شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ عبده خال))
مساء الخير، مرحباً بالسيف ذلك السيف المشهر ليس في المعارك الجسدية، لكنه السيف المشهر وعالياً في القصيدة العربية، سيف تعرفت به منذ سنوات طويلة وفي كل مرة نلتقي خارج البلد في مهرجانات أو مؤتمرات تشعر أنك تقف أمام طود تخشى الاقتراب منه كثيراً.. عندما طلبت الكلمة كنت قلقاً جداً أن يعود سيف إلى ترحاله الدائم وهو يحمل شيئاً من ملله الدائم، خشيت أن يرى في هذه الجموع المتواجدة للاحتفاء به من لا يعرف خطواته الواسعة في القصيدة العربية فهو اسم كبير واسم لا يستهان به أبداً في ثقافتنا وشعرنا العربي المعاصر، كنت في كل اللقاءات والمؤتمرات التي تجمعنا في البهو استرق النظر إلى قامته فأشعر به يختزل هذا العالم وربما يطمره داخله بتأفف يشبه صحراء الربع الخالي التي خرج منها، خشيت أن يعود إلى ترحاله الدائم أيضاً وهو يقول إن كل هذه الخطوات لا يعرفني أحد هنا، وكنت أتوقع وألوم كثيراً من الأصدقاء الذين ساروا على درب وخطوات سيف أنهم ليسوا موجودين فهو أستاذ لجيل كبير في المملكة العربية السعودية اقتفوا أثره وهو يحمل راية التجديد مع مجموعة كبيرة من الشعراء في العالم العربي، هذا الخوف جعلني وأنا من منطقة شرقية تخشى أن تقف في وسط قمم الشعر لكي تحدث نوعاً من التواصل ما بين السفح والقمة لا أعرف لماذا كنت أسترق أيضاً النظر الآن إلى وجه سيف وهو يعود إلى ملله الدائم وكأنه يتأفف من كل هذا العالم، الآن أشعر بشيء من الرضا لكي أفهمه أنه قامة فينا وقامة في عالمه الشعري، ربما لو أن أحداً منا ذهب إلى مسقط لوجد أن سيف غارس رايته في سلطنة عمان وهو غائب عنها، سيف رجل رحالة، كل يوم في بلد وكل يوم في ميناء وكل صباح يستيقظ وهو متلحف بأغطية الفنادق البعيدة عن موطنه وظل هذا الترحال باقياً فيه كآفة أو كمرض يجعله دائم السفر، سفر بالجسد وسفر بالفكر فهو غير مقتنع بكثير مما يحدث في عالمه العربي، وعندما قرأ شهادته الآن أحسست في ارتباكه وتقديم ورقة وإخفاء أخرى هو لا يريد أن يفصح عن ثورته الداخلية هو رجل ترونه هادئ الملامح لكنه نار من الداخل أو بركان ربما وطنته صحراء الربع الخالي لأن يكون بهذا الهدوء السطحي، أنا أجزم أنه يحمل غضب الدنيا في داخله ولم يبح به الليلة، وإن سمحوا لي أصدقائي أشكر أستاذنا عبد المقصود خوجه في أن يحضر مثل قامة سيف أو مثل قامة حداد إلى هنا لكي نتفاخر قليلاً نحن من سلكنا دروب الحداثة خلف هذه المشاعر كانتصار لهذه المدرسة في أن تكرم رموزها داخل بلدنا، ففي زمن ما لم نكن نستطيع أن نذكر بعض الرموز في عالمنا العربي خشية من هجوم مضاد من قبل تيارات أخرى، سيف نحن نحبك كثيراً وإن سمحت لي فقط سأقول لك بعض ما لم أستطع أن أفصح به في لقاءاتنا الكثيرة خارج المملكة أو خارج سلطنة عمان، ماذا فعل بك الترحال يا سيف؟ الترحال ليس جسدياً فقط وإنما الانتقال من أيديولوجيا إلى أيديولوجيا ليس لك ولكن لعالمك العربي الذي بدأ يخلع أردية التنوير ويدخل في تواطؤ مع تيارات تقودنا للخلف ألا تشعر بهزيمة الفارس، وأين البشائر التنويرية التي حملتموها لنا في زمن ما؟ هل انكسرت هذه البشائر أو أنكم هزمتم بما ناديتم به من تطور ومن تقدم لهذه الأمة خطوة للأمام نحو تفعيل أمجادها السابقة وجعلها راية أخرى؟ هل انكسر عمود الشعر يا سيف؟ عندما اصطدم بأسلوب تعبيري آخر وهو الرواية حتى إن عملاقين من عمالقة الشعر العربي هما درويش والمقالح يتمنيان أن يكتبا الرواية، سيف ربما لن أوفيك حقك لكن اعتذاراتي عما يمكن له أن يتسرب إلى رمالك الصامتة، نريدك أن تعرف أننا نحبك.
عريف الحفل: إذاً على بركة الله نفتح باب الحوار بينكم وبين سعادة ضيفنا والسؤال أولاً للإخوة الرجال، أو السيدات.. إذاً ننقل لاقط الصوت إلى السيدات.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :493  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 116 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.