في واحة تعبق روضاتها |
ونبعث الغبطة ربواتها |
خميلة دانت زميلاتها |
لحسنها المنمنم المستفيض |
* * * |
تعابث النسمات أشجارها |
ليستثير الشدو أطيارها |
وتفتح الاكمام أزهارها |
لتلهم الشاعر وحى القريض |
* * * |
آوى اليها شاعر ملهم |
سامى الخيال بالأسى مفعم |
لما رأى أمته تحجم |
عن المعالى وتسوم النقيض |
* * * |
وبينما الشاعر في وحدته |
يجلو جمال الكون في جنته |
تطربه ألحان قيثارته |
في ذلك الروض الأغن الاريض |
* * * |
اذا بصوت مفعم بالأنين |
منبعث من عمق قلب حزين |
فالتفت الشاعر كى يستبين |
فهاله الشعب يكاد يفيض |
* * * |
فاستيقظ الشاعر من غفوته |
واعتزم التوبة من هفوته |
وازمع التفكير عن جفوته |
وعاد يدعو قومه للنهوض |
* * * |
وصادفت دعوته اذنا |
صاغية تواقة للهنا |
آلمها سقوطها في العنا |
وراعها أن الجناح مهيض |
* * * |
ما كان الا أن سرت كهرباء |
حبَّ اعتناق المجد والارتقاء |
في ذلك الشعب فولى الشقاء |
وانجبر الكسر وقام المريض |
* * * |
وهكذا الشاعر ان يعتصم |
بعزلة الفكر تردت أمم |
وان يحن منه التفات لهم |
أنقذهم من دركات الحضيض |
* * * |
فالشعر نبراس لمن ينشدون |
ذرى العلا بضوئه يرشدون |
فان خبا مصباحه بعض حين |
عنهم فهم من أمرهم في جريض |
* * * |