وأمثاله من الأدباء، ومن المفكرين، ومن الشعراء، ومن أهل الاقتصاد، ومن أهل الطب..، ليقوموا بخدمة هذا الدين العظيم، الَّذي أكرمنا الله (عز وجل) به، والحمد لله رب العالمين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :611  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 45 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج