شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشِعر والشاعِر
يا أديباً وشاعراً
بهوى الفن مُغرما
من قديم عرفته
نابه الذكر في الحمى
كيف ودعت أيكة
كنت فيها مرنما
كلما ضقت بالأسى
فأردت التَنسُما
أو إذا هاجك الهوى
فاشتكيت التألما
عد كما جئت في الدنى
شاعراً جاء مُلهما
إنما الشعرُ كوثرٌ
من فمِ الخلد قد همى
فإذا فاض دافقاً
صافياً قد تبسما
أين من طيبُ سكره
خمرة الكرم واللمى؟
وإذا انساب هادئاً
وأسى الجرح حاسما
أين من برده الرجا
صح للناس راحما؟
وإذا ثار صاخباً
يلهب النفس والدّما
أين من حره اللظى
قاسي للذعِ مضرما؟
فارتشفه مشعشعاً
جاء يُزجي التراحُما
واصطحبه مرقرقاً
ساجياً إن تبرما
واجتنبه معكّراً
ثائراً قد تظلما
نما الشعر خالد
في ذُرى الدهر قد طما
لِربيَ الخلد والسما
أصله الطيب انتمى
سِر كما كنت طائراً
في السموات حائما
سابحاً في أثيرها
مُطلق الروح هائما
رَامقاً من عُلائها
ولديها العوالما
والمسِ البدر عاصراً
شفتيه ولائما
غاسلاً في ضيائه
منك قلباً مُعندما
شادياً في فؤادها
نغم الحب قد سما
أو فرافق قرائحاً
تملأ الجو حُوّما
طائفاً في جوارها
فَاكراً أو مُغمغما
أو فَلاعب ملائكاً
حُلوةً تسكن السما
سَامراً في رحابها
صَافيَ النفس باسما
طِر ترَ الأرض صخرة
فوقها الليل قائما
تنظرِ الأفق مسرحاً
لِسنى الحسن مفعما
تلمح الفجرَ حينما
يسطع الفجرُ هاجما
ترشفِ الزهر فائحاً
في سما الروض أضرما
تلمس الطل رائقاً
فوق واديه خيّما
تَشدُ والطيرَ عندما
قام صُبْحاً ورنّما
وترى الشمس كوكباً
من يد الغيبِ قد نما
فترى الكون صاحياً
بعد أن كان نائما
هكذا عاش كل من
عاش بالكون حالما
شاعراً يقطعُ الدُجى
من لياليه ناظما
قابضاً فوق عرشه
وعلى الطرس مِرقَما
لاَبِسَ الكون دارساً
صفحتيه وراسما
يعبدُ الحسنَ أينما
وجد الحسنَ ناعما
كلما الوحيُ هزه
تَخِذ الوحيَ سُلما
للسموات حيثما
تسبحُ الروح دائما
عاش روحاً طليقة
وفؤاداً مُقسّما
كلما هزه الهوى
أو شكا حرقة الظما
أو بكى موطناً له
هامدَ الروح جاثما
أرسل الآه قطعةٌ
أو قصيداً منظما
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1030  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 92 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان الشامي

[الأعمال الكاملة: 1992]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج