(( كلمة المحتفى به |
الأديب المبدع عبد الله عبد الرحمن الجفري ))
|
- ثم أعطيت الكلمة للأديب المبدع الأستاذ عبد الرحمن الجفري، فقال: |
- بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: |
- إخواني أعضاء منتدى الحب، كما قال أخي حمد القاضي: إننا نجتمع في مناسبة الحب أو المحبة، فإن أخي وصديقي الأستاذ عبد المقصود خوجه يصنع المحبة دائماً، بل هو يبتكر مناسبات لها، حتى يعمق وشائجها في قلوبنا؛ إن منتداه يشكل في عطائه مكاسب الحب أولاً وآخراً، قبل أن يتخذ شكل النادي الأدبي أو الملتقى الأدبي. |
- فالنادي الأدبي قد يصطفي بعض الناس.. وقد يتناسى البعض الآخر، لكن عبد المقصود خوجه في منتداه يجعل الحب وحده هو الَّذي يصطفي الناس.. وهذه ميزته؛ وأخي عبد المقصود يتفضل عليَّ دائماً في كل مناسبة وبغير مناسبة، ولكني أود هنا أن أُذَكِّر بالفضل.. فهذا الحفل هو الحفل الثاني لتكريمي في منتدى عبد المقصود خوجه، هذا الرجل يؤكد أنه لا يضيق بنجاح الآخرين.. بل يحتفي بهذا النجاح، وهذه أولى صفات الوشائج التي تعمق الحب، وتحيل تربتنا - التي تكاد تجف - إلى تربة تمنح الزرع دائماً.. والزرع حب، أو الحب زرع.. فما أصعب علينا اليوم أن نزرع الشجرة ثم نرويها، مهمة الحب في هذا العصر أصبحت صعبة. |
- فإذا كنت أريد أن أشكر صديقي وأخي الأستاذ عبد المقصود خوجه، فإني متأكد أن عبارات الشكر والتقدير، والامتنان لا تقف أمام خفقة قلب واحدة، ولا شك أنه استدعى خفقات قلبي كثيراً.. مثلما استدعى دموعي الشاكرة والفرحة بحبه للناس؛ بل هو يعبر عن حبه لبلده من خلال تكريم من يجمع الناس، أو من يرى بعض الناس أنهم يستحقون التكريم، وهذا وفاء جميل ينبغي أن نؤكد عليه في كل مناسبة، وفي كل محفل، وفي كلمة نكتبها. |
- لعلي في هذه الليلة الجميلة أفتقد بحزن شديد أستاذي ومعلمي محمد حسين زيدان، وهو الرجل الَّذي نجده دائماً نخلة تعطي.. وإن تحملت العطش، ودعاؤنا إلى الله أن يشفيه؛ كما أفتقد صديقي، بل أخي ورفيق مشواري.. أبا الشيماء، ولكن رحلته مع العلم تشفع له؛ أما أستاذي الكبير عزيز ضياء، يجعلني أقول.. ربما أستغني عن الإطراء والمديح حقاً، ولكني أحتاج كثيراً ودائماً إلى حبكم جميعاً.. وأحسبكم لا تحرموني هذا الحب، ولكنكم تزيدونني حباً ووفاء؛ الأستاذ عزيز من رموزنا الكبار، ورائد من روادنا الَّذين نلتف حولهم ونتعلم منهم؛ ونعتب عليه اختفاءه ووقوفه عن الكتابة، فكأنه امتنع عن تعليمنا؛ واسمحوا لي أن أقول في البداية باسم أستاذنا الشاعر الكبير محمد سعيد بابصيل، فوجئت بعودته، وفوجئت به يقول قصيدة.. وهذا الرجل تاريخ كبير، ولا أستطيع أن أتوسع هنا، ولكني أود أن أقول له: لتهنأ فإن غرسكم لا بد أن يثمر. |
- أحسب أن الحفل قد طال عليكم، ولا أريد أن أجشمكم الوقت الأطول، لكني أود أن أتحدث إليكم من منطلق الحب أيضاً، فلا أريد أن أقص عليكم حكاية رحلة كاتب، ولا مشواره الأدبي، ولا معاناته، ولا فرحه الطفولي، في بعض لحظات الوفاء من الناس.. حتى ممن لا يعرفهم، ولكني مررت بهذه التجربة التي رغم ما كان فيها من ألم جسماني، فقد أحسست منها بسعادة عظيمة وفرح بدون حدود. |
- حقاً لا مقابل للفرح، لا مقابل للوفاء، لا مقابل للحب، فكيف أجازي كل هؤلاء الناس، وكيف أقابلهم بحبهم؟ حبي لهم عظيم وكبير، ولكني اكتشفت أنه حب أضأل من حبهم؛ من هذا المنبر أقول لبلدي.. وأقول لأهل بلدي: لقد منحتموني عمراً جديداً.. وأنا صادق في هذا الإحساس، والعمر الجديد هو مشاعركم والتفافكم حولي. |
- أريد أن أتوقف قليلاً عند بعض الكلمات المشكورة، التي تفضل بها عليّ أساتذتي وإخواني وزملائي، الأستاذ الكبير هشام حافظ، أقول له: سعدت والله بحضورك؛ وأقول له: لقد مات التيس وبقيت القرون، أي خمد الجنون وبقي العقل مع رعشة أو رهصة الحب؛ المهم أن الَّذي مما يبقى بيننا لا بد أن يكون هو الحب، ولا بد أن أحمد للأخوين هشام ومحمد علي حافظ أنهما قدماني كاتباً سعودياً من خلال مطبوعاتهما، لأكون كاتباً عربياً معروفاً في أوساط القراء العرب.. وهذا الفضل أدين به لهما. |
- أخي حمد القاضي، فهو أخي وقد جمعتنا أيام عفوية، لكنها كانت تشكل ذكريات هي من فرحة الشباب.. ثم من معاناة الرجال؛ وهناك في الرياض حمد القاضي وفهد العريفي، وغيرهما.. وجدت لديهم مواقف الرجال. |
|
- الدكتور مناع أعادنا بذكرياته إلى شبابنا، وزهوة رابطة الصداقة الأثمن التي ربط بينها الفكر؛ أقول له: إن النسيج المشترك الأقوى، يتمثل في صدق الحوار الَّذي كان بيننا فكراً، ولأني لا أستطيع أن أصم أذني عن صوت فيروز، فإني لا أستطيع أن أصم أذني وعقلي عن عبارة يكتبها عبد الله مناع، وأنا صادق في ذلك. |
|
- أخي يحيى توفيق، والله لا أستطيع أن أجاريك شعراً ولا حتى نثراً.. وليست المجاراة لك بالكلمات أو الإبداع، ولكني أقصد مجاراتك في مشاعرك الصادقة، وهذه تجازيك عليها الأيام. |
|
- أخي علي الرابغي، رفيق مشوار العمر.. نتذكر شقاوة صبيان هذا الزمان، فنحمد الحمد لله أن تقدمت شقاوتنا عن هذا الزمان، لكننا اكتسبنا من وشائج الكتابة التي جمعت بيننا - أو القراءة - رؤية لمعنى الصداقة، رؤية لمعنى التمسك بالصديق، وهذا ما كنت أدعو إليه - وما زلت في كثير مما أكتب - إلا أن جيلنا هو الجيل الَّذي صمد أمام كل الماديات، ليحافظ على روابطه في الصداقة، وأقول بكل فخر: إننا جيل وفي.. |
|
- محمد عبد الواحد، لقد أوفى في مقاله المكتوب في الأربعاء، وقلت له يومها: كأنك كتبت رثائي، فمثل عبارات الحب هذه لا تقال في عالمنا العربي - غالباً - إلا بعد موت الأديب، لكن محمد عبد الواحد قد مزج ذلك بصدق مشاعره، بإعجابه، بأسلوب محمود السعدني.. ولكن بلهجتنا، ولذلك فنحن نتقبله ونسعد به. |
|
- صديقي مصطفى زقزوق الَّذي بيننا كبير.. قصيدتك أعتبرها رباعية في ديوان شعر عن عبد الله الجفري؛ لا أستطيع أن أقول لك شكراً.. فالشكر لا يقال في مواقف الحب. |
|
- كل الأساتذة والزملاء والإخوان الَّذين تفضلوا هذه الليلة بالحديث عني.. قد أسعدوني كثيراً، وقد منحوني قدرة جديدة على الاحتراق من جديد في عالم الحرف والكلمة. |
|
- ولا أجد في آخر الكلام - كما أكتب دائماً - أصدق ولا أجمل من قصيدة الشاعر الكبير أحمد سالم باعطب، لكن آخر كلامي لكم أنني أحبكم وأحبكم، ولا أستطيع غير ذلك. |
- وشكراً.. |
وقبل أن يختتم الأستاذ عدنان صعيدي الأمسية، طلب السيد عبد الله جفري أن يوجه كلمة إلى الدكتور السيد هاشم عبده هاشم، فقال: |
- هذه كلمة أوجهها إلى أخي وزميلي الدكتور هاشم عبده هاشم، والله ليس نسيانا.. وبحبي لك ليس نسياناً، لكني أردت أن أعانقك في نهاية هذه الأمسية، لأننا (أنت وأنا) أسرة في بيت واحد، وحتى أثبت ما أرادت أن تثبته عني السنون، لكني الآن - وقد لاحظ بعض الإخوة أنني لم أعلق على كلمة أخي الدكتور هاشم - أود أن أقول: إن هاشم عبده هاشم - كرئيس تحرير - هو رئيس تحرير حضاري جداً - لا أمدحه - لكنه يحتمل من الكتاب المتعاونين معه جميعهم معاملة معينة، ويحتمل مني أنا وحدي معاملة خاصة، واحتماله هذا يعني أن بعض المواقف التي تحدث قد لا يحتملها، لكن هاشم يقدر معاناتي مع الحرف ومع الكتابة، ويقدر - أيضاً - أنني في هذا (الفرن) الصحفي لي تجربة طويلة في الإعداد وفي الإخراج، وفي التصحيح؛ فعندما ينسى الَّذي يجمع الحرف نقطة، قد أثور عند ذلك.. لأن النقطة عندي تمثل تعبيراً خاصاً، فعلامة الاستفهام تمثل معنى، علامة التعجب كذلك؛ ويكون دور أخي هاشم أنه يمتص كل غضبي في لحظتها بواحدة من اثنتين: إما أن يقول لي سكرتيره إنه غير موجود - مثلاً - أو عنده اجتماع.. وهو يعرف أني ثائر ولا يريد أن يتكلم معي؛ وإما أنه يدخل بالكلام معي في موضوع آخر بعيد، وهو يعرف أنه بمجرد يقول كلمتين فسأهدأ حالاً. |
- لكن هذه المعاناة التي تكاد تكون يومية، لأن المصححين دائماً عنده يثيرون الكتاب، فهذا ما جعل التعامل بيني وبينه يكاد يكون طبيعياً؛ هو يتوقع أن أكلمه تليفونياً، وأنا أتوقع عدم إجابته عليَّ!! ونحن نتزامل منذ فترة طويلة لم أفكر أن أترك (عكاظ) ولم يفكر هو أن يتخلص مني، لذلك ربما أردت أن أوجه تحية خاصة لأخي الدكتور هاشم عبده هاشم.. وشكراً!. |
|
|