شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((عريف الحفل))
سؤال من الأستاذ صالح أحمد يقول:
لقد شوَّقنا الدكتور عبد القدوس أبو صالح إلى قصيدة حوار الشاعر وليد القصاب مع ابنته فهلا يسمعنا الشاعر هذه القصيدة؟
الدكتور وليد القصاب: أنا كتبت قصيدتين واحدة عن خطبة ابنتي وواحدة عن خطبتي وأقرأ لكم القصيدتين حتى تقارنوا بينهما ولعلي أبدأ بخطبتي.
((قصيدة حكاية الخطبة))
أما خطبة البنت فقد جاء يخطبها فشرح لها أبوها حاله فسألها عن رأيها .
كانت ليلاَي هي الأملا
ما شئتُ بها يوماً بدلا
من حارتنا، متواضعةٌ
ترضى بالشيء وإنْ قلاّ
إن تطعمْ خبزاً أو زيتاً
لا تزهدْ أو تُظْهِرْ مللا
غذِّينا من عينٍ واحدةٍ
وسُقينا النهْلَةَ والعَلَّةْ
ليلى مني وأنا منها
ما زدتُ ولا زادتْ فضلا
* * *
لكنْ أمي زهِدَتْ فيها
قدّت عيناً نحو الأعلى
قالتْ: ليلى لا بأسَ بها
لكنْ أبغي الأرْقَى والأحلى
أبغي بنتاً لا تَعْدِلُها
أخرى مضموناً أو شكلا
وأريدك يا ولدي تزهو
تيهاً، إنْ كنتَ لها البعلا
* * *
فمضتْ، طرقتْ ألفيْ بابٍ
كي تخطِبَ لي تلك الْمُثلَى
سنواتٌ، لم تعجبها وا
حدةٌ، أو كانت لي أهلا
ما واحدةٌ حظِيَتْ، ما وا
حدة، إلاّ فيها عِلَّةْ
هذي حَسْنَا مَيْسَا، لكنْ
لو كانتْ أطولَ أو أملا
هذي شقراءُ وفارعةٌ
لو شُقْرتُها كانت أحْلَى
هذي عيناءُ، ولكنْ ما
أزهاها لو كانت كَحْلاَ
ذي دارسةٌ ومثقفةٌ
لكنْ قالوا فيها قولا
هذي حسبٌ وجمالٌ لكنْ
ما غُذِيَتْ إلاّ الجهلا
* * *
يوماً عادتْ أمي جَذْلَى
في عينيها فرحٌ يُتْلَى
فرحٌ، لو راحت تقسمه
لكفى حَزْناً وكفى سهلا
قالت: أبشرْ، فُرِجَتْ، تسبي
واللَّهِ يا ولدي العقلا
من عائلةٍ، لم أشهد يا
ولدي في الجاهِ لها مِثْلا
حسناءُ، إذا ظهرتْ ما
حسناءٌ إلاّ ولّتْ خجلى
وإذا ابتسمتْ عن أسنانٍ
ما عاد الليلُ يُرى ليلا
ذي صورتُها، انظرْ، كانت
تمثالَ السّحرِ إذا اكتملا
* * *
خرجتْ صبحاً كي تخطبَها
نشْوَى عَجْلَى تطوي السُّبُلا
عادتْ والسعدُ قد انطفأ
والفَرْحُ عن الوجه ارتحلا
ورايتُ البؤسَ فقلتُ لها:
ماذا يا أمي قد حصلا؟
ما كانتْ لي أهلاً؟. ردَّتْ
بل ما كنا نحن الأهلا
شرطوا، لو تدري ما شرطوا
من أين لنا أن نحتملا؟
من يلبسْ غيرَ عباءتِه
لا يدفأ أو يدفعْ عِللا
من يشربْ من ماءِ الغُرَبَا
لا يَرْوَ أو يَنقَعْ غُلَلاَ
من يطرقْ أبواباً غُلِقَتْ
كالفُلْكِ إذا سلكتْ جَبَلاَ
* * *
سأعودُ إلى ليلى، ما لي
عَمِيَتْ عيني عن ليلى
رفضتْ ليلى، قال: إني
لا أرضى أن أبقَى فَضْلَةْ
وكرامةُ مثلي لو تدري
من كنز الأرض هي الأغلى
* * *
سُرقت أيامي، ما واحدةٌ
ترضاني، من ترضى الكهلا؟
لا نلت اللحم ولا العظما
لا نلتُ الشَّهدَ ولا البصلا
((الخطبة))
جاء يخطبها، فشرح لها أبوها حاله، وسألها عن رأيها:
سألتُها فأطرْقتْ
كطفلةٍ صغيرة
تورَّدَتْ خدودُها
تفاحةً نضيرة!
ترضَيْنَه زوجاً لكِ
يا ابنتي الأثيرةْ؟
حثثتُها فغمغمتْ:
أبي لكَ المشورة
ما أحدٌ يحبُّ لي
كمثلِك الحُبُورا
* * *
بنيتي، بحالهِ
كوني على بصيرةْ
وكوِّني قناعةً
كالصبح مستنيرةْ
قالوا ـ وقد سألتُ عن
أخباره شهورا ـ
تديُّنٌ وسيرةٌ
ما مثلُها من سيرةْ
صفاؤُها كالمسك
راح ينشرُ العبيرا
مثقَّفٌ وعلْمه
بحيرةٌ غزيرةْ
سميرُه كتابُه
كم يعشق السميرا!
من بيتِهِ لشغله
أنعمْ به مسيرا
* * *
لكنّ فيه خَصْلةً
في العصر ذا خطيرةْ
صغيرةً لدى امرئ
وقد تُرى كبيرةْ
ليراتُه بنيتي
ليراتُه يسيرةْ
ما عنده سيارةٌ
تسابقُ الأثيرا
ولا اقتنى ((فيلا)) وفر
شاً فاخراً وثيرا
ما عنده مزرعةٌ
بهيجةٌ نضيرةْ
في ((البنك)) ما له
رصيدٌ يبعثُ الغرورا
مستورةٌ بنيتي
أحوالُهُ مستورةْ
فقرّري فلم تعو
دي يا ابنتي غَرِيرةْ
* * *
في لحظةٍ تحفّزتْ
كقطةٍ مقهورةْ
وانطلقتْ فصِيحةً
بلهجةٍ مثيرةْ
قالت: أبي، يغدو الفتى
بدينه كبيرا
وعلمُه يرفعه
يجاوزُ البدورا
يختالُ بين قومه
ويَفْضُل العشيرا
لا حسبٌ يَضِيْرُه
أو أسرةٌ فقيرةْ
أليس هذا يا أبي
ما قلتُه كثيرا؟
نمَّقتَه قصائداً
ملأتَها شعورا
علمتنا أن الغِنى
لا يرفع الحقيرا
ولا يصيرُ جاهلٌ
بماله خطيرا
أما تزال يا أبي
بالرأي ذا مشيرا؟
أثَمَّ ما غيّره
فلم يَعُدْ جديرا؟
* * *
طار لساني من فمي
فلم يجدْ حضورا
رأيتُها ترهقني
بنظرةٍ كسيرةْ
فانطلقتْ جوارحي
تجلو لها الأمورا
بلى بنيتي، بلى
ردَّدْتُه عصورا
عقيدةً حملتها
سطَّرتُّها سطورا
ولم أزلْ كما أنا
واللَّهِ، لن أحورا
يغدو الفتى بدينه
مبَّجلاً كبيرا
نِعم الذي أحببتِه
واخترتِه أميرا
كنزُ الهدى بنيتي
والدينِ لن يَبُورا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :476  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج