((الحوار مع المحتفى به))
|
عريف الحفل: إذاً نفتح باب الحوار نبدأ بسؤال الأستاذ علي أحمد النجار يقول: |
في عالمنا العربي ظواهر سيئة تسيء إلى أمتنا وتحارب عقيدتنا من باب الأدب فينزلقون قربى إلى أعدائنا رغبة في تفكيكنا عن طريق الطعن في تراثنا اللغوي والأدبي. في رأيكم كيف يتصدى ذو الشأن من المؤسسات الأدبية العربية الإسلامية لإيقاف أمثال هؤلاء ورد عدوانهم بعد أن أشتد أذاهم؟
|
الدكتور وليد القصاب: أخي الكريم تحدثنا في سياق الكلام عن ذلك كل صاحب قلم غيور على دينه وثقافة أمته الأصيلة عليه أن يتصدى بمثل ما يملك لهذا الأدب ونحن في رابطة الأدب الإسلامي نحاول ما استطعنا إلى ذلك من سبيل ولتكن هذه مسؤولية علينا جميعاً ومما يؤسف أن نلاحظ أن كثيراً من المؤسسات الثقافية في أيدي المتغربين في أيدي العلمانيين وأن أصوات الأدب الأصيل مغيب بما نجده من منبر إعلامي يمتلكه أصحاب الثقافات الأخرى وأرجو أن يعيننا الله على ذلك. |
الأستاذة نازك الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أله وصحبه أجمعين، أيها السادة والسيدات أحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
صاحب اثنينية العطاء والفكر والأدب سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه، فارس الاثنينية الأستاذ الدكتور وليد إبراهيم القصاب. كل اثنينية نسعد لكل ضيف يقدم أمسية كل اثنين، حتى وصلنا اليوم إلى أمسيتنا وختامها مسك لرجل جال بعلمه وانتقل بين ردهات الفكر والأدب والشعر ما بين مؤلفاته العديدة وقصائده الشهيرة وقصته الجميلة فوصلنا إليه اليوم أستاذاً في اللغة العربية ودكتوراً وصحفياً وشاعراً فمرحباً به. اسمحوا لي بطرح الأسئلة. |
سؤال من الأستاذة الشاعرة شهد الوادي. |
متى يكون الإبداع الفكري إبداعاً من الذات ومتى يكون الإبداع نقداً للفكر والذات معاً؟
|
الدكتور وليد القصاب: السؤال غير واضح، الأدب في الأصل هو تعبير ذاتي يصدر عن تجربة شعورية تمثل التصور الذاتي الشخصي للأديب فالأدباء كما نعرف لا يقدمون لنا الأشياء كما هي كما يراها العلماء وإنما يقدمونها من خلال ذواتهم منعكسة كما يرونها في أنفسهم فالأدب يصدر عن التصور الذاتي وهو تجربة شعورية تمثل هذه الذاتية حتى يكون أدباً صادقاً. أما عندما يصطنع الأديب المشاعر و القضايا والأحاسيس ولا تكن هذه معبرة عن ذاته فسيأتي أدبه مصطنعاً ضعيفاً بعيداً عن الصدق الذي هو عنصر أصيل في الأدب. |
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الحميد سعيد الدرهلي يقول: |
هل تغنينا النظريات النقدية الغربية السائدة عن أن يكون لنا نظرنا النقدي في الآداب والفنون والفلسفات وسائر فاعليات الوعي.
|
الدكتور وليد القصاب: أنا أجبت عن هذا في سياق الكلام ولا تغنينا النظريات الحديثة لأن هذه النظريات هي في الأصل صدرت عن ثقافة مغايرة وعن حضارة مختلفة، صدرت عن أدب غربي ذي طابع وسمة معينة. هناك كما ذكرت سمات إنسانية مشتركة بين الآداب والفنون وبين النقد لا ننكر ذلك لأن الأدب له بعد إنساني لا ينكره أحد، لكن الاعتماد الكلي على النظريات الغربية هو نوع من التلاشي بالآخر والانبهار به ولا سيما أن المذاهب الأدبية الغربية والمناهج النقدية الغربية هذه كلها ليست آراء في الأدب والنقد واللغة فحسب، وإنما هي تصورات فكرية عندما ترجعون إلى أي مذهب أدبي وأي مذهب نقدي نجد أن هذا المذهب الأدبي وهذا المنهج النقدي يقوم على فلسفة على إيديولوجيا على عقيدة معينة تمثل تصور هذا المفكر للكون والإنسان والألوهية أحياناً لذلك لا يمكن أن نأخذ نظرية غربية كما هي، لا بد من الغربلة والتنخيل أن نختار وأن ندع، وإذا أردنا أن نصنع نظرية للنقد العربي الحديث لا بد من أن تكون هذه النظرية انتقائية نأخذ ما يصلح لنا من النظريات الغربية الحديثة ويتفق مع تصوراتنا ونمزج ذلك بما عندنا من نظريات في التراث، والتراث وحده لا يكفي وقد قلت ذلك لصنع نظرية للنقد الأدبي العربي الحديث والنظريات الغربية أيضاً لا تكفي وحدها ولا بد من المزاوجة بين الأخذ والترك. |
الأستاذة نازك: سؤال من الأخت منى مراد من جريدة البلاد. |
ماذا تقصد بالمذاهب الأدبية الغربية وهل هناك فرق بين تلك المذاهب والمذاهب الشرقية إن وجدت؟ شكراً لكم.
|
الدكتور وليد القصاب: المذاهب الأدبية الغربية لا تخفى عليكم التي درسناها ودرسناها هي مذاهب غربية ليست من صنعنا في الأصل بدءاً من الكلاسيكية التي أسقطتها الرومانسية ثم الواقعية التي أسقطتها الرومانسية ثم الوجودية. ثم الحداثة بمدارسها. هي كلها مدارس غربية وليست من صنعنا إلى الآن ومن المؤسف أننا لم نستطع أن نشكل نظرية نقدية عربية إسلامية وهذا ما نحاول أن نصنعه الآن من خلال عملنا لكنه يحتاج إلى جهود كثيرة إلى أن يتضافر على ذلك مجموعة من الدارسين والباحثين ولا يمكن أن يقوم بذلك فرد لوحده، فنحن لنا أدبنا الذي له طابع خاص والذي يحتاج إلى أن ينظر له من خلال الرؤية الفكرية الإسلامية، وعلى سبيل المثال أضرب لك مثلاً كتاب الدكتور (عبد القادر القط ): ـ الوجدانية في الشعر العربي الذي فاز بجائزة الملك فيصل رحمه الله. حاول الدكتور عبد القادر القط رحمه الله أن يفرق بين الرومانسية والوجدانية فبين أن ما يوجد في أدبنا العربي من حديث عن الذات ومن الغزل ومن وصف الطبيعة وهذا الشعر الذاتي يمكن أن يسمى أدباً وجدانياً وليس أدباً رومانسياً. لأن الرومانسية مفهوم غربي قائم على فلسفة فكرية معينة لا تخفى على أحد منا. |
|