الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

الْجَزِيرَةُ.. تَقْرَأ..

يَا نَبِيَّ الْقُرْآنِ.. وَالْعِلْمِ فَرْضاً

أوْجَبَتْهُ شَريعَةٌ.. لَنْ تَبَاهَى ⁽¹⁾

مَطْلَباً غَالِياً.. عَزِيزَ الْمَرَاقي

قَدْ أَنَألَ الأَكْوَانَ أَحْلَى مُنَأهَا

أَنْتَ أهْدَيْتَ لِلْجَزيرَةِ أَغْلَى

مَا اسْتَعَزَّتْ.. بِعِزِّهِ.. دُنْيَاهَا

جِئْتَهَا بالْكِتَابِ آياً تَلَتْهَا

كَتَبَتْهَا: عِلْماً زَهَا.. فازْدَهَاهَا

لَمْ تُفْرِّقْ بَيْنَ الْجَنَاحَيْنِ: بِنْتاً وَصَبِيًّا.. قَدْ حَلَّقا فِي سَمَاهَا

فَأَطَالَتْ عُمْرَ الْحَيَاةِ.. عَريضاً

وَحَفِيلاً.. وَمُشْرِقاً.. تَيَّاهَا

حِينَ شَادَتْ شَتَّى الْمَعَاهِدِ عَمَّتْ

فَأَزَالَتْ عَنِ الْقُلُوبِ عَمَاهَا

وَاسْتَطَالَتْ بِالْجَامِعَاتِ مَنَاراً

ضَمَّ أَجْيَالَهَا.. مَدىً.. لِمَدَاهَا

مُذْ تَجَلَّتْ بِرُوحِهَا عَرَبيًّا

مُسْفِراً صُبْحُهُ.. مَحَا ظَلْمَاهَا

مُذْ تَحَلَّتْ بِدِينَها.. بَدَأَ الْوَحْيُ كَرِيماً ((بِاقْرَأْ)) فَكَانَتْ هُدَاهَا

إنَّ ((إقْرَأْ)) بَعْدَ الشَّهَادةِ.. فيهَا

رُوحُ إسْلاَمِهَا.. وَسِرُّ قُوَاهَا

* * *

[1]

وحق للنبي بأن يوصف بأنه نبي القرآن ـ فالقرآن هو روح الدين الإسلامي وقاعدته الأساسية ـ باعتباره كتاب الله الكريم ـ وكلامه المنزّل على رسوله ومنه اشتق العلم المطلق والعام.. وقد وردت كلمة ((العلم)) في الكتاب العزيز مرات ومرات ـ كإشارة بارزة إلى قيمته وحيثية العلم العقلي والنقلي للإنسان وهناك علوم أساسية ملتصقة.. كالتفسير والفقه وعلم الحديث والواجبات والعلوم المرتبطة بحقوق الفرد والجماعة والتعامل.. وما إلى ذلك.. وإقرأ: في إيجازها اللفظي ـ وعموميتها البعيدة المدى هي المنطلق الأول والصحيح للجزيرة العربية.. والتي كان عدد القارئين فيها بالنسبة لآلافها المؤلفة ـ قبل نزول القرآن.. لا يتجاوز الأفراد مما يعطي الفكرة الحقة عن فشو الأمية وانتشارها.. الأمية الصماء ـ البكماء ـ تنزّه عنها رسول البشرية ـ.