شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- واستجاب سماحة الشيخ مختار السلامي لطلب فضيلة الشيخ الحبيب بلخوجة فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. من مقتضيات الأدب أولاً أن أتوجه بالشكر والتقدير لصاحب هذا البيت العامر المحفوف بالعناية الإِلهية معالي الشيخ عبد المقصود خوجه فليتقبل مني باسم كافة الإِخوان كما تحدثت باسمهم في الجلسة الافتتاحية للمجمع هذا الشكر والثناء الذي هو به جدير على العناية الموصولة بالمجمع وبرجاله، وأخلص ثانياً إلى ما عمرت به نفسي من آثار وأنا أستمع إلى سرد الذين تقدموني في آثار هذه القضايا فإذا هو خضم وخضم كبير وأغرقني في هذا الخضم معالي الأمين العام بظنه الذي تجاوز الواقع فأرجو المعذرة إن كان حديثي سيقصر عن الصورة التي قدمني بها، فهو كرم منه شكراً لله له، وقد أثار في نفسي ما انتهى إليه معالي الأستاذ جمجوم في حديثه من إعلان الجهاد وأن الجهاد هو الحل لمشاكلنا، وفعلاً إنها نظرة عظيمة من سيادته ولكن هذا الجهاد ليس هو الجهاد كما نعلمه بالسيف أو بالمدفع أو بالرشاش، الجهاد في معناه الواسع الجهاد كما جاء في كتاب الله وجاهدوا في الله حق جهاده فإذا هو جهاد في إبعاده يبدأ أولاً بالنفس البشرية في هذه الأنانية الطاغية في كل واحد منا كيف يجاهد هذه الأنانية لينضم إلى إخوانه، حتى يكون هذا التناسق بين المؤمن وأخيه المؤمن القوة الدافعة للمسيرة لأنه إذا فقد هذا الجهاد النفسي لعوامل الأنانية تحول التعاون إلى تآكل وأدى التآكل هذا إلى فشل كما جاء ذلك في قوله تعالى: فلا تنازعوا فتفشلوا فتذهب ريحكم.. فهذا الجهاد الذي منه أخلص إلى هذا التعاون أو هذه الوحدة أو هذه الحبات المنتظمة للمجتمع الإِسلامي في تعاونه وتكامله والتي تبدو في صورة من صوره وفي جزئية من جزئياته يظهر المظهر الاقتصادي للعائلة الإِسلامية، والمظهر الاقتصادي أو الوضع الاقتصادي أو الاقتصاد الإِسلامي أحد أسسه الأولى الذي يربط الإِنسان بربه في كل تعاملاته هو هذا الذي يجعل المؤمن وهو ينشط في ميادين الاقتصاد لا يغفل لحظة من اللحظات إلى أنه مؤد لرسالة في هذا الكون وأنه مسؤول عنها، وبهذا الخلق أذكر أني كنت منذ سنتين أحاضر في جامعة ماليزيا في تيرانقو وأكرمني إخواني هناك أكرمهم الله فأقاموا كما أقام معالي الشيخ حفلة عشاء حضرها كثير من أعيان القوم ووجهائهم وتحدثت فكان حديثي عن الاقتصاد فقلت لهم: إنَّ هذا البلد بلغه الإِسلام وحل قلوبكم وكونتم به دولة برجال الاقتصاد الإِسلامي، فكانوا في سلوكهم وفي تعاملهم فتحوا قلوب هذه الجزر إلى الإِسلام فانظروا اليوم موقعكم في حمل هذه الرسالة التي أنتم مكلفون بها لأني وجدت أنَّ الاقتصاد في ماليزيا بيد غير المسلمين ونبهتهم إلى أن الخطر الداهم هو أنَّ قوة الاقتصاد تؤثر حتماً في السياسة وأنَّ المال سيستطيع في يوم من الأيام إن لم ينتبهوا أن يسلب الحكم من أيديهم كما سلبه في بعض الجزر التابعة لماليزيا، ومن هنا يظهر أن دور الاقتصاد في ارتباطه بالمد الإِسلامي وبالحفاظ على الإِسلام يعتبر إحدى الركائز التي لا بد من أجل علوها، علماء الأمة من ناحية، ورجال المال من ناحية أخرى، ورجال الساعد من ناحية ثالثة أن يتعاون هؤلاء الثلاثة على توجه إسلامي في الاقتصاد، ونسأل ما هو هذا الاقتصاد الإِسلامي الذي نتحدث عنه؟ الاقتصاد الإِسلامي هو الذي يحقق الوحدة الإِسلامية النافية للاستغلال، ونفي الاستغلال يعني ألاَّ يستغل رأس المال القوة العاملة والقوة الفكرية ولا تستغل القوة الفكرية قوة رأس المال وتظلمه، وهنا نجد منهجاً اقتصادياً يختلف تماماً عن قوة الاقتصاد العالمي سواء أكان اقتصاداً رأسمالياً أو كان اقتصاداً اشتراكياً، إن تحقيق هذا التوازن بين رأس المال وبين العامل، وأنهم جميعاً مع رجال الفكر المخططين يشعرون جميعاً بالعبودية لله وبالمسؤولية عن العمل تبدو الملامح الأولى أو الخطوط الأولى للاقتصاد الإِسلامي، فإذن رأس المال محترم جهد العامل محترم، التشريع الذي ينظم بين هؤلاء وهؤلاء ليس تشريعاً مستنداً إلى رأس المال ولا إلى العامل ولكنه مستند إلى إله صاحب المال، وإله العامل معاً وهذا ما فقده الاقتصاد الآخر. كل أنواع الاقتصاد تتكون من المجالس النيابية وهذه المجالس النيابية تتأثر في توجيه الاقتصاد، أما وجهة العامل فتحيف على رأس المال، أو بوجهة رأس المال فتحيف على العامل.. وهنا يأتي مجمع الفقه الإِسلامي ليعطي الحلول التي تجعل الاقتصاد يتطور التطور المساعد على النمو والمحقق للخلافة في الكون بتنمية الحوافز لرأس المال لينطلق وللعامل ليخلص في العمل فأنا لا أريد أن أثقل عليكم بالمواصلة وبالكثرة في الكلام ولكن هي خطوط أولى كمشاركة أكرمني بها الإِخوان أكرمهم الله، وشكراً لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :565  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 162 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.