شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة فضيلة الشيخ أبي تراب الظاهري ))
ثم تحدث الشيخ أبو تراب الظاهري، مشاركة منه في الاحتفاء بضيف الاثنينية، فقال:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: بعد حمد الله، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول كما يقول الأستاذ محمد حسين زيدان: ما كنت زورت في نفسي كلمة أقولها في هذه المناسبة، التي يحتفي بها الأستاذ الصديق عبد المقصود خوجه بصديقنا وضيفنا الأستاذ عاتق البلادي، صحيح تربط بيني وبينه آصرة القلم، لكن هناك فرق بين ما يصطاده الزنبور وما يصطاده البازي، هو صاحب سقيط الندى وأنا صاحب رعاف اليراع؛ فأين الثرى من الثريا؟
- فأهلاً بصاحب سقيط الندى، أما ما أشار إليه الأستاذ الصديق عبد المقصود خوجه، أنه من أين له هذا الزخم من العلم مما تزود به، فهذا لا غرابة أنه كان زميلنا على الحُصُر، جثوا على الركب أمام المشايخ، وكل شيخ فنار من الفنارات التي كانت تُضيء؛ كانت حلقات الدرس في المسجد الحرام والمسجد النبوي تمثل جامعات، وكل من نهل من هذه المناهل كان هذا هو أثره في المجتمع، وهو أثره فيما كتب وفيما هو ماضٍ إليه؛ وهذا على ديدن المتقدمين، فالمتقدمون كانوا متعددي المواهب والثقافة، أما الجامعات فهي تعطيك نماذج، ثم بعد ذلك أنت تجتهد وتنبغ فيما تشاء.
- الإمام الطبري عندما ورد مصر، ماذا طلب منه أهل مصر؟ قالوا عندكم رواية من ديوان الشماخ بن ضرار، وهو صحابي ما عندنا شعره، فإذا وصلت إلى طبرستان بلادك، قال: أين طبرستان وأين أنا في مصر الآن؟ لكن خذوا ما أحفظ من شعره، فأملى عليهم الديوان كله إلاَّ ثلاث قصائد، وكان السؤال على عجل وعلى غفلة.
- الإمام ابن حزم يقول: كما ذكره المقري في كتاب "نفح الطيب": كنا في مجلس أبي محمد (1) الطلمنكي، إذ دخل شيخ خراساني فأجلَّه الشيخ، فأردت أن أختبره؛ فقلت كيف وجدت علماء الأندلس؟ فقال: "كبَّرتُهم" فقلت هذا رجل أعجمي لا يحسن العربية، يقول: كبَّرتهمُ لم يقل أكبرتهم، والله (سبحانه وتعالى) يقول في كتابه: فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن فاستخففت به، فلما جاء يذهب للقفول، أجله الشيخ - أيضاً - ومسك برقابه.. فعجبت؛ وبعد أن ولى قلت لشيخنا: أنت أجللت هذا الإنسان وهو في نظري دون ذلك، لأني لما سألته كيف وجدت علماءنا؟ فقال كبَّرتهم؛ فضحك شيخي وقال: هل قرأت شعر المتنبي؟ قلت نعم أنا أحفظه؛ قال لي: راجعه؛ وعندما استعرضت قصائد المتنبي فإذا بقصيدة فيها:
كبَّرتُ عند ديارهم لما بدت
منها الشموس وليس فيها المشرق
 
- فعرفت أنه يقول كبرت عند ديارهم، علماء المغرب كالشموس.
- فلا غرو ولا عجب لو سقنا الأمثلة، فهي كثيرة جداً، فكل عالم كان جامعة، وكل حلقة أشبهها بجامعة كبرى، لأن العلماء كانوا متعددي الثقافة؛ كنا نقرأ الحماسة وشعر المتنبي في بيوت العلماء وفي المسجد الحرام، وقرأت علم المعاني والبيان والشعر على الوالد (رحمه الله) وهو معروف بالحديث، وليس معروفاً بالشعر ولا بالمنطق، لكن درسنا هذه العلوم.. لأن العلماء كانوا متعددي الثقافة؛ وصديقنا المحتفى به عاتق البلادي رضيع لبان هؤلاء المشايخ متعنا الله بعلومه، وأمد في عمره في صحة وسلامة وعافية؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1264  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 42 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج