شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة معالي الدكتور عبد الله عمر نصيف ))
ثم أعطيت الكلمة لمعالي الدكتور عبد الله عمر نصيف حيث قال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله الله، وعلى آله وصحبه أجمعين..
- أود في البداية أن أشكر أخي الأستاذ عبد المقصود خوجه، على نجاحه في إقناع دولة الدكتور معروف الدواليبي على حضور هذا التكريم.. في هذه الأمسية الجميلة؛ فشكرنا لهما على هذه المناسبة الكريمة، في الوقت نفسه أحتار أو يحتار الإنسان عندما يتحدث عن الدكتور معروف الدواليبي، فهو لا يدري عن أي جانب من جوانب حياته يتحدث؛ فهو قد حباه الله (سبحانه وتعالى) علماً، وخلقاً وفضلاً، جعله من المتميزين في جوانب كثيرة، فهو أحد المناهضين للاستعمار، بذل كل جهده في تجميع الناس، لكي يقاوموا الاستعمار الفرنسي في أوج عظمته في الشام؛ كذلك من تاريخه العلمي، تبين أنه حصل على درجات كثيرة في العلم، ولكن الأفضل من ذلك أن لديه المقدرة على التحليل العلمي الدقيق، واستنباط المعلومات.. حتى من العبارات اليسيرة التي قد تمر على الإنسان دون أن يلاحظها؛ ويتحدث الإنسان - أيضاً - عن حياته كسياسي استطاع أن يدير الدولة في لحظات حرجة، بعد خروجها من الوحدة بين سوريا ومصر، ووجود عقبات شديدة بطريق إرساء الدولة من جديد، وفي مفاوضاته مع الشرق والغرب في مناسبات ربما ليس من الضروري ذكرها؛ أم يتحدث الإنسان عن شخصية فقيه أو رجل القانون والمحاور البارع مع النصارى في الفاتيكان، وفي غيرها من الكنائس؟ ولكني أود أن أركز على طريقة تحصيله للعلم، مما جعله موسوعة متحركة في الشريعة والقانون والسياسة والاقتصاد..، وهذا ما نفتقره اليوم.
- أنا دائماً أقول: إن عدد الجامعات في العالم الإسلامي لا حصر لها، وعدد الحاصلين على الدكتوراة بالآلاف وبمئات الألوف، ولكن العلماء قِلَّة، سلفنا الأول رجال العلم والمعرفة الأوائل.. كانوا يتميزون بميزات كثيرة، من أهمها: التعمق والإخلاص والتفرد، وبذل الجهد والتفاني في سبيل المصلحة العلمية، وتحقيق ما يساعد على التأكيد بأن هذه الحضارة الإسلامية هي دين ودولة، هي حياة للناس في هذه الدنيا وسعادة في الآخرة.
- الدكتور معروف الدواليبي واحد من أولئك العلماء، الَّذين لا يكتفون بالشهادات أو بالحصول على الألقاب، أو بتقديم الأبحاث العلمية من أجل الترقية، وإنما هو عالم متعمق، يستطيع أن يتبين ما تخفيه السطور من حقائق ومن معلومات؛ ولقد استفدت كثيراً بصحبته وتعلمت منه الشيء الكثير، سواء من خلال اجتماعاتنا في منظمة المؤتمر الإسلامي، التي يرأسها في كراتشي، أو من خلال اجتماعات المجلس الأعلى العالمي للمساجد في السنوات الثماني الماضية أو من خلال تمثيله للرابطة في عشرات المؤتمرات، والحوار مع الكنائس، أو اجتماعات الدين والسلام، أو الاجتماعات التي تعقدها الجامعات في هذين التخصصين، أو في الاقتصاد، أو في غير ذلك..؛ والرابطة تكلفه بأعمال يعجز عنها أكثر الناس، وتأتيه أحياناً ثلاث رسائل في اليوم الواحد من الرابطة، ويجهد نفسه في الإجابة عليها بخط يده.. لعدم وجود سكرتارية لديه.
- فجزاه الله خير الجزاء على ما بذل ويبذل، وأرجو من شبابنا أن يتعلم منه كيفية اكتساب العلم وإبلاغه، وتخزين هذه المعلومات لاستخدامها عند الضرورة؛ فكما ذكرت سلفنا الأول من العلماء والمفكرين والباحثين قد افتقدناهم، فلعلنا نستعيد هذه الحضارة مرةً أخرى بوجود أمثال الدكتور معروف الدواليبي من شبابنا الناهض، الَّذي سيتطلع - إن شاء الله - إلى مستقبل زاهر لهذه الأمة؛ فأنا أكرر شكري وتقديري، وأرجو من الله (سبحانه وتعالى) أن يديم عليه الصحة والعافية وطول العمر، وأن ينفعنا بعلمه، وأن يجعله - إن شاء الله - خالصاً لوجهه الكريم؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :962  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 53 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج