شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الأستاذة نازك الإمام))
سؤال من الأستاذة سارة مبارك تقول:
لماذا لا تشارك في كتابة تراث أوبريت الجنادرية.
الدكتور وليد القصاب: لو دعينا لفعلنا، وإن كانت كتاباتي المسرحية والمسرحية الشعرية. كتبت في حياتي مسرحيتين فقط تحدث عنها الدكتور عبد القدوس أبو صالح ولا أجد نفسي كثيراً في كتابة المسرحيات والأوبريت ولو طلب منا لحاولت ولكن لم يطلب منا ذلك.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الرزاق الغامدي يقول:
ما يؤرق الكثير هو ركوب موجة العامية والترويج لها وخصوصاً في بعض الفضائيات فما رأي أديبنا في هذا الاتجاه؟
الدكتور وليد القصاب: هذه من الظواهر المحزنة سيادة العامية بدأت تطغى على الفصحى ليس في العاميات فحسب وإنما حتى في بعض الجامعات، فبعض الجامعات تدرس الآن الأدب الشعبي وتدرس فيه بعض اللهجات فهذه في الحقيقة من الأمور المقلقة الآن نحن نقول إن العربية أولاً هي لغة الإسلام ثم هي اللغة الموحدة لهذه الأمة ثم بعد ذلك هي اللغة التي يستطيع من يكتب بها أن يصل صوته إلى أبعد مكان. وأما العاميات فهي لغات عرجاء لا تستطيع أن تنهض بما ينهض به الأدب الأصيل الفصيح. اللغة العربية ليست لغة الأدب الإسلامي فحسب، وإنما هي لغة كل أدب أصيل. الآن للأسف الحداثة التي أشرنا إشارات عابرة إليها تروج للعاميات كثيراً وهنالك في مصر على سبيل المثال من غير أن أسميها هنالك لهجة أهل مصر وتسمى لغة مصر الحديثة وهناك من يقول عن اللغة العربية الفصحى إنها لغة الفاتحين الغزاة ويقصد المسلمين وقائل هذا الكلام هو أديب كبير مشهور لا أريد ذكر اسمه.. ولا نرى بأساً في أن يتحدث الناس في بيوتهم بالعاميات، لكن الأدب الأصيل وأدب الثقافة والإعلام ينبغي أن يكون باللغة العربية الفصحى.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت الأستاذة فوزية السحيمي.
ماذا أضافت لك تجربتك في البرامج التلفزيونية والإذاعية.
الدكتور وليد القصاب: هذا سؤال جيد أنا درست دبلوم في الصحافة فكان عندي خبرة إعلامية لا بأس بها وقد درسنا ذلك من جملة المواد التي درسناها في الصحافة، الكلام الذي يكتب غير الكلام الذي يقال. هناك لغة للحوار ولغة لمخاطبة المشاهد مختلفة كل الاختلاف، وقد درسنا وتعلمنا في الصحافة أن اللغة أنواع هناك لغة للكلام هنالك لغة للكتابة لغة للصحافة هنالك لغة للأطفال هنالك لغة لمخاطبة المشاهدين كل هذه كانت إضافات تعلمنا من خلالها أن اللغة يجب أن توظف بحسب المواقف وبحسب المقامات وقدمت في التلفزيون برامج عن الأدب الإسلامي، قدمت 60 حلقة في تلفزيون الشارقة عن الأدب الإسلامي وفي الإذاعة، في التلفزيون بشكل خاص في تلفزيون الشارقة وفي كل حلقة كنا نعرض قضية من القضايا عن الأدب الإسلامي ومن جملة الأشياء التي اهتممت بها كثيراً تحول الدراما. كان عندنا برنامج اسمه شخصيات وشعراء الفتوحات الإسلامية ثم توقف بعد ذلك . في كل حلقة كنا نتعرض إلى شاعر من شعراء الفتوحات الإسلامية يتحدث عنه بعض الضيوف أولاً ثم نقدم لقطات حوارية درامية للتعبير عن المشهد، الحقيقة الصحافة والإعلام يفتحان أفاقاً واسعة لكن لها مخاطر كثيرة، نحن نحذر أصحاب الأقلام الجادة وخصوصاً من يسترسل كثيراً في الكتابات الإعلامية والصحفية لأنها من المحتمل أن تسطح كتابته وأن تقضي على الجدية التي توجد فيها، فينبغي أن يتعامل الأكاديميون بشكل خاص مع الصحافة والإعلام بشيء غير قليل من الحذر وأن لا يكثروا من ذلك حتى لا يكون ذلك على حساب الجدية التي تتميز بها الدراسات الأكاديمية الجامعية.
عريف الحفل: سؤال من الدكتور محمد عبد الفتاح عطوي أستاذ مساعد في كلية المعلمين يقول:
ألا ترى أن علم النص بمفهومه الغربي قد استوعبه قدماؤنا كالجاحظ وغيره أم أننا في حاجة إليه في دراستنا اللغوية وشكراً؟
الدكتور وليد القصاب: نعم دكتور محمد أنا أتفق معك أن علم النص موجود في تراثنا البلاغي والنقدي وله حضور قوي جداً. لكن علم النص الذي يدرس الآن يدرس بالمفهوم الغربي. ولذلك نرى ما تتحدث عنه البنيوية من سيادة النص والنظر إلى النص على أنه عالم مستقل مغلق ينظر إلى النص على أنه منقطع الصلة بالعالم الخارجي ولذلك على سبيل المثال البنيوية لا تنظر على سبيل المثال إلى ملابسات النص والى ظروف نشأته ومكوناته وأصبحت تتعامل مع النص كنبتة مقطوعة عن كل ما يحيط بها، وهذا يختلف كثيراً عن مفهوم النص في تراثنا العربي، يدرس النص عندنا نعم النص له كينونة وهو بناء فني متكامل ولا يجوز أن يقطع عن صلته بالخارج، ولا سيما عندما يكون هذا النص نصاً سماوياً، عندما يكون نصاً قرآنياً، والنص القرآني لا يفهم إلا بمعرفة الملابسات الخارجية وبمعرفة النزول والنازل والمنزول وما شاكل ذلك. لكن الحداثة تتعامل مع النص من هذا المنطلق وهو توجه خطير لأنه يقطع النص عن بيئته الحضارية ونشأته الفكرية.
الأستاذة نازك الإمام : سؤال من الأستاذة فوزية الحبشي طالبة دراسات عليا في جامعة الملك عبد العزيز تقول:
الإسلام هو الحياة إذاً فالأدب الإسلامي هو ما يتناول كل جوانب الحياة فما الداعي لهذا المصطلح؟
الدكتور وليد القصاب: لا أدري لماذا وما سبب هذه الحساسية التي بدأت تتشكل عند بعضنا من كل ما هو إسلامي! لماذا لا نستعمل مصطلح الأدب الإسلامي إذا كان الآخرون يستعملون مصطلحات لا حصر لها في التعبير عن أدبهم! لماذا رضينا أن يقال الأدب الاشتراكي والأدب الشيوعي والأدب الوجودي وأدب الواقعية الاشتراكية وأدب الحداثة ويعني لماذا رضينا بهذه المصطلحات الكثيرة ولم نرفع عقيرتنا منددين بها أو متحدثين عن محدوديتها، مصطلح الأدب الإسلامي هذا أصبح مصطلحاً ضرورياً لا بد منه بما أشرت إليه من التغريب الذي يحدث الآن في الأدب العربي الحديث. نحن الآن أحوج ما يكون إلى هذا المصطلح لأن أدبنا يتغرب وأدبنا العربي القديم كان مغموساً بروح الإسلام وكان على الرغم من كل ما فيه من شذوذ ونتوءات ومن خروج كان أغلبه صادراً عن التصور الإسلامي، لم يكن هناك تحد للإسلام ولا للفكر الإسلامي. أما الآن في الأدب العربي الحديث والفكر الإسلامي الحديث هناك تحد واضح صريح للأدب الإسلامي، هنالك أدب يقدم لنا وفيه الإلحاد وفيه الزندقة يعني لا يدري أحد عن كتبي في كتب الحداثة، لو أتيح لبعض منكم أن يقرأها فسوف يجد فجوات، هناك مئات النماذج لشعراء مشهورين يشتمون الإله ويشتمون الأنبياء ويتحدثون عن موت الإله وعن صلبه. كلام لا يمكن أن يجرؤ أن يتحدث فيه لساننا وأنا على عكس ما تقولين أرى أن مصطلح الأدب الإسلامي هو أوسع مصطلح يمكن أن يستعمل، تجربة الأدب الإسلامي تجربة واسعة، في الأدب الإسلامي نستطيع أن نتكلم عن أي قضية فكرية تخطر في البال سواء أكانت قضية سياسية أم اجتماعية أم فكرية أم عاطفية، على حين لو رجعنا مثلاً إلى الواقعية الاشتراكية لوجدنا أصحاب هذا الاتجاه لا يتحدثون إلا عن قضايا معينة هي قضايا الصراع الطبقي، لو رجعنا إلى الوجوديين لوجدنا أن الوجوديين لا يتحدثون إلا عن معان معينة في أدبهم فيها السأم والألم والقلق وضياع هوية الإنسان وتغربه في هذا العالم الذي وجد فيه نفسه وحيداً إلى آخر ذلك، ولو نظرنا إلى خطاب الشيوعيين لوجدناه يخاطب فئة من الناس، الرمزيون يخاطبون طبقة الخاصة أو خاصة الخاصة، الكلاسكيون يخاطبون الطبقة الأرستقراطية الرومانسيون يخاطبون الطبقة المتوسطة، البورجوازية أم الأدب الإسلامي فخطابه للناس جميعاً، فخطابه عام لكن ضيقنا بالأدب الإسلامي ناجم عن أمرين:
الأمر الأول: سوء فهم لحقيقة الأدب الإسلامي سواء من كتّابه أو من نقاده هناك من الكتّاب من يظنون أن الأدب الإسلامي هو أدب ينبغي أن يتحدث عن الجهاد وعن فلسطين وعن قضايا عبادية عن هذه الأشياء، ولا يتصورون أدباً إسلامياً إلاّ في ضوء هذه الدائرة، والنقاد أيضاً أحياناً يتعاملون مع هذا الأدب من هذا المنطلق، الأدب الإسلامي أدب واسع وكل قضية من القضايا تصلح أن تتناول في الأدب الإسلامي.
ثانياً: إن ما كتبت في الحقيقة من الشعر ومن القصص ما في مرة من المرات استعملت يعني قضية الإسلام لقد كتبت قصصاً في اتجاهات متعددة وفي قضايا اجتماعية وعاطفية لكن العبرة في التصور الفكري عن القضية التي يتحدث عنها.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ بسام الطرزي.
ما هو ردكم الأدبي على الإساءة التي لحقت بالرسول عليه الصلاة والسلام في مؤلفات الشاعر وليد القصاب؟
الدكتور وليد القصاب: والله أخي الكريم موقفنا موقف كل واحد غيور على هذه الأمة. كلنا شعرنا بالأسى والحزن وشعرنا بالصغار أن يتطاول هؤلاء علينا ويصل الأمر حتى يستهينوا أو يحتقروا أو يهزؤوا بأقدس المقدسات عندنا وبأعظم الشخصيات وهو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم موقفنا مثل موقفك وموقف الآخرين جميعاً وكتبت قصيدة وأكثر من قصيدة وقد أصدرنا في رابطة الأدب الإسلامي هذه المناسبة عدداً خاصاً عن النبي صلى الله عليه وسلم. ونشرنا فيها مجموعة من القصائد التي بينت عظمة الرسول صلى لله عليه وسلم، وردّت على الذين استهانوا بعظمة الرسول صلى الله عليه وسلم.
الأستاذة نازك الإمام: السؤال الأخير يا أخي هنا في تحية مجموعة كبيرة من الأخوات السوريات يشكرن فارس الاثنينية الأستاذ الدكتور إبراهيم وليد القصاب ويشكرن سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه على تكريمه لكبار الناس.
السؤال الأخير: من الأخت حصن الجريحي وأيضاً الأخت سحر السمة.
كيف نحبب جيلنا الحديث بالرجوع إلى المطالعة المفيدة، بعد تولعهم بالفضائيات ووسائل الترفيه الحديثة ونود من سعادة الأستاذ الدكتور نصيحة للشباب بكثرة القراءة والاطلاع بما يعود عليهم بالنفع.وسؤال من الأخت مهى الفهد تسأل عن مفرد كلمة أثاث؟
الدكتور وليد القصاب: كي نحبب جيلنا بالقراءة الحقيقة لا بد من التعويد، فالقراءة عادة وإذا تعود عليها الأولاد منذ صغرهم من تعود على شيء في صغره شاب عليه، الحقيقة أنا الذي حببني بالقراء والكتابة هو والدي رحمه الله كان يضع بين أيدينا كتباً ولكن لم يكن بطبيعة الحال ما يشغلنا مما يشغل جيل هذه الأيام، لم تكن هناك هذه الملهيات وهذه المتع الكثيرة وهذه الجاذبية الموجودة في الفضائيات، علينا أن لا ندع أولادنا إلى هذه الفضائيات، علينا أن نحاول بأي طريقة أن نحببهم بالقراءة بإحضار الكتب الشائقة، الكتب الممتعة، ونحاول أن نقرأ معهم، وأن نتفاعل معهم أنا أحضر أولادي وأقرأ أنا أحضر القصة للأولاد وأقرؤها معهم وأحاول أن أشرحها لهم وأن أتبين أثرها فيهم وأتكلم عن تجربة شخصية وأحاول أن أتبين أثرها فيهم بل أقرأ كل قصة أكتبها وأقرأ لهم كل قصيدة شعر أكتبها، وأحاول أن أرى أثر ذلك فيهم.
عريف الحفل: الحقيقة الأسئلة التي وردتنا كثيرة. وقد أجاب عنها الدكتور في سياق كلمته، هنالك بعض الأسئلة متشابهة، لذا آثرنا أن نعرض سؤالاً واحداً حتى يسعفنا الوقت.
لا نملك في نهاية هذا اللقاء إلا أن نشكركم وأحيل الميكروفون إلى راعي الاثنينية الأستاذ الدكتور عبد الله المعطاني، نشكر الضيف ونشكركم ونراكم في أمسيات أخرى ماتعة وشكراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :735  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 47 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.