إنْ تفتخر (حلب الشهباء) في علَم |
فأنتَ -لا ريبَ- مـلء السمـع والبصـر |
يفنى الزمان ولا تفنى مآثركمْ |
خلّدتُمُ ذكرَكم في خاطرِ العصر |
مَنْ لي بريشة (معروف) وحنكتِه |
أو فكـرِ (ناصِف) يَروي عنـه مـن خبر؟ |
كلاهما عَلَما فضلٍ ومعرفةٍ |
وقلّما أن يجودَ الدهر بالغُرَرِ! |
قد جئتَ أمّتنا الوسنى على قدرٍ |
(كما أتى ربَّه موسى على قدر) |
فكنتَ فارسَها في كل معتركٍ |
وكنتَ روضتَها في يَانِع الثمر |
شمائلٌ خلّد التاريخُ سيرتَها |
هلاَّ رويتَ لنا من روعةِ السير! |
هـذا (الفقيهُ) الـَّذي باهـى الزمانُ بـه |
(يتيمةُ الدهر) يا شهباءُ فافتخري |
ذؤابة القوم في علم وفي خلق |
جمُّ التواضع في حِلْم وفي خفر |
إن يذكر (العلمُ) فالزرقاء قِمتُه |
أو يذكـر (الفقـه) أمسى غايـةَ الوطـر |
هذا الفقيه الأديب الألمعي ومَنْ |
يُثني الخلائق من بدوٍ ومن حضر |
مـا أعظـمَ (الفقـهَ) إذ فاضـت مواردُه |
علـى يديكَ، وكـم يَسَّرْتً مـن عسـرُ! |
في (مدخَلِ الفقه) مـا تسمـو بـه صُعـداً |
إلى المعالي بلا ضعفٍ ولا فتَر |
نَبَغْتَ في (الفقه) في بحثٍ ومعرفةٍ |
وحجةً كنتَ ذا قدْر وذا خطَر! |
علّمتَ أجيالنا بل كنتَ رائدها |
إلى المكارم والعلياء والسِدَر |
كم عالمٍ عاملٍ تزهو البلاد به |
ومدَّع تافهٍ والعقلُ كالحجر |
أستاذنا (مصطفى الزرقا) الَّـذي فخـرَتْ |
به العلوم بلا مَنّ ولا غرَر |
العلمُ غايتُه والبحثُ رائده |
والجدُّ قلَّده من أروع الدرر |
(أبو حنيفةَ) في رأي وفي جدَلٍ |
يأتيكَ بالرأي جزْلاً دونما حصَر |
تعبُّ من علمه ما شئت من درر |
كأنه مَنْهل بالطيب والزهَر |
عفُّ الضمير كريم النفس ذو خلُق |
وأعظم الناس حلماً عند مقتدر |
لله درُّك يا (أستاذ) من علم |
يزينهُ من جمال الخُلُق والخفر! |
أني أهنيئكَ من قلبي وعاطفتي |
بكل معنى جميلٍ رائق نَضِر |
خذها مـن القلب والإخـلاصُ لُحمتهـا |
أما سُداها فإعجابٌ مدى العمر |
أخوّةٌ نسج الرحمنُ عروتَها |
فليس يعصم من باغ ٍ ولا أشِر |
ومِنْ يعشْ في رحـاب (المصطفـى) ردَحـاً |
وفي (أحاديثه) قد فاز بالظفر |
صلى الإله على الهادي وعترته |
ما دام يُتْلَى اسمه في محكم السور |