شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: جزاكم الله خيراً ونفع الله بعلمكم البلاد والعباد، ولا نملك في ختام استماعنا لفضيلة الشيخ محمد محمد عوامة إلا أن ندعو له بطول العمر إن شاء الله وأن يعم بعلمه الجميع بالنفع والفائدة إن شاء الله.
نظراً إلى ضيق الوقت وتأخر الوقت أيضاً وكما وجَّه معالي راعي الأمسية معالي الدكتور رضا عبيد بأن نكتفي بمداخلات بسؤال أو سؤالين من السيدات فقط، ونكتفي بهذا ونعطي المجال للسيدات فقط ونختم بعدها الأمسية. إذاً الميكروفون ينتقل إلى الزميلة نازك.
الأستاذة نازك الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أصحاب المعالي.. أصحاب السعادة.. أيها السيدات والسادة الحضور الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسعدني ويشرفني نيابة عن الأخوات الحاضرات أن أرحب بضيف الاثنينية فضيلة الشيخ محمد بن محمد عوامة، إن الاحتفاء اليوم بعلم من أعلام التحقيق وعلم من أعلام هذا العصر ومثل يحتذى به ومن علمه صاحب فكر نيِّر ومنهج وضَّاء مؤسس مركز البحث العلمي في الجامعة الإسلامية وقد تتلمذ على يده أجيال فمرحباً به اليوم ننهل من علمه وفكره.
سؤال من الأخت ميسون عبد الغني حاووط تشكر الشيخ عبد المقصود خوجه وفضيلة الشيخ محمد عوامة حفظه الله.
الزهد والصوفية دار حولهما جدل كبير وهناك مؤيد ومنكر لهما نريد من فضيلتكم نبذة عن نشأة وأصول الصوفية وعن الحدود التي يجب أن يقف عندها المتصوف الزاهد؟
الشيخ محمد محمد عوامة: جواب هذا السؤال طويل جداً ولكن أقول فائدة واحدة عنه وهي تغني عن كثير من الكلام وتختصر الإجابة الطويلة، علم التصوف علم شريف عزيز نبيل كريم، وكل ما يتصل به من أسماء أخرى سواء سميناه الزهد أو الورع أو العمل أو ما شابهه، لكن التصوف الذي يدور حوله الكلام الكثير إنما هو ثلثه إن صح التعبير، وذلك يا أيها السادة التصوف ثلاثة أقسام قسم يسميه أصحابه بعلم السير والسلوك ونسميه نحن بلغتنا المعاصرة علم التربية، القسم الثاني هو التطبيق العملي للأخلاق أو إن شئت أن تسميه تهذيب الأخلاق وتصفية النفوس، هذا القسم الثاني ، هذان القسمان لا ينكرهما أحد من الأمة الإسلامية لا علماء ولا عوام كل المسلمين لا ينكرون شيئاً يسمى السير والسلوك وهو مبني على صحبة أي مسلم وأي شيخ صالح وأيضاً ليس هناك مسلم ينكر وجوب تهذيب الأخلاق وتصفية القلوب من أدرانها وأوساخها، يعني حسن الخلق وسوء الخلق موضوع تهذيب النفس وتهذيب الأخلاق هذا أمر لا ينكره أحد على وجه الأرض لا عاقل ولا كافر ولا مسلم ولا صوفي ولا غير صوفي، أما القسم الثالث الذي يدور حوله الجدل فيسميه أصحابه بعلم الحقائق، هذا قسم منه بعض من مصطلحاته بعض من عباراته تنكره طائفة وتقره طائفة، وهناك كلمات أخرى ومصطلحات أخص وأخص ينكرها كثيرون ويرضاها كثيرون والجدل قائم حولها ولن ينتهي لا بكلامي ولا بكلام غيري، أنا أقول وأكرر هذا الكلام الأخير الجانب الأخير من القسم الثالث لا ينتهي ولا يقال فيه كلمة فصل، لا مني ولا من غيري، والخلاف قائم باق إلى يوم الدين حوله وصلى الله على سيدنا محمد.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول:
أكد مجلس الآثار المصري ـ مؤخراً ـ في بيان نشر في الصحف الرئيسية العالمية أن علماء الآثار المصريين بالتعاون مع علماء دوليين أكّد عدم وجود أي أثر في الهيروغليف وفي المعابد الفرعونية في جميع أنحاء مصر والبحر الأحمر وصحراء سيناء لليهود وموسى وهارون وعن تيه اليهود في سيناء أربعين سنة. ولما لم يعترض أي عالم ديني مسلم ويهودي ومسيحي على هذا التأكيد: لذا نسأل فضيلتكم: هل يتعارض هذا التأكيد أو ينفي ما جاء في القرآن الكريم والتوراة عن النبي موسى وهارون واليهود ـ وهل هذا يؤكد أن وجود اليهود وبناءهم للأهرام وحديث موسى مع فرعون دون تسمية اسمه والألواح والوصايا العشر هي خزعبلات يهودية وخرافات قد يؤدي بالعلمانيين إلى حذف كل ما جاء عنهم من كتاب الله؟
الشيخ محمد محمد عوامة: سعادة الأستاذ الكريم وفقه الله تعالى، إن الثوابت الدينية من خلال النصوص القرآنية والحديثية لا تتغيَّر أمام أيّ أدلة بشرية أخرى، وسيأتي اليوم الذي تتبدل فيه هذه الأدلة البشرية لتتفق مع الثوابت القرآنية والنبوية.
وقولكم ((لم يعترض أي عالم ديني)): أقول لكم: نعم، في ما سمعنا، أو بحسبما قدَّمه الإعلام لنا، ونحن نعلم أن الإعلام لا يقدِّم كل شيء. والله الموفق.
عريف الحفل: سؤال من الأخ غياث عبد الباقي يقول:
فضيلة الشيخ محمد محمد عوامة حفظه الله، السلام عليكم ورحمة الله.. من وقتٍ إلى وقت آخر يخرج علينا من ينكر أو يتهجم على السنّة النبوية الشريفة (القولية أو الفعلية) فما هو القول الفصل أو الفتوى الحاسمة بحق مثل هؤلاء؟
الشيخ محمد محمد عوامة: إنكار السنّة النبوية جملة وتفصيلاً، أو التشكيك فيها: خروج عن الإسلام، وكذلك التستر وراء ما يسمونه بالبحث العلمي، أو حرية الرأي، وما شاكل هذه الألقاب أو الدعايات. نسأل الله الهداية.
عريف الحفل: سؤال من الأخ أشرف السيد سالم؟
فضيلة فارس الاثنينية، تشهد الساحة الآن هجمة شرسة على صفوة الصحابة من رواة الحديث الشريف تعرفون مصدرها ودوافعها إلاّ أنها تسبب بلبلة كبيرة بين العوام وتشكيكاً لديهم من ثوابت كانت قد استقرت لديهم من مصادر حديثية؟ آمل إلقاء الضوء.
الشيخ محمد محمد عوامة: الشكوك والشُّبَه تُزعزع النفوس والأفكار الضعيفة التي لم تتسلح بسلاح العلم الصحيح القوي، ونصيحتي: الالتفاف حول أهل العلم الصادقين للاستفادة منهم في كل ما يلزم المؤمن الخائف على دينه.
عريف الحفل: سؤال من الأخ هانئ إبراهيم زهران يقول:
اختلاف الأئمة رحمة للأمة وأسبابه معروفة ومعضلة بالتأكيد في كتابكم القيم (( أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة الفقهاء.. )) ـ الذي لم أحظَ بقراءته ـ ولكن لولا اختلاف مصادر الحديث واختلاف البيئة والمجتمع وعدم وجود وسائل توثيق من طباعة أو نشر في تلك العصور ناهيك بوسائل الاتصالات البدائية في تلك الأيام وغيره من العوامل فلهذا كانت هذه الاختلافات. ولو افترضنا أن الأئمة عاشوا في عصرنا الحديث لما كانت هذه الاختلافات الكبيرة ـ وإن كانت غالباً في الفروع وليس الأصول ـ. كما أن قفل باب الاجتهاد لأسباب سياسية معروفة كان سبباً رئيسياً في جمود وعدم تطور الفقه والاجتهاد مفتوح إلى يوم الدين. وهؤلاء الأئمة ـ رحمهم الله تعالى ـ مجتهدون بحسب الظروف والبيئة المعاشة في تلك الأزمان ولهذا فإن من واجب علماء الأمة الإسلامية العمل على توحيد الأمة ووضع دراسات متكاملة توفق وتكامل بين المذاهب المختلفة في الفروع غالباً. فما رأيكم؟
الشيخ محمد محمد عوامة: أقول للأخ الكريم الأستاذ هانئ: أنا بانتظاركم في المدينة المنورة، كما اتفقنا شفهياً، والجواب عن هذا السؤال والاشتباه الذي معه طويل جداً، ولكن أقول باختضار: مداره على عدم معرفتنا إلى أيّ حدّ علمي رفيع المستوى، عالي الذُّرى، وصل إليه أئمتنا في الحديث وغيره من العلوم!! وإلى أيّ دركة من دركات التدهور والانحطاط وصلنا نحن إليه الآن!!
عريف الحفل: سؤال من الدكتور عرفة حلمي (جامعة الملك عبد العزيز) يقول:
فضيلة الشيخ/محمد عوامة.. بعد التحية والتقدير.. ما قولُكَ فيمن يروون الأحاديث النبوية بحجة روايتها بالمعنى، وعدم اتفاق الرواة لها على لفظ واحد؟ وجزاكم الله خيراً على ما قدمتم خدمة لسنّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
الشيخ محمد محمد عوامة: 1 ـ هذا أمر ممكن إلى حد ما، أما تحقيقه كلياً فلا.
ذلك لأن هذا العلم ـ وعدّة علوم شرعية أخرى ـ يدخلها اختلاف وجهات النظر، وليست هي كالنتائج الحسابية الرياضية 1 + 1 = 2، نتيجة حتمية ولا ريب.
وقد يُعدُّ هذا في نظر بعض الناس نقطة ضعف، في حين أنه مصدر قوة للتشريع الفقهي الإسلامي، ليتسع، فَيَسَع الأمة ومتطلباتها.
2 ـ أما رواية الحديث بالمعنى من قِبَلنا نحن ـ لا من قِبَل الرواة القدامى: فهذا ينطبق عليه الحم الذي قاله علماء الحديث: إن كان الراوي بالمعنى عالماً بالفقه وباللغة العربية: فيجوز، وإلاّ فلا.
عريف الحفل: سؤال من المحاضر أبو الفضل بن أحمد في جامعة أم القرى (تخصص حديث) يقول:
ما رأي الأستاذ في مسألة اللقاء بين الراوي وشيخه كيفية ثبوته ولا سيما أن الشيخ المحدث حاتم الشريف توصل في بحثه إجماع المحدثين أن كل المحدثين متفقون على عدم اشتراط ثبوت اللقاء بين المتعاصرين إن لم يكونا مدلسين؟ جزاكم الله خيراً.
الشيخ محمد محمد عوامة: الأمر كما عليه الأئمة السابقون: من اختلافهم إلى مذاهب، أشهرها اثنان: ما عليه البخاري وآخرون، وما عليه مسلم وآخرون.
عريف الحفل: سؤال من الأخ عبد الله الغامدي يقول:
فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله، فضيلة الشيخ وفقكم الله تعالى لكل خير، فضيلة الشيخ من خلال ما وصلتم إليه من العلم، هل صحيح أن محدث العصر بلا منازع هو الشيخ ناصر الدين الألباني؟
الشيخ محمد محمد عوامة: أن الشيخ الألباني واحد من المشتغلين بالحديث الشريف في هذا العلم، وفي الأمة الإسلامية خير كثير، وعلماء كثر، ولا يحسن بطالب العلم تحجير واسع، وكلّ منا يتكلم بحسب ما علم، فلا ينبغي الإطلاق الواسع.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت أم فارس تقول:
1 ـ شيخنا الفاضل حفظه الله ورعاه:
كثرت الفتاوى حول المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.
أحب أن أعرف الحكم الشرعي بالتفصيل حول مسألة المقاطعة، وهل تجب النصيحة لمن لا يقاطع بالمقاطعة؟ وهل هناك بأس من قبولها إذا كانت من المضيف للضيف؟
2 ـ شيخنا الكريم: ما هي أقوى السبل للوصول لمرتبة حق اليقين رغم كل العوائق والعلائق؟ كيف نصل لمعرفة الله جلَّ في علاه معرفة حقيقية بحيث لا نرى إلاّ آياته وآثاره الكثيرة حولنا وكيف نتخلص من الروتين بسبب تكرار الآيات (كيف نتفكر بوعي وتأثر دائماً)؟
الشيخ محمد محمد عوامة: 1 ـ الاقتصاد والمال سلاحان قويان في عصرنا، ولهما الأثر الكبير في الحياة أكثر مما سبق، والمقاطعة ذات أثر كبير فعّال على الاقتصاد، وحين تدعو الحاجة ـ ولا أقول: الضرورة ـ إلى المقاطعة علينا أن نقاطع. ويحسن بالضيف أن ينصح المضيف بذلك.
2 ـ أقوى الأسباب ـ إن شاء الله ـ ذكر الله تعالى بأنواعه، مع حضور القلب، لا مع حركة اللسان فقط.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة سارة بارك تقول:
لازمت الشيوخ والعلماء ما أثر ذلك في حياتك للاقتداد به في أمور حياتنا وخصوصاً للطلاب والطالبات؟
الشيخ محمد محمد عوامة: أثر ذلك في حياتي: أني ما أنفكّ في جلّ حياتي العلمية عن التأسّي بهم، وعن أن أذكر في هذا الموقف وذاك وذاك موقفاً لأشياخي أسير فيه على دربهم. والحمد لله.
عريف الحفل: سؤال يقول:
هل سماع الأغاني بالدفوف والإيقاعات حرام أم لا؟
هل يجوز حضور حفل زفاف لأهل الميت بعد وفاته بأسبوع مثلاً أو عدم الذهاب لهذا الحفل بسبب الوفاة. علماً بأن الزواج لأهل الميت وهل يجوز تأجيله بعد إعطاء بطاقات الدعوى؟ ولكم جزيل الشكر جزاكم الله خيراً؟
الشيخ محمد محمد عوامة: سماع الأناشيد الدينية الوعظية من غير دفّ: منشّط مرغّب، ومع الدفوف لا بأس به، على أن لا يكثر ذلك جداً.
ـ لا رابط بين حفل الزفاف وبين قُرب وفاة ميت أو بُعده ـ نعم، يجوز.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت سعاد الصابوني تقول:
في مجال السيرة النبوية. أطلقت على سيرة ابن هشام، وقد أُلِّفت كتب من لبنان كتباً في السيرة النبوية منها القديم ومنها الحديث وبحسبما أعلم فكلهم أخذ من سيرة ابن هشام حيث تعتبر الأصل والسؤال: ما هو أصح وأوثق كتاب في هذا المجال؟
الشيخ محمد محمد عوامة: كتب السيرة النبوية كثيرة، والحمد لله، وكل كاتب يعبِّر عن علمه وفهمه وحبّه، وليس ثمة كتاب يوسف بأنه أصح وأوثق. وأنا أحذِّر من الطريقة التي ظهرت جديداً على الساحة باسم: السيرة الصحيحة، ويريد أصحابها أن يطبقوا قواعد علم الحديث على أسانيد السيرة والتاريخ.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت نور الإسلام تقول:
1 ـ الرجاء من فضيلة الشيخ إعادة المنارات السبع باختصار.
2 ـ كيف السبيل لحفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب الإمام البخاري وما هي توجيهاتك في ذلك؟
الشيخ محمد محمد عوامة:
1 ـ الإخلاص لله عزّ وجلّ في طلب العلم.
2 ـ إدراك قيمة العلم الشريف، ومكانته الإسلام.
3 ـ الجدّ والاجتهاد في طلب العلم وتحصيله.
4 ـ العلم للعمل.
5 ـ الأدب في العلم.
6 ـ النقد واليقظة في العلم.
7 ـ أن يلتزم طالب العلم في فتواه ما عليه جماهير علماء الإسلام، ولا يتسقَّط رأي الواحد أو الاثنين ليرفع دنياه ودنيا غيره بدينه. وأن لا يتخذ رأي عالم أو عالمين ديناً له وحَلَماً على رأي جماهير على المسلمين.
الوصايا السبع:
1 ـ الاهتمام بحفظ القرآن الكريم.
2 ـ الاهتمام بحفظ السنّة الشريفة.
3 ـ الاهتمام بحفظ المتون العلمية.
4 ـ الإكثار من قراءة العلم على الشيوخ.
5 ـ اختيار الشيوخ: الأعلم والأتقى.
6 ـ مراجعة لشيوخه في كل ما يعرض له من مشكلات علمية.
7 ـ لا بدّ له من شيخ يتربّى على يديه في العلم والعمل.
أفضِّل الحفظ من الكتب الجامعة، لا من الكتب الأصول. أي: أفضّل الحفظ من رياض الصالحين ـ مثلاً ـ على الحفظ من صحيح البخاري، لعدّة أسباب، وإن كان ولا بدّ فليكن الحفظ من مختصر الزَّبيدي للبخاري.
عريف الحفل: سؤال من الطالب عبد الله أحمد أحمد يقول:
شيخنا الفاضل الأستاذ محمد عوامة حفظه الله، ذكرتم أن لا علم لشيخ إذا لم يتتلمذ على مشايخ، والشيخ المحقق ناصر الدين الألباني رحمه الله كان جلّ علمه من المكتبة الظاهرية في دمشق وعلمه بليغ الآفاق نرجو توضيح ذلك.
الشيخ محمد محمد عوامة: أما ذكرت ما عليه العلماء من نظرية وتطبيق. أما ما عليه الشيخ الألباني رحمه الله فله شأنه في ما يسير عليه، ويمكن للأخ السائل أن يراجع كتابي ((أدب الاختلاف في مسائل العلم والدين)) ص 144 من الطبعة الثانية.
عريف الحفل: سؤال من الدكتور يوسف العارف يقول:
في عصرنا الحاضر ينتهي النسب العلمي الذي تحدثت عنه إلى مشايخ نتلقى العلم على أيديهم وإنما كتب ومراجع. ومعلمون كثر في مدارسنا ومراحلها التعليمية فأين النسب العلمي لطلاب مدارسنا في هذه الأيام؟!
الشيخ محمد محمد عوامة: هذه بلوى معضلة، ينبغي لأهل الحل والعقد أن ينظروا فيها ويتداركوا واقع شباب المسلمين لطلاب العلم منهم، ولا تكفي الشكوى.
عريف الحفل: سؤال من المهندس عبد الغني حاووط يقول:
الأستاذ الشيخ محمد عوامة حفظه الله، كلنا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفديه بأرواحنا وكلنا نمدحه بأوصافه العظيمة وقد دار جدل طويل بين من يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم محبة له وبين من يعد هذا المديح إطراءً منهي عنه ونريد توضيحاً في ذلك حيث إن الفريقين يختلفان في مجال ضيق سبب لهم عتب بعضهم على بعض.
الشيخ محمد محمد عوامة: الإطراء المنهيّ عنه: أن تقول في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالته النصارى في نبيهم سيدنا عليه الصلاة والسلام، وما سوى ذلك فليس إطراء منهياً عنه، والحديث الشريف معروف مشهور: ((لا تُطْروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم)).
عريف الحفل: سؤال من الأخ يحيى عبد القادر يقول:
نسمع كثيراً من الخطباء يقولون: رواه الترمذي ومحمد الألباني.. فما قيمة تصحيح الألباني وتضعيفه من الناحية العلمية.
الشيخ محمد محمد عوامة: قال الحافظ ابن حجر في ((لسان الميزان)) في سياق تعصُّبه على الإمام الذهبي ـ وهو من هور: ((النفس إلى كلام المتقدمين أصيلُ وأشدُّ ركوناً))، فإذا كان هذا موقف ابن حجر مع الذهبي، فما ينبغي أن يكون موقفنا نحن الآن من معاصرينا؟!
أما إذا لم نجد كلاماً لإمام متقدم لجأنا إلى المعاصرين ـ على قلة الموثوق بعلمهم في هذا المجال.
عريف الحفل: سؤال من الأخ عجلان أحمد الشهري يقول:
فضيلة الشيخ، كثرت في وقتنا الحاضر مسائل الخلاف الفقهي بين علماء العصر، بشكل حيَّر العديد من عامة المسلمين، وبرز ذلك بشكل جليّ في الجوانب التالية:
ـ لباس المرأة بالذات غطاء الوجه.
ـ قيادة المرأة للسيارة.
ـ مشاركتها في الحياة الاجتماعية.
ـ التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني للكائنات الحية والمولد النبوي.
أين علماء الأمة وما ينبغي عليهم من نقل الصورة في ما كانت عليه الحال زمن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم؟ وكيف يمكن حلّ إشكاليات الأمة الكبيرة وهي لم تنته بعد من إيجاد حلول عملية لقضاياها الصغيرة مثل ما ذكر؟
الشيخ محمد محمد عوامة: واجب العلماء ولا يخليهم من المسؤولية عظم حجمها وثقلها، ولكن يقلِّل من هذه الخلافيات والتمزُّق سلوك كثير من المتكلِّمين في مسائل العلم ما سميتهُ في حديثي (بُنَيَّان الطريق) من الآراء الشاذة، وأيضاً كثير ممن يتكلَّم في مسائل العلم: ليسوا من أهل العلم، إنما يتطاولون على الدين وعلى أهل الصادقين، فيتكلمون بما لا يُتْقنون.
ـ أما ستر المرأة وجهها: فحديث السيدة عائشة رضي الله في ((سنن أبي داود)) تحكي عن كشف المرأة المحرمة بالحج عن وجهها: ((كان الركبان يمرّون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحرِماتٌ، فإذا حاذَوْنا بما سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جازُونا كشفناه))، وكشف المرأة وجهها في إحرامها أمر واجب، ومع ذلك فكنَّ يسترن وجوههن من الرجال، ولا يُترك ـ شرعاً ـ الواجب إلاّ لأمر واجب مثله أو أشدّ وجوباً منه.
ـ قيادة السيارة: من مهامّ الرجال الثقيلة، لما يَعرِض فيها من عقابيل، وليست القيادة مجرد جلوس وراء (المِقوَد)، كما لا يخفى، وهذا بغضّ النظر عن عوارض أخرى.
ـ ومشاركتها في الحياة الاجتماعية: إن كانت متعارضة مع قول الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ (الأحزاب: 33) فلا يجوز.
ـ والتصوير: إن كان لأمر وثائقي ونحوه من دواعي الخير والعلم: فلا بأس، وقد يكون لازماً، وأما لغير فلا يجوز.
ـ وأما المولد النبوي: فاتفق العلماء على أن كل عمل له أصلٌ في الشرع محمودٌ، فهو عمل محمود، وما كان على خلاف ذلك فهو غير محمود، وذلك في شرح حديث: ((كل عمل ليس على أمرنا فهو ردٌّ))، فإن كان المولد قاصراً على ما منكر فيه: فهو عمل محمود، وإن دخله منكرات: فهو مذموم. والله أعلم.
عريف الحفل: سؤال من مدير رعاية الموهوبين أحمد الزهراني يقول:
خلال مسيرتك الثرية في طلب العلم وتعليمه مرّ بك طلاب علم بينهم موهوب حاد الذكاء كيف تعرفت عليه وكيف وظفت موهبته وأين هو الآن وما دور العلماء والمفكرين ورجال الأعمال في اكتشاف الموهوبين ورعايتهم واستثمار عقولهم لخدمة الأمة؟
الشيخ محمد محمد عوامة: نعم، والحمد لله، وإن كان العدد قليلاً أو نادراً، لأننا ـ في عرفنا ـ لا نعتبر ذلك أمراً حسناً إلاّ إذا كان مقروناً بالأدب والعمل بالعلم، مع حرصنا على رعايته وتقويمه، وقسم من هؤلاء أضاعه عدم الرعاية، مما يؤكد أهمية رعاية الموهوبين القائمين أنتم ـ جزاكم الله خيراً ـ بهذا الواجب، ومن مظاهر الرعاية: كفالة طالب العلم، وهذا من واجب رجال الأعمال.
عريف الحفل: سؤال من الأخ علي محمد الشهري يقول:
فضيلة الشيخ محمد عوامة، لقد برع علماؤنا الأوائل في الاعتناء بعلم الجرح والتعديل، ولكن واقع الأمة الآن هو ممارسة فن الجرح والتقتيل.
الشيخ محمد محمد عوامة: تعليقي: أن واجب العلماء وأهل الحل والعقدة في كل بلد رعايةُ طلابها وشبابها بالتعليم الصحيح السليم، على أيدي علماء وتَرَبَّوْا تربية صحيحة سليمة، وهكذا، ولئن هذا الأمر من أوله، فمن الممكن تداركه ولو بعد فوات الأوان.
عريف الحفل: سؤال من الأخ عبد الرحمن حجار يقول:
فضيلة الشيخ محمد عوامة حفظه الله، السلام عليكم، وبعد:
قام بعض العلماء في هذا العصر بتقريب السنّة بين يدي الأمة، وأخرجوا أمهات الكتب على قسمين: صحيح وضعيف. فما رأيكم بهذا العمل وهل هو نافع؟
الشيخ محمد محمد عوامة: في هذا العمل تمزيق لكتب السنّة، وتجهيل لجهود علمائها الأقدمي، وعادة علمائنا أنهم يجعلون كتبهم سبيكة ذهبية متماسكة جداً، فتقسيم الكتاب الواحد إلى صحيح وضعيف تمزيق لهذا التماسك، سببه الجهل والغفلة عن دقة علمائنا في التأليف. والكلام طويل.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من السيدة ميسون عبد الغني حاووط:
شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه لاستضافة أعلام هذه الأمة والشكر أيضاً لفارس هذه الاثنينية فضيلة الشيخ محمد عوامة. حفظه الله. كلنا يعلم أن الزهد والصوفية دار حولهما جدل طويل وهنالك من مؤيد ومنكر لهما.
نريد من فضيلتكم نبذة عن نشأة وأصول الصوفية وعن الحدود التي يجب أن يقف عندها المتصوف الزاهد؟
الشيخ محمد محمد عوامة: التصوف ثلاثة أقسام:
1 ـ الصحبة للصالحين والالتزام بالأوراد والقوافل المسنونة.
2 ـ تهذيب النفوس وتصفية الأعمال القلبية.
3 ـ يُسمَّى بمصطلحات أهله: علم الحقائق والعرفان.
أما الأول والثاني: فلا يختلف عالم من علماء المسلمين في مشروعيتهما، وقد يختلف بعضهم في طريق المعالجة، لا في أصل الفكرة. أما القسم الثالث: فهذا فيه الجدل الصاخب، بين مناصريه ومخالفيه، وبعضه محتمل، وبعضه غير محتمل، والمحتمل فيه: بعض العلماء يصوغه بعبارات واضحة شرعية، فيكون سائغاً عند الجميع.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الطالبة آلاء عبد المجيد زهراء يقول:
كل ما في صحيحي البخاري ومسلم فقد جاوز القنطرة، كما يقول العلماء، والسؤال هو: ماذا عن باقي الأحاديث في الكتب الأخرى؟
الشيخ محمد محمد عوامة: سائر الأحاديث سوى الصحيحين: تكلّم عليها علماؤنا في كتب لهم منثورة موزعة، تحتاج إلى جمع وتتبع، ويبقى عدد قليل لم يتكلموا عليه، فمن الممكن النظر فيها في ضوء ما قعّدوه، لكن الأمر كما قلت في جواب سعادة الدكتور عرفة حلمي ـ وهو الجواب الخامس: إن قواعد علوم الحديث ليست عمليات حسابية رياضية 1 + 1 = 2 لا خلاف عند عاقل في هذه النتيجة.
معالي الدكتور رضا عبيد: باسمكم جميعاً نشكر فضيلة الشيخ العلامة محمد بن محمد عوامة على هذه المنارات التي أسأل الله سبحانه وتعالى أن تنير طريقنا وعلى هذه التوصيات التي أسأل الله سبحانه وتعالى أن تنفعنا وتنفع جميع طلبة العلم.
إخوتي الأسئلة التي قدمت كثيرة، ورفقاً بالشيخ ورفقاً بأهل مكة الذين قدموا خصيصاً لمشاهدة الشيخ والاستماع إليه، آسف أنني لم أعرض هذه الأسئلة لكنني أعدكم كما تعدكم الاثنينية دائماً أن تقدم هذه الأسئلة لفضيلة الشيخ ليجيب عنها وستظهر في كتاب الاثنينية المطبوع، فرفقاً بكم وأتمنى لكم أمسية طيبة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم توفيقه على فضيلة شيخنا العلامة وأن ينفعنا بعلمه وفضله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :798  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 214 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.