الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

المدرسة الحديثة

ـ لم تعد المدرسة الحديثة بعيدة عن الحياة، بل صارت صورة كاملة من الحياة.. وأي مدرسة لا تأخذ نفسها بهذا الاتجاه، تسجن نفسها وطلابها، وتنقطع صلتهم بمن حولهم.. فلا يمكن إفادتهم أو الإفادة منهم.

هكذا تفهم (مدرسة الثغر النموذجية) أهداف المدرسة الحديثة، اقتضاها ذلك الآخذ بكثير من الوسائل التي سبقت تجربتها في معاهد التعليم في مختلف بلاد العالم، بعد أن طورتها إلى ما يلائم بلادها المقدسة.. وهذه هي النظم التي تسير عليها:

ـ وصل المدرسة بالخارج ووصل التلميذ بالحياة.

ـ نظام الأسر الذي يهدف إلى جعل التلميذ فرداً في جماعة، له عليها حقوق وعليه لها واجبات.. وهذه هي صورة الحياة في الخارج.

وهذه الأسرة تتكون من طلاب مختلفين في سنوات دراستهم وأعمارهم وخبراتهم وهواياتهم.

وهكذا تكون الأسرة في الحياة وينشأ بين أفراد الأسرة نوع من التآلف والتواد والتنافس أحياناً بعضهم مع بعض أو مع بعض الأسر الأخرى، وتنشأ عن هذا التنافس مباريات تكون دائماً مفيدة ومجدية، ومع أن هذا النظام الجديد أخذناه عن غيرنا فإننا سلكنا به مسلكاً يلائم بلادنا وديننا.

فقسمنا المدرسة إلى أسر ثلاث هي: أسرة خالد، وأسرة طارق، وأسرة بلال، ليكون للطلاب من هذه التسمية شجاعة خالد، ومغامرة طارق، وفدائية بلال، وسرنا بهم في نظام الأسر على الأسس الدينية للأسرة من حيث التعاطف والتواد، ورعاية الآداب العامة والمحافظة على الواجبات الدينية.

ـ نظام الرائد: وهو نظام يهدف إلى جعل التلميذ فرداً في جماعة أقل من الجماعة الأولى في الأسرة، لكنها متجانسة إلى حد ما، فإن نظام الرائد يجعل الصف الدراسي وحدة واحدة، وهي وحدة متجانسة في ثقافتها، متقاربة في أعمارها، يشرف عليها الرائد وهو أكثر المدرسين حصصاً في الفصل.

ـ الجمعيات: وهو نظام يقوم على إعداد كثير من النواحي الثقافية الملائمة للطلاب وبيئتهم، وتوزيع الطلاب عليها بحسب ميولهم ورغباتهم على أن يكون ذلك ضمن حصص محددة في خطة الدراسة.

ـ في الهوايات العملية: وهو نظام يقوم على إشباع رغبات أصحاب الهوايات في وقت فراغهم خارج الفصل ـ وهذه النظم جميعاً تساعد على صنع رجل المستقبل واتصاله بالحياة وزيادة ثقافته.

ومع أن كثيراً من المدارس النموذجية يطبق نظاماً واحداً منها، أو اثنين، فإننا عملنا على الإفادة من هذه النظم مجتمعة لسد الثغرات التي يمكن أن توجد من الاقتصار على نظام واحد أو اثنين، وبذلك صار طالبنا عضواً عاملاً في مجتمع راق يأخذ فضائل مجتمعه الخارجي ويحرص عليها، مع تجنبه نقائض المجتمعات.