شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((عريف الحفل))
سؤال من نجد أحمد سعيد يقول:
فتن الناس في عصرنا بكرة القدم وأصبح اللاعبين والنوادي الرياضية الريادة والسيادة التي تفوق ملتقيات الأدب والشعر وغيرها. وقد علمت أنكم عالجتم هذه الظاهرة بقصيدة شعرية فهل تتكرمون بإسماعنا هذه القصيدة .
الدكتور وليد القصاب: سمعاً وطاعة إن شاء الله. فالقصيدة قديمة ولكن أرجو أن لا ينزعج منها عاشقو كرة القدم فنحن نعشق كرة القدم على طريقتنا ولكل فيما يعشق مذهب.
((قصيدة كرة القدم))
أمضَى الجسورِ إلى العُلا
بزمانِنا كرةُ القدمْ
تحتلُّ صدرَ حياتِنا
وحديثها في كلِّ فمْ
وهي الطريقُ لمنْ يُريـ
ـدُ خميلةً فوقَ القِممْ
أرأيت أشهر عندنا
من لاعبي كرة القدمْ؟
أهُمُ أشدُّ توهجاً
أم نارُ برقٍ في عَلَمْ؟
ما قيمةُ العلمِ الغزيـ
ـرِ وأن تكونَ أخاً حِكَمْ
وتظلَّ ليلَكَ ساهراً
تقضيه في همٍّ وغمْ
فتُرى ولم يبق الضَّنا
لحماً عليك ولا شَحَمْ
ما دامَ أصحابُ المَعا
لي عندَنا أهل القدمْ؟
* * *
لَهُمُ الجبايةُ والعطا
ءُ ـ بلا حدودٍ ـ والكرمْ
لَهمُ المزايا والهبا
تُ، وما تجودُ به الهِمَمْ
ولعالمٍ سهر الليا
لي عاكفاً فوق القلمْ
ولزارع أحْيا الْموا
تَ، فأنْبتتْ شتى النِّعَمْ
ومقاتلٍ حُرِمَ السُّهَا
دَ، ولم يزلْ رهنَ الحممْ
بعضُ الفُتَاتِ لكي تعيـ
ـش عَليَّةً كرةُ القدمْ
فبفَضْلِها سيكونُ هـ
ـذا الجيلُ من خير الأمَمْ
وبفضلِها يأتي الصَّبا
حُ وينتهي ليلُ الظُّلَمْ
وتُرَدُّ صهيونُ التي
ما ردَّها علمٌ وفهمْ
* * *
الناسُ تسهرُ عندَها
مبهورةً حتى الصباحْ
لتُشاهد الفرسانَ يَعْـ
ـترِكُونَ في ساحِ الكفاحْ
يعلو الهتافُ وتملأ
الآفاقَ أصواتُ الصياحْ
هذا يشجِّعُ لاعباً
هذا جناحٌ، ذا جناحْ
اللاعبون أسودُ غابٍ
يمسحون لظَى الجراحْ
فيُعانَقُون، يُطَوِّقُو
نَ الوردَ أو زهرَ الأقاحْ
وإذا دعا داعي الجها
دِ، وقالَ: حيَّ على الفلاحْ
هيَّا إلى رَدِّ العد
وِّ المُسْتَكِنِّ على البِطاحْ
غطَّ الجميعُ بنومِهِم
فوزُ الفريقِ هو الفلاحْ
فوزُ الفريق هو السَّبيـ
ـلُ على الحضارة والصلاحْ
إلى اعتلاءِ العابِرا
تِ، وإلى الفضا فوقَ الرياحْ
والعلمُ من لَغْو الحديـ
ـثِ، ودَرْبُهُ وخْزُ الجراحْ
* * *
صارتْ أجلَّ
أمورِنا هذا الزمنْ
ما عادَ يشغَلُنا سِوا
ها في الخَفاء وفي العَلَنْ
أكلتْ عقولَ شبابنا
ويهودُ تجتاحُ المُدُنْ
وعويلَ أطفالٍ يتامَى
جُرِّعوا كأسَ الحَزَن
كم مسلمٍ فقد الرعا
يةَ والحمايةَ والسكنْ!
كم جائعٍ، والمالُ يُهْـ
ـدَرُ، لا حسابَ ولا ثمنْ!
للاعب الْمِقْدامِ تَصْـ
ـنَعُ رِجْلُه مجدَ الوطنْ
وتَرُدُّ عنهُ العاديا
تِ إذا دَجا ليلُ الفِتَنْ
الخير يُسْفحُ في النوا
دي كالسحاب إذا هَتَنْ
والمسلِمون البائِسو
نَ تنوشُهُم كفُّ الْمِحَنْ
* * *
عَجَباً آلاف الشبا
بِ وإنَّهم أهلُ الشَّمَمْ
أسُد العزيمةِ والمرو
ءةِ إنْ دجا ليلُ الألمْ
يَلْقَونَ وجهَ الحادثا
تِ وإنْ تلبَّد وادَلَهَمْ
صُرفُوا إلى الكرةِ الحقيـ
ـرةِ، فاستُبيْحَ لهم غنم
دخل العدوُّ بلادهم
وضَجيجها زَرَعَ الصَّمم
هُتكت بيوتُ الآمنيـ
ـنَ، ودُنِّستْ لهمُ حُرَمْ
ذُبحتْ ألوفُ الأبريا
ءِ، وأُهْرقت أنهارُ دمْ
دخلَ اليهودُ إلى الحمى
داسوا علَينا بالقَدَمْ
وجهادُنا، واللَّه ينصُرُ
جُنْدَهُ ـ كرةُ القدمْ
* * *
ناشَدْتُكُم باللَّه والـ
ـقُرآنِ يا جيلَ الكُرةْ
أعلمْتُمُ أن اليهود
دَ على الدِّيارِ مُعَسْكِرة
تجتاحُ أرضَ الأنبيا
ءِ بَغِيَّةً مُسْتَكْبرَةْ
تختالُ فوقَ دمائنا
عِرْبيدةٌ مُتَجَبِّرةْ
داستْ على مجدِ السِّنيـ
ـنَ، وأقبلت متبختِرَةْ
في كلِّ يومٍ نكبةٌ
وبكلِّ أرضٍ مجزرة!!
أسمعتُمُ نهرَ الدما
ءِ بكلِّ فجٍّ قد جرى؟
وعظام أجساد لنا
حيث اتَّجهتَ مبعثرة
أيسجِّلُ التاريخ أنْـ
ـا أمةٌ مستهترةْ
شهدتْ سقوطَ بِلادها
وعيونُها فوق الكرةْ
العين: 6/2/1404هـ ـ 10/11/1983م.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :651  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 44 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج