شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة المحتفى به الأستاذ عبد الرحمن رفة ))
ثم أعطيت الكلمة للأديب الشاعر، الأستاذ عبد الرحمن سليمان رفة، فتحدث نثراً وأنشد شعراً، وقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.. سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين..
- مرحباً بكم أيها السادة الكرام في هذه الأمسية الطيبة، التي جمع شملها أستاذنا الكبير عبد المقصود؛ أرجو له من الله (سبحانه وتعالى) الثواب والدوام، وأن يكون مكانه هذا رائداً لكل أديب وشاعر، ولكل من تُحسُّ نفسه بأنه سيكون أديباً - إن شاء الله.
- أيها السادة: سمعنا كثيراً من الثناء العاطر الطيب لي، وما كنت أستحق بعضاً من هذا، ولكن ماذا أقول وكلهم إخواني وأصدقائي؟ وللصديق على الصديق مهما قال.
- أيها الإخوة: سبحنا في ذكر: "المدينة المنورة" وهي معين لا ينضب وقمر لا يغرب، وهل أستميحكم بأنني أقدم قصيدة عنها أولاً أفتتح الشعر؟ والقصيدة بعنوان: مأرز الإيمان.
أتراك "ليلى" قد نسيت لقاءنا
في روضة مخضلة الأغصان
مرت لياليها بنا في موكب
تغشاه منا فرحة الجذلان
والبدر يحدو سيرنا بضيائه
فترى الوجود وجودنا في آن
ونرى السمـاء فمـا نـرى مـن كوكب
إلا كواكب فضلك الظمآن
فأمد كفي نحوه فتردها
أنفاس صدر نائل نشوان
عبثت به خمر الشباب ونشوة
قادت فؤادي نحوه بعنان
كل الكؤوس شربتها لكنها
من كف ذات تفيؤ وحنان
وعلو شأن في الوجود ومحتد
هيهات يبلغ شأوه ذو شان
قالوا فلاناً قد سلاك وما دروا
أن السلو تنكر الخلان
هيهات يسلوا من أبَى وجدانه
وأبت عليه كرامة الإنسان
ذات الصباح وحُرَّة في خدرها
عزَّ الأباةُ على مدى الأزمان
ليلاي لا تدعي العذول يصدني
فالعاذلون حبائل الشيطان
ليلاي لا تدعي الوشاة تخيفني
فلقد علمت مكانهم ومكاني
ليلاي إني قد عرفتك حُرَّة
تأبين وصل ملطَّخ الأردان
فأنا.. أنا ذاك الَّذي عاصرته
جلدُ الفؤاد وواثق بجنان
فلدي مِنك كما لديك مودةٌ
وعهود حرٍّ صادق الإيمان
تا لله يا ليلى يمين صادق
ما خنت عهدك أو وضعت لساني
أو قلت قد ضن الزمان وأنت في
وجه الزمان مثيرة الأحزان
ليلاي لا يكبو الجواد بساقط
لم يغش يوماً ساحة الميدان
كلا ولا تؤذي الرياح ثمامة
لم تستطع إبصارها عينان
ليلاي ذكري ما فقدت بخاطري
هيهات يمحو ظلها الملوان
ليلاي إن ألوى الزمان عنانه
وعدا عليك بمخلب وبنان
فلسوف يلقى بالجران مصافحاً
من لم تزل في حُرمةٍ وأمان
من لم تزل ضراتها من خلفها
يمشين خلف قناعها المنصان
صانته عن عبث الشباب وطيشه
وأبت تكون مباءة الأقران
ليلاي يَا كُلّ الوجود ومن لها
يرنو الوجود بناظر هتَّانِ
ما زلتِ في وجه الزمان مضيئة
وعليك من نور السما نوران
تأبى القلوب إذا ذُكرت لعاشق
وأراه منك تلطف الوجدان
وأراه تاريخاً كتبت حروفه
بالنور نور عقيدة ويمان
فلديك ألفيت الكرامة كلها
ولديك عشت موطد الأركان
ولديك تأبى أن تُطأطأ هامتي
لمنافق ومذبذب ومُهان
ليلاي عاصرت الزمان جميعه
وشهدت فيه تقلب الحدثان
وشهدت معركة الحياة قوية
وحملت فيها راية الإيمان
فخرجت ناصعة الجبين أبية
لقَّنت كل مغامر خوَّان
ولبست درعاً كان عزمك صاغه
ليكون درع وقاية وأمان
وصنعت للأجيال قادة أمة
لم ينس فضل نضالها الملوان
أرضعتهم ثدي الإِبا فتمردوا
لا يركعون لقوة الطغيان
قولي لمن نسيَّ الجهاد ولم يزل
تعميه عنك خبيثة الأضغان
انظر تجدني في الكتاب لكي ترى
ما في الكتاب هدية الرحمن
انظر إلى القرآن واسأل صنوه
يُنبئك أنى مأرز الإيمان
واستنشق الأرواح عند هبوبها
يحلو الرواح براحة الأبدان
فلسوف تهديك الشذا من عطرها
عطر العذارى باهظ الأثمان
أنا في سمائي قد بدا متألقاً
نور الأمين وحامل القرآن
أنا مَن أنا فلتسألوا تاريخكم
سيقول إني أكرم الأوطان
أنا واحة في هُضبها وجبالها
هبط الأمين بأعظم التبيان
أنا جنة في خلدها ورياضها
حل الحبيب بأكرم الأكفان
فضممته ضم الرؤوم وليدها
وبه شرفت على مدى الأزمان
أنا منهل عذب الروى متدفق
في شاطئيه تثقيف العمران؟
وعلى ضفافي كم جثا من عالم
يروي غليل فؤاده الظمآن
ولرب مقترف ذنوباً خالها
قد أوقفته على شفا النيران
جاء الغداة لروضة في ظلها
رفع الأكف لساحة الديَّان
ومضى يناجي ربه متضرعاً
بالدمع دمع المثقل الحيران
عادت به آماله موفورة
بالعفو عفو الواحد المنان
أنا من صنعت لذا الورى تاريخه
وكتبته بفصاحة وبيان
وملأت أسماع الدنا قرآنه
فانقاد نحو ندائه الرنان
أنا من أقام حكومة أركانها
هذا الكتاب وسنة العدناني
أنا من أقام دولة أركانها
عدل يطير بذرة الميزان
أنا مـن طبعـت علـى الزمـان ببصمـة
ستظل فوق جبينه عنواني
ونظمت عقد فضائل في جيده
ونسجت حُلَّة مجده ببنياني
هذا صنيعي فاذكروه بقوة
ما كان جيل دعاية وأغان
أنـا مـن صنعـت مـن الشرائـج حافلاً
نزلت بكسرى عن سما الإيوان
وبقيصر الروم العظيم وجيشه
في الشام بين مفاوز وجنان
فارتد يلعق من دماء جراحه
خلف الحدود محالف الأحزان
ينعى بلاداً لم يعد أبناؤها
يمشون خلف مواكب الصلبان
ويمد للأفق البعيد بطرفه
فيرى السيوف على ذرا لبنان
ويرى الصواهل فوقها فرسانها
كالأسد تزأر زأرة الحردان
تبغي الجهاد.. وفي الجهاد فخارها
حيث الجهاد بصارم وسنان
وعزيمة لا تنثني في موقف
فيه السيوف منابر الشجعان
يتخاطبون وليس ثمة غيرها
لغة تذوب على شبا المرَّان
أنا يا أهيلي لا أخال مناقبي
يطوى عليها جائر النسيان
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :712  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 73 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.