يا منتهى الأمل المحبوب هل علمت |
عيناك، أنيَ طول الليل سهران؟ |
وهل دريت بما في القلب من حرق |
كأنها في صميم القلب نيران؟ |
أما عرفت ونفسي اليوم موجعة |
بأنني من ضناها اليوم حيران؟ |
وهل تحس بما ينتابها أبداً |
من الهموم، وهمّ النفس ألوان؟ |
أجل! فأنت الذي تدري بخافيتي |
سيّان في ذاك أفراح وأشجان |
فأنت أنت لقلبي سر حفقته |
وأنت أنت لعين النفس إنسان |
فيا رجاء فؤادي لا تظن سدى |
إني أحاول وصفاً فيه بهتان |
إني أحس كأني ريشة لعبت |
بها الرياح وجو الأفق غضبان |
أو إنني موجة حيرى تدافعها |
أمواج بحر وما للبحر شطآن |
أو أنني الطفل في أرجوحة غبرت |
سدى تميل به والطفل غفلان |
إني وحقك حيران ولا أحد |
يدري بذاك فما في الناس إحسان |
كم قد تدلهت والسلوى منوعة |
فعدت والقلب، مما كان، حسران |
يريد قلبيَ ما لا تستريح له |
نفسي، وللقلب والأهواء سلطان |
ويصرخ القلب حيناً ساخطاً حنقاً |
فبطبيه خيال فيك فتان |
وبين هذين لا زالت تصارعني |
عواطفي الكثر، والإنسان إنسان |