شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة تعليق لفضيلة الشيخ عبد الله بن بيه ))
ثم علق معالي الشيخ عبد الله بن بيه على ما دار من حوار فقال:
- الحمد لله رب العالمين، اللَّهم صلِّ وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.. سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه، سعادة الإِخوة الكرام أراني قائلاً مع الشاعر:
يا حبذا حين تمسي الريح باردةً
وادي غشيٍّ وفتيان به هضم
مخدمون كرام في مجالسهم
وفي الرحال إذا تلقاهم خـدم
وهم إذا الخيل جالوا في كواثبها
فوارس الخيل لا ميـل ولا قزم
لم ألق بعدهم قوماً فأذكرهم
إلاَّ يزيدهم حباً إليَّ هم
 
- هذا القصر هو وادي غشي بالنسبة لذلك الشاعر وهؤلاء الفتيان الذين نلقاهم دائماً في هذا الوادي تبقى معنا ذكريات حين نفارقه أنه لشيء جميل وشيء نادر أن نجد بعض الرجال يبذلون وقتاً ويبذلون جهداً ويبذلون مالاً لتكريم الفضل والفضيلة ومن تتمثل فيه الفضيلة وإنَّ مضيفنا الليلة هو من هؤلاء الرجال فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا ويعينه وأن يجعله ممن يسن السنة الحسنة فيكون له أجرها وأجر من عمل بها.
- إخواني لا أدري من أين أبدأ.. أريد أن أعلق تعليقات سريعة، أعتقد أنه يستحوذ على النفوس وضع العالم الإِسلامي، والنفوس تهتم بالكليات قبل الجزئيات، من أن نبدأ لحل قضايا العالم الإِسلامي؟ من أن نبدأ للوصول إلى رؤية صحيحة شاملة تندرج فيها جميع القضايا وتكون استراتيجية لحل ما يعانيه العالم الإِسلامي، الإِسلام لقي منصفين حتى في الغرب، هذا سفير ألمانيا هوفمان يكتب عن البديل الإِسلامي، وأن الإِسلام هو البديل للحضارة المعاصرة، وهذا جارودي الفرنسي يكتب "الإِسلام يسكن المستقبل". كل هؤلاء يشيدون بفضائل الإِسلام ولكننا نجد من بعض أبناء الإِسلام لؤماً وعقوقاً، ربما لا يسمحون لأنفسهم بأن يمدحوا الإِسلام كما يمدحه أولئك الغرباء الذين رأوا في الإِسلام نوراً ورأوا فيه منقذاً للبشرية من الويلات التي تعانيها، بالأمس القريب أنقذ المسلمون العالم من الإِمبراطورية الشيوعية، الجهاد الأفغاني كما شهدت به الصحافة الغربية كان من أهم العوامل التي أسقطت هذه الإِمبراطورية.. هل حمد الغرب لنا ذلك؟ أترك الجواب لكم.. أنقذناه قبل مئات السنين من المغول حينما انطلقوا لا يلوون على شيء فالمسلمون كانوا الجدار أمام المغول ثم حولوهم بعد ذلك إلى الإِسلام ومدنوهم.. هل حمد الغرب لنا ذلك.. إني أشك في ذلك أيضاً.. على مر التاريخ كان الإِسلام منقذاً، كان منقذاً للمسلمين وكان منقذاً لغير المسلمين حينما تهيج التيارات الخبيثة التي تحاول القضاء على البشرية تجد الإِسلام أمامها ليواجهها وليردها على أعقابها.. هل المسلمون على مستوى الإِسلام؟ هذه هي المشكلة، هذه مشكلة علينا أن نواجهها على مستويات متعددة، على مستوى التربية والتعليم، أن ننشئ مشروعاً حضارياً تعليمياً بإمكانه أن ينقل المسلمين نقلة حضارية إلى مستوى دينهم لا أن يرجع بهم إلى دينهم ولكن ليتقدم بهم إلى دينهم، علينا أن نواجه على المستوى الإِعلامي وهذا يشكل جواباً على الشيخ أحمد جمجوم؛ الفقهاء الذين تراهم في هذه الساحة الفسيحة لا يملك أيّاً منهم جريدة ولا يملك إذاعة، فما الذي تطلب منهم بعد ذلك وقد أصبح الإِعلام يسمى الآن بالقوة الرابعة إذا لم يكن القوة الأولى فعلى أهل الإِعلام هم أيضاً أن يقوموا بدورهم في هذا المشروع الحضاري لأن التحدي الحضاري هو تحد قوي جداً قبل أن نواجه الناس بالقوة وبالسيف يجب علينا أن نواجههم بالمنطق الحضاري، أن نقدم لهم هذا الدين كمنقذ للبشرية حيث يريد أهله أن يعيشوا في سلام أن ينوروا الطريق للناس بدلاً من هذا التصور الذي يمثل المسلم أو الأصولي بشخص يحمل قنبلة في كمه إذا كان له كم أو يأتي بسيارة مفخخة، يجب أن يتغير هذا ويجب أن يساهم الإِعلام في تغيير هذا جذرياً.. الجهاد الأفغاني وهو الآن في جدول الأعمال كان معجزة من هذه المعجزات، ثلاث عشرة سنة لم يأخذوا رهينة لم يختطفوا طائرة لم يحاربوا خارج رقعة الحرب أو رقعة الجهاد، ألا يدل هذا على التمدن الإِسلامي؟ على أن المسلمين فعلاً متمدنون وأنهم حملة حضارة تحيي الإِنسان ولا تميته تبث الحياة ولا تبث الدمار إن في ذلك لعبرة علينا أيضاً أن نساعد فقراء المسلمين من الناحية الاقتصادية، مشروعاً حضارياً تربوياً، مشروعاً حضارياً اقتصادياً، المسلمون في أنحاء العالم يتنصرون بسبب الفقر والفقر صنو الكفر، تستغل المنظمات المسيحية فقرهم لتبث بينهم الشرور وأعتقد أن معالي الدكتور محمد عبده يماني يعرف ذلك لأنه يقوم بمجهود في هذا المجال علينا أيضاً أن نحاول أن ننظم مشروعات اقتصادية متواضعة لهؤلاء الناس ليعيشوا في بلادهم هذا أمر مهم جداً، اقتصادياً، إعلامياً، تربوياً، تلك هي الأسس التي يجب أن تقوم عليها الحضارة الجديدة وأن نحاول إحياء الحضارة الإِسلامية من خلالها، أرجو أن نفكر في هذه الأسس وأن نحاول الانطلاق للدعوة التي هي دعوة للحياة.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم هي حياة حقيقية في الدنيا وحياة حقيقية في الآخرة، حياة الكرامة وحياة الخير والبركة في الآخرة، أشكركم وهذه طبعاً ملاحظات عابرة وأرجو بعدها أن أستطيع الانصراف لأني لا أستطيع تحمل السهر والسمر وأنتم تعرفون ذلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :531  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 163 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.