((كلمة سعادة الأستاذة الدكتورة فاطمة بنت عمر نصيف))
|
اللَّهم لا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون واجعلني خيراً مما يظنون. |
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي ما في السماوات وما في الأرض حمداً يليق بجلالة وجهه وعظيم سلطانه والصلاة والسلام على حبيبه المصطفى وخليله المجتبى نبينا وقدوتنا وشفيعنا محمد بن عبد الله وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد.. |
شيخنا الفاضل راعي الحفل معالي الدكتور محمد عبده يماني أخي ورئيسي السابق.. أخي الفاضل سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه أيها الجمع الكريم.. سلام إلى كل من يحمل قلباً وفياً وريحاً زكية، سلام على مساء الوفاء وحب العطا سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته.. |
ذهبت أتجول بين مفردات اللغة لأنتقي منهاجاً وتعبيراً واستعرضت آلاف الكلمات بحثاً عن كلمة شكر لم تنطق وعن عبارة تقدير وامتنان لم تكتب وعن نبذة عرفان لم ترصد.. تليق بهذا الكرم العالي والشرف الغالي.. فمع طول البحث والمجهود رفعة مقام المقصود فهذا جمع علم وأدب وثقافة وضيافة.. مديح كريم وحضور جليل ومنتدى عظيم.. نحسبكم كذلك ولا نزكيكم على الله.. |
بحثت فلم أجد ما هو أرقى وأشمل وأنقى مما دعى به سيد الخلق لمن أسدى معروفاً جزاكم الله خيراً.. |
أرى الفخر بين هامات الرجال |
قد تسامى بعزة المتعالي |
ثابتات الأصل في نهر الورى |
فارعات المجد في ذكر الفعال |
قد تعالت في ثبات وشموخ |
وغدت نفحة من ذي الجلال |
قلوب أخلصت لله وانبرت |
فيما لها في هامات الرجال |
|
وأختم كلمتي بالشكر.. لكل من حضر ولكل من شارك.. ولساني يعجز عن الشكر ولكن نرفع دعوة خالصة من القلب في هذه الساعة لأن يجمعني الله بهذا الحب ويجمعنا في جنات النعيم مع نبينا محمد ومع الأنبياء والرسل إنه على ذلك قدير والسلام عليكم.. |
عريف الحفل: شكراً شكراً جزيلاً للأستاذة الدكتورة السيدة فاطمة بنت عمر نصيف ولعلها في هذه الكلمات الموجزة أوجزت الكثير وخير الكلام ما قل ودل وهي من النوع الذي يفعل كثيراً ويتكلم قليلاً وجزاها الله خيراً.. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: بحسب ما أعرف وبحسب الاتفاق أن للدكتورة الفاضلة بحثاً أو طرحاً تريد أن تطرحه علينا ونحن جميعاً لها مستمعون.. تفضلي.. |
ونكون من الشاكرين لو بدأنا بمحطات وقوافل ثم البحث بعد ذلك ويتلو ذلك لو تفضلت حوار سيتم بينك وبين الموجودين من سيدات وسادة.. |
الدكتورة فاطمة نصيف: الحقيقة معالي الدكتور محمد عبده يماني ذكّرني بأشياء كثيرة. |
فأنا لدي محطتان في حياتي أود أن أتكلم عنهما.. واحدة في مجال التعليم وأخرى في مجال العمل.. في مجال التعليم : طبعاً هو أول ولكن في مجال العمل هناك وقفة مع كلمة الدكتور محمد عبده يماني أيام كان مدير جامعة وفجأة اتخذ قراراً بأن أكون عميدة لقسم الطالبات أو مشرفة على قسم الطالبات، يومها كان معي بكالوريوس فقط متخرجة في كلية الشريعة من جامعة أم القرى التي كانت تتبع جامعة الملك عبد العزيز.. لقد وضعني في ((مطب)) وضعني في موقف لا أحسد عليه فجأة وصل القرار.. أحضره أخي عبد الله الدكتور عبد الله نصيف إلى بيت الأهل وأنا عمري ما عملت في وظيفة أو وصية أو إدارية وكنت في بيتي وأخذني محطة في جامعة الملك عبد العزيز فكان بالنسبة إلي موقف لا أحسد عليه، لكنني استعنت بالله وبدأت أقرأ الكتب الكثيرة في الإدارة وفن الإدارة ولا أزال.. وأنا الحقيقة أشكر للدكتور محمد ثقته العظيمة بي وبقدراتي الذي وضعني في هذا المكان، حتى أذكر يومها دخلت علي بعض الدكتورات الموجودات في الجامعة واحدة منهن قالت لي أنت تصبحين مشرفة على قسم الطالبات..!! ومشرفة في الجامعة نحن أولى بهذا المكان منك..!! هذا أول لقاء قابلنني فيه، يمكن الدكتور محمد يعرف، فكان بالنسبة إلي موقف صعب لكنني الآن أمامكم جميعاً أشهد وشهدت أني أنا معترفة وممتنة جدة لثقته بي، وأسأل الله عز وجل أن أكون أديت هذه الثقة وهذه الوظيفة على أكمل وجه أو المسؤولية التي حملوني إياها. |
هذه واحدة من المراحل المفصلية طبعاً اضطرتني ساعتها أن أكمل دراستي حتى لا أغضب أخواتي اللائي معي في قسم الطالبات فهن دكتورات وأنا بكالوريوس، فاضطررت أن أكمل دراستي وكانت صعبة جداً لأنهم اشترطوا علي في جامعة أم القرى أن أحضر وأتفرغ للدراسة.. وكنت أنا ((ماسكة)) الجامعة وكانوا حريصين علي أن أترك العمل ولكن بشق الأنفس وافقوا أن لا أتفرغ ولكن أثبت حضوري يومياً في جامعة أم القرى، كنت أنتهي من دوام الجامعة وأركب باصاً مع الطالبات وأطلع مكة ندرس ونرجع إلى البيت، وكنت أخرج من البيت من الساعة السابعة صباحاً إلى الساعة العاشرة وأحياناً العاشرة والنصف، حتى أكمل مشواري التعليمي فقط والحمد لله أني أكملت دراستي بين جدة ومكة وبين العمل الوظيفي.. ومعهما المسؤولية الأسرية والحمد لله الذي أعانني على ذلك، هذه الوقفة بالنسبة إلى الوظيفة أما بالنسبة إلى التعليم فعندي الكثير من الأخوات يعرفن قصة مسيرة التعليم تكلم عنها الشيخ عبد المقصود خوجه، أنه فتحت مدرسة للبنات وكنت أنا أول طالبة، ولكن والمجموعة التي كانت معي كان علينا عبء كبير في الدراسة وأننا نحن أول مدرسة فكنا نحن كبش الفداء كل شيء يجرب علينا من مناهج أو مقررات، ما في كتب أذكر من الأشياء التي قمنا بها كان الطلبة في وزارة المعارف يتفضلون علينا بالكتب لأننا نحن ليس معترفاً بنا كجهة تعطى لها المناهج فكانوا يتصدقون علينا بالكتب، وأذكر مرة واحدة كتاباً كان الشحيح في التاريخ، لم يكن هنالك تصوير ولا طباعة، فاضطررنا أنا والبنات معي في الفصل إلى نسخ الكتاب لنعيده للطالب الذي تفضل به علينا، هذه من الحوائج التي مررنا بها، لما افتتحت الرئاسة التدريس أو التعليم، فكنا مضطرين أن ندرس منهجين، منهج وزارة المعارف ومنهج رئاسة تعليم البنات، هذه واحدة من أشياء، لكن المرحلة المفصلية من حياتي للدراسة وكنت أحب الدراسة العلمية كثيراً، يمكن كنت متأثرة بإخواني الذين سبقوني كلهم علمي، وأنا كنت أحب الدراسة العلمية، بعدما أخذت الثانوية العامة لما يكن هناك جامعة للبنات في المملكة، يومها كان تقريباً عام 1384 هجري ـ 1985م، ما كانت هناك جامعة، وكان فقط انتساب إلا في جامعة واحدة وهي جامعة الملك سعود الآن وفكرت أن ليس هناك غير الانتساب وليس هناك غير تاريخ أو لغة عربية ولا أذكر أنه كان هناك علمي لأن العلمي كان يحتاج إلى حضور ويحتاج كذا.. فاضطررت كسباً للوقت أن أحوِّل من علمي إلى أدبي وأدرس.. أعطيت أخي عبد العزيز الأوراق ليسجلني ولم يجد أي قسم إلا قسم التاريخ ودرست التاريخ في أربع سنوات ولكن أربع سنوات منتسبة وانتهت الأربع سنوات.. كم كتاب درست في التاريخ!! إنها مجلدات ضخمة جداً من الدولة الأموية إلى الدولة العباسية إلى الدولة الإسلامية في الأندلس للدول البيزنطية إلى الدولة، تاريخ أوروبا وتاريخ الأمريكيتين، كتب ضخمة جداً.. فقلت بعد ما انتهت الأربع سنوات، أنا قرأت هذه الكتب كلها وحفظت المعلومات التي فيها وما أقدر أن أحفظ كتاب الله.. أي كتاب واحد أمام هذه الكتب كلها، عندها فكرت وقررت أنا والمجموعة أن نبدأ بدرس القرآن وكنا ندرس في جامعة الرياض، ونجتمع كل أسبوع ونحفظ ونفسر ونفهم كلام الله عز وجل، بعد فترة شهر أو شهرين وجدت أننا نحن عاجزون عن استيعاب كل مجال في هذا القرآن، واحدة من زميلاتي قالت لي إنه بدأ الانتساب في جامعة مكة، جامعة مكة كانت فرعاً من جامعة الملك عبد العزيز هل تذهبين لدراسة الشريعة نحن قدمنا ملفاتنا ولكن قالوا لنا إنه مستحيل إلا ترجعوا من سنة أولى قلنا طيب شرط أن تحسبوا لنا المواد، قالوا لا، ترجعون من سنة أولى، رجعنا ندرس انتساب في جامعة القرى أربع سنوات، قلت الحمد لله كل شيء بقضاء الله وبقدر الله، ربنا دخلني تاريخ حتى يكون مرحلة ومحطة في حياتي إني أنا أنتقل لقراءة كتب قد تفيد أو لا تفيد، وخصوصاً بالنسبة إلى التاريخ مع احترامي للذين تخصصوا تاريخ، إنه أكثر شيء في هدر للوقت والطاقة.. ولكن ربما نفعني أني أفهم أشياء كثيرة وأفهم شريعة رب العالمين وأني أعرف هذه النعمة العظيمة لكتاب الله.. كتاب الله هذا أكبر نعمة... ولذلك أنا فكرت أن أبدأ بداية صحيحة، وأدعو كل الحاضرين والحاضرات أقول لهم نصيحة إبدؤوا بقراءة كتاب الله، ولكن أحب أن أقول لكم كلمة يمكن لكم مع مرور الأيام أن تكتشفوا أن هذا كتاب علم العلوم هو القرآن الكريم، الله عز وجلّ قال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (يونس: 57). |
ليت كل واحدة فينا حتى لو من بيتها تقرأ وتفهم وتعمل وتجعل هذا القرآن دستور حياتها وبعد ذلك تنطلق لتدرس أي علم آخر ولكن نبدأ بكتاب الله.. |
الحقيقة هناك محطات كثيرة وأنا أرى أن الوقت يجري وتأخرنا.. إذا كنتم تحبون أن أبدأ بتلخيص كتابي الأخير الذي هو ((الأسرة في زمن العولمة)). |
أنا أحاول أن أختصر بقدر الإمكان.. أحب أن أقول إن الأسرة المسلمة في زمن العولمة.. أقول لك ثمرة العولمة من النظام العالمي الجديد كل جوانب الحياة وهذه العولمة.. وأنا متفائلة ومتشائمة.. ولكن لي كلمة في آخر البحث أقولها.. ليس من العقل تجاهل العولمة وليس من العقل التشاؤم منها.. لكن المفترض أن نتعرف على الزمن الذي نعيش فيه.. وبعدها ندخل إلى هذا العالم بحذر ووعي ونعرف كيف نتعامل مع ما يحيط من حولنا والعالم من حولنا... العولمة شملت الحياة والبشرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية وسيطرت تقريباً على كل المجتمعات.. ودخلت بقوانينها الجديدة كل بلد وكل حي بل كل بيت حتى بات الأمر واضحاً ومؤكداً ولا يخفى على أحد.. لكن الملاحظة في زمن العولمة أن العولمة استهدفت عولمة الاجتماع والثقافة وركزت تركيزاً خاصاً على الأسرة... وسعت جاهدة لضرب مواطن القوة في المجتمعات بفرض قوانين وأنظمة لتجعل النظام الأسري والاجتماعي واحداً في العالم كله.. وكان تركيز النظام العالمي الجديد على أهم شخصية في الأسرة وهي المرأة.. عمود الأسرة وحجر الزاوية.. واعلموا علم اليقين أنه لو استطاعوا عولمة عقلها وشرخها ودينها ومخزونها العقائدي فإنهم سينجحون لا محال في ضربها في مقتل.. والمشارك أو المطلع على مسير المؤتمرات النسائية العالمية يعرف تماماً أنهم يحاربون نظام الأسرة المتعددة الأشكال.. استخدموا للوصول إلى غاياتهم وأهدافهم سياسات خاصة أنهم قزموا بها دور العالم وقد يظن البعض أو بعض الأخوات أنني متحاملة على ما يجري بخصوص الأسرة.. ولكن لمعرفة الحقيقة يرجى الرجوع إلى بحث بعنوان ((جيل بير)) أعدته كاتبة أمريكية مسيحية اسمها ((جيل أوليري)) قيمت فيه الحقائق والأدلة.. هؤلاء الدول أصحاب النفوذ.. فرضوا سيطرتهم وسلطانهم وقوانينهم على العالم واستفادوا كثيراً من الممارسات الخاطئة ومخالفة المسلمين تعاليم دينهم في ما يخص المرأة وقضاياها لأن... في كثير من المجتمعات التي تنتمي إلى الإسلام وفق عادات وتقاليد قبلية بعيدة عن سماحة الشريعة وتعاليمها وعدالتها.. ينتقصون حقوقهن الاجتماعية فمن الحقوق المنتقصة للأسرة عندما يختلف الزوجان في موضوع حضانة الأطفال ورؤية الأم.. ومن القضايا أيضاً التي لن ترد إلى الشريعة السمحاء موضوع كفاءة النكاح.. وقد كتبت رسالة علمية ناقشت فيها آراء الفقهاء وكل من اشترك فيه من الكفاءة والمكانة الاجتماعية مناقشة علمية موضوعية موثقة محكمة، وأسئلة حقيقية لأن الكفاءة لا تشترط إلا بالدين والأخلاق والرسالة موجودة، وأتمنى أن يقرأ القضاة هذه الرسالة وأن العلم الذي ينقل ويحفظ حرفياً في ما يقضى به من عتق دون الفكر، هذا فيه قتل للعلم الصحيح وللشريعة السمحاء، فمن نتائج هذه الممارسات الخاطئة والإعلام الذي يركز على المرأة وعلى المساواة والحرية، في أمور كثيرة، فإنما أراد من ذلك أن يخلي الأسرة من حجر الزاوية المرأة، فيضيع الأولاد ولذلك هبط مستوى تربية الناشئة وأصبحت التربية لا تحظى بالرعاية الكائنة.. أقول هذا الكلام ولكن لا أنكر أبداً أن الساحة لن تخلو من رجال مصلحين غيورين على دينهم، تصدوا للظلم الذي لحق بحقوق النساء وامتد إلى أنشطتهن كافة، لكن نظام العولمة استخدم الإعلام كأداة للسيطرة العلمية والثقافية كحجر زاوية، إن الأمر الذي دفعني إلى كتابة هذا الموضوع أني أثناء حضوري للمؤتمرات العالمية في بكين أو نيويورك أو غيرهما من الدول، دائماً في هذه المؤتمرات كنت أسمع التعريف بالشريعة الإسلامية والمرأة المسلمة وكان التركيز على المرأة السعودية بأنها هي النموذج الموجود الآن في الساحة التي ما زالت متمسكة بالشريعة الإسلامية، لهذا أحببت في هذا الكتاب أن أنبه وأحث المسلمين والمسلمات على خطورة ما وصلت إليه الساحات والمحافل الدولية واتخاذ الخطوات اللازمة ووضع الخطط المحكمة لمواجهة هذه التحديات وتكون بمثابة خطوط دفاع أولية للأفكار الواحدة التي تتعرض لها الهوية والثقافة الدينية وتتعرض لها الأسرة كخلية مهمة في المجتمع إن صلحت صلح المجتمع وإن تماسكت تماسك المجتمع وإن صلحت الأسرة صلح المجتمع وبصلاح الأسرة للمجتمع تصلح المجتمعات فتصلح شعوب الدنيا كلها، وفي فصل من فصول هذا الكتاب نبهت إلى قضية وقضية مهمة جداً، وهي أن نلفت نظر المسلمات في كل مكان إلى اهتمام الكتاب والسنّة النبوية بالأسرة كان اهتماماً بالغاً وعنايتهما بالأسرة كانت عناية فائقة، وقد بهرتني المعلومات والأحكام التفصيلية التي هي بمثابة كنوز حقيقية لم تعرفها غالبية النساء في العالم، وقد أجريت تجارب مع كثير من النساء في بداية محاضراتي أن أطرح بعض الأسئلة وأسمع الإجابة....فأحببت أن أنبه هنا كل الأخوات وحتى الأخوة الموجودين أن أولى الأولويات أن نتعرف على عظمة هذا الدين وعلى عظمة هذه الأحكام والقضايا الخاصة بالأسرة في كتاب الله وسنَّة رسوله، ولا يعنينا أبداً الممارسات الخاطئة أو الفتاوى والممارسات الجائرة، ولكن لا بد من أن نتعرف على ديننا من قرب ونستمع إلى كلام ربنا ورسوله العظيم بأدب واحترام حتى نستطيع أن نغير أحوالنا إلى الأفضل ونغير مجتمعاتنا إلى الأحسن، كنت أرى وأتأمل أرى مسلمات ومسلمات عربيات في مدرجات المؤتمرات وأروقة المحافل الدولية، يقفن وينظرن نظرة شفقة واستجداء يطلبن العون من هؤلاء المشرعين البشر، وعندهن تشريع لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من عزيز حكيم، يبحث عن حقوق في أروقة المحافل ولديهن حقوق كتبت بمداد من نور لا يستطيع أحد من البشر أن يسلبها هذه الحقوق، وأنا أدعو أخواتي بعد كتاب الله وبعد سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب أختي الحاضرة أختي المسلمة أن تعرفي حقوقك وأن تعرفي ميثاق ربك الذي منحك إياه، وأن تعرفي ما حباك به نبيك صلى الله عليه وسلم، كنت أتألم وأنا أرى المرأة العربية المسلمة مع مئات النساء الغربيات يرددن ما تقوله المرأة في الغرب وتؤمِّن عليه، ومن المضحك المبكي أنهن يخرجن في المظاهرات وفي بكين بالذات لأن أكبر تجمع نسائي في بكين كان عدد المجتمعات ألف امرأة كانوا يخرجن يطالبن بحق الغربيات بحق الإجهاض وأن الإجهاض ممنوع في كل الشرائع وخصوصاً الكنائس التي لا تأخذ بها، وصارت المرأة تطالب بأن تجهض جنيناً وكنت أضحك وأبكي من نساء مسلمات يسرن في هذه المظاهرات يطالبن بهذا الحق مع أن الحقيقة لا تحتاج إلى هذا نهائياً، وأنا أذكر تماماً أنه إذا إحدى النساء المسلمات سقط جنينها يذهب أخواتها لتعزيتها، ولا تفكر في أن تقتل جنينها، ولكن للأسف المرأة الغربية حملت سفاحها فأرادت هذا الحق حتى تسقط هذا الجنين الذي حملته سفاحاً، ولكن ما حاجة المرأة المسلمة إلى أن تطلب مثل هذه الحقوق، فأنا أتعجب وأعرف تماماً أنه سبب هذه المظاهر الخاطئة هو الجهل، الجهل أو الغفلة وعلى أقل تقدير رحلة المسلمة أو المؤمنة، لذلك أقول مهما حاولت المرأة أن يدافع عن حقوقها الرجل، وكما بيَّن الأخ الكريم الشيخ عبد المقصود خوجه قال : أنتن تطالبن بحقوقكن وتذهبن بعيداً وتردن مني أو من الرجال أن يسعوا وراء حقوقكن، ولكن أحب أن أقول للأخوات، أنه ما ضاع حق وراءه مطالب، ولكن إذا لم تطالبي بحقك فلن يمنحك أحد هذا الحق، حقوقك أعطاها لك ربك.. |
بالنسبة إلى الشريعة حفظت ثمرة هذا النكاح الأولاد الأبناء وحقوق كاملة في كل مراحل حياتهم ووفر لهم العناية والرعاية والحنان، لذلك أنا أحيلكم إلى كتابي، في الفصل الأول تعريفات، وفي الثاني حقائق، وفي الثالث أقف عند لحظة مراعاة الرسالة العالمية في أحكامه والفوارق الفسيولوجية والنفسية الخاصة بالرجل والمرأة وتعرف بين النساء غالباً نسميها شبهات، وأن الذين يجهلون الشريعة يقولون شبهة ويشككون المرأة في دينها وفي سلامة شرعها، ولكن أحب أن أقول لكم فقط مثالاً واحداً، فأنا في هذا الفصل تكلمت عن القضايا التي تثار في كل مكان، سواء كان في المحافل الدولية أو في المحافل المحلية أو في المحافل العربية عن الطلاق والميراث وتعدد الزوجات والقوامة والعنف ضد المرأة والشهادة، أذكر على سبيل المثال من الكلام في المواضيع التي يكثر فيها اللغط موضوع الميراث، في كل مكان أسمع لماذا المرأة ترث نصف الرجل، والآن أغلب النساء يشعرن بالظلم لماذا المرأة ترث نصف الرجل، وأنا أقول أخذوا من القرآن أول الآية يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ (النساء: 11) أين قراءة بقية الآيات، الآيات فيها كل الميراث وتقسيم الميراث، ولذلك واحد من الإخوان من الأساتذة المسلمين جزاهم الله خيراً كان معنا في بكين، حز في نفسه هذا الكلام الذي كله يطالب بأن يكون ميراث المرأة كميراث الرجل، وخصوصاً النساء كن يطالبن بهذا الشيء ومنهن أخواتنا التونسيات والجزائريات والمغربيات، وكن يخرجن في مظاهرات، فراح وكتب كتاب قضية ميراث لخص فيه ميراث المرأة، وفصل فيه وأنا أقول لكم الملخص في أربعة أسطر، بعد ما درس ميراث المرأة وجد أن المرأة لها أربع وعشرين حالة ترث فيها أربع حالات فقط ترث نصف الرجل في الحال الذي يكون فيها الرجل هو المكلف بالإنفاق عليها، والعشرين حالة الباقية هناك بضع حالات ترث المرأة فيها مثل الرجل، وهناك عشر حالات ترث المرأة فيها أكثر من الرجل وفي حالات ترث المرأة ولا يرث فيها أحد من الرجال، دراسة قام بها أخونا الدكتور الشيخ صلاح الدين، ماذا يقول، يقول في دراسته، أنه كلما عمل الجدول وضع المرأة ونظيرها للرجال، فطلع هذه الدراسة وأنا أقول إن هذه المرأة تشتكي ولم تعرف حقيقة الميراث، وذلك كل ما سمعتم، ارجعوا وادرسوا وتعلموا، قابلتني امرأة بوذية هندية في مؤتمر في جنوب إفريقيا، ومسكتني وعرفتني أني مسلمة، لكوننا كنا نوزع أشياء عن الإسلام، قالت أنتم المسلمون، قلت نعم، أنتم سعوديون، قالت أنا أبغى أن أعتب عليكم، أنا أروح محافل دولية كثيرة ولا أجدكم حاضرين، ليه ما تيجوا، كل الناس تكلموا عليكم، قالت أنا قلت واحدة مرة، قلت لهم يا جماعة أنتم تتكلمون على السعوديات أنتم رأيتم السعودية تعرفون السعودية تعرفون قوانينها قرأتم شيئاً عنها، قالوا لا قالت طيب اسكتوا، لذلك المشكلة هي الجهل، نحن نجهل مسلمات يجهلن دينهن وحقوقهن وحقائق كبيرة في حياتهن وفي حقوقهن، وعلى هذا أقيس بقية القضايا التي أشرت إليها في كتاب، آخر شيء لما جاءت العولمة فردت جناحها ولكن المفروض نحن كمسلمين ومسلمات، أن نستفيد من هذه العولمة التي قربت البعيد وجعلت العالم كله كقرية صغيرة بفعل الاتصالات والتقدم التكنولوجي الكبير جداً، حبذا لو نحن نستخدم هذا التقدم ووسائل الاتصال كلها في التواصل مع العالم وعرض ديننا الحنيف ونبين سماحة هذا الدين وحقوق المرأة في الإسلام ونعرض عليهم المرأة المسلمة كما يريد الله عز وجل عالمة وباحثة ومفكرة وأم، إنسانة عظيمة كانت وما زالت والآن هناك دراسة نزلت وانظروا إلى المحدثات اللائي نقلن عن الرسول صلى الله عليه وسلم، كانوا يظنون أن أعدادهن صغيرة فجاءت أكثر من 200,000 واحدة، كن يروين الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.. فأنا مثلاً أقول إننا نحن عندنا قضايا مهمة.. نحن أمة إقرأ لا تقرأ وهذا عيب علينا.. صراحة أنا أتكلم إلى الحضور الكريم الذي يقرأ والذين عقدوا منتدى الاثنينية لم يعقدوه إلا للقراءة، جزاهم الله خيراً.. وأقول لكل الأخوات ولكل الذين يسمعونني نقرأ ونقول هذا أول أمر إلهي أتانا.. ولنعرف الحقائق لندخل زمن العولمة أكثر وعياً وأكثر فهماً وأكثر ثباتاً على ديننا ونعتز بشريعتنا وسماحة هذا الدين.. أكتفي بهذا القدر إذ إن الوقت لا يسمح.. العملية العاشرة هي الحفاظ على الأسرة والمجتمع والطفولة وهذه تقرؤونها من الكتاب جزاكم الله خيراً وشكراً لكم. |
|