((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
|
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد، وعلى آل بيته الكرام الطاهرين. |
الأستاذات الفضليات |
الأساتذة الأكارم |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: |
يسعدني أن أتقدم إليكم في مستهل الفصل الثاني من برنامجنا بخالص التهاني والتبريكات بمناسبتي عيد الأضحى المبارك، والعام الهجري الجديد، أعادهما الله عليكم وأنتم ومن تحبون رافلون في كل خير وسعد.. وعلى الأمة الإسلامية بالخير والأمن والرخاء والسلام الذي ننشده في ربوع العالم كافة. |
ويطيب لي أن أرحب باسمكم جميعاً بضيفنا الكريم الأستاذ الدكتور عبد المحسن فراج القحطاني الذي أتاح لنا هذه الأمسية الوقوف معه على محطات مهمة في مشواره العلمي والعملي من خلال تكريمه والإسهام في توثيق مسيرته. |
وأحسبها مناسبة طيبة أن نبدأ من حيث انتهى ضيفنا الكريم في سلم عطائه، فنقدم التهنئة له ولنا على انتخابه رئيساً لمجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي في جدة، ليكون بإذن الله خير خلف لخير سلف، ويسعدني أن أغتنم هذه السانحة لأزجي خالص الشكر والتقدير لأستاذنا الكبير عبد الفتاح أبو مدين على ما قدم من جهود مخلصة زهاء ربع قرن ليصل بالنادي إلى ما وصل إليه من مكانة رائدة بين رصفائه على امتداد المملكة، بالإضافة إلى ما أرساه من سمعة طيبة على الصعيدين الإقليمي والعربي، راجياً الله العلي القدير أن يمتعه بالصحة والعافية، ويوفقه لمزيد من العطاء. في الحقيقة آن لي بعد أن قدمت الترحيب وقدمت التهنئة بمناسبة العام الجديد وقبله عيد الأضحى المبارك أن أرجو الرحمة والغفران لفقيدنا الشيخ محمد علي الخزندار الذي فقدناه في الأسبوع المنصرم والذي كان أحد من شرفت الاثنينية بتكريمهم، رجل معطاء توفي على ما يقرب من المائة عام وهو من مواليد 1330هـ قدم لبلده الشيء الكثير وكان يحسب على فئة الأدباء والمثقفين وفقدنا به رجلاً من آخر الرجالات الكبار قامة وقيمة فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده برحمته ورضوانه ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا جميعاً وأهله الصبر والسلوان وأن يتغمده برحمته وله علينا أن نقرأ الفاتحة: |
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ . إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ . اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (الفاتحة: 1 ـ 7). صدق الله العظيم. |
جزاكم الله خيراً.. |
مرر أستاذنا القحطاني إلي أيضاً اسم الأستاذ الدكتور أحمد النعمي، الذي فقدناه، لم أعرف من قبل إلى الآن، البارحة، فأسأل الله أن يتغمده برحمته وجزيل كرمه ورضوانه. |
عوداً على بدء، فإن ضيفنا الكريم ركب متن النقد وهو ما أسميه (المركب الخشن) فمحضه الحب درساً وتدريساً وتأليفاً.. واشتملت كتبه المنشورة على جوانب من علم النقد الذي يراه البعض ظلاً للإبداع، أو منارة ومهداً لانتشاره بين المثقفين، وفي كل الأحوال يظل النقد بمدارسه المختلفة إرثاً أدبياً نعتز به منذ عهد أسواق عكاظ وذي المجنة وغيرها بالإضافة إلى منتديات الخلفاء والأمراء والقادة في العهدين الأموي والعباسي، وما وصلنا من تراث عبَّد الطريق لنهضة أدبية استطاعت أن تفرض نفسها وتنشر شذى عطائها بناء على إفرازات مدارس النقد المختلفة.. ومما لا شك فيه أن النقد والنقاد، مهما اختلفت حولهم الآراء، يشكلون الإضاءة الكاشفة التي تعين المتلقي على فهم النص وتشريحه والاستمتاع بأبعاده المختلفة التي قد لا تظهر للقارئ العادي من أول وهلة، كما أن نشر بعض المقالات عن المنجز الإبداعي تسلط الضوء على مدى أهميته وتأثيره في الساحة الثقافية، إذ بدون بوابة النقد فإن كثيراً من الأعمال الإبداعية سوف تظل ضمن إطار دائرة ضيقة من المهتمين، غير أن نقدها على الملأ (ولا يعني ذلك النقد السلبي) بل النقد بما يشمله من معايير موضوعية تنظر بعين الحياد للنص، شعراً أو نثراً، وتقدمه للقارئ من وجهة نظر الناقد، ثم يبقى بعد ذلك في ميزان القبول أو الرفض لدى المتلقي الذي تتاح له فرصة الحصول على النص الأصلي ومواكبة البحث إذا كان من المهتمين المولعين بهذا الشأن. |
ويلاحظ أن ضيفنا الكبير من المقلين في النشر، ولعل ذلك يعود إلى المسؤوليات الإدارية التي اضطلع بها أثناء مسيرته الأكاديمية، فصرفته عن تناول محبوبيه البحث والنقد إلى أمور أخرى أقحمت نفسها على قائمة اهتماماته واستحوذت بالتالي على جلَّ وقته.. من ناحية أخرى، فإن عدم استسهال ضيفنا الكريم لما يتناوله من بحوث جعل مهمته صعبة إلى حد ما.. فعند النظر في كتابه القيم (منصور بن إسماعيل الفقيه ـ حياته وشعره) أجدني أتفق تماماً مع ما سطره الأستاذ الدكتور حسن جاد، عميد كلية اللغة العربية السابق في جامعة الأزهر، من أن ضيفنا الكريم (لا يرضى بما يرضى به غيره من الأخذ بأيسر الأمور، لكنه يحمل نفسه دائماً على كل شاق مستهيناً بالصعاب، مقتحماً العقبات).. وبطبيعة الحال من كان هذا شأنه فإنه سيصرف من الوقت والجهد لإنجاز عمل واحد أضعاف ما يحتاجه غيره للدفع بعشرات المطبوعات إلى دور النشر، ولكن الفرق يكمن في القيمة المضافة لكل من أعماله، والجهد المكثف الذي يخرج بنوادر الدرر من بين ركام التراث. |
وفي هذا السياق، فإن المتأمل في مؤلف ضيفنا الكريم الموسوم (شعراء جيل ـ سرحان ـ عرب ـ مدني) وهو آخر مؤلفاته إذ صدر عام 1427هـ 2006م، يستطيع أن يدرك العناء الذي يتكبده في تأليف كتاب واحد، فقد اعتمد في هذا الكتاب الذي يقع في مائتين وأربع عشرة صفحة من القطع المتوسط، على ستة وعشرين مرجعاً أساسياً، أما الإحالات فأمرها عجب، إذ أحال القارئ في القسم الخاص بحسين سرحان إلى سبع وستين إحالة مرجعية.. وفي القسم الخاص بحسين عرب نجد ستًّا وخمسين إحالة مرجعية، وفيما يتعلق بالقسم الخاص بالسيد عبيد مدني فتصل إلى تسع وستين إحالة مرجعية.. وأعتقد أن السبب الثاني الذي جعل ضيفنا مقلاً في النشر والتأليف يكمن في الدقة المتناهية التي يأخذها أبداً مأخذ الناقد والأكاديمي المرموق الجاد. |
وأخيراً لا بد من الإشارة إلى ملكة غير تقليدية يمتاز بها ضيفنا الكريم، فهو يمتلك حساً عالياً في جذب المتلقي عندما يتحدث في أمر ما، إذ إنه في البداية يمتلك مدخلاً رحباً لناصية البيان، ثم يتحكم تماماً في آلية المخاطبة، وعندما أسمعه كثيراً أتمنى ألا يصمت، لأنه يعود بالمتلقي في لحظات خاطفة إلى مقاعد الدرس، وبهاء المحاضرات، ودهشة تلقي العلم على يدي أستاذ قدير، يعرف قدر الكلمة، وطريقة إدارتها بينه وبين الطرف الآخر، فتصل رسالته ناصعة دون غموض، بلا إطناب ممل أو اختصار مخل.. فهنيئاً له هذه الخصلة الحميدة، والملكة الجميلة المحببة لدى كثير من الناس.. وبطبيعة الحال لا ننسى الدور التربوي الذي يقوم به في واحدة من أعرق جامعاتنا، ومواصلة جهوده الأكاديمية في الإشراف على أعداد كبيرة من رسائل الماجستير والدكتوراه. |
ما أسعدنا أن نرى لهذا المنتدى رجالاً ورواداً محضوه الحب، وأولوه الكثير من عنايتهم ورعايتهم ووقتهم، وضيفنا الكريم من هؤلاء الأفاضل الذين منحوا ((الاثنينية)) نبل مشاعرهم ولطف تواصلهم، ولم يبخلوا عليها بآرائهم السديدة وكل ما من شأنه أن يسهم في تطورها واستمراريتها، فإن كان من كلمة شكر نزجيها له فإنها نابعة منكم وإليكم، نشد على يديه عرفاناً بكل ما قدم من مشاركات وإسهامات تذكر فتشكر، فقد كان وسيظل بإذن الله صوته الهادئ النبرات دوماً أنشودة محبة في هذا المنتدى الذي يشرف به وبكم، فأنتم من تزرعون وتتعهدون شجرته التي أسأل الله أن تكون ثابتة الأصل وفرعها في السماء، وأن تكون من الغراس الذي ينفع الناس ويمكث في الأرض ولا يذهب جفاء. |
أطيب أمنياتي لكم بأمسية ماتعة مع ضيفنا الكريم، وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم مع الدكتور أحمد شوقي بنبين، مدير الخزانة الملكية (الحسنية) في القصر الملكي بالرباط، والذي سيأتي من المغرب الشقيق خصيصاً لنسعد بالاحتفاء به ضمن رابطة التوأمة التي تجمع ((الاثنينية)) و((النادي الجراري)).. التي باركها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وسعادته من كبار مثقفي المملكة المغربية، ومن تواضعه يصنف نفسه (باحثاً) مع مؤلفاته العديدة التي تزيد على عشرة كتب معظمها عن المخطوطات، فهو من الأعلام الروّاد في هذا الجانب التراثي المهم.. راجياً أن نلتف حوله جميعاً لتكريمه بما يستحق، وأنتم بخير. |
والسلام عليكم ورحمة الله. |
عريف الحفل: يسرني الآن أن أنقل لاقط الصوت إلى معالي الأستاذ رضا عبيد راعي هذه الاثنينية.. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: آسف قبل ذلك فليسمح لي معالي الدكتور رضا عبيد أن أقدم ما وصلنا اليوم وهو المجموعة الكاملة للشاعر الخالد الكبير اسماً الأستاذ أحمد قنديل في مجموعته الكاملة من سبعة أجزاء وفي هذه المجموعة وجدنا عناءً كبيراً ليس في ما نشر ولكن لأن الأستاذ القنديل كان قد نشر الكثير تحت أسماء مستعارة ولم يستعمل اسماً واحداً وقد لاقينا في ذلك عناءً كبيراً كما أننا في هذه المجموعة نشرنا شيئاً ليس بالقليل ولا أقول الكثير مما لم ينشر وربما كاد ينسى ويعتبر من المنتهي. |
فإن شاء الله سيوزع كالعادة وأعتبر ما وصلنا إليه في الحقيقة إرثاً ينفع الأمة وينفع به أصحاب الاختصاص ويعينهم في مسيرتهم التي ينشدونها كما أتقدم إليكم بحمد من الله وشكر بما قدمته الاثنينية في عامها القادم مطبوعاً في جزءين وإن شاء الله سيوزع كالمعتاد ولكم الشكر والتقدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. |
|