شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحب
موجهة إلى الأستاذ الشاعر علي حسن غسال، جواباً على قصيدته الموجهة إلينا استفساراً عن الحب.
أيها الصائغ الشعور عن الحب سؤالاً يجلو النفوس سناه
في قصيد كأنه نبتة الورد
ة دلت في الروض عن مجناه
ما تراني بعد الذي قلت في الحب محباً أقول عن معناه؟
والفؤاد الخفاق أصبح لا يهمس إلا للدهر عما جناه
في ظلام ووحدة وسكون
وانزواء يطول فيه عناه
بين دنيا من الحقائق مرت
كالحاتٍ تعافها عيناه
المعاني في كونها مثلات
يصطفيها من كان فيها فناه
والأماني ما بينها لمحات
يرتجيها من طال فيها مناه
والصفات المثلى مياسم هزء
يجتليها من قل فيها غناه
والهوى والجمال والمثل السامق فيها من كونها أدناه
هي دنيا مرادها المال لا غير
وللجاه بعده ما اقتناه
أي دنيا هذي التي تهزم القلب
بدعوى العيش البغيض السخيف
الخلي الحياة إلا من الصوت
تلاشى بين الأسى والرغيف
حيث ترديه في قرار من البيد
سحيق في همه ملفوف
جاثماً كالصدى توحد كالكهل
تعاي رهن الردى والحتوف
بعد أن كان والحياة لديه
روضة حلوة الرؤى والطيوف
بلبلاً راقصاً بها يتغنى
في ربيع لا ينتهي لخريف
أو وليداً يهيم في فرحة العمر
وفي فتنة الشباب المطيف
الهوى كونه العظيم بما فيه
حياة مليئة بالطريف
والأماني من حظه تتلاقى
بين وانٍ في خطوه وخفيف
والمعاني في روحه تتقلى
بين نارٍ وجنةٍ وقطوف
هكذا كان مثلما هو قد عاد
إلى أن يعود حر الوجيف
فإذا شاء أن يحدثك الآن عن
الحب قاله: معقولا
وحديث القلوب هيهات نرضى
عنه من منطق العقول بديلا
رغم ما تكشف العقول وتغزو
بأفانين علمها المجهولا
فلقد نكسب الحقائق علماً
عبقرياً يزيدنا تكميلا
ويزيد الحياة نوراً وهدياً
والأناسي قوة ومثولا
بيد أنّا فيما يجيش به الطبع أسارى للطبع فينا أصيلا
نستطيب الوهم المحبب معنى
مستسراً ونكره التحليلا
مطمئنين للمعاني اللواتي
أثّل العمر فرعها والأصولا
سنّة الخالق الأحاسيس
في النفس شعوراً يستبشع التعليلا
فالمعاني في الروح دنيا بها الروح ترى العلم في الحقائق غولا
والهوى والخيال والدين والشعر وما شاء كونها المأهولا
هكذا نحن في الحياة بدأنا
وإليها سننتهي ونعود
كرة، كرة، وجيلاً فجيلاً
فالطريف الطريف منا تليد
فكثير ممن نعدّ وليداً
هم لدى الواقع الصحيح جدود
ليس يفنى النوع المسلسل منا
أو يقينا من الفناء الخلود
طالما الحب في الحياة حياة
لبنيها، وزادهم والوقود
فهو للروح والقلوب غذاء
وهو للنفس والجسوم وجود
هو في غمرة الخيال خيال
ذهبي الألوان حيث يقود
مستسر التعبير، منقطع الصيحة
إلا فيما يحس العميد
وهو في ثورة الدماء نداء
حَرَكِيّ، في صوته، عربيد
مستقيم في شأوه لمداه
وسواء قريبه والبعيد
فسل العاشق المغرد بالأمس
إلى أين قاده التغريد؟
إنما الحب ما عرفت، وما كان من الكون سره وبقاؤه
وربيع الحياة والأمل المشرق فيها على النفوس بهاؤه
هو أغرودة الشباب لديها
وهو في هجعة المشيب عزاؤه
هو للفن مبعث الفن وحياً
عبقرياً تعددت آلاؤه
وهو للروح فرحة القلب بالقلب هوى فجر القلوبَ غناؤه
وهو للنفس دعوة الجسم للجسم صدى زلزل الجسوم نداؤه
فهو في كل ما يحس، ومن ينبض، بعث تنوعت أسماؤه
فترصد دنياه تنطق بالفتنة شعراً يسمو بها لألاؤه
في عبير الأزهار، في نغمة الطير، وفي السرب حرة أهواؤه
في ركام السحاب، في صفقة الريح، وفي الودق ثرة أنواؤه
في حنايا الصخور، في كنف الشط، وفي البحر فذة أحياؤه
في اعتناق الألحاظ، في خفقة القلب، وفي الصدر يستشيط ضراما
في اشتباك الأكف، في حيرة الصمت، وفي ومضة الثغور ابتساما
في التقاء الشفاه، في ضمة الصدر، وفي لمعة العيون غراما
في اهتزاز النفوس ألهبها الروح، وألغى من كونها الأجساما
في انطواء الأجسام، ترتشف الحس شعوراً وكنهه أجراما
في جنون الأهواء هوجاء لا تقبل وضعاً، ولا تطيق نظاما
في انبثاق الحياة ترجع بالكهل شباباً، وبالشباب غلاماً
إنه الحب كيفما كان في الأحياء حساً، وفي الجمال قواما
هو في الكون دعوة الحي للحي تساوى طبعه أو تسامى
إنه ثورة الحياة، وقفزات بنيها ضناً بها وهياما
والشباب الشباب لا يعرف الأين، خلواً، أو هجعة أو سلاما!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1165  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 150 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.