شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( قصيدة الأستاذ أحمد سالم باعطب ))
ثم ألقى الشاعر الأستاذ أحمد سالم باعطب قصيدة بهذه المناسبة، استهلها بكلمة موجزة قال فيها:
- حضرات السادة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
 
- قبل أن أقرأ هذه القصيدة التي نظمتها، أحب أن أقول: إن الفضل يعود إلى صاحب الفضل وأفضال السيد عبد المقصود خوجه كثيرة، فقد هاتفني قبل أربعة أيام، وأبلغني أن هذه الليلة سيُكرَّم فيها دولة الرئيس محمد معروف الدواليبي، وذلك لأنني لم أتمكن من حضور (الاثنينية) السابقة، وطلب مني أن أشارك.. لأنال فضل المشاركة، فلبيت طلبه، لأن الأستاذ معروف الدواليبي شخص أحبه وأحترمه، جمعتني به أمسيات عظيمة في دارة معالي الشيخ عبد العزيز الرفاعي، وفي خلال تلك الأمسيات أحببته لما لمسته فيه من واسع علم وخلق وكرم؛ هذه القصيدة نظمتها.. عنوانها: "في ليلة الحب":
زُفِّي عرائسكِ البيضَ الجبيب
يا ليلةً عَبِقَت بالحُبِّ والطِّييبِ
واسقي رياضي أريجاً منكِ منسكباً
مـن جـدولٍ سلسـلٍ بالسِّحـرِ مَشبوبِ
دعي فؤادي يُغَنِّي للهوى طرباً
دعيه يغفو على همس الرعابيب
لاتسرفي في عتابي إنَّني بشر
ولا تغولي أهازيجي وتشبيبي
كم بِتُّ أرسـم فـي وجـه الدُّجَى أرقـي
والحزنُ يصفعني واليأسُ يلهو بي
وكـم تجرَّعْتُ خلـف الوعـدِ منك شجاً
وكم جزيتِ تباريحي بتأنيبي
أبحرتُ في ظلماتِ البُعدِ محتملاً
من أجل عينيك تشريقي وتغريبي
فإن ضَنَنْتِ بمعروفٍ عليَّ فما
يضِنُّ بالفضل معروف الدواليبي
فيض من العلم أسقتني مكارمه
في معهد النور توجيهي وتأديبي
أظلني بظلالٍ منه وارفةٍ
نُصح وبرٍّ وتشجيعٍ وتهذيب
في صمتِهِ عِبَرٌ تسمو ومنطقُهُ
ينسابُ سمحاً مُوَشَّى بالتجاريب
* * *
يا أيُّها الرجلُ المحمودُ دَيْدَنُهُ
ماذا تخبِّئُ عن دنيا الأعاجيب؟
ماذا رأيتَ على أبوابِ كوكبنا؟
وما تعلَّمْت من زيف الأصاحيب؟
هل أفلـسَ العلـمُ حـتى سـاد فـي أممٍ
جهلُ الشبابِ وعقمُ العلـمِ فـي الشيب؟
وهل قرأتَ بصدرِ الأفقِ ملحمةً
عنّا وديوان شعر غير مكتوب؟
هل حدثتك الليالي وهي شاهدةٌ
عـن عالمٍ مرهـق الأعصـابِ منكـوب؟
رأت به العِلَّةُ الصمَّاءُ مِشجَبَها
فأرهقته بأخلاقِ المجاذيبِ
عيل اصطبارُ أمانيهِ التي وهنَتْ
وأمْحلَتْ فاستعارتْ صبرَ أيّوبِ
فهل رأيت بصيصاً منك منبثقاً
يُعيدُ بهجة مغضوبٍ ومغلوب؟
* * *
وهل تلاشى وباءٌكاد يحصُدُنا
ويفسدُ الحرث بالآثامِ والحُوبِ؟
وهل غدا الحملُ المسكينُ في دَعَةٍ
يعيشُ في مأمنٍ من زورة الَّذيبِ؟
وهل تُـرى أخْلَـت الأطمـاع جَعْبَتَهـا؟
وهـل خَبَـتْ سطـوةُ الموسـاد واللوبي؟
* * *
دَعَوْا لنغسلَ في المنفى عدواتَنا
وندفنَ الأمس في جوف السراديب
ونسكبَ الحبَّ نوراً في ضمائرنا
فأسرجَتْ أمتي أغلى المراكيب
وأسرعَتْ خَبَباً والسلمُ بغيتُها
وقلبها يتغنى بالمطاليب
وأرسلَتْ مُهَجاً بالردِّ حاملةً
قبولها دعوة الداعي بترحيب
فهل تحقق من أحلامِها حُلُماً
أم تستضيفُ غداً مليونَ مسلوب؟
* * *
يا سيدي عبثُ الأيَّامِ يعصرنُي
ودمدماتُ الأسى والسُّهـدِ تسـري بـي
نعيش في زمنٍ حاز الفخارَ بهِ
طفلُ الحجارةِ لا طفلُ الأنابيب
وسَورةُ الحقد بالتبشير زاحفة
تغزو الخلايا لإحراق اليعاسيب
ونحن نغرقُ في أوحالِ فرقَتِنا
من النواصي هواناً للعراقيب
نبيت في غرف الإنعاش مثقلةً
قلوبُنا بالمعاني والتراكيب
متى تجدِّدُ حِطِّينٌ زيارتها
فقد سئمنا التداوي بالألاعيب
 
- والسلام عليكم ورحمة الله.
 
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :694  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 58 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.