شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( قصيدة الشاعر أحمد سالم باعطب ))
ثم ألقى الأستاذ الشاعر أحمد سالم باعطب القصيدة التالية ترحيباً بضيف الاثنينية، فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
- هذه قصيدة أقدمها تحيةً وتكريماً للضيف الشاعر، لم أضع لها عنواناً، لأتركها للجميع ليختاروا لها العنوان المناسب:
في روضنا نسمات شعرك ترفل
والمعجبون إلى لقائك أقبلوا
جاؤوا إليك عواطفاً فياضة
شوقاً، تحدِّق فيك، بل تتأمل
جاؤوا إليك مشاعراً عربية
عطشى إلى النهر العظيم لينهلوا
لم يحملوا باقات ورد إنما
باقاتهم مهجٌ، أعز وأجمل
يا حبذا هذا اللقاء وحبذا
في أرضنا المعطاء هذا المحفل
اليوم عرس أنت عنوان له
جاءت تكرمك النهى يا قنصل
يا شاعراً نخل القصائد هل ترى
تدري مصيبة شعرنا أم تجهل؟
الشعر في أسواقنا لا يشترى
رغباً، ولا رهباً، ولا يستبدل
ندم الَّذين تعلقوا فأفلسوا
وتعطلت آمالهم، فتعطلوا
ما حاله فـي الغرب؟ هـل عرضـت لـه
حُمَّى، تصدِّع رأسَه وتزلزل؟
أم لا يزال الفجر ينشر عطره
والسحر ينسج مئزريه ويغزل؟
هل لا تزال حقولـه خضراً وهل
في صدرها للحسن يعزف جدول؟
أم خانها فصل الشتاء فأمحلت
وأصاب أهليها الجفاف فأمحلوا؟
وحماته هل لا تزال جيادهم
ترتاد ساحات المعارك تصهل؟
هل أبحروا عبر المحيطات التي
شق الجدود عبابها وتوغلوا؟
هل شب عنترة وكعب فيهمُ
يتساجلان، وهل ترعرع جرول؟
أم عطرتهم منشم فإذا همو
ثوب بقارعة الطريق مهلهل؟
يا شاعراً عشق التغرب مسرحاً
يجلوا به صدأ القلوب ويصقل
وحديقة فواحة يشدو بها
فرحاً على أفنانها يتنقل
هذي الوجوه أتت لتقرأ فيك ما
تصبو إليه، وما تحب وتأمل
كم بات شعرك كأسها ونديمها
من أي ينبوع تعل وتنهل؟
إن السعادة لحظة تسمو بها
نفس إلى عليائها تتبتل
لا خير في دنيا تجرعنا الأسى
وعيونها بدمائنا تتكحل
تمضي السنـون، ونحـن نركـض خلفهـا
نشقى، بكل وسيلة نتعلل
يا أيها العربي هل تدري بما
يخفي لأمتنا الزمان الأرذل؟
بالأمس باع خيولها ورماحها
وأحلَّها الفوضى وبئس المنزل
أغرى بها السفهاء من أبنائها
نصبوا لها شرك الردى وتسللوا
واستأجروا للنيل منها عصبة
تطوي مسافات المدى تتسول
شقوا بأسياف العقوق طموحها
تسعى فتنهكها الجراح فتفشل
جسد العروبة داؤها ودواؤها
في جوفها مما تكابد مرجل
لو أخرجته وحضنت شريانها
بالحب زال وباؤها المستفحل
فتن تتابع أرهقت أعصابها
صبح يمزقها.. وليل أليل
هذي فلسطين الجريحة لم تزل
تدمى، وذاك عراقنا يتوسل
وشباب أمتنا أسير مجونه
أمل العروبة فيه صفر مهمل
أعمى أصم أمام قاتل أمه
وعلى أخيه الفارس المستبسل
بيروت كانت غابة فتانة
حسناء، في حلل الصبا تتدللُ
مرت بساحتها البسوس فأشعلت
فيها الحريق، ومن سواها يشعل
فإذا الكواكب تستجير، وعرضها
يهوي وأزهار البنفسج تذبل
لم يبق في الطرقات إلا مرضع
تبكي البنين، وحرة تترمل
ومدينة ثكلى، وروض مجدب
وصبية غصبت، وأخرى تسحل
لولا يد للفهد تاه بها الندى
ويد لها تدنو العُلىَ وتقبل
لتمرغت بيروت في أوحالها
ولغال أهليها الهوى فاستؤصلوا
الفهد شيد للسلام مدينة
وبنى لها بوابة لا تقفل
الفهد أخمد نارها بيمينه
وأعادها بكراً تميس، وترفل
مدَّ الجسور زكية لبناتها
فتهللت قسماتهم وتهللوا
وتعانقت فوق الجراح قلوبهم
ومضوا تحفهم المنى وتظلل
يا شاعر الفصحى بناتي لم تزل
في الخدر تنسج أحرفي وترتل
أنا لست حسَّاناً ولا ابن ربيعة
لكنني في الشعر لا أتطفل
لست الفخور بقيئه وغثائه
لا يستحي مما يقول ويخجل
قد كنت أوثر أن تراني صامتاً
فالصمت أستر للعيي وأفضل
لكنَّ ناموس العروبة في دمي
لا أرتدي ثوب البخيل فأبخل
ماذا أزف إذا نثرت كنانتي
ومن الَّذي لبضاعتي يستقبل
إن شئت فابسط راحتيك فإنها
بكر.. وأنت عريسها يا قنصل
- والسلام عليكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :519  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 119 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.