الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

((كلمة معالي الأستاذ الدكتور عبد الله بن بية))

بسم الله الرحمن الرحيم اللَّهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، أشكر معالي راعي الجلسة معالي الدكتور محمد عبده يماني، وأشكر الشيخ عبد المقصود خوجه على هذه الاثنينية المباركة التي تعودنا أن نجتمع فيها إلى الأدب وإلى العلوم وإلى مشكلات الأمة وهمومها وشكاواها، وقبل خمس عشرة سنة كنت الموريتاني الوحيد الذي كرم في هذه الاثنينية، فإذا أنا عميد الموريتانيين المكرمين في الاثنينية، لكني سعيد الليلة لهذا التكريم لأخي وصديقي معالي الدكتور محمد المختار ولد أباه، الدكتور محمد المختار هو موسوعة تمشي على هذه الأرض من الصعب أن تحدد موضوعاً محدداً لتقول إن هذا هو موضوعه بل إن أبعاد علومه هي أبعاد متعددة ومتنوعة كما سمعتم يقول العرب قد جمع الطريف والتليد ويقولون التالد والطريف، وهذه صفة يريدون بها أن المرء قد جمع إلى مجده القديم الموروث مجداً جديداً أو علماً جديداً أو عزاً جديداً لعل ضيفنا الجديد هو من هذا النوع، جمع إلى العلوم التي يمكن أن يسميها البعض تقليدية العلوم المعروفة علوم الشريعة والعلوم الشرعية الكتاب والسنّة والفقه وأصول الفقه واللغة والنحو جمع إلى هذه العلوم جمع إليها علوماً جديدة فبرع فيها وبرز، يمكن أن يحتج بقول الشاعر:

وما الحسب الموروث لا درَّ دره

يفيد الغني إلا بآخرَ مُكتسب

فلا تتكل إلا على ما فعلته

ولا تحسبنّ المجد يورث بالنسب

وليس يسود المرء إلا بنفسه

وإن عدَّ آباء كراماً ذوي حسب

معالي الأستاذ الدكتور عبد الله بن بية: فهو غصن مثمر من مثمرات فهو من بيت علم عريق يرثون العلم كابر عن كابر، يورثه الأكابر للأصاغر، بل يصدق فيه قول الشاعر:

نبني كما كانت أوائلنا تبني

ونعمل مثلما عملوا

أريد هنا أن أختصر ما في نفسي لأخي زاملني حين كنت وزيراً للتعليم وحين كنت وزيراً للمصادر البشرية وحين كنت وزيراً للدولة للتوجيه الوطني ومسؤوليات المؤسسات الحزبية ولكن هذا زمانه قد انقضى ولا تؤاخذوني به، والمؤسسات الحزبية في ذلك الزمن. وقد كنا في وقتها نهتم بإصلاح التعليم وإصلاح التعليم نعني به المحافظة على الشخصية الموريتانية العربية المسلمة في هذا المحيط الصعب في ذلك الوقت فكان الدكتور في مقدمة من أسهموا إسهاماً رائعاً بناءً على تجربته الواسعة، باختصار أقول إنه يشبه زيد بن ثابت لماذا؟ زيد بن ثابت كان من أكابر علماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، جمع المصحف وخدم القرآن الكريم، فالدكتور بترجمته للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية وبناء على الجهد الذي بذله في هذه الترجمة، وقد تحدثت معه عن بعض الجهد في كلمة اليوم ننساهم كيف تترجم باللغة الفرنسية، إذا قالoublier فهذا يفهم منه المطالع الفرنسي أن الله سبحانه وتعالى ينسى وهذا ليس مراداً، وكذلك كلمةomission وهذه الكلمة تؤدي هذا ومعناها شيء من الترك المقصود، وهذا الترك المقصود عبر عنها بلازم بناءً على معلوماته الواسعة في اللغة الفرنسية وفي اللغة العربية بالتأكيد، فهذا العمل ذكرني بزيد بن ثابت الذي خدم القرآن، الشبه الثاني الدكتور محمد ولد المختار يعرف اللغة العبرية وذكرني في هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر زيد بن ثابت أن يتعلم كتاب اليهود اللغة العبرية فتعلمه كما يقول العلماء في خمسة عشر يوماً، ما أدري الدكتور ولد أباه كم استغرق له تعلم العبرية، ولكن على كل حال هذا يدل على أن الرجل عالم ومطلع، يريد أن يطلع على كل شيء لا يريد أن يحشر نفسه في مكان ضيق أو تخصص ضيق، بل يريد أن ينفتح على كل شيء، وهذا من المهم جداً، أنا أرى أننا نفرط إذا لم نقرأ لغة أعدائنا لا لنطلع على كل شيء بل لندرس كل الأوضاع التي تحيط بنا في هذا العالم، فلهذا قلت إن الدكتور محمد المختار شبه بزيد بن ثابت، وزيد بن ثابت، كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أعلمهم بالقرآن الكريم، الدكتور من الرواد الذين مهدوا الطريق أمام هذه الأجيال وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يعينه على هذه الجامعة التي أنشأها في بلد يحتاج إلى مثلها ويحتاج إلى قيادة تعليمية كفضيلة معالي الدكتور محمد المختار وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يوفقه ويوفقكم جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله.

عريف الحفل: الشعر ما زال باقياً وحاضراً في أبناء موريتانيا جزاك الله خيراً معالي الشيخ عبد الله بن بية، الآن أيها الأخوة والأخوات الحضور ضيوفنا الكرام نتوجه بالأسئلة التي قد تقدم بها بعض الأخوة الحضور وكذلك أيضاً سيكون هناك نصيب للسيدات من قسم السيدات، سيكون سؤال من هنا وسؤال من السيدات.