| زُفِّي عرائسكِ البيضَ الجبيب |
| يا ليلةً عَبِقَت بالحُبِّ والطِّييبِ |
| واسقي رياضي أريجاً منكِ منسكباً |
| مـن جـدولٍ سلسـلٍ بالسِّحـرِ مَشبوبِ |
| دعي فؤادي يُغَنِّي للهوى طرباً |
| دعيه يغفو على همس الرعابيب |
| لاتسرفي في عتابي إنَّني بشر |
| ولا تغولي أهازيجي وتشبيبي |
| كم بِتُّ أرسـم فـي وجـه الدُّجَى أرقـي |
| والحزنُ يصفعني واليأسُ يلهو بي |
| وكـم تجرَّعْتُ خلـف الوعـدِ منك شجاً |
| وكم جزيتِ تباريحي بتأنيبي |
| أبحرتُ في ظلماتِ البُعدِ محتملاً |
| من أجل عينيك تشريقي وتغريبي |
| فإن ضَنَنْتِ بمعروفٍ عليَّ فما |
| يضِنُّ بالفضل معروف الدواليبي |
| فيض من العلم أسقتني مكارمه |
| في معهد النور توجيهي وتأديبي |
| أظلني بظلالٍ منه وارفةٍ |
| نُصح وبرٍّ وتشجيعٍ وتهذيب |
| في صمتِهِ عِبَرٌ تسمو ومنطقُهُ |
| ينسابُ سمحاً مُوَشَّى بالتجاريب |
| * * * |
| يا أيُّها الرجلُ المحمودُ دَيْدَنُهُ |
| ماذا تخبِّئُ عن دنيا الأعاجيب؟ |
| ماذا رأيتَ على أبوابِ كوكبنا؟ |
| وما تعلَّمْت من زيف الأصاحيب؟ |
| هل أفلـسَ العلـمُ حـتى سـاد فـي أممٍ |
| جهلُ الشبابِ وعقمُ العلـمِ فـي الشيب؟ |
| وهل قرأتَ بصدرِ الأفقِ ملحمةً |
| عنّا وديوان شعر غير مكتوب؟ |
| هل حدثتك الليالي وهي شاهدةٌ |
| عـن عالمٍ مرهـق الأعصـابِ منكـوب؟ |
| رأت به العِلَّةُ الصمَّاءُ مِشجَبَها |
| فأرهقته بأخلاقِ المجاذيبِ |
| عيل اصطبارُ أمانيهِ التي وهنَتْ |
| وأمْحلَتْ فاستعارتْ صبرَ أيّوبِ |
| فهل رأيت بصيصاً منك منبثقاً |
| يُعيدُ بهجة مغضوبٍ ومغلوب؟ |
| * * * |
| وهل تلاشى وباءٌكاد يحصُدُنا |
| ويفسدُ الحرث بالآثامِ والحُوبِ؟ |
| وهل غدا الحملُ المسكينُ في دَعَةٍ |
| يعيشُ في مأمنٍ من زورة الَّذيبِ؟ |
| وهل تُـرى أخْلَـت الأطمـاع جَعْبَتَهـا؟ |
| وهـل خَبَـتْ سطـوةُ الموسـاد واللوبي؟ |
| * * * |
| دَعَوْا لنغسلَ في المنفى عدواتَنا |
| وندفنَ الأمس في جوف السراديب |
| ونسكبَ الحبَّ نوراً في ضمائرنا |
| فأسرجَتْ أمتي أغلى المراكيب |
| وأسرعَتْ خَبَباً والسلمُ بغيتُها |
| وقلبها يتغنى بالمطاليب |
| وأرسلَتْ مُهَجاً بالردِّ حاملةً |
| قبولها دعوة الداعي بترحيب |
| فهل تحقق من أحلامِها حُلُماً |
| أم تستضيفُ غداً مليونَ مسلوب؟ |
| * * * |
| يا سيدي عبثُ الأيَّامِ يعصرنُي |
| ودمدماتُ الأسى والسُّهـدِ تسـري بـي |
| نعيش في زمنٍ حاز الفخارَ بهِ |
| طفلُ الحجارةِ لا طفلُ الأنابيب |
| وسَورةُ الحقد بالتبشير زاحفة |
| تغزو الخلايا لإحراق اليعاسيب |
| ونحن نغرقُ في أوحالِ فرقَتِنا |
| من النواصي هواناً للعراقيب |
| نبيت في غرف الإنعاش مثقلةً |
| قلوبُنا بالمعاني والتراكيب |
| متى تجدِّدُ حِطِّينٌ زيارتها |
| فقد سئمنا التداوي بالألاعيب |