شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عبد الله عنقاوي ))
ثم تحدث الدكتور عبد الله عنقاوي مشاركة منه في الاحتفاء بالضيف، فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
- يسعدني سعادة كبيرة جداً أن أرى بيننا هنا في هذه الليلة المباركة، الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الأنصاري، زميلي وأخي وصديقي، بعد أن ابتعدت عن جامعة الرياض لثلاث سنوات.
- الحقيقة: عرفت الدكتور عبد الرحمن الأنصاري منذ سنة ألف وثلاثمائة وثلاث وثمانين للهجرة، حينما التحقت بجامعة كامبردج في بريطانيا، في الدفعة التي تلت دفعة الدكتور عبد الرحمن، على الرغم من بياض شاربي وسواد شاربه الآن؛ وقد عرفته عندما ذهبت إلى مدينة ليدز والتقيت به، هناك قابلته في رحاب الجامعة، كنت أبحث عن زميل آخر.. وهو الدكتور محمد الشعفي، لأستفسر منه عن بعض أشياء تتعلق بالاختصاص، فإذا بي أقابل الدكتور عبد الرحمن، فأحتفى بي حفاوة، وأشعرني بأنني في بيتي؛ وكانت تلك المرة الأولى التي أقابله فيها.
- وبعد عودتي إلى المملكة، التحقت بالجامعة كعضو هيئة التدريس، - وقد سبقني بسنتين أو ثلاث - ولمست فيه خلال عشرين سنة قضيتها في الجامعة زميلاً عزيزاً وفيَّاً صادقاً صدوقاً، عالماً جليلاً؛ عملت معه في قسم التاريخ - في البداية - وكان في ذلك الوقت يسعى لتأسيس فرع للآثار في القسم.. ونجح في ذلك؛ ثم تطور هذا الفرع إلى قسم للآثار في كلية الآداب، وكان أول قسم للآثار في المملكة العربية السعودية.
- والحقيقة التي يجب أن تقال وتُعلن: أن الدكتور عبد الرحمن الأنصاري هو رائد الآثار في المملكة، بل رائدها في الجزيرة العربية؛ أقولها بدون حرج هو محب للآثار بل يعشقها، يعشقها عشقاً عجيباً؛ اجتمعت به - أو زاملته كما زامله الأخوة الآخرون - في قرية الفاو، فوجدت مثالاً عجيباً؛ كان يتحرك بطريقة تتخيلها وكأنه يعيش في قصر، بينما كان يعيش في صحراء رملية منقطعة، وكان يعيش في أحوال كثيرة على التقشف الحقيقي، حتى أني لمته في ليلة من الليالي، لأنه كان يقدم لنا في العشاء بعض الخبز "المفتوت" والممزوج بالبصل والسكر، ولا أدري كيف كان يأكل ذلك ويتلذذ بأكله؟ وينهض الساعة السادسة صباحاً، ويجوب المنطقة على رجليه.
- الحقيقة: أنه مثال لعالم الآثار الَّذي نراه ونسمع عنه، ولا نشعر - أو نحس - أنه بيننا؛ ولديه القدرة على أن يعكس هذا الحماس على من حوله؛ نحن في مجال التاريخ وليس في الآثار، ولكن نتحسس معه ونجوب معه المنطقة بكل حماس، كذلك طلابه كانوا يقومون بالحفر بأنفسهم، وكانوا يتحمسون حماساً عجيباً فبينما أعرف أكثرهم في منازلهم.. يمكن لا يحملون كأساً من الماء لأنفسهم، وينحني على الأرض ويحفر بيديه بطريقة عجيبة، بحماس منقطع؛ فهذه قدرة عجيبة جداً للدكتور عبد الرحمن، يستطيع بها أن يعكس حماسه على الآخرين، الَّذين يتعاونون - أو يعملون - معه.
- ولقد سمعتم الكثير عن إنجازاته، لكن الَّذي أود أن أقوله، هو: أن الدكتور عبد الرحمن الأنصاري - دون رياء أو نفاق - فأنا في جامعة عبد العزيز وهو في جامعة الملك سعود، لكني أشهد له - الحقيقة - شهادة مخلصة، بأنه مثال شرف للعالم الجليل، الدؤوب على العمل؛ وأرجو وأتعشم أن يوجد بيننا الكثير من هذا النوع، ولو وجد سيكون ذلك خيراً كبيراً جداً للوطن وللأمة؛ وشكراً.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :812  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالله بلخير

[شاعر الأصالة.. والملاحم العربية والإسلامية: 1995]

ترجمة حياة محمد حسن فقي

[السنوات الأولى: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج