شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد، وعلى آل بيته الكرام الطاهرين.
الأستاذات الفضليات
الأساتذة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جميل أن نلتقي اليوم في خميلة الشعر مع الأستاذ الشاعر، والصحفي المعروف، الأستاذ سيف الرحبي، الذي قدم خصيصاً من (مسقط) مضمخاً بالبخور وعرائس الشعر ليسهم مشكوراً في أول لقاء بين الاثنينية وأديب من سلطنة عمان الشقيقة.. أحيي ضيفنا الكبير على كريم تجاوبه مع دعوتكم، وتجشمه مشاق السفر، ليمتعنا بهذه السويعات التي لطالما اشتقنا إليها، فقليلاً ما نجحنا مع أشقائنا مثقفي دول الخليج في اختراق حاجز الصمت، لنجدل غرر الليالي مع أصحاب المعالي والسعادة الأساتذة: عبد الرحمن الرفيع بدءاً من عام 1408هـ / 1988م، ثم غاض النهر ليتجدد بعد عشر سنوات مع معالي الأستاذ يوسف الشيراوي ((رحمه الله)).. وبين هذا وذاك جرت محاولات لم يكتب لأي منها التوفيق.. ثم غابت نوارس الخليج مرة أخرى لتحط بعد خمس سنوات مع الأستاذ قاسم حداد عام 1423هـ/ 2002م.. وبعد ثلاث سنوات تجدد اللقاء مع الدكتور محمد الرميحي.. وتقلصت الفترة بعض الشيء لنسعد بلقاء معالي الدكتور عبد الله الغنيم عام 1427هـ/2006م.. أما هذا الموسم فهو زهرة وزهو لقاءاتنا مع الأشقاء في دول الخليج، شرفنا بلقاء الدكتور طارق سويدان، ثم الدكتور عبد اللطيف بن جاسم كانو، وها نحن نسعد بلقاء فارس أمسيتنا الأستاذ سيف الرحبي.
إن فرحتنا بهذا اللقاء مزدوجة، فهو أول لقاء مع أديب عماني كما أسلفت، وهو أول لقاء يحلِّق بنا في سماء الشعر خلال هذا الفصل من نشاطنا.. نتلهف لجني ثماره، وخوض لججه، والاستمتاع به في كل الأحوال: جداول تترقرق، أو لظى في عمده يتمدد.
من يغوص في أعمال ضيفنا الكريم، وقد أفرد لها مشكوراً موقعاً في شبكة الإنترنت، يجد أنه يتعامل مع النص الشعري بكثير من الرمزية، إلا أنني أخاله يترك متعمداً بعض (المفاتيح) التي تعين المتلقي على استقراء النص بشيء من الوضوح.. فهو لا يغرق في رمزيته إلى درجة تفريغ النص من أي محتوى، إلا ما يعتمل في صدر الشاعر، بل غالباً ما يترك مجالاً للتواصل والمناورة، شأن أي لوحة تشكيلية تتحاور مع من يتعامل معها بأكثر من معنى، وأحياناً تجعل القارئ مشاركاً في الهم الخاص حتى يتماهى مع رؤية المبدع، ويتكامل النص والوجدان ليسهما في رسم صورة خيالية تجمع المتلقي والمبدع على بساط واحد من الفهم المشترك، وأحسب أن هذا التفاعل الإيجابي من أرقى ما يسعى إليه كل مبدع للنهوض بالذائقة العامة والارتفاع بها ما أمكن إلى مصاف العطاء الأجمل والأروع الذي يسكن روح المبدع شاعراً كان أم فناناً تشكيلياً.
الشعر عند ضيفنا الكبير روضة يتنفس فيها كيف يشاء، يطير مع فراشاتها نحو قوس قزح، ثم لا يتوانى في صب جام غضبه.. وأحياناً رقيق مشاعره.. مع المتلقي الذي يصحبه معه في رحلاته الأنيقة مع الحرف، إنه شاعر الجمال، غير أنه أحياناً يشحذ كلماته حد (السيف)، ويغمدها بكل عنفوان وصدق وجرأة ليقول كلمته بالشكل الذي يرضيه، تاركاً (مفاتيحه) متناثرة هنا وهناك لمن شاء أن يلتقطها ويحسن استخدامها.
أما النثر عند ضيفنا الكريم فهو الصحراء (الرحبة) التي يركض في جنباتها حين يطيب له أن يتحدث مباشرة، ويتحرر من أعباء الرمز، إنها الميدان الذي يمارس فيه عشقه الكبير للنقد الاجتماعي البناء.. وإذا جاز لي التعبير ففارس أمسيتنا قسم اسمه مناصفة ليكون (سيفاً) في أودية الشعر، و (رحباً) مع فضاءات النثر.. ولم تكن قسمة ضيزى قط في الحالتين.. فقد أسهم بإنتاج مثمر اجتاز به عتبات (الأنا) نحو تخوم (الآخر).. فكانت الترجمة إلى كثير من اللغات الحية جواز سفره الحقيقي تجاه العالمية.. فهنيئاً له هذا التميز الذي نأمل أن يتواصل لأنه نجاح للصوت العربي الذي آن له أن يعود قوياً وفاعلاً في كل مجالات الفكر الإنساني، فإن تأخر في مضمار الاختراعات العلمية والثورة التقنية، فلا أقل من أن يبرز في ساحة الكلمة التي باتت تنافسنا فيها أصوات من مختلف بقاع العالم، ومن كنا نظن أن حناجرنا أحق بريادتها منهم.
إن ضيف أمسيتنا ليس صوتاً في البرية، فهو رئيس تحرير (مجلة نزوى) الفصلية التي تعنى بالتراث والقيم الأصيلة التي تتغلغل في المجتمع.. وقد عبر ضيفنا الكريم عن ذلك بقوله: (التراث يسري ويتدفق عبر مرآة الوعي واللاوعي.. في دمائنا وعروقنا وكتاباتنا، كما يسري في الحياة بمختلف أوجهها واندفاعاتها) أ.هـ. ولا شك في أن هذا القول على تكثيفه يعطي فكرة عامة عن الهموم التي يحملها فارس أمسيتنا على كاهله، إنه وقف أمام كل من يتعامل مع التراث في منعطف أقل ما يقال فيه إنه صعب وشرس.. فهناك من يتربص بكل ما هو متعلق بالتراث، ويسعى لاجتثاثه دون هوادة، بحجة التحديث والتطور واللحاق بالركب العالمي.. ولهم في ذلك حجج ومؤلفات وفضائيات.. وفي المقابل هناك متشحون بالحديد والنار لمؤازرة التراث، وإن كان على علاته.. وبين التيارين المتعارضين يبحر ربان (مجلة نزوى) كأي ملاح ماهر، وهو ابن بجدتها، فهو بين هذه الإشارات وتلك يعلن: (تطمح مجلة نزوى إلى توضيحها وبلورتها عبر محاولة نشرها ((للقديم)) المضيء، في تراثنا العماني والعربي، و((الحديث)) الجدي الباحث عن صورته وملامحه وسط تراكمات الوعي والملابسات والتعبيرات المختلفة التي يمور بها عالمنا المعاصر) أ. هـ.
أحيي مجدداً ضيفنا المتألق في ربيع الكلمة، وأمام جمعكم الكريم أحمله أمانة غالية لإخواننا مثقفي سلطنة عمان، إن عضدنا يشتد بقوتهم وتواصلهم، فالقوادم تصلب بالخوافي، والخوافي يصنعن القوادم.. وكلنا في رحاب الكلمة نفتح نوافذ خير، وود، وصفاء.. وأملنا كبير أن نشرف بتكريم علم واحد على الأقل من سلطنة عمان الشقيقة في كل موسم من مواسم ((الاثنينية)) إن شاء الله.. وإنني على ثقة بأن ضيفنا الكريم خير سفير لجمعكم الكريم، وما عجزنا عن تحقيقه عبر القنوات الرسمية مع بعض الأساتذة القناصل، أرجو أن يتحقق دون إبطاء من خلال (الدبلوماسية الشعبية) بإذن الله.. وأقول بكثير من المرارة أنني عبرت خلال كثير من القنوات الدبلوماسية من أجل تواصل ثقافي، ولإيجاد جسور ثقافية من خلال إعطائنا فرصة تكريم رموز الأقربين الأقربين من الأشقاء في دول الخليج العربي، ومع الأسف لم أحظ ـ أقولها والألم يعتصر قلبي ـ لم أحظ بأي نوع من الاستجابة ولو من قناة واحدة!! وفي الوقت الذي أعتقد أن لكل عذره، فلا أعتب على أحد، إلا إنني أجد من حقي أن أعبر عما يعتصرني من ألم، تاركاً تفسير ذلك لكل منكم.. وها أنذا أكرر دعوتي، وسأكتب لجميع الأساتذة القناصل، بمن فيهم السلك العربي وغير العربي، في جدة، وهم من نشرف بلقائهم مشكورين، باعتبار أنني أردد دائماً أن الكلمة لا حدود لها، وقد سعدت ((الاثنينية)) باستضافة أعلام كبار من الهند، وجنوب أفريقيا، وفرنسا، والأرجنتين، وروسيا، ونسعى إلى غيرها بإذن الله.. راجياً أن تسفر هذه الجهود إلى ما نتطلع نحوه من تواد وتواصل وتفاعل مع ((الاثنينية)).. مضيفاً أنني سأكتب بإذن الله إلى الأساتذة الأفاضل الذين شرفت ((الاثنينية)) بتكريمهم ليكونوا سفراء ثقافة كعادتهم عسى أن يتحفونا بمن يسهمون في إثراء الساحة ويتلطفوا بمنحنا فرصة الاحتفاء بهم والاستزادة من علمهم وعصارة فكرهم وأدبهم.
أتمنى لكم وقتاً ممتعاً مع ضيفنا الكريم، وإلى لقاء الأسبوع القادم مع سعادة الأستاذ الدكتور رأفت غنيمي الشيخ، أستاذ التاريخ الحديث في كلية آداب جامعة الزقازيق.. الذي له أكثر من عشرين مؤلفاً في التاريخ الحديث والمعاصر، وأكثر من مائة بحث نشرت في مجلات متخصصة وفي مؤتمرات محلية، وعربية، ودولية.. فأهلاً وسهلاً ومرحباً به وبكم في أمسية من أمسيات جسور المحبة والعطاء.
والسلام عليكم ورحمة الله.
الأستاذ عبد المقصود خوجه: لطالما يقول الأستاذ الدكتور عبد الله مناع نعين سفراء النوايا الحسنة، فإنني أجير ذلك لسعادته راجياً أن يتفضل بتعيين هؤلاء السفراء وأن يمعن في الأرض ذهاباً شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً ليتحفنا بما نستطيع أن نشرف ثقافة وفضلاً وعلماً به. قبلتم التكليف يا سعادة الأستاذ الدكتور.
لا لا خذها مأخذ الجد، وفعلاً أنا بهذه المناسبة ما دام الأستاذ مناع فتح لنا هذه النافذة الصغيرة لنجعلها تكبر، وقد طلبنا وأنتم كنتم في تلك الأمسية ونحن نحتفي بمرور خمس وعشرين سنة على بدء الاثنينية أن نتطلع إلى الجديد وفعلاً الجديد الذي نتمنى أن يكون واحداً منها الأفكار التي طرحها زميلنا الأستاذ الدكتور مناع المعاود للاثنينية منذ بدء انطلاقتها، ولهذا أوسع النافذة وأقول كل منكم سفير وكل منكم مطلوب منه أن يتحفنا بمن يعرف ولنلتقِ ونسعد بتكريم أفضل إذ أنتم كما تعلمون ليس لي في هذه الاثنينية إلى مقعدي ومن يتفضل ويسعدنا بتشريفه وبتكريمه فهو يقتعد هذا المقعد بعلمه وفضله وما قدم لأمته لا أكثر ولا أقل، فأرجو منكم جميعاً أن تؤدوا الدور، طبعاً أنا لا أنسى هنا السيدات لأن لهن الدور نفسه الذي لكم بل أبدأ بهن.
عريف الحفل: أنقل لاقط الصوت إلى سعادة راعي هذه الاثنينية سعادة الدكتور جميل مغربي ليلقي كلمته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :868  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 113 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.