شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ الدكتور عدنان وزان ))
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ الدكتور عدنان وزان - أستاذ الأدب الإنكليزي بجامعة أم القرى - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.. نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
- لقد شرفت كثيراً بالدعوة التي تلقيتها من الأخ الكريم الأستاذ عبد المقصود خوجه، لأن أكون أحد الضيوف المتحدثين في هذه الأمسية.. عن أحد أعلام العلم والأدب، الَّذين ساهموا في حركة التأليف، في الفكر الإسلامي والأدب العربي بتدفق كبير.
- إن هذا التكريم الَّذي يقدم لسعادة الأستاذ الدكتور مصطفى الشكعة، هو تكريم للغة الضاد، وهو تكريم للغة القرآن الكريم، وهو مستحق لذلك.. فهو من العلماء الأفذاذ العلماء الجهابذة، الَّذين أثروا اللغة العربية والأدب العربي بفكره الإسلامي المتوقد؛ إن الأستاذ الكريم الدكتور مصطفى الشكعة رجل شهم عرفته منذ سنوات قليلة، وقد اتخذني ابناً له.. إذ ينظر إليَّ وكأني ثالث ولديه، سعادة الدكتور زياد الشكعة، وسعادة الدكتور حسام الشكعة؛ ولعلنا نشترك جميعاً في تخصص واحد.. وهو تخصص الأدب الإنكليزي.
- وقد شُرفت هذه الليلة بأن أتحدث عن هذا العالم الَّذي ولد في محلة المرحوم.. من قرى مدينة طنطا في مصر العربية؛ قد تلقى تعليمه الابتدائي حتى الجامعي بالمؤسسات التعليمية المصرية، وقد تخرج عام ألف وتسعمائة وأربعة وأربعين، يحمل درجة الليسانس من جامعة فؤاد الأول آنذاك.. جامعة القاهرة الآن، وقد تتلمذ الأستاذ الدكتور مصطفى الشكعة في الجامعة على أعلام الأدب، أمثال الأستاذ أحمد أمين، والدكتور طه حسين؛ وقد واصل تعليمه العالي بجامعة القاهرة، حتى حصل منها على درجتي الماجستير والدكتوراة، توالياً.. في الأعوام ألف وتسعمئة وخمسين، وألف وتسعمئة وأربعة وخمسين.
- وحياة سعادة الدكتور الشكعة مليئة بالنشاطات الإدارية والتربوية، فقد عمل مدرساً في التعليم الثانوي مدة أربعة أعوام، منذ تخرجه عام ألف وتسعمئة وأربعة وأربعين حتى عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين؛ ثم انتقل للعمل في الجامعة - جامعة عين شمس - منذ عام ألف وتسعمئة وستة وخمسين وحتى الآن، فكان مدرساً للأدب العربي فأستاذاً مساعداً.. ثم أستاذاً لهذا العلم، وشغل خلال تلك الفترة منصب رئيس قسم اللغة العربية وعميداً لتعليم كلية الآداب؛ إضافةً إلى هذا.. فإن سعادة الدكتور مصطفى الشكعة يعمل عضواً بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر؛ وكذلك عضو الجمعية التاريخية المصرية، ولجنة جوائز الدولة التشجيعية، وبعض لجان ترقيات الأساتذة في الجامعات المصرية؛ وخلال رحلة حياته الطويلة عمل خبيراً بوزارة الشؤون الاجتماعية، وكذلك خبيراً بمنظمة اليونسكو، وقد انتدب سعادة الدكتور مصطفى الشكعة للعمل مستشاراً ثقافياً بواشنطن لجمهورية مصر العربية منذ عام 1960 حتى عام 1966م.
- وامتد نشاط سعادته للإسهام في التدريس ببعض الجامعات العربية والأجنبية في لبنان، والسودان، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وبريطانيا؛ وقد عمل ببعض الجامعات العربية في بعض الأعمال الإدارية، فكان رئيساً لقسم اللغة العربية بجامعة بيروت العربية عام 1970م وحتى عام 1974م، وعمل عميداً للدراسات العليا بجامعة العين بالإِمارات العربية المتحدة منذ عام 1982م حتى عام 1985م.
- وكان سعادة الدكتور مصطفى الشكعة من العاملين البارزين في مجال المؤتمرات والندوات العلمية، منها المؤتمر السنوي لتدريس اللغة العربية بالجامعة الأمريكية، والمؤتمر السنوي لاتحاد الجمعيات الإسلامية بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا؛ كما حضر المؤتمر السنوي للمستشرقين الألمان خلال الأعوام 1977م، 1980م، 1983م، وشارك في مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي بطرابلس عام 1976م؛ ومن الندوات التي شارك فيها سعادته: ندوة ابن زيدون بالرباط عام 1975م، وندوة القاضي عياض بالرباط - أيضاً - عام 1987م، وبعض الندوات الإسلامية والعلمية بالأزهر الشريف وجامعة عين شمس وجامعة القاهرة؛ وآخر هذه المؤتمرات التي شارك فيها سعادته، مؤتمر الجهاد الَّذي عقد بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية إبان أزمة الخليج عام 1991م.
- ومن المعلوم أن سعادة الدكتور الشكعة حاز على عدد من الجوائز التقديرية لجهوده العلمية والفكرية والثقافية، من ذلك: جائزة الدولة التقديرية للآداب بجمهورية مصر العربية، ووسام الجمهورية من الطبقة الرابعة، ووسام الجمهورية من الطبقة الثانية، ووسام الآداب والعلوم من الطبقة الأولى.
- إن سعادة الدكتور مصطفى الشكعة يتميز بالأصالة والإبداع وكثرة الإنتاج العلمي، فيما كتبه من أبحاث أكاديمية.. تزيد في عددها على مئة بحث، منها: التيارات الفكرية عند المستشرقين، وأكاديمية الإمام أبو حنيفة للفقه الإسلامي، وأبو الريحان البيروني وعقليته الإسلامية الموسوعية، إطلالة حضارية على الصراع المذهبي في القاهرة المُعزّية، ابن خلدون في نظر دارسيه الأوروبيين؛ ومن الأبحاث الأدبية: النثر الفني: في أدب ابن زيدون، لسان الخطيب وكتابه السحر والشعر، وأدب الصيد والطرد في الأدب العربي.
- هذا ولقد ألف الدكتور الشكعة ما يزيد على ثلاثين كتاباً، وهي من النصوص والمراجع التي يتداولها الطلاب والأساتذة في الجامعات العربية، نذكر من ذلك كتب الأدب، الشعر والشعراء في العصر العباسي - الأدب الأندلسي، موضوعاته وفنونه، من فنون الأدب العربي، الأدب في موكب الحضارة الإسلامية، الإمام السيوطي سيرته ومباحثه اللغوية، الأصول الأدبية في كتاب صبح الأعشى؛ ومن كتب الفكر الإسلامي: معالم الحضارة الإسلامية، مطالعات إسلامية في العقيدة والفكر، الأسس الإسلامية في فكر ابن خلدون، الإمام أبو حنيفة، الإمام مالك، الإمام الشافعي، الإمام أحمد بن حنبل، وكتابه المشهور إسلام بلا مذاهب؛ ولسعادته عدد من الكتب تحت الطبع، منها: كتاب البيان المحمدي، وأدب السنة المحمدية، وكتاب القاضي عياض، والحياة الأدبية في مصر الإسلامية.
- بعد هذا العرض المختصر لحياة سعادة الدكتور مصطفى الشكعة.. وإنجازاته، فقد عرفنا أن سعادته قد تميز بالكتابة والأصالة بالكتابة الأصيلة، في مجال الأدب العربي وفي مجال الدعوة الإسلامية؛ فكان - جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً - ممن أجرى قلمه للدفاع عن الإسلام ومناهضة المستشرقين، ودأب طوال حياته على تعليم اللغة العربية.. لغة القرآن الكريم، ولهذا شَرُفْت بأن أتحدث عنه.. لأن تكريم لغة القرآن الكريم - لغة الضاد - في شخص سعادة الأستاذ الدكتور مصطفى الشكعة، يستحق هذا كله ومزيداً؛ فإن كنت قد قصرت في بعض القول عن سعادة الأستاذ الدكتور مصطفى الشكعة، فإني أرجو المعذرة من ذلك، وأستميح الإخوة الحضور العذر، وإنني لا أحسن الكلام أمام الأفاضل الكرام؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2229  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 103 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.