((الحوار مع المحتفى به))
|
عريف الحفل: إذاً نبدأ بسؤال الإخوة الرجال من الأخ محمد عبد الله: |
كيف كانت تسمى أبواب الحرم ومن كان يسميها وما هي علاقة باب بني شيبة بباب السلام؟ معالي فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان: قبل كل شيء أود أن أعبرِّ عن شكري للجميع لإصغائهم لهذه المحاضرة وأخص بالشكر معالي الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني والأستاذ الدكتور محمود سفر، وأنا مدين لكليهما بالكثير في حياتي العلمية. فقد تعلمت منهما الكثير، وما زلت أتعلم منهما الكثير. وما أذكره في الحقيقة هو بعض ما منحاني إياه وشكراً . |
أولاً أنا أظن بني شيبة أولاً باعتبار هذا ما كتبه المؤرخون لأن بني شيبة كانوا ساكنين في ذلك المكان.. المنفذ الذي يوصل إلى الحرم لأنه لم يكن للحرم أبواب على عهد سيدنا أبي بكر وإنما على عهد سيدنا عمر الذي استحدثت في عهده هذه الأبواب، وكانت الأبواب تسمى إما بمن أقامها أو أسسها أو بمن كان ساكناً حولها، وهنا نبه الفقهاء وعلماء المناسك المكيين بأن إذا كان بعضهم يعتبر أن باب السلام هو باب بني شيبة، مجازاً وباب بني شيبة هو ذلك العقد الذي كان بجانب مقام سيدنا إبراهيم ولكن البعض تجاوزاً يسميه بني شيبة وإلا فإن باب بني شيبة فهو متأخر عن الصحن. |
الأستاذة نازك الإمام: نبدأ بسؤال سعادة الدكتورة خديجة الصبان من جامعة الملك عبد العزيز: |
نعلم أن كثيراً من الأماكن التاريخية ومشاريع الآثار ذات البعد الديني، لم يعد لها وجود، فماذا عن المرافق الحضارية التي ذكرتموها وإن كان لبعض منها وجود، فما سبل المحافظة عليها والتعريف بها؟
|
معالي فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان: أولاً نحن جميعاً نشترك في هذه الآلام وهو أن الآثار الإسلامية التي شهدت أحداثاً حاسمة في تاريخ الإسلام، يقضى عليها بحجة سد الذريعة، ولله الحمد الآن لا نجد من المواطنين من يتمسح بحجر أو يتبرك بأثر، لكن هذه الآثار هي تاريخ ناطق ونحن لن نستغلها لتقوية الجانب التاريخي الإيماني في أبنائنا الأطفال، هذه من الممكن أن تستغل لتقوية الجانب الروحي، أنا لو أخذت مجموعة من الطلاب الصغار أو حتى الشباب إلى شعب بني هاشم ماذا عاناه بنو هاشم وماذا عاناه الرسول عليه الصلاة والسلام من جوع حتى إنهم أكلوا الشجر، الرسول عليه الصلاة والسلام مولده السيدة خديجة التي طمنت الرسول عليه الصلاة والسلام في غار حراء، هذه الأماكن كان ينبغي أن نستغلها لإيقاظ الشعلة الإيمانية في أبنائنا ولكن ولله الحمد الذي لا يحمد شيء سواه أننا تركنا الباب مفتوحاً لأنواع الترفيه بكل مجالاته وأغلقنا الجوانب التي تشبع الروح وعملنا عليها محظورات وتحفظات وماذا نتصور بذلك من الأجيال القادمة وقد حجبنا عنها، تاريخ الإسلام والآثار التي تقوي الروح الإيمانية، أنا أظن أنه دين مصيره إلى الضياع، مصير دين يفقد ذاكرة التاريخ، في يوم من الأيام كان زميلنا الدكتور المهندس سامي عنقاوي حضرني في مكتبة مكة مكان المولد النبوي الشريف، وكان معه أمريكي مسلم يريد أن يتتبع آثار النبوة، فكان يقول هنيئاً لكم أنتم المسلمين آثار نبيكم مسجلة وموثقة ولكن المسيحية والأديان الأخرى، هي من قبيل الأساطير، هل تريدون أن تجعلوا تاريخكم أسطورة ؟ نزيل غار حراء، نزيل جبل ثور وننشئ عليه أبراجاً ونزيل الأماكن الأخرى، فيصبح الإسلام أسطورة، وبعد ذلك نأتي ونبحث ونقول: هل جبل الصفا هذا الجزء الصغير من الصخر أو جبل الصفا أكبر، عرفة هل هي هذا أم هي أكبر من هذا، وادي محسر هل هو هذا الوادي الصغير أم هو أكبر من هذا، لأننا طمسنا كل هذه الأشياء، فالأجيال التي تأتي سيكون الأمر أكثر غموضاً عليها من الآن. |
عريف الحفل: سؤال الأخ صالح أبو هاشم: |
لماذا تأخرتم لمدة 14 عاماً حتى انتهيتم من تأليف الكتاب؟
|
معالي فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان: هذا سؤال جيد جداً.. الحقيقة في بعض المعلومات التي داخل الكتاب هي تتلقى من الأشخاص الذين عاشوا ذلك المكان، أذكر بالشكر والامتنان.. الدكتور درويش، ربع باب السلام الصغير لم أجد أحداً يعطيني معلومة عنه، لأنه ما بقي من رجال، باب السلام كان الشيخ عبد الشكور رحمة الله عليه يمدنا بالمعلومات، الشيخ عبد الحفيظ أيضاً يمدنا بالمعلومات، توفي الشيخ عبد الشكور وبارك الله في عمر الشيخ عبد الحفيظ، هؤلاء الذين بقوا والشيخ عبد الله العرابي، بعض أصحاب المكتبات يهمهم أن يتحدثوا عن مكتبتي وعن نفسي لكن.. أصر على الدكتور درويش، يا دكتور درويش أعطنا معلومات عن ربع باب السلام، المهم بعد التي واللتي بعد أربع أو خمس سنوات قدم لي معلومة جيدة جداً وكان من بينها نكتة من السيد علوي المالكي. ويظهر أن الدكتور درويش إن شاء الله بيننا حاضر كان هو بطلها، السيد علي المالكي رحمة الله عليه كان المأذون الشرعي في مكة وكان أهل مكة يتباهون أن رجلاً عالماً له مكانة ومقام إذا نظرت إليه وجهاً مشرقاً منوراً يلبس الثياب البيضاء وجهه جميل، تخط عليها الكحل الأسود الجميل، لا تريد أن تنزل عينيك عنه، فهذا كان مأذوناً شرعياً، فعادة المأذون الشرعي يعطونه علبتي حلاوة ويرسلونه يوم الجمعة، فيوم الجمعة يطلب من أهله أن لا يطبخوا، فهذه القصة رواها درويش وربما كان هو بطلها، يقول يأتون ضيوفاً من جدة، وعندما نرى حمال المعاشر يدخلونه عندنا على البيت السيد مسكين بينتظر وما يطبخ يومها في البيت، الجمعة الثانية نفس المشكلة، ما كان من مولانا السيد إلا تذكر وهو لابس الفوطة وخرج، فلما خرج من يوم ما شاف إن الراجل داه مسك بالحامل حق المعاشر وبيدخل للبيت قالوا يا سيدي بس وحدة لكم وحدة لينا. فتأخير الكتاب نتيجة للمعلومات المطلوبة من الإخوة، حتى إن بعض الإخوة نصحني بإخراج الكتاب وستأتيك المعلومات، إلى هذا اليوم كنت أتحدث بالتلفون مع بعض الشخصيات التي عاشت باب السلام، مصطفى خرفة ذكرنا ذكرياته وكان معنا الدكتور.. هذا كان تلميذ السيد علوي المالكي، وعاش باب السلام وتعلم عليه العروض وعلم القوافي والأدب وهو شاعر ووعدني بقصيدة يمكن من عشر سنوات، فاليوم اعتذر لي أرسلت له نسخة هدية قلت له لازلت عند طلبي وألح على ذلك الطلب. |
عريف الحفل: سؤال آخر من الأخ عمر جمل الليل، يقول: |
هل كانت الكتب المعروفة بباب السلام في المكتبات تتعرض للعلماء والفقهاء أو بعض المصادر الحكومية؟
|
معالي فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان: في أي حال كان هناك رقابة لكن الرقيب كان عالماً وكان يقدِّر أصحاب المكتبات وكان أصحاب المكتبات يقدرونه ويجلون الذي هو الشيخ صدقة عبد الجبار وهو من علماء مكة. |
الأستاذة نازك سؤال من الأستاذة سامية إسماعيل مناع، مديرة مكتب اللجنة النسائية لهيئة الإغاثة الإسلامية: |
معالي فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان بارك الله في علمك وعملك وجعله خالصاً لوجه الله ونفع به الأجيال القادمة، أقترح تكوين لجنة نسائية في مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي وتفعيل دور النساء وفقه النساء.
|
معالي فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان: والله القول لمن يملكه أنا ليس لي أي شأن في المجمع الفقهي إلا أني عضو أناقش التوصيات وأبصم عليها بس ما في غير كده. |
معالي الدكتور محمد عبده يماني: نستأذن معالي الدكتور أن يعطينا ولو دقائق عن أستاذه وأستاذنا السيد حسن مشاط رحمة الله عليه. |
معالي فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان: جزاكم الله خيراً أولاً قبل كل شيء كان العلماء في تلك الفترة يهتمون بتعليم الطلاب مع الغير واحترام آرائه أما العلم فهو موجود، ولكنهم يعودونهم على الأدب مع الكبير والصغير واحترام العلماء؛ كانوا في منتهى التواضع ومنتهى الحب، حب الناس الشيء الوحيد هو أنهم لا يفرقون بين جنسية وجنسية. هذا الذي عشته مع الشيخ حسن مشاط وجميع علماء الحرم، كانوا يهتمون بالطالب الذكي النابه الذي سيكون عضواً في المجتمع الإسلامي يؤثر ويعلم الآخرين الخير، مهما كانت جنسيته، كانت كل مجموعة من الطلاب لها رئيس، هذا الرئيس هو أذكاهم وهو الذي ينال العناية الكاملة التامة للشيخ، ووقته أربع وعشرون ساعة لهم، أذكر أنه كان قبلي سيد من السادة الأندونيسيين، أنا لم أقابله لأنه توفي شاباً. كان الشيخ يردد اسمه وذكره دائماً بإعجاب وحب، حتى يمكن أن أظن أن ما قالته السيدة عائشة رضي الله عنها من كثرة ما يذكر الرسول عليه الصلاة والسلام السيدة خديجة شعرت بالغيرة منها، فأنا كنت أشعر بالغيرة من هذا، المثال الآخر أحد علماء مكة النابهين الشيخ علي بكر الكنوي يعرفه بعض من يعرفه. هذا الرجل أخيراً جاء ودرس عندنا في الجامعة وكان يدرس في الصولتية ثم انتقل ليدرس في المدرسة المتوسطة، بعد ذلك الأستاذ مصطفى عطار جزاه الله خيراً أعاننا على أن يدرس في الجامعة وكان الطلاب يقولون إننا لا نستفيد من أحد إلا من هذا الأستاذ، جاء والده وأدخله في الصولتية. والده كادح، كان يدرس وبعدين تغيب أيام، فنادى والده لماذا تغيب ابنك قال يشتغل لأنه ما عندنا شيء نأكله، فيساعدني يعمل العمل اليومي ونأكل، قال قديش أجرته في اليوم قالوا كذا قالوا خلاص جيبو للمدرسة وأجيب لك هذا المبلغ، فكان العلماء لا يفرقون بين صغير وكبير بين أسود وأبيض وبين مكي وغير مكي وكان في مقدمة اهتمامهم أن يعلموا أطفالهم الأدب مع العلماء الأدب مع غيرهم. |
|