الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

((كلمة سعادة الدكتور عباس رحيله))

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين. الفاضل أولاً: صاحب الاثنينية. السادة الحضور..

سأقول إذاً كلمة مقتضبة عن المحتفى به الدكتور أحمد شوقي بنبين، أولاً أشير إلى أن اسمه هذا يبدو غريباً، الأصل في ذلك أنه لما ولد أحمد شوقي الذي أطلق عليه اسمه أحمد شوقي هو شاعر الحمراء محمد بن إبراهيم هو الذي اقترح على والده أن يطلق على هذا المولود الجديد اسم أحمد شوقي خصوصاً أن أحمد شوقي في تلك الآونة عقدت له إمارة الشعر كما عقد لهذا الشاعر إمارة الشعر أيضاً بمدينة مراكش في هذه الآونة، أما بنبين فالأصل فيها أنها مرتبطة بكتاب ظهر سنة 1952 لطه حسين عنوان بين بين، والكتاب طبع حوالى 12 مرة، فقد أهدى هذا الشاعر ابن إبراهيم هذا الكتاب إلى والد المحتفى به، وكانت تلك الآونة ولأول مرة في المغرب تتم عملية التسجيل في الحالة المدنية، فأصل بنبين هذه هي هذا الكتاب بين بين.

أريد أن أقول كلمة أخرى باقتضاب شديد هو شأن غالبية جيل الاستقلال في المغرب ونحن أخذنا الاستقلال عام 1956م، كان أحمد شوقي من هذا الجيل الحاصل على البكالوريا سنة 1967م وقد تلقى تعليمه في مدينة فاس التي فتحت آنذاك المدارس العليا الأولى في المغرب، على أن حظي وشاءت عناية الله تعالى أن يكون أول مغربي يذهب في منحة ويبتعث في باريس في ذلك الأوان. وأن يحصل على أول شهادة في علم المكتبات في تلك المرحلة. واستمر الأمر على ما هو عليه إلى أن حصل على الدكتوراه وكانت في موضوع الخزائن بالمغرب، والجدير بالإشارة في هذا المجال لم تكتفِ فقط بصرد وبرصد الكتب في بلاد المغرب بل حاول أن يتتبع في تلك الفترة الحركة العلمية ببلاد المغرب وهذا الجانب مما يتميز به هذا العمل، وذكر مسألة التصوف، وأشير فقط إلى أن بحثه للسنة الرابعة آنذاك سنة التخرج، كان موضوع الرسالة التي قدمها تتعلق بالمصطلح الصوفي في تائية ابن الفارض، وكان آنذاك متأثراً بماسينيون بشكل خاص ومن هذه الآونة بمدينة فاس ارتبطت علاقته بحركة الاستشراق. على كل حال بشكل عام، أحمد شوقي بنبين هذا يمكن أن أرى أن تخصصه في علم الكتاب وفي علم المخطوط، وهو أشاع هذه الأفكار في كثير من كليات الآداب في المغرب فأدخل ما يسمى هذا العلم الحديث الذي هو الكودوكولوجيا الذي هو بحث ودراسة للمخطوط باعتباره وثيقة ينبغي فحصها بدقة علمية متناهية، قد أشاع هذه الأفكار وخصوصاً من خلال محاضراته ومناقشته لكثير من الرسائل، كان يثير الكثير من القضايا في هذه المجالس وتميز بشيء أشير إليه باقتضاب، هو أنه كانت له جرأة كبيرة في طرح كثير من هذه القضايا المتعلقة بالمخطوطات بشكل عام، يبدو أنني أطلت أكتفي على كل حال بهذا القدر ولكن أشير في كلمة أخيرة أن أول معجم كتب باللغة العربية حول المخطوط العربي كتبه ((بنبين)).

شكراً يا دكتور.

عريف الحفل: إذا كان لم يتأتَّ لنا أن نستمع إلى أحمد شوقي شعراً فسنصغي إلى ضيفنا الكريم يسبق ذلك كلمات الترحاب ونصغي إليه ليتحدث إلينا نثراً.