شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة فضيلة الدكتور أسامة الرفاعي))
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوته واستن بسنَّته إلى يوم الدين وبعد فإنني أستميحكم عذراً أن أتحدث بين أيديكم وقبل أن أدلي بدلوي في هذا الجانب عارضاً لما يجول في خاطري وفكري من كلمات الحب والتقدير لكم جميعاً، أحب أن أحيي صاحب هذه الدار العامرة التي جمعتنا في هذه الليلة الزاهرة لنكون جميعاً متفيئين ظلال بركة رجل مبارك كريم، حمل العلم النبوي الشريف عظمه ورفعه وحقق طرائقه وعمل على تحقيقه وتنقيته ونشره وتعليمه، فرفع الله عز وجل ذكره وأعلى شأنه وبارك فيه ظاهراً وباطناً وجمع القلوب عليه مع اختلاف ما تحمل وما نشأت عليه عنيت بذلك سيدي ومولاي العلامة الأفيق والفقيه الدراكة سيدي ومطوق عنقي عنيت به مطوق عنقي بفضله وإحسانه وحسن تربيته ورعايته ووفائه العجيب الأستاذ المحدث العلامة الشيخ محمد محمد عوامة أمتعنا الله والمسلمين به في خير وعافية أيها الحفل الكريم أيها السادة العلماء أيها الإخوة الأعزاء، ما كان لمثلي أن يتحدث عن مثله إلا بنية التبرك وعلى سبيل التشرف فشرف لمثلي أن يكون منتسباً إليه ومتحدثاً بين يديه، ولا أريد أن أحوم حول مائدة علمه لأقدمها عرضاً بين أيديكم فهو غني عن التعريف في ذاته وعلمه ونتاجه، ولكن أحب أن أسلط الضوء على جملة من المعاني رأيتها وعرفتها وخبرتها فيه عن قرب رغم أنني كنت مقصراً بين يديه وكنت متراخياً في الجد والاجتهاد في طلب العلم على يديه، بادئ ذي بدء أكرم الله عز وجلّ الإنسان بالعلم فمن معاني وأسرار إسجاد الملائكة عليهم السلام لآدم عليه السلام أن الله سبحانه وتعالى جعلهم في سجودهم يقدمون تحية للعلم الذي يحمله آدم عليه السلام، لأن الله ميزه وفضله بالعلم إذ علمه وعرض الأسماء على الملائكة فلما نظروا في المسميات لم يعرفوا أسماءهم قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ . وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ (البقرة: 33 ـ 34)، وإذا كان الحديث النبوي الشريف قد بين بأن هذا العلم يحمله من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتقويل الغالين والجاهلين، وإذا كان الحديث أيضاً قال: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، فكيف بأستاذنا وشيخنا وعالمنا وبركتنا ومؤدبنا وقد جمع الله عز وجل له مع الفقه، جمع له غوصاً عميقاً، وحباً دقيقاً لحديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس يبحثون عن معالم خيرتهم أن طالب العلم ومن سلك به هذا المسلك فإن الله تعالى قد وضح له الطريق من البداية فقال عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين كما أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يطلب.
أيها السادة .. شيخنا الفاضل عرفته منذ زمن وأنا أتدرج في المدينة المنورة على منورها الصلاة والسلام في طلب العلم وأنا أقول بكل صدق وبما أحتسبه عند الله عز وجل، وبما لو سألني وسيسألني الله سبحانه وتعالى عنه فإنني أقول صادقاً بين يديه وهو المطلع الخبير وبين أيديكم ثانياً أن الله عز وجل أنقذني بهذا العالم الكبير وهذا الرجل الفقيه وهذا المربي الفاضل، فلقد تعارضت الآراء وتعددت السبل وتنوعت المشارب وقد نشأنا في بيئة نعرف من الإسلام العلم الذي درسناه في ثانويتنا الشرعية، التي هي بمنهج أزهري في بيروت لكننا أتينا إلى بلد ورأينا سعة العلم ورأينا تبحر الناس فلا بد من عالم بصير يأخذ بيدك إلى شاطئ الأمان والسلام وأن يسلك بك الطريق المستقيم حتى تصل إلى العلم أو أن تكون من طلاب العلم الحقيقيين وبالفعل أنقذني الله عز وجل به، ورأيت ليس من باب تعداد ما ألف أو حقق وإنما من الصفات التي أعتقد أنها أصبحت سجية له من غير تكلف، أما الصفة الأولى فهي العلم وهو غني عن التعريف بها عنه، فهو من العلماء الذين طأطأ لهم السادة العلماء احتراماً لعلمه، وبصم له العلماء تصديقاً لقوله، وإذا بنا نرى في مجالس العلم المتعددة المتنوعة، كيف يعامل وهو بصمته وكيف يرجع إليه عند الاختلاف وعند تنوع المدارك وبعد المعنى كيف يستخرج لؤلؤه وكيف يصل إلى حقيقته وكيف يقدمه ليكون خالصاً سائغاً للشاربين والفاهمين والمعتقدين، أما التربية فلقد رأيت فيه عالماً مربياً ورأيت فيه عالماً متواضعاً، يتواضع لمن تربى على أيديهم ويتواضع لمن يربي من تلامذته وأرى فيه من أساليب التربية الحرص العجيب الذي ربما نفتقده في كثير من العلماء اليوم لكثرة المشاغل وانصراف الناس إلى بعض المشاغل التي تفرض عليهم من هنا وهناك، ولذلك رأيت فيه أنه كان وارثاً نبوياً بكل معنى الكلمة، ورث النبي صلى الله عليه وسلم قالاً وحالاً فكان يقول من قوله ويحققه وكان يعمل بحاله ويتمثله وكان يربي بهديه ودله وإشاراته ورقّته في تغيير ما يراه من الأخطاء ما لا يعرفه إلا من اقترب منه أو جالسه أو عاشره أو لازمه، أما العلم فهو عامل بما يعلم وهو يدعو إلى ما يعلم وأذكر من تواضعه في العلم والتربية والعلم أنه عندما وضع كتابه أدب الخلاف، وكنت أختلف إليه في قراءة بعض كتب السنّة فدفع إلي الكتاب جزاه الله خيراً من غير أن أعرف من ألفه ومن غير أن أقرأ اسم من ألفه، وقال إقرأ هذا ودوِّن ملاحظاتك عليه وأنا ظننت أنه بحث لبعض طلبة العلم أو إخوانه العلماء، فقرأته وأنا أحاول أن أعلق ما لا يتفق مع فهمي فكتبت كثيراً من التعليقات، وكتبت كثيراً من المغايرات فناقش بعضها وصوب بعضها ثم فوجئت أن الكتاب له وأنا لا أدري ولو علمت أنه هو الذي وضعه وهو الذي ألفه لما كتبت كلمة واحدة بسبيل الاستدراك، وإنما لقرأته على سبيل التعلم والفهم والتبرك، أيها السادة أنا لا أريد أن أطيل عليكم فإنما أتيت لأتبرك بهذا المجلس ولأشنف أذني ولأشبع عين قلبي من رؤيتكم ومن رؤيته التي ملأت علي فعلاً قلبي وعقلي وروحي ويعلم الله عز وجل أننا نحبه الحب الكثير وقد نشرنا طيب ذكره في لبنان ولقلّما رأيت طالب علم في لبنان إلا وهو يعرفه ويقتني كتبه، حببنا الناس فيه لأنه أهل لذلك، كما نشرنا طيب الأستاذ الشيخ عبد الفتاح أبو غده رحمه الله وكما نشرنا طيب وعلم وبركة ومسلك الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله ونفعنا بهم هكذا أيضاً نتبرك به ونتخذه عدة بين يدي الله عز وجل لنحسب عليه ومن كان محسوباً إليه فإنني أرجو أن يكون ممن دخل في الحديث ((إن المرء يحشر مع من أحب)) أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: شكراً لفضيلة الدكتور أسامة الرفاعي القاضي الشرعي ومفتي منطقة عكار في لبنان ومرحباً به في بلده الثاني المملكة العربية السعودية. أيها الإخوة والأخوات قبل أن ننتقل إلى الكلمة التالية في منظومة الكلمات الترحيبية والمحتفى به هذه الليلة الشيخ محمد محمد عوامة، يسرنا أن نلفت انتباهكم إلى أنه يحضر معنا للمرة الأولى وبناءً على دعوة سعادة الشيخ مؤسس الاثنينية الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، خمسة عشر طالباً من طلاب مركز الموهوبين بتعليم جدة فمرحباً بهم. وندعوهم أيضاً للحضور والمشاركة دائماً كلما كان ذلك ممكناً مع تمنياتنا لهم بالتوفيق دوماً.
عريف الحفل: الكلمة الآن أيها الإخوة والأخوات لمعالي الأستاذ الدكتور عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء والأكاديمي المعروف ويلقيها نيابة عنه سعادة الأستاذ حسين الغريبي المستشار الثقافي للاثنينية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :648  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 206 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.