كـم مجلـسٍ لكَ يـا (مقصـودُ) تُحييـه |
مثلَ الربيعِ وقدْ رقت حواشيه |
وجَلْسَةٍ بتُ أشدُو في خَمائِلها |
شعراً رقيقاً لسانُ الدهْر يَرويه |
حَيّاكم اللهُ حيّاً طيبَ عنصركمْ |
والحمدُ من صفوةِ الأحبابِ تَجنيه |
كرَّمْتَ من (سوريا) اليومَ فارسَها |
يَفنى الزمانُ ولا تُنسَى مسَاعيه |
(معروفُ) إنّك للأحبابِ بَهْجَتُها |
وقَد أَعَدْتَ لقلبِ الشَعْبِ ماضيه |
سلْ عـن فَضائِلــه، سـلْ عـن مَواقفِه |
تَرَ خِصالَ نُبوغٍ عنه تَحكِيه |
كالبدرِ في شرفٍ، والطوْدِ في عِظَمٍ |
والجودِ في شَرفٍ والعدلَ يبغيه |
يهتزُّ للجودِ والإخلاصُ شيمتُه |
كالغصنِ يخطر دوماً في تثنيه |
إنَ النفوسَ إذا طابتْ مغارسُها |
سمتْ إلى المجد في عِزٍّ وفي تيه |
والحرُ قد يهْجر الأوطان آونةً |
وقلبهُ نابضٌ مُسْتَمْسكٌ فيه |
لكم يعِزُّ علينا أن نفارقَهُ |
والنفسُ تهفو إلى شتّى مغانيه |
أنتَ الوفاءُ رضعـتَ (العـُرفَ) مـن قِدَم |
تُولي الجميلَ لمنْ قد راحَ يبغيه |
أنتَ الوفيُّ لنا وداً وعاطفةً |
إنّي أجلُّكَ عن كِبرٍ وتَمْويهِ |
فـي (المسجد الأُموي) قـد كـانَ يَخطبُنا |
كأنما الدرُّ منثور على فِيه |
قَدْ أنجبتْ (حلبُ الشهباءُ) نابغةً |
فلتفخرِ اليومَ حَقاً في (معاليه) |
أو يُذكَر العظماءُ عند أمّتهمْ |
والشيخُ (معروفُ) في العُنوانِ تُلقِيه |
أبي (جميلٌ) محبٌّ مخلصٌ لكمُ |
وإنني (كأبي) في الحب أضفيه |
تكريمُك اليومَ عيدٌ نحن نشهدُه |
وباذل العُرْفِ يوماً سوف يجنيه |
وها هي الفرحةُ الكبرى تُظـلِّلنا |
بالحبِ في غمرة الأفراح نُهديه.. |
وهذه (جُدّة) ناجتْ به (حلباً) |
فما أحيلى الليالي في تناجيه؟ |
يقولُ لي (المحتفِي) هلا شدوتَ لنا |
شعراً مـن القلـبِ (للمعـروف) تُزجيـه |
فقلتُ والقلبُ قد هاجتْ عواطفهُ |
مَنْ لي بفقهكَ يا (زرقا) أُوَفِّيه؟ |
كرّمتَه عَلماً فَذّاً فمعذرةً |
إنْ قصَّر الشعر أو غاضتْ معانيه |
والشيـخ (معروفُ) قـد طابـتْ شمائلُـه |
من معدِنِ الفضلِ لا تَخفى آياديه |
عرفتُه فعرفتُ الفضل شِيمته |
(وصاحبُ البيتِ أدرى بالَّذي فيه) |
جمُّ التواضع صافٍ في مودتِّه |
مهما تَهجّمَ أو جارتْ لياليه |
ما خابَ راجيكَ يـا (معروف) إن تَعِـَدنْ |
تَفِ بوعْدكَ والمسكينَ تُؤويه |
إن يُذْكُرِ المجدُ (فالمعروف) قِمتُه |
أو يذكرِ البحرُ تَشْهدْ من دَراريه |
فإنّه رجلُ الإخلاصِ نعرفُه |
وفي (المشورةِ) فَذ في تفانيه |
يا شاعراً وهَبَ الهادي مدائحَه |
اليومَ يومُك جود في تَهانيه |
اليومَ عادتْ إلى (الشهباء) فرحتُها |
(فابنُها) البارُ قَدْ جَلّتْ مراميه |
أنتَ الَّذي علَّمَ الأجيالَ نَهضتَها |
كم موقفٍ لكَ في أسمى معانيه! |
أنتَ الَّذي هاجَه آلامُ أمته |
فانسابتِ العَبراتُ من مآقيه |
إليكَ (معـروفُ) أهـدي الشعـرَ تكرمةً |
يَفْنَى الزمانُ ولا تَفْنَى قوافيه |
صلّى الإله على طه وعِترتِهِ |
الحبُ كاسٌ (أبو الزهراء) ساقِيه |