"21" |
قالوا: عليك بضحكة الرَّاضي .. وإخفاء الجهامة |
في كل ما أبصرت من خلل .. يقال له .. دعامة |
أو شِمْتَ مِنْ قُبْحٍ .. تَرَبَّعَ عَرْشَ أَرْبَابِ الوسامة |
إن كنت تنشد في الحياة .. حياة طُلاَّب السلامة .. |
قلت: السلامة مطلب الشَّاكي إلى الدنيا سقامة |
وأنا الصحيح .. برغم فقري .. وافتقاري للقسامة |
والكاشف المستور فينا .. ما فَلَتُّ له زمامة |
هيهات .. أن أحْنِي لغير الله .. أو للحقِّ .. قامة!! |
* * * |
|
"22" |
قيل: هذا آمرٌ بالخير |
.. نَاهٍ عن سواه .. |
من عصاه اليوم |
ساقته إلى الدرب عصاه .. |
قلت: حكم الغاب |
لا ترضاه بالحي الحياه |
إنما تخشى عصا الرَّاعي |
فَتَنْسَاقُ الشِّياه! .. |
* * * |
|
"23" |
وقالوا: لهم الدنيا |
فهم بالله كفار .. |
وأما نحن . فالأُخرى |
لنا .. والخلد أعمار |
ففي الجنة .. ما نرجو |
وليس لمثلنا النار |
لديها كل ما نطلب |
لم يمنعه إعسار |
ففيها الحور ـ والولدان |
كاللؤلؤ ـ أبكار |
وفي أفيائها غنت |
على الأغصان أطيار |
وقد رفَّت بواديها |
من الأوراد أزهارْ |
وماس شبابُها يبدو |
كما ـ تشرق أقمار |
ومالت من فواكهها |
على الْجُلاَّس أثمار |
وسيل الخير ألوانا |
بما يرويه ـ مدرار |
بذا بشَّرنا الشيخ |
وليُّ اللهِ ـ عَمَّار |
وللشيخ كرامات |
وخلوات وأسرار |
شربنا عنده الجنة |
فالخلد لنا ـ دار |
وبعنا عاجل الدنيا |
لأمثالك .. يا جار |
* * * |
|
"24" |
قيل من أحببت ـ بعد الله. حباً مسنديما |
ومن استأثر ـ غير النفس ـ بالحب قويما؟ |
قلت: أهلي .. والمنى .. والوطن الغالي عظيما |
وصحابي .. أصدقاء .. وهوى شب قديما!! |
* * * |
|
"25" |
يقولون ـ وبعض القول |
في الأنفس ـ معقول! |
لماذا الفرق في الدنيا |
فمتخوم .. ومهزول؟ |
وبعض الناس مشهور |
وجل الناس مجهول؟ |
وللسطوة ـ والجاه |
تماثيل ـ وتهويل؟ |
وإن مرَّ وحيَّانا |
فقير ـ فهو مَمْطُول |
ولو صادفنا ـ يوما ـ |
غَنِيٌّ طال تبجيل!. |
فقلت: الأمر افتتنا |
به الْقَمْلَةُ والفيل |
وأطرى بحثه الفأرُ |
وأمضى حُكْمَهُ الْغُول |
وقد طال به الْقَوْلُ |
وما غيَّرهُ .. القيل |
فَلِكُلٍّ موازينٌ |
وَلِلْعِلَّةِ .. معلول |
وفي الجنة كالدنيا |
كما قد جاء .. تَفْضِيلُ |
وليس لسنة الله |
على الأيام .. تبديل ..!! |
* * * |
|
"26" |
قيل: ما تملك .. في دنياك ... والدنيا تدور |
قلت: آمال على الشط ... وآلام بحور .. |
* * * |
|
"27" |
وقالوا: تَزَوَّجْ !! فالعزوبة غُرْبَةٌ |
يضيق بها .. من عاش في نفسه وحدا |
فقلت: جِدُوا من لا أحِسُّ جِوَارَهَا |
بِغُرْبَةِ روحي وَابْحَثُوا البَحْثَ إنْ أَجْدَى!. |
* * * |
"28" |
وقال القلب: .. بعد الحب |
في دنياك .. ما كَسْبي؟ |
وأنت اليوم .. لا تعشق |
من بُعْدٍ .. ولا قُرْبِ |
أَأُصْبِحُ مَاضِغاً هَمِّي |
وأُمسي حَاسِياً كَرْبِي |
ولا شيء عدا اللقمة |
في شَدٍّ .. وفي جَذْب |
لقد ضِقْت بما ألقاه |
من سجن .. بلا ذنب!! |
فقلت: الحب .. لا يوجد .. بالرغبة في الحب |
ولا يَسْكُنُ في الأرجل .. تلقاه .. على الدرب |
ولا في الرأس .. حيث الأمر والنهي .. إلى اللب |
ولكن منك باللهفة .. أو فيك .. على غصب |
إذا ما عشت .. لا تعرف غير الحب .. يا قلبي!! |
* * * |
|
"29" |
قال: طفل رنا إليَّ طويلا |
وانثنى لاَئذاً بصدر أبيه |
إن هذا ـ كقارع الطبل بالليل |
زمانا ـ قد خفت منه وفيه .. |
قلت: هذا جزاء مِثْلِيَ. لا |
يُتْقِنُ فَنّ التَّرْبِيتِ والتمويه |
لو بكفِّي حَلْوَى وبالثغر ضحك |
كاذب .. كان منظري يرضيه!.. |
* * * |
|
"30" |
قيل: حب الخير .. للخير ... شرعه |
قلت: لكن .... نزعة .. الشر طبيعه!.. |
* * * |
|
"31" |
وقالوا: تزوج فالزواج فضيلة |
يحث عليها .. الكون والدين والعقل |
ولا أهل في هذي الحياة لأعْزَبٍ |
فقلت: دعوني فالعزوبة لي أهل! |
* * * |
|
"32" |
وقال صديق كنت أرجو دوامه |
صديقاً ـ: دع الأحكام والشعر جانبا |
وكن بحياة الناس كالناس جهدهم |
ثَرَاءٌ .. ثَرَاءٌ ـ لا يُحَدُّ ـ مطالبا .. |
فقلت: وما جَدْوَايَ إنْ أَنَا نِلْتُهُ |
أسيراً له ـ أسعى له العمر كاسبا |
نصيبيَ منه الإِرْثُ للغير وَارِثاً |
وَحَظِّيَ منه الذكرُ للذِّكْر خائبا |
ألا فلتدعني للحياة .. طليقةً |
أمارسها كيف اشتهيت تجاربا |
سألقى بها عسراً ويسراً وأبتغي |
بها ـ بهما ـ من دونك اليوم .. صاحبا |
* * * |
|
"33" |
وقالوا: تَشَبَّهْ في حياتك بالذي |
من الناس قد أحببته الآن .. أو قبلا |
فقلت: وهل مَسْخُ التَّشَبُّهِ كَافِلٌ |
لِشَخْصِيَ تبديل الذي فِيَّ قد حلا |
بِشَخْصِيَ أصْلاً ـ عشتُ ذَاتاً |
ومَظْهراً ـ وهيهات أرضى أن أعيش به ظِلاَّ!! |
* * * |
|
"34" |
قال صياد .. وقد غَيَّب في البحر .. شبَاكَهْ |
وانثنى .. يرنو إلى الخيط .. وَيَسْتَنبِي حراكه |
ليتني أدري بما سوف يقول الخيطُ: هَاكَه |
قبل أن أشْقَى بِمقْسُومِيَ .. لا أرْضَى امْتِلاَكَه!.. |
قلت: لو يدري كذاك السَّمَكُ الرَّاجي فَكَاكَه |
بالَّذي يَلْقَاهُ في الخيط .. لما اسطعت دِرَاكهْ |
غاية الرزق المُخَبَّا .. بعثت فينا .. عِرَاكَه |
رُبَّ عِلْمٍ دَسَّ للمرء .. على جهلٍ .. هلاكه!!.. |
* * * |
|
"35" |
قالت الحلوة: زدني فوق ما أعْطَيْتَنِيهْ |
إن ما تمنح تذكاري الذي ألقاك فيه!. |
قلت: هاتي وخذي فوق الذي لم تأمليه |
إن دنياكِ عطاءٌ ـ رهن أخذ ـ نرتجيه |
من أمانٍ ـ ومعان ـ وَطِلاَبٍ تبتغيه |
غاية الإعطاء للإعطاء .. أوهام السفيه!!.. |
* * * |
|
"36" |
قالوا: تَغَيَّرَ عَمَّا كان وانحرفت |
فيه الطباع ـ إلى ما ليس نألفه |
وتلك فاجعة الخلان ـ في رجل |
ِبخَيْرِ ما عُرِفَ الخِلاَّنُ نعرفه!! |
فقلت: حكم الهوى في النفس تُرْسِلُهُ |
للنفس تبديه نَصًّا أو تُحَرِّفُه.. |
والمرء بين ميول الناس من قِدَمٍ |
لدى الحقيقة ـ حَيًّا ـ عَزَّ مُنْصِفُهُ!!. |
* * * |
|
"37" |
قال: في عينيك همسٌ |
وعلى فيك سؤال!! |
قلت: أحلى أمنياتي |
فيك .. ما ليس يُقال!.. |
* * * |
|
"38" |
قيل: إن الفن للفن .. خلود ـ وأداء |
وارتقاء عن غذاء. يتسامى وكساء |
ريشة الفنان صيغت .. لفضاء ـ وضياء .. |
قلت: عفواً !!! من لأهل الأرض ـ يا أهل السماء!! |
* * * |
|
"39" |
قلت للسائل ـ إذ قال: أجبني عن سؤالي |
نحن بالكون مررنا .. لبقاء ـ أم ـ زوال .. |
هل إذا قلت ـ سيغنيك ـ ويغنيني مقالي؟ |
نحن لا نفتأ ـ أو نفتر عن هذا السؤال .. |
رحلة العمر تقضَّتْ ـ أو تبدَّت ـ بارتحال |
كلنا يسبح في أفلاكه دون مطال |
حكمة البارئ للأكوان ـ تغزو كل بال |
إنها ثورة أيام .. وأحلام ليالي |
أو هي القدرة لا تعجز .. حالاً بعد حال!!. |
* * * |
|
"40" |
قال لي: إنِّي بعيد الدَّار والأهل .. غريبُ .. |
قلت: ما في الناس شَاةٌ .. يا أخا الناس ـ وَذِيبُ |
إنما الإنسان ـ للإنسان جارٌ ... وقريب |
كل من في الكون بالحب إلى الكل حبيب!!. |
* * * |
|
"41" |
قال: ما نفع ثرائي |
وبقائي .. كأسير |
إن في جِسْمِي وَهْناً |
وبقلبي .. زمهرير .. |
قلت: حقاً .. خلجات |
الْحِسِّ حُبٌّ مستطير |
أنت بالمال غَنِيٌّ |
وإلى الحب فقير !!.. |
* * * |
|
"42" |
قالوا: هو الشعر في دنياك معترض |
طريق مجدك. لم ينهض به فردُ .. |
فقلت: حسبي بشعري أن أكون به |
وليس فَوْقِيَ من دُنْيَاكُمُو أحدُ .. |
* * * |
|
|