شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ الدكتور جميل مغربي))
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وسائر الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أستهل ترحيبي بالقول بأنني أحببت القمر فكان على موعد مع مشاركتي في هذه الأمسية ولنعش في هذه الليلة في ظل القمر والسمر بالمناسبة في اللغة هو ظل القمر في الأصل اللغوي، وضيفنا الذي يحل بيننا نورس من نوارس الخليج حلَّق وأتى ليحط على كتف الاثنينية في هذا المساء المؤتلق بضوء البدر، لكني أود أن أجنح بكم قليلاً إلى الجانب العلمي، شخصية ضيفنا لهذه الليلة من الشخصيات الأدبية التي تتسم بالقلق ، ونسميه في النقد القلق الإبداعي، وقد عبر جده القديم أبو الطيب المتنبي عن ذلك القلق حين قال:
على قلق كأن الريح تحتي
أوجهها جنوباً أو شمالا
فهو قلق للبحث عن الجديد وللبحث عن الإبداع وللبحث عن الرؤى التي لا نتساوى فيها كشعراء مع بقية أنماط البشر الاعتياديين في رحلة المعرفة مارس قلقه وترحل وحط رحاله ورست سفينته على ميناء نزوى، ونزوى هي الصحيفة نسبة إلى مكان في عمان هي الصحيفة الثقافية الأولى في دولة وهو حي من أحياء مسقط، شكراً للدكتور عبد الله على هذه الحلاوة المسقطية التي رفدنا بها الآن، أما فيما يتصل بالشعر فشاعرنا وقف شعره على قصيدة النثر وأنا لا أعرف عنه أنه لا ينشد شعره. وهذا يقتضي أن نعود أيضاً إلى شيء من الإيضاح في موسيقى الشعر، الشعر قد لا يتنبه كثير من الناس إلى أنه ارتبط بمكة المكرمة نشأة وعلماً أما فيما يتصل بالنشأة فلم يتنبه كثير منا إلى نص ورد في كتب التاريخ ذكره الحارث بن مضاض الجرهمي حين أجلت خزاعة جرهم عن مكة فقال قصيدته المشهورة التي قد يرددها الناس دون الربط بين هذه القضية العلمية:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
أنيس ولم يسمر بمكة سامر
بلا نحن كنا أهلها فأبادنا
صروف الليالي والجدود العواثر
وكانت خزاعة قد أجلت جرهم عن مكة كما تعلمون إلى أن آلت الأمور إلى قصي بن كلاب وله صلة بخزاعة وهذا مدى زمني وجدته يجعل للشعر عمراً أطول من العمر الذي افترضه الجاحظ للشعر وحدده بمائة وخمسين عاماً إلى مائتي عام، قد نصل بين الستمائة إلى الثمانمائة عام، أيضاً الجانب الآخر فيما يتصل بعلم الشعر وهو العروض، ووردت رواية من الروايات لكن البعض يجد حرجاً في ترجيح رواية أن العروض اكتشفها الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو الذي اكتشف أربعة عشر بحراً من بحور الشعر، وهذا الاكتشاف ارتبط بمكة، لأنه قد استمع في سوق النحاسين إلى قرع النحاس واستقى وزن التفعيلة من ذلك الموضع، وبالمناسبة الذي يدفعني إلى هذا الترجيح هو أن من أسماء مكة العروض أيضاً، وإن كان علم العروض ارتبط بمفهوم الخيمة، الخبن والترفيل والتذييل والوتد المفروق والوتد المجموع، لكن العروض هو أيضاً من أسماء مكة وقيل إنه قد استمع إلى النحاسين فاستقى من إيقاع قرع النحاس تفعيلة بحور الشعر، ثم أتى كما تعلمون الأخفش الأوسط أبو الحسن سعيد بن مسعدة ووضع بحر الخبب أو المتدارك عن الخليل بن أحمد، نحن الآن إزاء هذه القضية سار عمود الشعر على هذه الأوزان إلى أن كان أهم تحول في موسيقى الشعر العربي وفي الشعر الأندلسي كما تعلمون ، وكان هناك تنازع هل هو معافى القبري أو عبد الله بن المعتز المشارقة كما كانوا يزعمون، ولكن في واقع الأمر صناعة أندلسية محضة يعني عناوين أو مصطلحات الموشح تشي بأنه أندلسي ونسبته للأندلس بلا جدل، والموشح كان نقلة كما تعلمون في موسيقى الشعر وأيضاً حتى في المصطلح، البيت في الشعر يتألف من صدر وعجز وفي الموشح يتألف من القفل مع الدور، لا أود أن أتوسع في ضرب الأمثلة في هذا الجانب، لكنني أود أن أنتقل لأختصر الوقت في هذه القضية ثم كان الانتقال فيما بعد في مرحلة القرن العشرين وهو الانتقال إلى مرحلة الشعر الحر كما تعلمون كان هناك في البدء تنازع في النسبة في هذه القضية حين بدأ ظهور شعر التفعيلة، هل الأسبقية لنازك الملائكة في قصيدة الكوليرا أم هي قصيدة بدر شاكر السياب في ديوانه أزهار ذابلة، الواقع أن هذه الأعمال صدرت في العام 1947م وفي كانون الثاني الذي يوافق ديسمبر بالتقويم الجريجوري فأود أن أشير إلى أن هناك حالات سبقت لويس عوض أيضاً كتب باكثير كتب ترجمة لشعر شكسبير بهذا الشعر أو بشعر التفعيلة أو بشعر المرسل ولدينا أيضاً في المملكة محمد حسن عواد كانت له أسبقية في هذا الجانب، أود أن ألمح إلى إلماح ووقفت على نص وزودت به أخي الأستاذ الغذامي حين كنت محاضراً في الجامعة ووجدت قديماً في نص من النصوص التي حققتها يقول فيها شاعره العجيرة السلولي كان يقول هو يشبه الشعر المرسل:
خليلي عوجا واتركا الرحل
إنني بمهلكة والدائرات تدور
فبيناه يجري رحله قال قائل
لمن جمل الرخو ملاط نجيب
حتى إن بعض العلماء بن بري وغيره، قالوا بأنه خالف بين قوافيه والتبست عليه المسألة بأنه أخطأ في الروي وهو في واقع الأمر نوع في هذا وذكر كأنه قال شعراً مرسلاً، أود أن أشير في هذه العجالة أيضاً إلى أهم الدراسات في هذا الجانب لقد كانت هناك دراسة لسيموريه باحث يهودي قدمها لجامعة لندن وترجمها زميلنا السابق الدكتور سعد مصلوح، الآن أعتقد في جامعة الكويت ترجم جزءاً منها ونشره بعنوان حتى إنه صيّر هذا العمل بقوله الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها واجتث من رسالة سيموريه هذا الجزء بعنوان حركات التجديد في موسيقى الشعر ولكن ربما هناك أعمال عدة للدكتور أحمد النويهي في قضية الشعر الجديد أحمد بسام الساعي حركة الشعر الجديد في سوريا، نازك الملائكة لها أعمال نقدية في هذا الجانب ونحن نميز أيضاً بين الشعر الحر على عدد التفعيلة والشعر المرسل وهو الذي يتخلص من الروي وغالباً هذا ما أوظف فيه الشعر المسرحي وما إلى ذلك وهناك إشكالية فيما يتصل بالجانب المتصل باهتمامات ضيفنا، ضيفنا وقف شعره على قصيدة النثر وهي خلقت من المفارقة كيف تكون قصيدة وكيف تكون نثراً، ونحن نعلم، بالمناسبة أنا أود أن أشير إلى قضية هامة القضية ليست قضية أولويات بالنسبة إلى الموشح أو بالنسبة إلى الحديث سواء كانت نازك أو كان السياب، القضية أنه لا يزدهر أي جنس أدبي ما لم يمثل توجهاً عاماً يصبح موجة عامة أو توجهاً عاماً تعضده توجهات متعددة ولهذا نجح الشعر الحديث ونجح الموشح في السابق لأن هناك جمهرة من شعراء الأندلس كتبوا الموشح في العصر الحديث عرفنا في العراق السياب ونازك والبياتي وبلند الحيدري وجملة من الشعراء عرفنا التيار إياه في مصر في الجانب الآخر في الشق الغربي من العالم العربي في صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي ومحمد إبراهيم أبو سنة وفاروق شوشة إلى أمل دنقل وهكذا.. فحين أصبح الأمر تياراً أصبح له وجود وله فاعلية أعود إلى القول إلى أن قصيدة النثر كانت موضع إشكالية ومفارقة عجيبة لأن أحمد عبد المعطي حجازي من شعراء الشعر الحر ومن رواد الشعر الحر وشعر التفعيلة كان حين يقدم قصائده إلى المجلس الأعلى كان العقاد يحيل هذه القصائد إلى لجنة النثر وحين يوجهها إلى لجنة الشعر كان يحيلها إلى لجنة النثر، الآن أحمد عبد المعطي حجازي وحسن طلبة نائبه يعملان أيضاً في لجنة الشعر في المجلس الأعلى ولكن للأسف أيضاً فهما يقفان من قصيدة النثر الموقف الذي عاشه هو مع العقاد في السابق وهذا يقتضي منا أن نطالب الضيف هذه الليلة بإيضاح هذه الجوانب لسبب من الأسباب أن شعر التفعيلة كان يعتمد على التفعيلة ونظام النبر كان يعتمد على النبر وكان يعتمد نظام النبر كما نعلم لا أود أن أتوسع فيه لكن إشكالية قصيدة النثر أو الشعر المنثور أنه ينأى عن التفعيلة ويعتمد على الإيقاع الداخلي ويعتمد على تكثيف اللغة فلذلك أود من ضيفنا هذه الليلة أن يعرج على هذه القضية وإذا تكرم وأحب أن يسمعنا شيئاً من هذا كتدليل على هذه القضايا لكن هذه جملة من القضايا المتصلة بمسار موسيقى الشعر الحديث ولا أود أن أطيل أكثر مما أطلت لكنني وددت أيضاً لكي لا تغمض قناتنا في هذه الاثنينية أود أن ننحو بها نحو جانب علمي يتضمن ما أرجو أن يكون فيه الفائدة وهذا هو جهد المقل وأعاود الترحيب بضيفنا هذه الليلة وأشكر مؤسس الاثنينية وأدعو له بالصحة والعافية وطول العمر وأن ينسأ الله في أجله ليظل بيننا مشرقاً ومؤتلقاً وأن يكرم هذه الاثنينية بمثل هذه الشخصيات العلمية المعروفة التي نسعد بوجودها بيننا حياك الله الأستاذ سيف وأهلاً وسهلاً بك بين ظهراني أخوانك في هذه الاثنينية وشكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: أيها السادة والسيدات قبل أن أنقل لاقط الصوت إلى فارسنا في هذه الليلة ليلقي كلمته سوف يفتح باب الحوار كما يعلم الكثير منكم بينكم وبين سعادته نأمل التكرم بكتابة أسئلتكم أو استفساراتكم حتى نطرحها على ضيفنا الكبير، المرجو أيضاً الإيضاح في خط الكتابة، بالإضافة إلى ذلك ندخل في السؤال مباشرة دون أي مقدمات حتى نحاول أن نقنن الوقت قدر المستطاع، ولا تنسوا كذلك أن السيدات الفضليات سيشاركن في طرح الأسئلة. فارسنا الكبير الأستاذ سيف الرحبي إليكم الكلمة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1086  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 114 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 1999]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج