شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور يوسف العارف))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إذا كان عبد المحسن القحطاني بحسب سيرته الذاتية أزهري التخرج في درجة الدكتوراه فإن هذا يعني تراثيته المتجذرة في عمق الدين فتاريخ الأزهر الجامع والجامعة معروف للجميع.. ومن يتصفح ماضي المحتفى به التعليمي سيجد أنه تراثي التمدرس حيث المعاهد العلمية التي تشرب فيها علوم العربية والدينية واللغوية في المرحلة الثانوية وحيث جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي احتوته سنوات الدراسة الجامعية وصقلت ذهنيته الأدبية واللغوية.. من هنا أستطيع القول إن المحتفى به تراثي عميق الجذور في تراثيته الأدبية لذلك نجد هذه الصبغة تسم طروحاته ومنهجه النقدي لكنه أضاف إليها أبعاداً حداثية أو حداثوية مما تضفيه المدرسة الحديثة المعاصرة انفتح عليها وتعالق معها فأفاد منها واصطبغت بعض طروحاته الحديثة بشيء كثير من تلك المعطيات النقدية.
ولعلّ الكتاب الذي أتداخل معه اليوم يوضح لنا شيئاً من هذه الآراء.. الكتاب الذي أخضعه للدرس والتحليل هو أحدث كتب المحتفى به بعنوان شعراء جيل ـ سرحان ـ عرب ـ مدني الطبعة الأولى عام 1427هـ وهو تجميع لدراسات وبحوث في أصلها محاضرات أو أوراق عمل تقدم بها للمنتديات أو الملتقيات الأدبية وشارك بها في تلك المناسبات، لعل أول ملمح نقدي نلاحظه هو ما أسماه دراسة الأنموذج ويعني به التفاعل مع النص المختار للدراسة كأنموذج يمكن أن يوصله إلى نتائج متكاملة فكل إنجازات الشاعر المختار لقراءة نصوصه وهو بذلك يؤصل لهذه الطريقة النقدية القرائية ويحتفي بها، فعندما أخضع حسين سرحان أو حسين عرب أو عبيد مدني للدرس النقدي فإنه اختار نماذج من شعرهم تمثل أطيافاً من إنتاجهم وتتلمس عنصراً قد يسيطر على النص المختار وهو بهذه الصيغة النقدية لا يصل إلى أحكام قطعية أو نهائية وإنما يفتح الباب للقراء والنقاد من بعده ليجدوا لهم مداخل قرائية تثري النص وتحاوره وبشكل ومنظور جديد، أما الملمح الثاني الذي نلمحه في هذه الدراسة فهو الاحتفاء المبهج بالعناوين عناوين الدواوين عناوين القصائد كعتبات نصية تثري النص المقروء وتغذيه بكثير من الفضاءات التأويلية، وهو إذ يختار العناوين أو يحاورها فيتماهى معها نقدياً من خلال الثنائيات المحكية الغائبة وموقعها من النص منه أو خارجة عنه على اعتبار أن العناوين هي آخر المكتوب وأول المقروء، ولعلّي أهمس في أذن أخي المحتفى به أن موضوع العناوين يمكن أن يشكل درساً نقدياً فاعلاً لو تم استثماره كعتبة نصية تتغلغل في نسيج القصيد، أما الملمح الثالث والأخير والذي أقف عليه في هذه العجالة فهو الاحتفاء باللغة الشعرية وتوهجاتها في النصوص التي أخضعها للدرس النقدي ذلك أن لغة الشعر عند كل الشعراء الذين درسهم المحتفى به في هذا الكتاب توحي بمعجمية شعرية واسعة وقاموس شعري له خصوصية عند كل شاعر، فحسين سرحان مثلاً حريص على لغة لا يشوبها ابتذال والجملة الشعرية عنده غير متكررة أما حسين عرب رحمه الله فقد جعلها لغة متجددة لغة لحظية في تركيبها موغلة في أصالتها، أما عند عبيد مدني فإنها لغة ثروة وغنية، ولعلي أفسر هذا الاحتفاء اللغوي الظاهر بالمسألة اللغوية عند عبد المحسن القحطاني عند المحتفى به ومتابعته لها نقدياً كأحد الملامح النقدية التي تميز النص بأن عبد المحسن القحطاني يعيش حالة لغوية تتلبسه ويتلبسها وتأخذ مساحة كبيرة من وجدانه وشخصيته إذ يمكن أن نقرأ المحتفى به من خلال لغته العذبة الصافية الموزونة فهو إذاً لغة وحديثه لغة وتفاعلاته تنضح باللغة، إذا تحدث كان بليغاً وإذا ارتجل تجد اللغة تتراقص في ذهنه وعقله فيختار منها ما لذ وطاب للسامع والقارئ فهو متحدث لا يخطئ ولا يبطئ وتنطبق عليه كل الأوصاف التي أصبغها على الشعراء الذين احتفى بهم في كتابه، وأخيراً فإن عبد المحسن القحطاني وإن كان تراثياً في مدرسته النقدية، متواصل مع الفضاء المعرفي النقدي المتجدد يتحاور ويتفاعل مع كل المناهج النقدية ويستولي عليها ولا تستولي عليه، ولا سيما تواصله مع التحليل النصي والدرس الأسلوبي والدرس الإحصائي حيث يوظف ذلك كله في دراسته النقدية وخصوصاً الحديثة منها، ولعل دراسته لشعر عبيد مدني رحمه الله دليل واضح على ما أقول، حاولت أن أتحدث عن كتابه لا عن شخصه فشكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله..
عريف الحفل: نختتم هذه الكلمات بكلمة للطالب الأخ مصطفى تقي الله، ولكن رجاءً الأخ مصطفى مثل ما قال معالي الدكتور رضا عبيد، دقيقتين أو ثلاث دقائق فقط، وذلك لضيق الوقت.
أيضاً هناك كلمة أخرى لطالبة ولكن عندما ننقل الميكروفون إلى السيدات إن شاء الله سنعطيها الفرصة..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :526  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 55 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج