(( الحوار بين الحضور والمحتفى به ))
|
ثم فتح باب الحوار مع الشاعر المحتفى به، وقد ورد السؤال الأول من الأستاذ يوسف العارف، يقول فيه: |
- ألم تكتب في أزمة الخليج شعراً؟ أرجو أن نسمع شعرك أو رأيك ولك المحبة. |
|
فأجاب المحتفى به قائلاً: |
- لم أكتب في أزمة الخليج شعراً، ولن أكتب.. لأني أعتقد أن الثياب الوسخة يجب أن تغسل داخل البيت؛ إن حرب الخليج حرب قذرة وذلك ما لا نستطيع أن نعلنه أمام الناس، قلوبنا كانت مع الكويت وقلوبنا كانت مع العربية السعودية، ولكنني مع كل ذلك قلت في قصيدتي البارحة: |
تنسى حزازات النفوس إذا كبت |
فرس الشقيق على مواطئ أجنبي |
|
- العرب أهلي ومهما يغضبوا لم أعتب. |
|
- حرب الخليج طبعاً كانت حرباً ظالمةً جائرة، اعتدت فيها العراق عياناً على بلد شقيق، بلد كان ينتظر منه العون، بلد كان يشد أزره بالعراق، فكانت هل أقول غلطة؟ إنها أكبر من غلطة، لقد جنى صدام حسين بحربه على الأمة العربية وأعتقد أنه أعادها مئة سنة إلى الوراء. |
ثم سأل الأستاذ نزيه عاشور قنصل لبنان في جدة المحتفى به، قائلاً: |
- ما هو دور الأندية اللبنانية والسورية الثقافية تحديداً في الحفاظ على اللغة العربية، وعلى ترسيخ الارتباط بالوطن الأم وباللغة الأم؟ |
|
فأجاب الضيف: |
- هناك مبادرات فردية من قبل أفراد ومن قبل مؤسسات عربية للحفاظ على اللغة.. فإنشاء المدارس العربية لا يزال في طور الابتداء، أعتقد أن المستقبل سيكون أفضل من اليوم، إن أبناء العرب المولودين في الأرجنتين يعتزون بنسبهم العربي، يعتزون بكل فخار، وهذا يدل على أنهم مستعدون - وقد رأيت منهم هذا الاستعداد - لتعلم اللغة العربية مهما كلف الأمر، لا نريد أن نقول: إن العربية ستكون مستقبل اللغة للأجيال القادمة، ولكنها لن تموت اليوم ولن تموت غداً ولن تموت أبداً. |
|
وسؤال من الأستاذ غياث عبد الباقي يطلب فيه من الضيف. |
- أن يوضح خلفيته الشعرية والأسس الأدبية، التي كونت الشاعر زكي قنصل.. ثم وجهة نظره كشاعر عربي كبير في بضاعة ما يسمى بالشعر الحر؟ |
|
فرد الشاعر زكي قنصل قائلاً: |
- ليس في حياتي ما يستحق التنويه، فأنا قد نشأت على حب العربية، ومارستها حتى صرت شاعراً، وكل من مارس مثلي، يمكن أن يصبح شاعراً، هذا من ناحية، أما من ناحية الشعر الحر، أنا أعتقد أن ليس هناك شعراً حراً أو شعراً مقيداً أو شعراً جديداً أو شعراً قديماً، ولا أومن بالأجيال، الستينات، السبعينات، الثمانينات، ولا أومن بالمدارس، لأن كل شاعر تجد عنده في غالب الأحيان من جميع المدارس، فلا يمكن أن يقال هذا الشاعر من المدرسة الفلانية، الشاعر القروي الَّذي هو شاعر الوطنية في البرازيل له قصائد إنسانية، تكاد ترى فيها رؤية ميخائيل نعيمة مثلاً.. عندما يقول: |
اجعل الأرض حيث كنت جنانا |
إن تكن قد هجرت منها جنانا |
صغر حاصر النفس في |
أشبر أرض يعدها أوطانا |
|
|
- هذا الكلام للشاعر القروي الَّذي يقول: |
إذا حاولت رفع الضيم فاضرب |
بسيف محمد واهجر يسوعاً |
|
- بمعنى أن كل شاعر إنتاجه مزيج من كل المدارس، وأن الشعر الحر إذا كان شعراً جميلاً فليس يعيبه الثوب، الثوب لا يعيب الشعر، المطلوب أن يكون هناك معنىً جميلاً وفي متناول اليد، أما إذا كان هناك معنى يغوص في الطلاسم والغوامض.. فذلك ما لا نقره عليه. |
ومن الأستاذ الطيب فضل عقلان سؤال، جاء فيه: |
- الاغتراب قمة المعاناة الإنسانية.. والشعر ترجمة صادقة لتلك المعاناة، فهل كان للشعر دور إيجابي في المهجر لشد المهاجرين إلى أوطانهم، وكيف تدللون لنا على ذلك بالوقائع والأمثلة؟ |
|
ورد الضيف على ذلك بقوله: |
- نعم.. لقد قام الشعر المهجري من هذه الناحية بدور كبير، فالحفلات التي تقام عادةً يحضرها المغتربون وأبناء المغتربين، وكثيرون منهم يتأثرون بهذا الشعر فيعودون إلى الوطن.. مثال ذلك، أنه من سنوات قليلة أنشئت في الأرجنتين مؤسسة تضم الجالية كلها، اسمها: "اتحاد المؤسسات العربية الأرجنتينية" هذه المؤسسة تقوم برحلة إلى سوريا أو لبنان أو إلى أي بلد عربي، وتصطحب معها عدداً كبيراً من المغتربين الَّذين لولا الشعر لما كان رجوعهم وارداً كما يرد الآن. |
|
بعد ذلك جاء سؤال الدكتور غازي زين عوض الله كما يلي: |
- أين موقع الجالية العربية ودورها السياسي والثقافي، في التأثير على تغيير صورة الإنسان العربي المغلوب في أمريكا اللاتينية وفي العالم الغربي بوجه عام؟ |
|
فأجاب الضيف: |
- يجب ألا ننسى أننا في الجيل الرابع من الغربة، يعني أبناء المغتربين اليوم هم أبناء أحفاد المغتربين الأوائل؛ فطبعاً لا ينتظر منهم أن يقوموا بدور فعال في القضية العربية، مع كل ذلك فهم يقومون إلى أقصى حد بكل ما يستطيعون من دعاية للقضية العربية، ولا تمر مناسبة إلا وتقوم المظاهرات في الشوارع، وينضم إليها عدد كبير من أبناء الشعب الأرجنتيني.. الَّذي يتعاطف مع العرب، بمعنى أن العرب يقومون بواجبهم.. ولكن طبعاً ليس على النطاق الَّذي نتصوره. |
|
وسأل الدكتور سهيل قاضي، بل طلب من المحتفى به: |
- أن يذكر بعضاً من قصائده في المدائح النبوية. |
|
فأجاب معتذراً بقوله: |
- أنا رجل ضعيف الذاكرة، ومن حسناتي أنني لا أذكر شعري، فمعذرةً عن تلبية الطلب. |
|
وتقدم الأستاذ أمين عبد الوهاب الوصابي بالسؤال التالي: |
- هل هناك علاقة بين الرابطة القلمية والعصبة الأندلسية؟ وهل صحيح أن الشعر المهجري يهتم دائماً بالرمزية؟ |
فرد المحتفى به: |
- هذا السؤال يدخل في مجال كان، أما الآن فلا وجود للرابطة القلمية.. ولا وجود للعصبة الأندلسية، لقد انقرضتا منذ زمن طويل، فالتحدث عن وجود رابطة قلمية ليس صحيحاً.. والتحدث عن وجود عصبة أندلسية غير صحيح، حيث لم يبق من مؤسسيهم واحد. |
|
|