شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: نبدأ بالسؤال الأول وهو مقدم من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي، يقول:
معالي الدكتور محمد المختار ولد أباه، لماذا لم يبطل الإسلام الرق وتجارة العبيد التي كانت منتشرة قبل بزوغ الإسلام حيث جاء في القرآن الكريم عبارة فَكُّ رَقَبَةٍ (البلد: 13) المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله ألغى الرق في المملكة العربية السعودية هل تجارة الرق ما زالت سائدة في موريتانيا؟
معالي الدكتور محمد المختار ولد أباه: بسم الله الرحمن الرحيم أريد أن أقص عليكم قصة قبل سنوات جاء إلى نواكشوط أمريكي من واشنطن ولما نزل قال لي صاحب التاكسي الذي أحضره إلى الفندق قال لي أريد أن تذهب بي إلى سوق النخاس، قال ما فهمت قال في المحل الذي تبيعون فيه العبيد. هناك شائعات حول قضية الرق في موريتانيا، فالرق كان موجوداً قبل الإسلام والإسلام قرر العتق ونجد في جميع الأبواب العتق، فكل كفارة تكفر بالعتق في موريتانيا، لا يوجد الرق منذ زمان انتهى، بقي طبعاً المجتمع مجتمع فيه نوع من الطبقية لكن آخر رئيس وزراء كان في موريتانيا كان ينتمي إلى هذه الفئة التي كان الناس يعتقدون أنها من الرق، والآن زعماء الأحزاب في موريتانيا هم من هذه الفئة، في الحقيقة في ما يخص قضية الحكم الشرعي أنا لا أريد أن أتحدث أمام هؤلاء العلماء والمفتين، أود فقط بعد هذا الجواب أن أقدم نوعاً من التعليق على التعليق، الشيخ عبد الله بن بية تجمعني به صداقة وعمل مشترك منذ نحو ثلاثة عقود من الزمن وشهد لي شهادة أنا أخاف أن تكون شهادة ملاطف، وبما أنه هو قد أقول إنني أعترف بها لكنني قلت في البداية إنني حاولت أن أخذ من كل شيء بطرف، لكني أخاف من مثل يقوله الفرنسي،celui qui croit tout savoir, ne sait rien الذي يعتقد أنه يعرف كل شيء فإنه لا يعرف شيئاً.
الأستاذة نازك الإمام: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
معالي راعي الاثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه السادة والسيدات ضيوف الاثنينية الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني ويسرني أن أرحب بضيف الاثنينية نيابة عن الحاضرين والحاضرات معالي الدكتور محمد المختار ولد أباه الذي سأل نفسه من أنا من هؤلاء المبدعين الذين كرمهم الشيخ عبد المقصود سابقاً والذين أبدعوا في رحاب الثقافة والعلم في الثقافة والعلم في المشرق والمغرب، وتواضعاً منه شبه نفسه بأنه أحد الهواة هواة المعرفة وطلبة العلم الذين يسعون ليأخذوا من كل فن بطرف، مع أننا نعلم بأن ضيفنا تقلد العديد من محافظ الوزراء في بلده موريتانيا ومثل اليونسكو ومنظمة المؤتمر الإسلامي وشغل العديد من العضويات وأسس العديد من المؤلفات وترجم القرآن الكريم للغة الفرنسية والصدور لا تتسع لذكر المزيد من إنجازاته الكثيرة التي هي بين أيدينا نقرؤها عبر سيرته الذاتية فمرحباً به اليوم في ضيافة أجمل مؤسسة أدبية تكرم من يستحق التكريم من علمائنا ومفكرينا من أقطاب العالم أجمع.
واسمحوا لنا بطرح السؤال الأول من الأخت سعاد الصابوني تقول:
رحلات الشناقطة إلى بلاد الحرمين الشريفين كثيرة، ما هي أشهر الرحلات المدونة التي تحمل علماً وأدباً كثيراً؟ شكراً لكم.
معالي الدكتور محمد المختار ولد أباه: شكراً للأخوات الكريمات على هذا التنويه وعلى هذه العبارات الكريمة وفي ما يخص الجواب أنتم تعرفون أنه منذ عدة قرون والركب الشنقيطي دائماً يأتي إلى هذه البلاد المقدسة للحج والزيارة وعادة كما يقولون إن الرحلة تستغرق سبعة أشهر هي الآن تستغرق سبع ساعات، والقليل منهم قد دوَّن رحلات معروفة من أشهرها رحلة الشيخ أحمد يحيى المناف التي فيها كثير من العلم والفقه في عهد.. ومنها أيضاً قبلها رحلة الشيخ، وهي رحلة حافلة ومنها أيضاً رحلة الشيخ محمد نبيل الشنقيطي وقد مر بقرية النعمة وأنا كنت فيها آنذاك وقد تحدث عن هذا اللقاء الذي جرى بيني وبينه، هذه الرحلات كثيرة أذكر منها رحلة لوالدي قام بها في مستهل القرن الماضي الهجري ويقول فيها إنه مكث 11 يوماً في المدينة المنورة ولما انتقل منها قال أبياتاً يقول فيها:
مطيت مع جثمان لما تحملوا
وللقبلة الخضراء قلبي جانح
وللصخرة الحمرا التي ببابها
يواجه أركان الهدى ويصافح
وللوجه وجنتان مني تنفث
وبالقلب خفق والدموع سوابح
عريف الحفل: السؤال مقدم من الدكتور محمد عبد الفتاح عطوي الأستاذ المساعد في جامعة الملك عبد العزيز بجدة:
في مؤلفكم عن القراءات السبع تعرضتم لحديث الأحرف السبعة فهل وصلتم إلى رأي في نزول القرآن على سبعة أحرف وما المراد بها؟
معالي الدكتور محمد المختار ولد أباه: هذا الحديث يقول السيوطي في الإتقان: إن فيه ثلاثين قولاً ويقول ابن الجزري إنه مكث ثلاثين سنة وهو يفكر فيه، وقد تناوله كثير من العلماء وكل فريق من العلماء يفسره بحسب اختصاصه، فالفقهاء يقولون هي الحلال الحرام المكروه إلى غير ذلك، واللغويون يقولون هي لغات قبائل من العرب، أما القراء فيكادون يجمعون على بعض الأمور منها نوع من التباين سواء كان هذا التباين في الكلمة دون تغيير المعنى مثل فتثبتوا وتبينوا أو حرف في محل حرف أو حذف مثلاً في قراءة نافع إن الله الغني الحميد وفي حفص إن الله هو الغني الحميد، لكن هذا الحديث هو مفتاح لإعجاز القرآن تعرفون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لجبريل وبحضرة ميكائيل إن الأمة لا تستطيع أن تقرأه على حرف واحد أو اثنين أو ثلاثة إلى أن وصل إلى سبعة، حتى إن بعضهم يقول إن سبعة تعني التعدد ولا تعني الحصر ولذلك كان رحمة وتخفيفاً للمسلمين لأن جميع العرب كان لهم نوع من الآذان تختلف، فبعضهم يأتي بالهمز وبعضهم لا يهمز وبعضهم يأتي بالإمالة وبعضهم يأتي بالفتح كل هذا استوعبه هذا الحديث الذي أضفى الشرعية على كل هذه التباينات لا أقول الخلافات بل أقول التباينات، تعرفون قصة حكيم بن حزام مع عمر بن الخطاب لما سمعه يتلو سورة الفرقان بطريقة غير الطريقة التي قرأها به، وقال هكذا.. طبعاً القراء أعطوا ضوابط، هذه الضوابط معروفة عنهم وهي أن تكون قراءة لها وجه عربي مقبول وتكون توافق الرسم الذي أجمع عليه العلماء وهذا ما دوَّنه ابن الجزري: وكل ما وافق وجه النحو فكان للرسم احتمالاً نحوياً.. وشكراً.
معالي الدكتور محمد عبده يماني: فرحت بإجابات فضيلة معالي الشيخ ولكن أرجو أن تحيي الجامعات والمدارس هذه القراءات والأحرف مرة أخرى فقد وقعت في الورطة نفسها في جامعة الملك عبد العزيز يوم كنت مديراً للجامعة فاحتفينا بتخريج أول دفعة للتخرج مع الأمير فهد بن عبد العزيز رحمه الله، وكان في ذلك الوقت هو المسؤول عن المعارف، فأثناء الحفل بدأنا بالقرآن الكريم وأحضرنا مقرئ من مكة من رجال القرآن الشيخ جبريل رحمة الله عليه وقدمناه وبدأ القراءة فأراد هو أن يقدم القراءة بأحرف مختلفة وبدأ وقرأ: قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (الشمس:9 ـ 10) ثم كرر قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (الشمس:9 ـ10)، فجلُّ الإخوان قالوا لي من فوق ألحق الشيخ بدأ يخبص في القرآن ونحن أمام الأمير وما يصير فخجلت من أننا نحن لا نعرف القراءات، لكنني أحببت أن أعتذر لأن طلب من الأستاذ الدكتور رضا محمد سعيد عبيد أن يتولى إكمال إدارة الاثنينية لأن الوالد الشيخ عبد الله كامل يعاني من تعب هذه الليلة فاسألوا الله الشفاء والعافية وأرجوكم المعذرة إن شاء الله تعالى ونلتقي إن شاء الله..
سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه: قبل أن يغادر معالي الأخ الفاضل محمد عبده يماني أشير إلى ما أوضحت في كلمتي أن الاثنينية القادمة ستكون منعقدة لتكريم الدكتورة فاطمة عمر نصيف وسيرعى هذه الأمسية معالي الدكتور باعتباره هو أول من عينها في جامعة الملك عبد العزيز وفي مثل هذه المناسبة لكل منكم باعتبار أن الأمسية القادمة مفصل من المفاصل التي تبدأ بها الاثنينية رحلتها وهي تدخل عامها السادس والعشرين، لأن هذا المفصل مهم جداً فهو يشكل جزئية تتعامل مع نصف المجتمع ومع أننا كما أسلفت نبتدئ من نقطة كنت أتمنى أن تنداح لتعم الأصح أجمعه، وكما أوضحت لكل عذره، ولكن جمعكم الكريم ليس له عذر، كل منكم يشكل سفيراً للاثنينية على اعتبار أنني لا أملك فيها إلا مقعدي الذي أقتعده، ولهذا أرجو أن يتلطف كل من الإخوان الموجودين وغيرهم باصطحاب زوجاتهم أو من يعرفون حتى نستطيع أن نقوم بهذا التكريم بالوجه المناسب واللائق، وأرجو من الصحافة أن تركز على هذا لأن الأمر لا يعنيني أو يعنيكم وإنما يعني هذا الوطن، وسيرعى الأمسية معالي الدكتور محمد عبده يماني، ونسأله سبحانه وتعالى أن يكرمنا وأن يمن بالعافية والصحة على عمّنا وكبيرنا الشيخ عبد الله كامل وأرجو أن تقرأوا له الفاتحة ((الفاتحة)) وشكراً لكم جميعاً.
عريف الحفل: نشكر معالي الدكتور محمد عبده يماني على رعايته هذه الأمسية ونرحب مرة أخرى بمعالي الدكتور رضا عبيد لإكمال رعاية هذه الأمسية.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الطالبة غيداء بخش طالبة دراسات عليا في جامعة الملك عبد العزيز تقول:
نفخر بأنك بادرت إلى ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية فكم من الوقت استغرقته. وسؤال آخر نود سماع مقطع من أحد القصائد المفضلة الموريتانية؟
معالي الدكتور محمد المختار ولد أباه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذه الترجمة استغرقت عدة سنوات، ولكن في الفترة التي كنت أعدها اتبعت فيها منهجاً خاصاً وهو أنني في كل يوم أقرأ نحو عشر آيات وأعود إلى التفاسير ثم أحاول ترجمتها وبعد ترجمتها تعاونت مع فريق من الخبراء في اللغة الفرنسية وبعضهم لا يعرف العربية، وأسأله هل هذا واضح بين يديك، ولكن حين يقول إنني لا أفهم فإنني أعيد الترجمة. أقول الساعات التي استغرقتها في هذه الترجمة كانت كثيرة لأنني كنت كل يوم اشتغل فيها، طبعاً بعد ثلاث سنوات انتهينا من المسودة الأولى ثم المسودة الثانية والثالثة إلى غير ذلك، أما بالنسبة إلى القصائد المحببة إلي فأود أن أعرف ما هو النوع لأن الشعر أنواع ماذا تريد أي أنواع الشعر الذي تريد، لأنني اصطحبت معي كتاب الشعر والشعراء في موريتانيا.
عريف الحفل: أعتقد أن السائلة تتحدث عن الشعر باللهجة الموريتانية، الشعر الشعبي.
معالي الدكتور محمد المختار ولد أباه: الشعر الشعبي تحدثت عنه قليلاً، لكني لست أدري هل إذا ألقيت منه شيئاً فهل هي ستفهم، أنا سأعطيها أبياتاً يقول فيها الشاعر:
بعقلي ما نقاع.. جاهل دوام التضياع.. هو دار من ديارات القبلة الكبار.. اللي في قبلة القطاع.. ما مشيت بدرب بقطاع.. صمم قاعد در خليه.. ترجع يا عقلي تخسر فيه.. وهذا اللي مفروض عليه.. المشي على دار في المكان.. ونخفيه على دار يمشيه.. وكيف نعاد عليه العاد.. وذاك عنده دار وأنا عندي دار.
عريف الحفل: شكراً.. السؤال الآن من الأستاذ خالد الأصور يقول:
الضيف الكريم نهنئكم والشعب الموريتاني الوليدة، أما السؤال فهو: المغرب العربي بأدبائه وشعرائه ومثقفيه كثر، لكننا في المشرق العربي لا نعرف سوى القليل منهم، فعلى من تقع المسؤولية في ذلك. والحق يقال أن لهذه الاثنينية المباركة دوراً مشهوداً في التعريف برموز المغرب العرب؟
معالي الدكتور محمد المختار ولد أباه: لقد تحدث الشيخ عبد المقصود خوجه عن توأمة هذه الاثنينية مع النادي الجراري في الرباط وأنا من الذين ينتمون إلى هذا النادي منذ سنوات، وأعرف أن الاثنينية كرمت عدة علماء وشعراء من المغرب منهم الدكتور الجراري نفسه ومنهم أحمد شوقي بنبين وأعتقد أنها أيضاً كرمت الأستاذ حسن جلاب، من موريتانيا تحدث الشيخ عبد الله بن بية قال إنه عميد المكرمين من موريتانيا وأعرف كذلك أن حمدو عبد القادر كرم قبل سنوات وهنا أؤكد على شيء وأقول إن هناك شبه نوع من العقدة فيما بين المغرب والمشرق فابن حزم يقول:
أنا الشمس في جو العلوم منيرة
ولكن عيبي أني مطلعي الغرب
وعندما نتحدث عن علماء الحديث ابن الصلاح يقول: تعجب القاضي عياض كون أن الشمس تشرق في الغرب، هذا شيء قديم، أتذكر أن منذ سعيد البلوطي الأندلسي كان في مصر يقرأ على ابن عباس النحاس والنحاس من علماء اللغة الكبار وحكى أبياتاً يقول فيها:
خليلي هل للشام عين مريضة
تبكي على رفض لعلي أعينها
قد أسلمها الواشون إلا حضارة
هو قال باتت وباتت قديمها
قال ماذا تقول، قال أقول بانت وبانت.. هو في الحقيقة كان العلم الإسلامي قد انطلق من الحجاز ولكن احتضنه أيضاً المغرب وكانت الرحلات كثيرة وكان العلماء أيضاً يرحلون من المغرب إلى المشرق وكان أيضاً العلماء يرحلون من المشرق إلى المغرب فهناك قصة.. وغيرهم كثير وأعتقد أن المسؤولية تقع علينا جميعاً، فنحن قليلاً ما نعرف عن علماء المشرق وقد يكون علماء الشرق قليلاً ما يعرفون عن علماء المغرب، ولكن في دورة التواصل ينبغي أن تكون هناك آليات وأعتقد أن من أهم هذه الآليات هذه الاثنينية التي تقوم بهذه الأعمال الجليلة.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة سارة بارك تسأل:
بما أن الأدباء والعلماء والوزراء وقتهم ضيق هل لدى معاليكم وقت لممارسة الشطرنج وهل شاركت في المسابقات العالمية في الشطرنج؟
معالي الدكتور محمد المختار ولد أباه: لقد قلت إن هذا من التاريخ القديم وفي فترة من الفترات نعم ولكن منذ عقود من الزمن لم أعد أمارس هذه اللعبة.
عريف الحفل: سؤال من علي المهجري يقول:
ما هي العوامل البيئية والفطرية التي جعلت من موريتانيا بلد المليون شاعر دون غيرها من البلدان وهل ما زال الشعر ديوان العرب في وقتنا الحاضر بالرغم من وسائل المعرفة الأخرى من القنوات الفضائية وغيرها؟
معالي الدكتور محمد المختار ولد أباه: سوف أحاول في هذا الجواب أن أعود إلى الأخت التي سألت عن القصائد المحببة إلي التي قد يكون فيها نوع من الردّ على الأخ السائل، السؤال ما هي الميزات التي جعلت موريتانيا تكون بلد المليون شاعر؟ يقال إنها بلد المليون الشاعر وما هي القصائد المحببة إلي، هناك شاعر اسمه محمد بن مالك يقول عن الشعر:
واحفظوا الشعر وأجروه على
وجهه فالشعر حل منحر
إن في الشعر لتبيان لما يفعل المرء
إذا ما الأمر وقر
فيه سبل وفجاج للمدى
ومراق للمعالي إن تر
ليس يهجوه سوى جاهله
يشكوه من نهره مسك العشر
وابن حرب قال ما ثبطني عن فراري في مضيق سوى ما قاله.
أقول من الأسباب في رأيي التي جعلت موريتانيا تهتم بالشعر وتقوله في كل موضع أن هذه كانت في عقدة وهذه العقدة دائماً فيه حمية وأهل الحمية دائماً يحاولون التعليق بالشكر ثم إن نهضة الشعر في موريتانيا جاءت في عصر ليست فيه صحراء، ولا فيه وسائل إنارة في الليل فصار الشعر عندهم هو ديوان المعاني ينظمون فيه كل شيء.
عريف الحفل: شكراً معالي الدكتور سؤال من السيدات، الآن ننتقل إلى السيدات لأن الوقت يداهمنا:
الأستاذة نازك: السؤال من آلاء عبد المجيد الزهراء:
هناك علماء مشهورون بحدة حفظهم وسمعنا قصصاً كثيرة تروى في هذا السياق، هل ما زال هذا الوضع قائماً حتى الآن وهل تذكرون لنا بعض النماذج المعاصرة في ذلك؟ شكراً لكم.
معالي الدكتور محمد المختار ولد أباه: التعليم في موريتانيا الذي تحدثت عنه ينمي الحفظ لأن الطفل عليه أن يحفظ القرآن الكريم قبل العاشرة، وبعد ذلك تأتي المقررات؛ هذه المقررات تطلب منه أن يحفظ شعر الشعراء الستة بلقيس والنابغة وعنترة وزهير إلى غير ذلك، وأن يحفظ المعلقات العشر أو السبع، هذا التعليم يعتمد على الحفظ ومازال بعض الحفاظ موجودين غير أن وسائل الإعلام والفضائيات والإذاعات جعلت الحاجة أقل في حين أن هذه الحاجة هي التي فرضت هذا النوع من تنمية الحفظ حتى إن بعض العلماء يقولون أنا عالم في الليل وأنت عالم في النهار.
وهذا طبعاً قديماً، تعرفون أيضاً أن الشافعي يقول:
علمي معي حيث ما يممت يتبعني
صدري وعاء له لاجوف صندوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي
أو كنت في السوق كان العلم في السوق
كانوا يعيبون على الشخص الذي يعتمد على الكتب، على الصحفيين والمصحفيين،
على كل حال ما زال يوجد هناك من الحفاظ ولكن قد يكون ليس بالعدد الذي كان في الماضي.
عريف الحفل: الوقت يداهمنا لذا نحاول أن نكتفي بالأسئلة المتبقية والأسئلة التي لم نتمكن من طرحها للإجابة عنها إن شاء الله.
الأخ المهندس عبد الغني الحاووط يقول:
نجد أن كثيرين من يخلطون بين حرف الضاد وحرف الظاد، فما رأيكم فيمن يختصر الحروف العربية ليجعل حرف الضاد والظاد حرفاً واحداً؟
معالي الدكتور محمد المختار ولد أباه: قضية الضاد والنطق بها هذه قضية قديمة. أول من ضبط صفات الحروف ومخارجها هو الخليل.. الخليل ضبط المخارج وسمى كل مخرج بالحجز، ثم أتى بعده سيبويه وأعطاها تعريفات دقيقة جداً حتى إن العلماء يندهشون من دقة هذه الصفات التي وضعها سيبويه، وطبعاً حرف الضاد من الحروف التي اختلف فيها في النطق قديماً، مع أن سيبويه قلده القراء في هذا يقول إن هناك بعض حروف الرخوة وبعض حروف الشدة والضاد من الحروف الرخوة، ومخرجها من حافة اللسان ويقال إنه يخرجها من الناحيتين، ويقال إن الفرق بينهما فقط هو في المخرج وهذا ما قاله ابن الجزري فقال إن الضاد مميز في مخرجه عن الظاد وجميع العلماء حاولوا أن يضبطوا الكلمات التي فيها ضاد والكلمات التي فيها ظاد، والنطق الذي أعتقد أن هو النطق الصحيح هو في بعض الأحيان النطق الذي نسمعه من يقولون إظ إظ ولكن تختلف عن الضاد لأن مخرجهما يختلف ولفظهما يختلف لكنهما في الشكل متقاربان وهذه مختلف القراءات التي تحدث عنها فضيلة الشيخ، وأنا كتبت حوالى 40 صفحة في هذا الموضوع، وأنا أود أن من راجعه سوف يرى هذه القضية عند جميع القراء وعند جميع اللسانيين. بعض الأحيان مثلاً ما هو على الغيب بضنين قرئت بالضاد والظاد، وحتى إن بعض العلماء يقول إن لا فرق بينهما، لكنني أعتقد أنه ينبغي أن نخرجهما مخرجهما حتى نفرق بينهما.
الأستاذة نازك الإمام: السؤال من تماضر أحمد محمود الشنقيطي:
مما لا يخفى على المتطلع على الحياة الاجتماعية التي تعيشها بلاد شنقيط سابقاً وموريتانيا حالياً أن المرأة تشارك الرجل في مسيرته الشعرية ولكن لم نسمع عن شاعرات فما هو دور المرأة في مسيرة المليون شاعر وهل لك أن تعرفنا على أسماء بعضهن؟
معالي الدكتور محمد المختار ولد أباه: لا شك أن في موريتانيا شاعرات وأذكر قبل سنوات في جامعة محمد الخامس بالرباط كنت أرأس لجنة قابلت فيها شاعرة كبيرة اسمها ضافية بنت البراء وهي الآن تدرس في الرياض لها ديوان وليست وحدها هي التي كانت تنظم الشعر فقد كن ينظمن الشعر قديماً وحديثاً وسوف أحاول أن أبعث إلى الاثنينية بعض هذه الدواوين للشاعرات الموريتانيات.
عريف الحفل: سؤال من عجلان أحمد الشهري يقول:
حياتكم عامرة بالإنجازات التربوية والتعليمية بما فيها من مسؤوليات ورؤى هل تعتقدون أن مستقبل التربية والتعليم في بلادنا العربية سيكون أفضل من ماضيها ولماذا من وجهة نظركم؟
معالي الدكتور محمد المختار ولد أباه: أعتقد أن سنّة الحياة هي دائماً في تقدم ونحن دائماً نشكو وحقنا أن نشكو لأننا نريد أن نصل إلى ما هو أفضل من اليوم، ولكن بالنسبة إلى الكم والكيف وعدد الجامعات اليوم وعدد الطلاب لا شك في أن هناك تقدماً كبيراً، هذا التقدم ينبغي أن يواكبه من الوعي الخاص من الإصلاح النوعي حتى يكون هذا التعليم أولاً يفيد الأمة وهو يفيد أيضاً المتعلمين ويأخذ أيضاً بالطرق الناجحة لتحقيق التقدم. فكما يقول الشيخ عبد المقصود خوجه فإننا لا نتشاءم، بل ينبغي أن نتفاءل ولكن مع التفاؤل أن نعمل، ومن لا يعمل فتفاؤله لا يجدي، ومن ذلك من جد وجد.
عريف الحفل: سؤال أخير من السيد أحمد النجار يقول:
موريتانيا بلد حبيب ولكنه غريب وبعيد وكانت تعرف بشنقيط، لماذا أطلق الغرب الفرنسي عليها هذا الاسم الغريب وما معناه وهل له مدلول على الأقل بالنسبة إلى الغرب؟
معالي الدكتور محمد المختار ولد أباه: هذا الاسم فرض على موريتانيا طبعاً هو اسم قديم روماني كان يطلق على نواحٍ من نواحي المغرب العربي، هناك موريتانيا طنجة في المغرب وهناك سطيف في المغرب وكان الغربيون يطلقون اسم المور على السكان الذين لهم لون خاص، لمّا احتل الفرنسيون موريتانيا في عام 1905م أطلقوا عليها هذا الاسم. بعد الاستقلال، أدير الاسم هل ينبغي أن نعود إلى الاسم الثقافي الاسم العريق لمدينة شنقيط حاملة راية العلم في كل مكان وهذا إلى الآن لم يقع وأنتم تعرفون أن بعض الأحيان تكون الظروف السياسية أكثر من المنطق العقلاني ولكن على كل حال أنا اعتذرت في هذا الكتاب ((الشعر والشعراء في موريتانيا)) كان من المفروض أن أقول في شنقيط لكنني وجدت بعض الدول تحتفظ بالاسم الروماني القديم مثل ليبيا، ونحن إن شاء الله في نطاق الإصلاح أن تعود الأمور إلى مجاريها وأن نستعيد كل ما سلب منا سواء كان اسماً أو كان علماً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1082  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 158 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج