شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور عبد القدوس أبو صالح))
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، خلق الإنسان علمه البيان وأفضل الصلاة والتسليم على رسولنا الكريم الذي كان أفصح العرب والذي أوتي جوامع الكلمة.
سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه عميد الاثنينية العالم الأديب الناقد.
الأخوة الأفاضل رواد الثقافة ومحبي الأدب.
الأخوات الفضليات.
لقد أثلج صدري وجود أديبات ومثقفات في هذه الأندية الثقافية الأدبية والاهتمام بثقافة المرأة وأداء دورها في عالم الأدب كان من الأمور التي تبناها. سماحة الشيخ أبو الحسن الندوي في أول مجلس أمناء للرابطة. قال اهتموا. اهتموا بالنساء خيراً، ولا تتركوا نساء المسلمين للآخرين.
وبعد فإن مما تميزت به المملكة العربية السعودية في نهضتها الثقافية والأدبية والعلمية كثرة الندوات المتنوعة حتى يصح القول إنك واجد في كل يوم من أيام الأسبوع ندوة ما عدا أيام الإجازات ندوة أو محاضرة وحتى يحار الإنسان في أيها يحضر وعن أيها يغيب، وهذا بالإضافة إلى فعاليات النوادي الأدبية في معظم مدن المملكة. وإذا كانت تلك الندوات الكثيرة تتنافس فيما بينها، فإن ندوة الاثنينية يصح فيها قول أحد الشعراء.
وضرار الحسناء قد يحسدنها
ولكنها أبداً تبز ولا تبز
وأقول على سبيل الإنجاز وحتى لا يجوز التقدم على مناسبة التكريم إن هذه الاثنينية اعتمدت خطاً أصيلاً متميزاً، إذ أخذت على عاتقها تكريم رجالات الأمة. في حياتهم قبل أن تطويهم يد الزمان وقبل أن لا ينفعهم ثناء ولا تكريم وما أروع قول الشاعر.
لا ألفينك بعد الموت تندبني
وفي حياتي ما زودتني زاد
ومما انفردت به ندوة الاثنينية أنها جمعت ألوان الطيف في تآلف عفوي عجيب. كما أنها عنيت بطبع عطائها الغر الغزير. مما يدور فيها من تكريم العلماء المفكرين والأدباء والشعراء المتميزين. حتى أصبحت، اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه صرحاً ثقافياً شامخاً وكانت ولا تزال من جلائل الأعمال التي يقوم بها علم من أعلام هذا البلد الكريم آتاه الله بسطة في العلم والأدب والجاه وأعانه على مساعي الخير والعون.
وأنه ليسرني أن أكون في عداد المتحدثين في هذه الليلة المباركة فأقدم للحضور الكرام، أستاذاً جامعياً قديراً وناقداً كبيراً وشاعراً مبدعاً وقاصاً مجيداً. وهو من بعد ذلك ركن من أركان رابطة الأدب الإسلامي العالمية. فهو عضو في الهيئة الإدارية لمكتب البلاد العربية فيها ومدير تحرير مجلة الأدب الإسلامي. وهو من قبل ذلك أستاذ جامعي عريق تنقّل في العديد من جامعات البلاد العربية وأشرف وناقش عشرات الرسائل الجامعية، ولعل قدم معرفتي به قدم يمتد على مدى أربعين عاماً، مع اطلاعي على معظم كتبه ودواوينه الشعرية ومجموعاته القصصية بالإضافة إلى زمالة طويلة في رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
كل ذلك يبيح ويتيح لي أن أتحدث عنه حديث العارف به معرفة لا تزال تؤتي أكلها كل حين بإذن ربي وناهيك بأديب بلغت مؤلفاته 39 كتاباً منها ستة وعشرون في الدراسات الأدبية والنقدية وتحقيق كتب التراث وهو مع ذلك لا يزال في أوج عطائه وموالاة نتاجه ولعل أهم كتبه التي أصدرها، وأهميتها في المشهد الثقافي على الرغم من التعتيم الإعلامي عليها وعلى مؤلفاتها لا لشيء إلا لأنه ناقد إسلامي وعلم من أعلام هذا الأدب ورابطته العالمية، لعل أهم هذه الكتب ثلاثة:
كتابه الأول الحداثة في الشعر العربي المعاصر حقيقتها وقضاياها. وقد فاز هذا الكتاب بجائزة الأستاذ محمد حسن فقي، والكتاب الثاني الخطاب الحداثي في الأدب. وأما الكتاب الثالث فهو الحداثة العربية الشعرية. وهذه الكتب الثلاثة مع عشرات المقالات والبحوث جعلت الدكتور وليد حقاً مرجعاً في الحداثة بعامة وفي الحداثة العربية بخاصة، وهو في موقفه من الحداثة يتبنى موقف الأدب الإسلامي منها وهو موقف يرفض الحداثة الفكرية الفلسفية الشاملة بسلبياتها المعروفة تجاه ثوابت الدين ولغة القرآن وتراث الأمة ويرحب بالحداثة بمعنى التجديد في المضمون والشكل وإذا كانت الحداثة كما يعرّفها أحد كبار الحداثيين في هذا البلد الطيب هي التجديد الواعي فنحن نتبنى هذا التعريف في رابطة الأدب الإسلامي العالمية شرط أن يكون هذا التجديد الواعي واعياً لثوابت الدين ملتزماً بها وبتراث الأمة ولغة قرآنها وفرائضها وإلا كان تجديداً مزوراً وتقليداً قاصراً.
أما الجانب الآخر من شخصية الدكتور قصاب فهو جانب الإبداع وإذا صح قول الجاحظ من تعلم لغتين فلا بد من أن تعدو إحداها على الأخرى. إن الجانب الموضوعي في نتاج الدكتور وليد عدا على الإبداع كماً لا كيفاً. وقد رأينا مؤلفاته الإبداعية تمثل نصف مؤلفاته وكأني به في إبداعه الشعري والقصصي شخص آخر. وهذه أشعاره التي أصدرها في ثمانية دواوين تتميز بالطبع والسلاسة والعفوية. وأجمل ما فيها شعره الاجتماعي الذي تختاله وداعة دمثة وسخرية ناعمة تجعلك لا تنسى القصيدة التي تسمعها منه. وكما أعجب الناس بقصيدته عن كرة القدم وقصيدته التي يحاور فيها ابنته عندما تقدم إليها أحد الخطاب ومثل ذلك كثير في دواوينه، ولعله يمتع الحضور بنماذج من هذا الشعر الطريف.
وإذا كان الأسلوب هو الرجل فإن أسلوب الدكتور وليد في قصصه التي بلغت خمس مجموعات قصصية تعكس شخصيته كما هي في شعره مع ما يقتضيه الفرق بين الشعر والسرد من اتفاق واختلاف. قرأت له مسرحية قصيرة بعنوان الهميان استقاها من التراث، ورأيت قدرته الفنية حين استطاع أن ينقلنا إلى أجواء العصر العباسي رغم قصر هذه المسرحية، وذلك مثل ما يفعل الرسام الماهر إذ يبدع لوحة رائعة بلمسات ريشة يد صناع. وكذلك في قصة عنوانها موت أبي عمار حيث يعرض أمامنا صراع أسرة دمشقية على تركة والدها المتوفى وتبدو لنا القصة مجسمة حية بشخصياتها. وكأن القاص كان مع مقتسمي التركة فنقل ما سمع وما رأى.
ذلكم هو الدكتور وليد أيها الحضور الأحبة، الدكتور وليد القصاب ناقداً كبيراً وأديباً إسلامياً متميزاً ومبدعاً في عالم الإبداع والسلام عليكم ورحمته.
عريف الحفل: الكلمة الآن لسعادة الأستاذ الدكتور وليد إبراهيم القصاب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :827  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 41 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.