شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عبد المحسن القحطاني ))
ثم أعطيت الكلمة للدكتور عبد المحسن القحطاني - عميد كلية القبول بجامعة الملك عبد العزيز بجدة - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.. أحمدك اللهم ربي حمداً يليق بجلالك وقدرك، وأصلي وأسلم على رسولك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد:
- فقد ابتدأ الحديثَ الأستاذ أمين العبد الله، ثم أعقبه الدكتور محمد العيد الخطراوي، فأفاضا في أمور المخطوطات العربية، هذا الأمل الَّذي انقسم الناس حوله فريقين، فريقٌ يُقبل عليه بِغَثِّه وسَمينه، وفريق يُحجم عنه؛ وأرى أن الأستاذ الدكتور عبد الله عسيلان ظل هذا السؤال هاجساً في ذهنه، حينما عرفْتُه قبل سبعة عشر عاماً، وهو يحاول - فعلاً - أن يقف وقفةً صادقةً لهذا التراث، لأن المخطوطات العربية الإسلامية -كما تعرفون- قريبةً إلى القلب وإلى النفس، لأنها جزؤنا الثابت، تحتاج إلى من يرعاها ويصونها، ويُبرز أجمل ما فيها.
- كما تعرفون: أن المخطوطات اعتبرها فريق من الدارسين - أشار إليه الدكتور محمد العيد الخطراوي - يكتفي بأن يضع اسمه على طُرَّةِ الكتاب، والحقيقة أقول: إن المحقق الحق رجل مظلوم، لأنه ليس الرجل الأول في هذا العمل، وإنما هو الرجل الثاني؛ أول ما يقرأ الإنسان الكتاب يأخذ العنوان ثم المؤلف، وإذا بالمحقق يتساوى مع آخرين.. وهو قد بذل جُهداً فيه كثيراً؛ ويعلم الله أنني أعرف الأستاذ الدكتور عبد الله عسيلان حينما كان يسابق البروفسيور فؤاد سيسكين.. في معهد المخطوطات العربية، لأن القارئ الباحث لا يسمح له إلا بساعتين فقط، وبعد ذلك عليه أن يترك الفرصة لباحث آخر؛ فكانوا يأتون من الفجر فؤاد سيسكين هذا الرجل العظيم، الَّذي أوقف حياته على التراث الإسلامي.
- الدكتور عبد الله عسيلان رجل وهب نفسه لهذا التخصص، وهذا التخصص - كما تعرفون - ليس صاحبه - دائماً - محظوظاً، ولكنه يكتفي بأن يُقدم هذا العمل ابتغاء لوجه الله (سبحانه وتعالى) وليُقدم للمؤلفين والمفكرين دراسات جديدة، لأن كثيراً من الباحثين يتكئون على المطبوع، منه يستقون وعليه يُحيلون؛ وربما يكون هناك مخطوط جاء بأفكار ظلت ردحاً من الزمن، وهي مظلومة لأنها تُردد في كُتب؛ وفي كتابٍ آخر تجد أن تلك الأفكار حَرِيَّةٌ - فعلاً - بأن تُدرس؛ ولعلي اطلعت على تاريخ مكة للأزرقي والفاكهي، وكثير من الروايات التي تجعل الفضل لمؤلف متأخر؛ بينما بدأها مؤلف قبله.. ولكنه أقل حظاً من لاحقه.
- هنا أنا أقول: إن هناك عدة أسئلة تدور في ذهن الدكتور عبد الله عسيلان؛ نحن نعرف تماماً أن المستشرقين قدَّموا دراسات في القرن التاسع عشر وبداية العشرين للمخطوط العربي، هم قدموه بجهودهم ونواياهم؛ لا نستطيع أن نقول هل هم يقرؤون النص العربي الإسلامي قراءة بريئة أو لا؟ ولكنهم قدّموا حتى أيقظ الله لأبناء الأمة الإسلامية من تَسَلَّمَ هذا الدور؛ أعرف الأستاذ الدكتور عبد الله عسيلان، وهو حينما تَطَأُ قدمه مصر تجده مع المحققين، لأنه عشق التحقيق.
- وأقول لكم: إن العمل في المخطوطات لا يستطيع أن يقوم بها إلاَّ من وَطَّنَ نفسه وجَثا على الركب، ولازم الشيخ؛ وإلا لن يستطيع أن يُقدم تحقيقاً يُحترم وتحقيقاً يشار إليه.
- أقول: إن الدكتور عبد الله عبد الرحيم عسيلان، وهب نفسه لهذا، ونحن الآن في عصر تخصصات.
- أقول: إنه حينما يأتي أي باحثٍ ليسأل عن مخطوطاتٍ في عالمنا العربي والإسلامي، فإنَّ أول ما يشار إليه: هل ذهبت للدكتور عبد الله عسيلان لتسأله أم لا؟ حينما كان عميداً لشؤون المكتبات؛ وهذه ميزة كان يذهب للمكتبات الخاصة، لأن المكتبات الخاصة لم تصلها الفهرسة ولم يُعرف عن مخطوطاتها شيء، فكان يشتريها.. سواءاً كان في أوروبا أو في آسيا أو في أفريقيا، ليتكلم عن القارات؛ وكون مكتبةً كبرى بجهوده وتضافرت الجامعة معه، فكوَّن مكتبة كبيرة من المخطوطات العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- لا أريد أن أتحدث عن المخطوطات وتقنيتها.. أو تحقيقها، لكن أقول: إن على الأستاذ الدكتور عبد الله عسيلان أن يُكمل مشواره أمام هذا المخطوط الَّذي ظُلم! ظُلم من المتعصبين له ومن المتحزبين ضده، وهذا يحتاج إلى وقفةٍ متأنية، لعل شيخنا الدكتور المنجد أول من تطرق إلى ذلك؛ وكما تعرفون أنه يجب - فعلاً - أن نفرِّقَ في التحقيق مثل ما نفرق الآن بين التصوير والطبع، أن نفرق بين تحقيق وآخر؛ وأقول لكلمة الحق: أنني قرأت رسالة الدكتور عبد الله عبد الرحيم عسيلان قبل أن تُطبع، واستفدت منها فائدةً كبيرة، وهو جدير بأن يكون بارزاً ورائداً في هذا التخصص؛ نحن الآن - نحمد الله - أصبح في بلدنا من يُشار إليه بالبنان؛ لا يَضُر الإنسان أن يكون متخصصاً في شيء، لأننا أمام موضوعات ولسنا أمام أشخاص.
- أنا أريد لهذا الموضوع من يخدمه، فإذا ركزنا على الموضوعات وتركنا الأشخاص؛ أنا لا أطالب - الآن - أن يكون عبد المحسن بارزاً في كل النواحي العلمية، من نقد وأدب وشعر، ولكن أريد أن يركز على جانبٍ واحد ويعطيه حقه؛ أقول إن الدكتور عبد الله عسيلان، رائدٌ من رواد خدمة التراث العربي والإسلامي في المملكة العربية السعودية، وليسمح لي إن قصرت في الحديث عنه؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :541  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 149 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.