أمضَى الجسورِ إلى العُلا |
بزمانِنا كرةُ القدمْ |
تحتلُّ صدرَ حياتِنا |
وحديثها في كلِّ فمْ |
وهي الطريقُ لمنْ يُريـ |
ـدُ خميلةً فوقَ القِممْ |
أرأيت أشهر عندنا |
من لاعبي كرة القدمْ؟ |
أهُمُ أشدُّ توهجاً |
أم نارُ برقٍ في عَلَمْ؟ |
ما قيمةُ العلمِ الغزيـ |
ـرِ وأن تكونَ أخاً حِكَمْ |
وتظلَّ ليلَكَ ساهراً |
تقضيه في همٍّ وغمْ |
فتُرى ولم يبق الضَّنا |
لحماً عليك ولا شَحَمْ |
ما دامَ أصحابُ المَعا |
لي عندَنا أهل القدمْ؟ |
* * * |
لَهُمُ الجبايةُ والعطا |
ءُ ـ بلا حدودٍ ـ والكرمْ |
لَهمُ المزايا والهبا |
تُ، وما تجودُ به الهِمَمْ |
ولعالمٍ سهر الليا |
لي عاكفاً فوق القلمْ |
ولزارع أحْيا الْموا |
تَ، فأنْبتتْ شتى النِّعَمْ |
ومقاتلٍ حُرِمَ السُّهَا |
دَ، ولم يزلْ رهنَ الحممْ |
بعضُ الفُتَاتِ لكي تعيـ |
ـش عَليَّةً كرةُ القدمْ |
فبفَضْلِها سيكونُ هـ |
ـذا الجيلُ من خير الأمَمْ |
وبفضلِها يأتي الصَّبا |
حُ وينتهي ليلُ الظُّلَمْ |
وتُرَدُّ صهيونُ التي |
ما ردَّها علمٌ وفهمْ |
* * * |
الناسُ تسهرُ عندَها |
مبهورةً حتى الصباحْ |
لتُشاهد الفرسانَ يَعْـ |
ـترِكُونَ في ساحِ الكفاحْ |
يعلو الهتافُ وتملأ |
الآفاقَ أصواتُ الصياحْ |
هذا يشجِّعُ لاعباً |
هذا جناحٌ، ذا جناحْ |
اللاعبون أسودُ غابٍ |
يمسحون لظَى الجراحْ |
فيُعانَقُون، يُطَوِّقُو |
نَ الوردَ أو زهرَ الأقاحْ |
وإذا دعا داعي الجها |
دِ، وقالَ: حيَّ على الفلاحْ |
هيَّا إلى رَدِّ العد |
وِّ المُسْتَكِنِّ على البِطاحْ |
غطَّ الجميعُ بنومِهِم |
فوزُ الفريقِ هو الفلاحْ |
فوزُ الفريق هو السَّبيـ |
ـلُ على الحضارة والصلاحْ |
إلى اعتلاءِ العابِرا |
تِ، وإلى الفضا فوقَ الرياحْ |
والعلمُ من لَغْو الحديـ |
ـثِ، ودَرْبُهُ وخْزُ الجراحْ |
* * * |
صارتْ أجلَّ |
أمورِنا هذا الزمنْ |
ما عادَ يشغَلُنا سِوا |
ها في الخَفاء وفي العَلَنْ |
أكلتْ عقولَ شبابنا |
ويهودُ تجتاحُ المُدُنْ |
وعويلَ أطفالٍ يتامَى |
جُرِّعوا كأسَ الحَزَن |
كم مسلمٍ فقد الرعا |
يةَ والحمايةَ والسكنْ! |
كم جائعٍ، والمالُ يُهْـ |
ـدَرُ، لا حسابَ ولا ثمنْ! |
للاعب الْمِقْدامِ تَصْـ |
ـنَعُ رِجْلُه مجدَ الوطنْ |
وتَرُدُّ عنهُ العاديا |
تِ إذا دَجا ليلُ الفِتَنْ |
الخير يُسْفحُ في النوا |
دي كالسحاب إذا هَتَنْ |
والمسلِمون البائِسو |
نَ تنوشُهُم كفُّ الْمِحَنْ |
* * * |
عَجَباً آلاف الشبا |
بِ وإنَّهم أهلُ الشَّمَمْ |
أسُد العزيمةِ والمرو |
ءةِ إنْ دجا ليلُ الألمْ |
يَلْقَونَ وجهَ الحادثا |
تِ وإنْ تلبَّد وادَلَهَمْ |
صُرفُوا إلى الكرةِ الحقيـ |
ـرةِ، فاستُبيْحَ لهم غنم |
دخل العدوُّ بلادهم |
وضَجيجها زَرَعَ الصَّمم |
هُتكت بيوتُ الآمنيـ |
ـنَ، ودُنِّستْ لهمُ حُرَمْ |
ذُبحتْ ألوفُ الأبريا |
ءِ، وأُهْرقت أنهارُ دمْ |
دخلَ اليهودُ إلى الحمى |
داسوا علَينا بالقَدَمْ |
وجهادُنا، واللَّه ينصُرُ |
جُنْدَهُ ـ كرةُ القدمْ |
* * * |
ناشَدْتُكُم باللَّه والـ |
ـقُرآنِ يا جيلَ الكُرةْ |
أعلمْتُمُ أن اليهود |
دَ على الدِّيارِ مُعَسْكِرة |
تجتاحُ أرضَ الأنبيا |
ءِ بَغِيَّةً مُسْتَكْبرَةْ |
تختالُ فوقَ دمائنا |
عِرْبيدةٌ مُتَجَبِّرةْ |
داستْ على مجدِ السِّنيـ |
ـنَ، وأقبلت متبختِرَةْ |
في كلِّ يومٍ نكبةٌ |
وبكلِّ أرضٍ مجزرة!! |
أسمعتُمُ نهرَ الدما |
ءِ بكلِّ فجٍّ قد جرى؟ |
وعظام أجساد لنا |
حيث اتَّجهتَ مبعثرة |
أيسجِّلُ التاريخ أنْـ |
ـا أمةٌ مستهترةْ |
شهدتْ سقوطَ بِلادها |
وعيونُها فوق الكرةْ |