أبيت وجنبي كل ليل حليلة |
يصورها وهمي ويخطئها حسّي |
وما حيلة الملتاح يكربه الجوى |
وتطغى على أعصابه ثورة الجنس |
يحس سعاراً في الدماء يسوطه |
مساط ملقىً في الهجيرة للشمس |
وتخنقه من صورة الأمس قبضة |
تمثل في الملذوذ من صور الأمس |
يحن إلى اللثم العنيف ويرتوي |
من الضم بالتجميش والأخذ لا اللمس |
ويسدر في أتّونه متلدداً |
جهنمه فيه تلوب ولا تُرسي |
جنون شباب لا تطيق غوايةً |
طبائعُه لا للتقى رغبة الحبس |
فيا بنت أحلامي اللذيذة اقبلي |
فقد طال من طول ابتعادك بي تعسي |
كما طال بحثي عنك في كل من أرى |
محجبة، بحث العماة على لبس |
ويخطف قلبي مرُّ كل خريدة |
وإن حجبت أوصافها حبر البرس |
وما بي جماح الطيش خلفته لقى ولكن سكون العيش في كنف العرس |
تنوّلنيه في الحياة رغائبي |
محددة فيما تطيب به نفسي |
وفي كل ما يضفي على البيت فتنة |
معطرة الأنداء نابضة الجرس |
ويحرمنيه اليوم ناس رأيتهم |
يقيسون أقدار الأناسيّ بالفلس |
وإني فيمن فضَّل اللَّه بعضهم |
على بعضنا مستور عيشي من وكس |
فيا أخت أحلامي الجميلة هل أرى |
مكانك مني قد غدا دافئ المس؟ |
تعالي إلى جنبي المساء حقيقة |
فقد ضقت بالمصنوع من عمل الحدس |
شكول حليلات وشتى مفاتن |
يطول الدجى وهما لهن سدىً همسي |
كما ضقت بالموصوف لا أنا ناظر |
إليه وبالملفوف في الحبر الملس |
سقى الحسنُ إشراقَ السفور كما اشتهى هوى وجمالاً ناعم اللمح والجس |
وإرواء نفس لا تمل إليهما |
نزوحاً ولا تنفك دافقة الحس |
أبا عربٍ حالي كحالك لم يزل |
على غير حل رهن درسك أو درسي |
نفضنا إلى الناس الحقائق نصّعاً |
كما نصها الشرع المطهر من رجس |
رجاء انقياد الناس للحق سافراً |
سفور بنات الريخ رجلاً إلى رأس! |
فعدنا كما كنا وعادوا بغير ما |
أردنا رسوخاً في الضلالة والبؤس |
فهات الحديث الحلو طال عن المهى |
بأقصى بلاد الروم أو دارة الفرس |
ولا تتعجل بحثنا فنصيبنا |
من البحث أحلى من مطالبنا الشّمس |
كذا فلنقضِّ العمر من كان مثلنا |
يبيت فإن يصبح ففي حيثما يمسي |
أطلنا! فمن لي أو فمن لك بعدها |
بعِرسٍ أطلنا قبلها زفة العُرس! |