شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
خُطى القلم
فن الطباعة
* بقلم: عبد الله رجب
من أدبائنا الرواد المرحوم محمد سعيد عبد المقصود خوجة، وأحمد كثيراً ((المؤتمر الأول للأدباء السعوديين))، الذي انعقد قبل عشرين سنة في رحاب جامعة الملك عبد العزيز ـ ومديرها يومئذ معالي الدكتور محمد عبده يماني ـ حين أكد زيارة هذا الأديب بتكريمه ضمن تسعة أدباء ـ من المتوفين ـ تقديراً لجهودهم في إرساء قواعد الحركة الأدبية في ظل الدولة السعودية.
أما الأدباء الذين جرى تكريمهم مع رائدنا فهم: حمزة شحاتة، خالد محمد الفرج، الطيب الطاهر الساسي، عبد الحميد الخطيب، محمد سرور الصبان، محمد عبد الله بن بليهد، محمد بن عبد الله بن عثيمين، ومحمد عمر عرب.
وصراحة أن محمد سعيد عبد المقصود ذو اثر جيد في الحركة الأدبية، ولكنه ـ فيما أزعم ـ لم يأخذ حقه ونصيبه من البحث والدراسة، ولقد آن الأوان لتحقيق بعض ما يستحقه هذا الرائد، على المستوى العلمي الأكاديمي، وذلك واجب الجامعات وكليات الآداب بها.
ومحمد سعيد عبد المقصود له كتابات تاريخية تتسم بالشمولية والدقة في المعلومات، ومن ذلك بحثه القيم عن ((الطباعة في الحجاز))، الذي نشرته له صوت الحجاز عام1357هـ، 1939م، وفيه يؤرخ لبداية فن الطباعة الذي دخل الحجاز عام 1300هـ. حين جلبت الحكومة التركية مكنة بدال صغيرة، وبعد عامين جلبت مكنة أخرى متوسطة، وكانت من النوع المتداول تلك الأيام، وبعد مضي خمس وعشرين عاماً أسس الشيخ ماجد كردي أول مطبعة في مكة المكرمة وأحضر لها أدوات كثيرة وأنفق عليها أموالاً باهظة كل ذلك سعياً وراء تحسين هذا الفن وانتشاره، وفي العام نفسه تأسست في جدة مطبعتان أهليتان إحداهما مطبعة الاصلاح، والأخرى مطبعة شمس الحقيقة وقد كان لكل منهما شركة تجارية تتولى أعمالها، وفي عام 1328هـ، تأسست في المدينة المنورة مطبعة صغيرة وفي عام 1335هـ، أسس فخري باشا في المدينة مطبعة حكومية صغيرة.
وقد كانت عموم هذه المطابع تسير على الطرق العتيقة في الطباعة وشعبها، وبالرغم من ذلك فقد أدت خدمات وطنية حسنة بالنسبة للوسائل الاقتصادية والحياة الثقافية والملابسات السياسية التي كانت تكتنف هذا الوطن. وقد ضعفت أطوار المطابع الأهلية في زمن الحكومة الهاشمية، أما المطبعة الأميرية فقد كانت تؤدي أعمالها الحكومية بآلاتها وأدواتها التركية هكذا يمضي البحث في التتبع التاريخي ويربط الحاضر بالماضي فيقول الكاتب العزيز:
((وبعد أن استتب الأمر لحكومة جلالة الملك أطلقت على المطبعة الأميرية ((مطبعة أم القرى))، وأعطت فن الطباعة عنايتها فاستحضرت وزارة المالية في عام 1345هـ، مصباح طبارة من سوريا وعقدت معه اتفاقاً على تعليم بعض الحجازيين فن الحفر وعمل الطوابع)).
ومن هذه الخطوة وما تلاها، استفاد عدد من المواطنين وتعلموا أو أصبحوا معلمين بغيرهم، وبمرور الزمن تطورت مطبعة أم القرى ووسائل الطباعة بها من اليدوي إلى الآلي، وشهد عام 1357هـ، إرسال أول بعثة إلى الشقيقة مصر بهدف التخصص في الطباعة وفنونها.
رحم الله الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجة فقد كان بحاثة بحق، فاستحق الريادة عن جدارة.
جريدة البلاد العدد 10851
18/10/1414هـ، الموافق 30/3/1994م.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :401  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 52
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج