شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور هاشم عبده هاشم))
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، ماذا أستطيع أن أقول بعد كل الذي سمعت من أساتذتي وإخواني وزملائي الأجلاء، أياً كانت قدرتي على الحديث فإنها لا يمكن أن تكون أبلغ مما سمعت وما أعطيت في هذا المساء وليعذرني الجميع فأنا في ظل هذه الحفاوة وفي ظل هذا الحب وفي ظل هذا التكريم الذي لا أجد نفسي أهلاً له لم أعد أستطيع أن أعبر عن الكثير مما كنت أريد أن أتحدث عنه لقد أغنيتم هذا الحفل بالكثير مما يفوق ما أستحق كثيراً.. هذا الوفاء الذي عهدناه من صاحب الاثنينية وعلى مدى خمسة وعشرين عاماً أصبح جزءاً من هوية إنسان هذا البلد الوفي الصادق المعطاء الخيِّر الذي يمنح غيره الكثير من الحب ويعلمنا الوفاء بكل أشكاله وألوانه ومستوياته الأستاذ عبد المقصود حين يكرمني هذا المساء فإنما يكرم أساتذتي وإخواني وزملائي الذين ساعدوني على أن أبلغ هذه المكانة من الحب لديهم وعندما أسمع هذا الكلام وإنما في الواقع أسمع ثناء على أساتذتي الأجلاء الذين مكنوني من أن أقدم لبلدي ولأهلي ولإخواني شيئاً يسيراً مما أعطاني الله إياه، اسمحوا لي بأن أعود بذاكرتي إلى البدايات وأن أذكر فقط في هذه الليلة أولئك الرجال الذين كان لهم الفضل علي، منذ مراحل صباي وحتى هذه اللحظة أتذكر الأستاذ الشيخ محمد عقيل بن أحمد أستاذ اللغة العربية والعلوم الدينية في مدرستي المتوسطة الذي مكنني من تعلم اللغة كما أذكر أستاذي الجليل المؤرخ محمد العقيلي وكذلك أستاذي الشاعر محمد بن علي السنوسي، هؤلاء الرجال هم الذين وضعوا بذرتهم الأولى ودفعوني إلى حيث أصبحت الآن والحمد لله. ولا أنسى المرحلة التالية التي جئت فيها إلى هذه المدينة وكلي طموح في أن أشق طريقي بين أساتذة كبار وكان رائدي هو أن أتعلم الحرف، أن أستفيد من هؤلاء الرجال الأكابر فوجدت الكثير منهم ممن أخذ بيدي ولعلي أتذكر شيخنا الكبير الأستاذ أحمد السباعي رحمه الله الذي فتح لي أبواب صحيفة قريش، وكان يحفل كثيراً بما أكتب ليس فقط بنشر هذه البدايات المتواضعة وإنما بمنحي أول مكافأة بلغت خمسين ريالاً في ذلك التاريخ، هذه المكافأة لإنسان مبتدئ كانت بمثابة الشحنة الأولى وإلا فقد كان طموحي أن أقرأ ما كتبت وقد تجاوز هذا الطموح إلى الحد الذي جعلني ألتحق بالعمل في صحيفة الرائد التي أصدرها الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين وقد وجدت لديه الكثير من الدعم والتشجيع، وقد مكنني أستاذي الكبير عبد العزيز فرشوطي الذي يقف أمامكم الآن والذي يبدو صغيراً في السن ولكنه يكبرني كثيراً مكنني من تعلم مبادئ العمل الصحفي جزاه الله خيراً وفتح أمامي آفاقاً واسعة مكنتني من أن أخطو خطوات إضافية أخرى. قد أنسى كثيرين من أصحاب الفضل فليعذروني فالذاكرة فيما يبدو لا تستوعب الكثير من الوقائع ولاسيما وأنا في حالة نشوة وامتنان وشعور بالفضل، عندما ذهبت في مرحلة أخرى إلى جريدة المدينة، وجدت أناساً آخرين تعلمت منهم الكثير، وفي مقدمة هؤلاء الرجال الأفذاذ أستاذي الكبير محمد صلاح الدين الذي يعتبر مدرسة صحفية كبيرة وهو لم يعطَ حقه حتى الآن، علمنا الكثير هاشم عبده هاشم، أحمد محمود، سباعي عثمان، علي حسون.. وآخرين في تلك المرحلة، وبدأنا نعرف كيف نكتب وكيف نقرأ أولاً لكي نكتب كان يحثنا على أن نقرأ أولاً لكي نكتب بصورة ملائمة. وعندما تركت المدينة إلى مجلة الرياضي وجدت ذلك القلب الكبير الشيخ عبد الله المنيعي الله يرحمه وكان حفياً بي دائماً وفتح لي أبواب مجلته ومضيت معه إلى أن انتقلت بعد ذلك إلى مجلة إقرأ فوجدت في أخي سعادة الدكتور عبد الله المناع معيناً آخر دفع بي خطوات أخرى ولما ذهبت إلى جريدة البلاد وكان لدي شعور مسبق، بأن الانتساب إلى هذه الصحيفة يشكل بداية لعمل محكوم بمفاهيم غير مهنية، لكنني أقدمت على هذه الخطوة واكتشفت أن كل ما قيل ويقال عن أستاذ الصحافة الشيخ عبد المجيد شبكشي لم يكن صحيحاً بدليل أن جريدة البلاد التي بدأناها كشباب في ذلك الوقت كانت توزع خمسة آلاف نسخة فتح أمامنا الرجل كل الأبواب وأعطانا كل الدعم والتشجيع ولم يقف أمام كثير من طموحاتنا ومغامراتنا الصحفية وارتفع توزيع البلاد بفضل دعمه وتشجيعه وأبوَّته إلى أربعين ألف نسخة خلال فترة قصيرة، هذا الرجل جزء من تاريخ كبير، ظلم كثيراً ولم يعطَ حقه أيضاً في ليلة من ليالي العمل في جريدة البلاد، وكنت أقوم بعمل نائب رئيس التحرير واتصل بي صاحب المعالي الدكتور محمد عبده يماني وهو صاحب فضل مبكر علي سأذكره بعد قليل وكان ذلك هو بداية تعلقي بأستاذي ومربي حين كان مديراً لجامعة الملك عبد العزيز وكان أكبر داعم لي ولأخي وزميلي الدكتور عبد العزيز النهاري ولذلك القصة سأذكرها اتصل بي معاليه وكلفني بأن أنتقل في تلك الليلة إلى عكاظ. وعندها ذهبت لألتقي به واستمع إلى توجيهات الأب والموجه والإنسان والوزير في آن، وكانت المهمة بالنسبة إلي كبيرة إلا أنه وفر لي كل أسباب الدعم والتشجيع ودفع بي دفعة كبيرة لأخوض تجربة عكاظ بفضله ودعمه وتشجيعه ومتابعته الدائمة لي وحمايته للكثير من الأخطار التي خاضتها عكاظ ولكن تحت مظلة الأستاذ الإنسان الوزير الذي لم يترك هذا الذي دخل هذا المعترك وحيداً وبذلك تحقق لعكاظ في عهده أكثر خطواتها وانطلاقاته التي لعلكم تتذكرونها والتي كانت سبباً في انطلاقتها، عكاظ بالنسبة إلي تُشكِّل ثلاث مراحل، مرحلة البدايات، وهي مرحلة إعادة صياغة التوجه والسياسة، بحيث أصبحت صحيفة محلية تتفاعل مع الحدث مع الداخل بعد أن كان لها توجهها السياسي والفكري. المرحلة الثانية كانت تكريس التوجه نحو الهوية الوطنية ولكن عبر إقامة جسور من الثقة مع المسؤولين لأن الصحيفة الناجحة هي التي تعتمد على مصادر الحدث ولكي تعتمد هذه الصحيفة في قفزاتها وخطواتها على مصادر كان لا بد من أن ترتقي بهذه المصادر وأحمد الله بأن هذا الأساس قد وضع في وقت مبكر وبالتالي استطاعت عكاظ أن تصبح مصدراً للخبر وللمعلومة وبالتالي كسبت هذا العدد الكبير من القراء وجاءت المرحلة الثالثة وهي الاهتمام بالقارئ وكان لا بد في هذه المرحلة من أن تتعاطى مع قضايا وهموم الإنسان في مجالات حياته المختلفة الاقتصادية والرياضية والاجتماعية وحتى السياسية منها، هنا بدأ النجاح الحقيقي وهو كيف تصنع صحيفة قوية تجمع بين مسؤول وقارئ، هنا كان التحدث وهنا مصدر قوة عكاظ هو القدرة على أن تستفيد من مصادر الحدث من رأي المسؤول وأن تتبنى رأي القارئ المواطن الذي يتطلع في اليوم الثاني إلى القراءة والاطلاع على ما يدور في ذهنه ويهمه بصورة أو بأخرى، كما قلت لكم إن قصتي مع معالي الدكتور محمد عبده يماني، وليعذرني إذا تحدثت عن هذه القصة حين كنت وأخي الدكتور النهاري طالبين في جامعة الملك عبد العزيز وكنت في زيارة له في مكتبه، علمت بأنه وأسرة الجامعة على موعد لزيارة جلالة الملك فيصل وتوسلت إليه أن أرافقه وبذل جهداً في إقناعي فأنا طالب ولست عضو هيئة التدريس ومع ذلك وحباً منه وثقة وتشجيعاً أذن لي ولأخي الدكتور عبد العزيز وكنا طالبين بأن نرافقهم إلى هذا اللقاء وفي اللقاء سمعنا الكثير من القضايا والموضوعات المثارة بين ملك وأعضاء هيئة تدريس وهنا تحركت الحاسة الصحفية لم أستطع أن أسكت على هذا الذي سمعت ورأيت، كان في ذلك الوقت معالي الشيخ حسن آل الشيخ هو وزير التعليم العالي فتحدث مع معالي الدكتور وأستأذنته في أن ننشر هذا الذي سمعناه وهو بالغ الأهمية. فما كان منه إلا أن شجعنا أنا وزميلي الدكتور النهاري على أن نمضي في كتابة كل ما سمعناه على أن نستأذن معالي الشيخ حسن آل الشيخ وتفضل أيضاً بالحديث مع معالي الوزير ووافق على مضض على أن أتحمل المسؤولية المترتبة على النشر وكان ما كان ولا داعي للتفاصيل بعد ذلك. هؤلاء الرجال الذين أعطوني أكثر مما أستحق ودفعوا بي إلى حيث أصبحت لا أستطيع في هذه الأمسية أن أفيهم بعض ما يستحقون هم وآخرون قد لا أتذكرهم الآن، لكني لا أملك إزاء هذا إلا أن أشكر لهم فضلهم علي، وهو فضل لن أنساه مدى حياتي ويشاركني في هذا أبنائي أيمن وعبد العزيز وعبد الرحمن الموجودون معي الآن، أيمن الموظف في أرامكو وعبد العزيز في البنك العربي، وعبد الرحمن السنة النهائية من دار الفكر، وآخرون ليسوا موجودين المعتز دكتوراً في كنداً وسماهر طبيبة في جامعة الملك عبد العزيز على وشك التخرج بعد سنة من الآن إن شاء الله. هؤلاء هم حصيلة هذا الدعم والتشجيع الذي وجدته من هؤلاء الرجال الأفاضل الذين مكنوني من أن أقف الليلة أمامكم وأن أمثل شاكراً أفضالكم وفي الوقت نفسه معترفاً لهم بكل جميل، وهو الاعتراف الذي أتاحه لي أخي وصديقي الأستاذ عبد المقصود خوجه، وفي الوقت نفسه فإنني لا بد من أن أشكر كل من تحدث هذا المساء بداية بمعالي الدكتور رضا عبيد أستاذي الذي علمني الكثير أثناء عملي معه في جامعة الملك عبد العزيز ثم أثناء زمالتي له في عضوية مجلس الشورى، تعلمت الكثير منه في الأدب في القيم وفي التعامل الحسن وفي احترام الآخرين وأستاذي الجليل الدكتور أسامة شبكشي وإن كان يصغرني كثيراً إلا أنه يكبرني بأفضاله فقد كان له الكثير من الفضل بحكم أخوته الدائمة لي، أشكر أخي وزميلي الغالي عبد الله الجفري، فقد كنت أتابعه شاباً صغيراً وكاتباً في صفحة الشباب والطلاب أيام كان الأستاذ عبد الرزاق بليلة، وكنت أتابع أيضاً طلاباً آخرين ومنهم معالي الدكتور محمد عبده يماني وأبو الشيماء ومحمد سعيد الخالدي وعبد اللطيف الميمني وكانوا بالنسبة إلي مصدر طموح أن أصل إلى ما وصلوا إليه وأن أصبح كاتباً مثلهم في يوم من الأيام، لكن اللذين شحناني بحرارة العمل والكتابة هما اثنان السيد أحمد عبيد بما كان يكتبه في جريدة الندوة تحت عنوان: صوت من الشعب هذا العمود الناري الذي علمنا كيف نشعر بما حولنا كان بداية الإحساس لدي بقيمة الكلمة وحرارتها وكذلك الأستاذ عبد الله عريف في عموده اليومي ((همسة)) رحمهما الله وأسكنهما الجنة، وزاد في أفضال الأحياء منكم وأفضال الإخوة الذين تحدثوا زميلي الأستاذ حمد القاضي والسيدة الفاضلة ليلى عوض وأستاذي الجليل ومعلمي في كيف تكتب الصحافة الحية عبد الله خياط، وأخي وصديقي محمد الفايدي وأقول له بأننا لم نختلف، لقد كنت أحترم فيه صدقه ونبله وحرارة إيمانه بما يكتب كما أشكر أخي وصديقي الأستاذ أحمد فتيحي على ما أكرمني به هذا المساء وما أستطيع أن أقوله هو جزاكم الله كل الخير ولا أنسى أخي عبد العزيز النجيمي وأخي عبد الله السقاف وابني كمال عبد القادر، إخواني.. كما قلت لكم في البداية لن أستطيع أن أقول شيئاً ذا بال أمام أساتذة أجلاء أمام مشاعر فياضة أمام أحاسيس جعلتني عاجزاً عن أن أعبر لكم عن الشكر والامتنان.
زادكم الله خيراً والسلام عليكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :616  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 84 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.