الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

((كلمة سعادة المهندس الدكتور عبد اللطيف كانو))

البدء لا بد من أن يكون بالبسملة، بسم الله الرحمن الرحيم، ولم أكن أتوقع من الأخوين أن يزجاني في معمعة جيدة أنا لا أعرفها عن نفسي فجزاهما الله خيراً بينا لي بعض المحاسن وربما أخفيا بعض السيئات ولهذا إنني لست بكامل ولكن على الإنسان أن يسعى وعلى الله التوفيق.. وهذا هو الاهتمام الذي يجب على أي إنسان أن يتبعه. على الإنسان أن يسعى وعلى الله التوفيق.. وقد وفقنا الله في كثير من الأمور التي اعتمدنا عليه فيها.

لي في الحقيقة كلمة مكتوبة وفي كثير من الاجتماعات الأخوية والعزيزة أن ألقي الكلمة المكتوبة وأتحدث بطلاقة شخصية ولكن سأبدأ بهذه الكلمة وربما أعوض النقاش ما أردنا أن نتجاذب به من خلال النقاش الأخوي الذي سيدور في ما بعد إن شاء الله وإنني سعيد هذه الليلة أن أرى مجموعة من الفاضلات يشاركن في هذه الأمسية الطيبة. ولهذا أبدأ بالتحية للأخوة والأخوات الأعزاء الحاضرين وقبل كل شيء أبدأ بقول الله تعالى في كتابه العزيز إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً . خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً . قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً (الكهف: 107ـ 109).. بداية لا بد من أن أتحدث بما هو في قلبي.. يسرني ويسعدني أن أكون معكم وأن أتقدم بالشكر الجزيل المفعم بالمودة والإخلاص إلى الأستاذ العزيز عبد المقصود محمد سعيد خوجه وأتمنى له الصحة والعافية وإن شاء الله هذا يعطينا مجالاً آخر في أمسية أخرى بتواجده إن شاء الله. حفظه الله وأشكره لما له من رغبته الطيبة بتكريمي في هذه الأمسية. و لا يسعني في هذا اللقاء إلا أن أدعو الله عز وجل أن يوفقه ويعطيه الصحة والعافية على جهوده الدائمة التي يبذلها في عمل الخير والثقافة وحرصه الدائم على احتضان المثقفين سائلاً الله عز وجل أن يمن عليه بموفور الصحة والعافية ويسرني في هذا اللقاء أن أوضح لكم فكرة بيت القرآن وأن ألقي الضوء على بعض معالم هذا الصرح الإسلامي الأول الفريد من نوعه الوحيد في العالم، لأن يكون رمزاً للمحافظة على القرآن الكريم عبر العصور ونحن المسلمين علينا واجباً مقدساً كبيراً في المحافظة على كتاب الله العزيز الحكيم بما أوتينا من وسائل المحافظة الممكنة حتى نضع القرآن الكريم في موضعه اللائق والمناسب لما له من مكانة سامية رفيعة عبر العصور للمسلمين جميعاً وكذلك المحافظة عليه من خلال قراءته وترتيله وتلاوته والأخذ به والاستفادة التامة من علومه الدينية والدنيوية في مجال البحث والدراسة والإتقان وقد منَّ الله علينا في البحرين أن وفقنا في إقامة صرح إسلامي متميز وفريد هو بيت القرآن، ليكون مركز علم وإشعاع جامعاً للمخطوطات القرآنية الكريمة منذ العصور الأولى وكل ما يليق بالقرآن الكريم لخدمته ولقد وفقنا الله أيها الإخوة والأخوات بأن يكون بيت القرآن نابعاً من وحي الحضارة الإسلامية والإنسانية وتراث الدين الإسلامي الحنيف، فبيت القرآن الكريم في البحرين أنشئ بفضل التبرعات السخية والدعم الكريم من أهل الخير والبحر والعطاء إيماناً منه أن بيت القرآن من أهدافه السامية ودوره الريادي الحضاري وخدمته للقرآن الكريم وبيت القرآن مشروع أهلي خيري ذو شخصية اعتبارية متميزة وكيان مستقل في رأيه رائد بفكرته الحضارية الرفيعة التي جمعت بين الدين والدنيا والثقافة والعلوم في مؤسسة واحدة شيدت لتكون ملتقى الدارسين والباحثين في علوم القرآن وأبحاثه ووصلة حضارية بين الماضي والحاضر. فآيات القرآن أيها الإخوة والأخوات تبدأ بمسجد عبد الرحمن جاسم كانو وقاعة محمد خليفة آل خليفة للمؤتمرات والندوات ومكتبة القرآن الكريم التي تبرع بها معالي الأخ العزيز الشيخ أحمد زكي يماني وهي المكتبة الشاملة بما يتعلق بالقرآن الكريم عبر ثلاث لغات هي اللغة العربية واللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية ومدرسة يوسف بن أحمد كانو لعلوم القرآن وتحفيظه. ويأتي العنصر الخامس لبيت القرآن ليكون متحف الحياة، والمكون من عشر قاعات رحبة واسعة أصغرها في حجم مائة متر مربع ومن بينها ثلاث قاعات هامة سميت بأسماء المدن الإسلامية المعروفة، مكة المكرمة المدينة المنورة والقدس الشريف. أما قاعة المدينة المنورة فتحتوي على كل جميل مزوق مميز وفيها المصاحف من إيران والقارة الهندية وكذلك مصر والشام، وشمال إفريقيا وتركيا ولكن نسيت أن أذكر القاعة الأولى وهي قاعة مكة المكرمة التي تحتوي على نفائس قرآنية يرجع تاريخها إلى القرن الأول الهجري كتبت على الرق ببداية الخط المدني الذي يكتب به القرآن الكريم وأكثر الظن ما هو عندنا من نسخ في بيت القرآن كتبها كاتب القرآن الكريم زيد بن ثابت، بالإضافة إلى كل هذا لدينا مخطوطات من القرن الأول الهجري كتبت بالخط الكوفي مباشرة بعد أن أدخل الخط الكوفي في ولاية الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فهناك نسخاً قرآنية كتبت بالخط الكوفي البدائي غير المجوف ثم تطور هذا الخط ليصبح خطاً من أهم الخطوط المستعملة في كتابة القرآن وفي المنشآت المختلفة ومن بين قاعات متحف الحياة قاعة الخلفاء الراشدين التي تحتوي على طباعة المصحف الكريم عبر التاريخ ولدينا أول نسخة من المصحف المطبوع التي طبعت في ألمانيا سنة 1694م، كما لدينا قاعة متميزة هي قاعة عبد الله كامل الذي تبرع بها ابنه الفاضل الشيخ صالح عبد الله كامل فهناك تعاون مستمر بين البحرين والمملكة العربية السعودية في المحافظة على القرآن ووضعه في المكان اللائق به، وهذه نعمة من نعم الله علينا جميعاً، ومن بين تراجم معاني القرآن وليس من القرآن الكريم لأن ما ترجم هو لمعاني القرآن وليس من القرآن لأن المعاني تختلف لصاحب الترجمة وإنما القرآن يبقى كما هو منذ النزول، ومن بين الترجمات ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة اللاتينية، وقد أمر بطباعتها الأولى مارتن لوثر الذي أنشأ الديانة المسيحية البروتستانتية، أما القاعة الأخيرة في بيت القرآن والتي تحتوي على نماذج مختلفة من الفنانين المبدعين من العالم الإسلامي على اللوحات الفنية المعاصرة، أيها الأخوة والأخوات الكرام لدى بيت القرآن العديد من الفعاليات والأنشطة الدينية والثقافية وقد حاضر في بيت القرآن العديد من العلماء المسلمين في الشرق والغرب من بينهم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور الشيخ محمد سيد الطنطاوي والمرحوم الشيخ محمد الغزالي والمرحومة الدكتور عائشة بنت الشاطئ، والشيخ الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الشريف وآخرون في نفس المستوى الرفيع المتميز بالإضافة إلى المحاضرات باللغتين العربية والإنجليزية أتينا بهؤلاء المحاضرين من أمريكا وإنجلترا وفرنسا وهذه نعمة من نعم الله علينا كذلك لنبني الواجهة الحضارية لبيت القرآن للأجانب المتواجدين في البحرين، ويسعدني أن أرى في أمسيات بيت القرآن مجموعة من الإخوة من المملكة العربية السعودية عند جسر الملك فهد، فهم متواصلون معنا ونحن متواصلون معهم، وهذه نعمة إضافية لهذه المشاركة الفعالة النافعة التي تصل الخير بمملكتين مما أنعم الله عليهما بخدمة القرآن.

أرجو أن أكون قد غطيت الأساسيات في القرآن في هذه العجالة وأود أن أشكر الأخ العزيز الأستاذ عبد المقصود بن محمد سعيد خوجه حفظه الله على هذه الدعوة الكريمة ويسرني بهذه المناسبة أن أتوجه بهذه الدعوة أمامكم جميعاً لزيارة بيت القرآن زيارة نريد منه أن يكون جزءاً فاعلاً معنا هناك، وأريد منكم أن تزكوا هذه الدعوة لهذه الزيارة المباركة إن شاء الله، وفي الختام أود أن أشكركم جميعاً على حسن الاستماع كما أشكركم على التواصل في هذه الأمسيات الطيبة في هذه المدينة الزاهرة على البحر وهي تشابه البحرين وهي تتشابه ليس فقط في البحر بل كذلك في الطقس.

عريف الحفل: إذاً على بركة الله نبدأ في طرح الأسئلة الموجهة لفارس الاثنينية.