شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المحطة السادسة
المحطة التي أود أن أتحدث عنها وأتوقف عندها كثيراً وهي المرأة، في خلال رحلتي الطويلة والجهاد الطويل أنجزت حوالى 31 مؤلفاً عن المرأة، وعادة كما عرفت من آليات الأمسية أن الضيف المكرم يتوقف عند أحد مؤلفاته الصادرة ويقوم بعرضه ويناقش من قبل الحضور حوله، ومع احترامي وتقديري لهذا التقليد فأنا أستأذنكم بأن أخالفه هذه المرة وأقدم مؤلفاً لي لم ير النور بعد يتناول موضوعاً جد هام يمثل واقع المرأة المسلمة في عصرنا الحاضر وهو عن حقوق المرأة الضائعة والمفاهيم الخاطئة، رأيت أن أستقبل هذا الجمع المبارك من مثقفين ومثقفات في عرض معضلة المرأة الحقيقية عليهم هذا المخلوق الذي عانى ولا يزال يعاني أمر المعاناة من قبل شقيقه الرجل هذا الشقيق الذي يصر على أن يتعامل معه على أنه دونه عقلاً وفضلاً ومرتبة، ورغم أن الخالق جل شأنه أعلنها صريحة في أول سورة النساء، يأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً (النساء: 1) وفي قوله تعالى: يأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ (الحجرات: 13) لم يقل ذكوركم وإنما قال أتقاكم.
عريف الحفل: دكتورة لدينا الكثير من الأسئلة والتي تحتاج منكم لإجابات قد تأخذ وقتاً طويلاً وحبذا لو اختصرت.
الأستاذة سهيلة زين العابدين حماد: سأختصر إن شاء الله، المهم هو أنني اخترت هذا الموضوع لأن بموجب الفهم الخاطئ لبعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية صدرت أحكام فقهية وفتاوى وأصبحت كأنها هي من الإسلام وأصبحت المرأة تعامل منها وحرمت الكثير من حقوقها بموجب هذه المفاهيم الخاطئة وعندما نسعى لتصحيح هذه المفاهيم نجد هناك رفضاً قاطعاً لهذا التصحيح وكأنها هي يريدون فرضها علينا وكأنها هي من الإسلام وهي ليست من الإسلام. أول مفهوم أول حديث سأتوقف عنده.
معالي الأستاذ الدكتور سهيل قاضي: الأستاذة سهيلة اسمحي لي، أمامك دقيقة أو اثنتان، إذا ارتأيت أنك تستمرين في الحديث قد لا يكون هناك متسع للإجابة عن الاستفسارات إطلاقاً، وأنا متأكد من أن الكل متشوق إلى التعرف على إجاباتك، وهي كثيرة فقط من جانب الرجال هنا، أكيد أن هناك استفسارات أخرى ثانية.
الأستاذة نازك الإمام: عفواً الجمهور هنا يطالب بأن تكمل الأستاذة سهيلة.
الأستاذة سهيلة زين العابدين حماد: سيدي الفاضل أرجوك أن تعطيني الفرصة على الأقل ربع ساعة لأوضح حقائق سريعة جداً.
أولاً: بالنسبة إلى حديث ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب بلب الرجل الحازم من إحداكن الفهم الخاطئ لهذا الحديث وأيضاً الآية القرآنية: وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَآءِ (البقرة: 282) وأيضاً إعطاء لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ (النساء: 11)، المفهوم الخاطئ للحديث النبوي هذا وللآيتين الكريمتين أدى للتعامل مع المرأة على أنها قاصر وفاقدة الأهلية والإسلام هو أول من أعطى للمرأة الأهلية الكاملة وألغى عنها كلمة القصر الدائم، ولذلك فالمفهوم لهذا الحديث لهاتين الآيتين مفهوم خاطئ لا يتفق مع الإسلام، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب بلب الرجل الحازم من إحداكن هذا فيه إشادة بذكاء المرأة وبعبقريتها التي تستطيع أن تأخذ بلب الرجل الحازم، فكيف تتهم بأنها ناقصة عقل، كيف تتهم بأنها ناقصة عقل، وهي التي قالت في رواية الحديث ولم توصف إلا راوية للحديث بالغش والتدليس بينما وصف به بعض الرواة، كيف تقبل المرأة إذا كانت ناقصة عقل وهي تساوت مع الرجل في الحدود والقصاص والعقوبات، فإن كانت ناقصة عقل ولو مرة واحدة معنى هذا أن تسقط عنها العبادات أو أقل من الرجل فيما فرض عليها، تسقط الحدود العقوبات عن الصغير والمعتوه والمجنون، فكيف لا تسقط عن المرأة إذا كانت ناقصة عقل، عندما نقول بالمفهوم الخاطئ عن نقصان عقل المرأة فنحن بذلك نتهم عدل الله، الله سبحانه وتعالى العادل، كيف يخلقها بنقص عقل ويطالبها بما يقوم به الرجل كامل العقل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :436  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 196 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج