شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المربي الذي فقدناه!؟
بقلم: ناصر المنقور
خفف الوطء ما أظن أديم ال
أرض إلاّ من هذه الأجساد
منذ عشرين عاماً أو تزيد، عرفته شاباً شاعراً أديباً فقيهاً، شاركته الإقامة تحت سقف واحد في أرض الكنانة أربعة أعوام أو تزيد.. ثم زاملته في الحياة الوظيفية فترة قاربت العشر سنوات، كنا لا نختلف إلاّ لنتفق، فهو محب لعمله. مكب عليه، يعمل في صمت ويتابع أحدث النظريات التربوية. وكان الروتين في عمل يشغلني ويكاد يلتهم كل وقتي أو جله، وفي الاجتماعات الخاصة بالمناهج والأنظمة كنت أجد فيه ناقداً هادفاً رزيناً مخلصاً دقيقاً. وكنت أعجب به ولو اختلفت معه.
ثم عرفته صديقاً بعد أن تركت الحقل الذي يعمل فيه. وكنت اختلف إلى مجالسه في بيته الذي اختاره لسكنه قلب مدارس الثغر النموذجية في جدة. كنت أجد فيه مكتبة حقة حافلة بأحدث النظريات التربوية المواطن الذي فقدناه: الأستاذ محمد عبد الصمد فدا..
لا أعرف لمن أقدم العزاء.. هل أقدمه إلى تلك البراعم التي هي في عمر الزهور: (نادية، أريج)؟ أم أقدمه إلى والدتهما شقيقة الصديق الشريف حامد عامر؟ أم أقدم العزاء إلى والده الشيخ الوقور عبد الصمد فدا؟ أم أقدمه إلى أشقائه سليمان وعبد الغفار؟ أم أقدمه إلى أصدقائه الكثر، وأنا أحدهم، أم أقدمه إلى منشئ مدارس الثغر والساهر عليها الأب الملك فيصل بن عبد العزيز؟ أم أقدمه إلى طلاب مدارس الثغر الذين وجدوا فيه الأب والأخ والموجه المجرب والوطني المخلص؟ أم إلى وزارة المعارف وهي تفقد رجلاً من أخلص رجالاتها؟! أم إلى جامعة الملك عبد العزيز الأهلية وهو أحد أعضائها المؤسسين؟ أم أقدم العزاء إلى كل مواطن يعيش على أرض بلادنا الحبيبة؟
((كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)) إذا كان الأستاذ محمد فدا قد غاب عنا بجسده فسوف يظل ذكره ملء مجالسنا وفي قلوبنا، وسوف نظل نذكره وندعو له.. ومن حقه علينا أن نرعى تلك البراعم التي في عمر الزهور حتى تستكمل تعليمها الجامعي وهو ما كان يهدف إليه الراحل الكريم. ومن حقه على مدارس الثغر أن تطلق اسمه على إحدى قاعاتها الكبيرة لتخليد ذكراه. ومن حقه على جامعة الملك عبد العزيز الأهلية، وهو أحد أعضائها المؤسسين، أن تخصص باسمه جائزة سنوية تمنح باسمه، وسوف تجد بين مواطنيه من يتبرع ليغطي نفقات تلك الجائزة..
أنا لستُ قلقاً على مصير نادية وأريج ووالدتهما ما دامت يد الفيصل تمتد إلى مواساة المواطنين الذين أخلصوا لبلادهم، والفيصل الأب الملك يعرف الفقيد ويقدر عمله كما يقدر عمل المواطنين المخلصين.
رحم الله الفقيد وألهم أهله وذويه وأصدقاءه الصبر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :847  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 52
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج