شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ الدكتور طارق السويدان))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الخلق أجمعين وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وهداه ونحن منهم إن شاء الله وسلم تسليماً كثيراً، سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه حفظه الله تعالى وبارك له في أهله وولده وماله وسعادة الأستاذ الدكتور جميل مغربي حفظه الله تعالى راعي هذا الحفل وأساتذتي العلماء الكبار على رأسهم شيخنا الصابوني وشيخنا الخياط والأخوة السفراء الموجودون بيننا وأيضاً ترحيب بأخواتي الكريمات وبناتي الحاضرات والجمهور الذي أكرمني بحضوره اليوم أشكر لكم هذا التواجد وهذا الجمع وهذا الاحتفاء وأود أن أتقدم في البداية باعتذار تأخر بسبب ارتباط كان موجوداً قبل أن أدعى إلى هذه الاثنينية المباركة وحاولت أن أختصر منه ما استطعت وليس التأخر بذنب وبغير ذنب فأرجو أن تقبلوا عذري في ذلك، وأبارك لآل خوجه الكرام هذا الجمع الكريم الذي يجمعونه في هذا المكان الذي أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك لهم فيه وأن يجعله سبباً في الدرجات العلى في الجنة ويجعله سبباً في رفقة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الفردوس فجمع الناس على الخير والعلم والذكر هو من خير ما يفعل أي إنسان فبارك الله لكم وزادكم من خير الدنيا والآخرة ولأجل ألا نخرج من هذا اللقاء إلا بفائدة مضاعفة فوق الفائدة التي استمتعت كثيراً بسماعها بالكلمات التي في المقدمة ففيها في الحقيقة الكثير من المعاني والعبر تلخص الكثير مما في ذهني فاسمحوا لي أن أشارك بأطروحات سريعة ألخص فيها في عجالة بعض المفاهيم الأساسية التي أتمنى أن تنتشر في الأمة وبالذات في جيل الشباب والفتيات. أمتنا اليوم كما ذكر الشيخ هي تنافس على مرتبة أكبر أمة كعدد والإحصاءات الأخيرة تشير إلى أننا تجاوزنا النصارى في عدد أفراد هذه الأمة لكني أسألكم سؤالاً كم أعداد هذه الأمة يعني، هل هي بليون وخمسمائة مليون أو بليون وثلاثمائة مليون أو بليون وسبعمائة مليون أنا أسأل هذا السؤال لأشير إلى معنى، ما الفرق؟ لو كانت بليون وخمسمائة مليون أو بليون وثلاثمائة مليون أو بليون وسبعمائة مليون؟ هل سيفرق؟ هل ستتغير أحوال الأمة ؟ هل سنكون قادة البشرية؟ يا إخواني وأخواتي نحن نتكلم عن مائتي مليون إنسان ومع ذلك لا نشعر بالفرق، القضية إذن هي ليست قضية أعداد، القضية الحقيقية التي يجب أن نفهمها، وأنا عندي نظرات حتى الآن لم تخرج لا على شكل كتب ولا على شكل أشرطة تأملت في التاريخ تأملاً طويلاً وتأملت في الحضارات صعوداً وانحطاطاً فوجدت مجموعة من الظواهر الأساسية منتشرة في كل الحضارات، من هذه الظواهر أن كل حضارة تبنى على فكرة، وعلى عمق وجودة هذه الفكرة وتمسك الأمة بها تستمر الحضارة وكلما تخلت الأمة عن فكرتها أو أصاب الفكرة انهيار وضعف تنهار الأمم، ووجدت أيضاً أن كل الأمم في القديم والحديث إنما يقودها، 2% فقط أو أقل من الأمة، والباقي أتباع 2%، فقط هم الذين يقودون الأمم، الكثير من الناس يسأل عن أمريكا وسر عظمتها اليوم، أنا عشت في أمريكا 17 سنة ودرست في جامعاتها ودرست حتى في ثانوياتها هناك، وعشت واشتغلت فيها وعرفت الحياة العملية والنظرية 50% تقريباً من الشعب الأمريكي لا يعرفون من هو نائب رئيس أمريكا، سبعون مليون أمريكي لا يسمعون الأخبار السياسية إطلاقاً فقط أخبار الفن والرياضة وقس على هذا الكثير، من اللطائف، كنت أدرس في أوكلاهوما فمرة واحد من أوكلاهوما سألني، قال لي أنت من أين؟ قلت من الكويت، قال لي هذه في شمال أوكلاهوما، فهو لم يخرج من أوكلاهوما في حياته، أكثر من 80% من الأمريكان لا يملكون جواز سفر، فما خرجوا من أمريكا أصلاً، من يقود هؤلاء من يدير هؤلاء، هؤلاء هم سبب النهضة، كلا 2%، فقط هم الذين يقودون أمريكا، أمريكا بالمناسبة وصل تعدادها بحسب آخر إحصائية قبل أسبوع إلى ثلاثمائة مليون نسمة، فاثنين بالمائة من ثلاثمائة مليون، نتحدث هنا عن ستة ملايين، طبعاً عدد كبير، يكفي لقيادة هذه البشرية كاملةً، لا نحتاج نحن إلى ثلاثمائة مليون أن يتفاعلوا، فقط لو عندنا 2%، ماذا حدث لأمتنا؟ أليست قادرة على أن تخرج اثنين بالمائة؟ الذي حدث أننا عشنا في فترة تخلف طويلة امتدت يمكن الأربع قرون الأخيرة، وخلال فترة التخلف هذه وخصوصاً في القرن الأخير الذي تمت فيه عملية الاستعمار تجاوز الاستعمار استعمار الأراضي واستغلال الثروات إلى استعمار العقول وصار في أمتنا أجيال نشأت في أحضان الاستعمار وتربت على الاستعباد وصار فكرهم مستعبداً وتعودوا الذل، هذا الجيل الذي عاش في تلك الفترة ومازال اليوم يقود الأمة ليس بعزة الأمة وإنما يقود الأمة اليوم متأثراً بما تعلم من أسياده الإنجليز والفرنسيين والإيطاليين وغيرهم، هذا الجيل لا يصلح إطلاقاً للنهضة بالأمة من جديد، نحن نحتاج أن نستبدل هذا الجيل بأكمله، ويأتينا جيل آخر تربى على العز وتربى على هوية حقيقية نابعة من عقيدة وتاريخ هذه الأمة وليس هوية مستوردة، وتربى على الحرية لم يعش فترة استعمار ولا استعباد، أنا لا أحب كلمة استعمار، كلمة استعمار كلمة جميلة من العمران لكنها استكبار واستحقار للبشر، فنحن اليوم محتاجون أن نعمل حركة نهضة ونركز فيها على جيل الشباب وجيل الأطفال، لأن هذا الجيل الذي عاش في فترة حرية فترة استقلال على كل ما فيها من نقص لكنه لم ينشأ على يد مستعبد، لا بد من أن نصنع هذا الجيل صناعة جديدة صناعة صحيحة عندها فقط يمكن للأمة أن تنهض.. ولا نحتاج كل الأمة كل ما نحتاجه 2% فقط من الذين سيقودون، يقودون السياسة ويقودون الجيوش ويقودون الاقتصاد والعلم والتعليم والإعلام والفكر والأدب وكل مجالات الحياة، كل ما نحتاجه 2% فقط، وهذا الجمع الذي أمامي الذي يحرص على حضور جلسات فكر وجلسات علمية هو الأمل، كثير من الناس اليوم يخطئ الحساب، يخطئ تقييم وضع الأمة عندما نتأمل في أحوال الأمة، أنا يمكنني أن آتيكم بشواهد كثيرة على الصحوة على النهضة بداية العز من جديد ويمكنني أن آتيكم بأضعاف هذا من شواهد الخنوع والذل والفساد والتسكع بالأسواق والانحراف الإعلامي، آتيكم بأضعاف هذا، اليوم وأنا أحدثكم توجد أكثر من 180 قناة عربية فضائية، عدد الإسلامية منها أقل من 15 على نهاية هذا العام التقديرات تقول إنها ستصل إلى 500 قناة عربية وخلال 3 أو 5 سنوات التقديرات تقول إنها ستصل إلى 7000 قناة، فكثير من الناس لما يرى هذا المشهد ويرى تسكع الشباب وانحرافاته سيخرج بنتيجة ((مفيش فايدة)) كما قال سعد زغلول قال ثورة، لكنها لم تنجح لماذا؟ لأن قائد الثورة استسلم، لما خانه أصحابه وتركوه وبدل أن يفر ويستبدلهم راح لبيته ولفراشه، وقال قولته الشهيرة لزوجته ((مفيش فايدة وغطيني يا صفية)) فذهبت مثلاً على المستسلم، لو كانت هناك إرادة لصنع فقط 2% من شباب الأمة ليكونوا قادة في مجالات الحياة ليس فقط سننتصر وإنما سننافس أعظم الأمم في الأرض لأنهم هم أيضاً لا يملكون سوى 2%، كيف نصنع هذا الجيل الذي من الممكن أن ينهض ويقود الأمة من جديد. اسمحوا لي أن أعطيكم خلاصة تأمل لأكثر من ثلاثين سنة ألخصها في النصف ساعة القادمة، معادلة من ثلاث مراحل نصنع بها قادة ينهضون ويصنعون الأمة، ثلاث مراحل آخذ فيها الشاب أو الفتاة ونصنع قائداً، وأنا أتكلم هنا ليس مجرد تنظير أنا بفضل الله عز وجلّ أسست مركزاً اسمه مركز الروّاد للتدريب القيادي للشباب وعندي مع زوجتي كذلك مركزاً آخر اسمه مركز مرتقى مركز التدريب القيادي للفتيات، فهذا التنظير حولناه إلى تطبيق وأنا أتمنى أن تنتشر هذه الفكرة بين الناس، أن ينشأ هنا في جدة مركز تدريب قيادي للشباب، أنا مستعد أن أعطيكم الفكر والمنهج واللوائح والنظم، فقط عليكم أنتم أن تديروا هذا المركز، تمولونه وتؤسسونُه تختارون من يقوم عليه وأنا سأساعد، لكني لن أقوم بدور الآخرين، لا بد لكل مجتمع من أن يتحمل مسؤوليته، دعوني أعطكم خلاصة هذه المنهجية حتى أنقل الشاب أو الفتاة من إنسان عادي غير فاعل ليس له تأثير في البشر ولا في الحياة إلى إنسان قائد، سنمر بثلاث مراحل، المرحلة الأولى أنني سأنقله من إنسان عادي إلى إنسان فاعل والمرحلة الثانية أنني سأنقله من إنسان فاعل إلى إنسان قيادي، والمرحلة الثالثة أنني سأنقله من إنسان قيادي إلى قيادي إسلامي، وكل مرحلة من هذه المراحل لها عناصرها ولها تفصيلها، وهذه دورة أدرسها في خمسة أيام كل يوم خمس ساعات، ولكن قالوا إن أهل الاثنينية يفهمون بسرعة فقلت ألخصها في نصف ساعة، لأنقل الإنسان من إنسان عادي إلى إنسان فاعل لا بد من أن يتغير أو أغير في هذا الإنسان نفسه، خمسة أشياء تنقل الإنسان شاباً كان أو فتاة من إنسان عادي إلى إنسان فاعل خمسة .. الأمر الأول : لابد من التغيير الفكري، الفكر، نظرت وتأملت في الحضارات وفي الأمم وفي مشكلتنا اليوم أين الخلل؟ الخلل الأساسي هو في الفكر وكل الأمور هي نتيجة لتصورها، السياسة مشكلتها فكر، والاقتصاد مشكلته الفكر وكل جوانب الحياة مختلفة وعندما نبدأ بالشاب أو الفتاة لا بد من أن نبدأ الفكر، هذا الفكر ماذا يشمل؟ يشمل العقيدة التي يتبناها والقيم التي يؤمن بها والطموحات التي يطمح إليها، أنا كنت أسأل واحداً من الشباب أقول له يا ابني أنت عندما تكبر ما هي طموحاتك؟ قال أنا لما أكبر راح أتزوج، طيب راح تتزوج وماذا أيضاً؟ قال راح أتوظف، طيب وماذا أيضاً؟ يأتوني ((عيال)) إيش حتصير؟ قال دكتور والله أنت ذكرتني ببنت صغيرة اسمها هبة عمرها سبع سنوات، سألتها قلت لها أنت لما تكبرين ماذا ستصبحين؟ قالت دكتور أنا لما أكبر راح أصير عجوزاً، ما الفرق بين الشاب وجواب هذه ليست هناك طموحات ولا رؤية ولا هدف في الحياة، هذا جزء من الفكر لما ينشأ عندنا جيل لا يفهم عقيدته، وهو يحب الإسلام، أمتنا تحب الإسلام ولكن ما انعكاس هذا على فكرهم وما انعكاسه على حياتهم، أمتنا تحب الإسلام جداً جداً بشكل غير طبيعي، هناك شاب كان معنا في أمريكا في أوكلاهوما اسمه محمد، من ليبيا قصة عجيبة جداً، هداه الله بعد انحراف فسألته قلت يا محمد كيف هداك الله سبحانه وتعالى، ما هي بداية القصة؟ قال لي يا دكتور أنا كنت جالساً أجلكم الله في بار أشرب خمرة وإلى جواري صديقتي عشيقتي أجلكم الله، وقاعد ألعب القمار مع صديق لي أمريكي، وقاعد أغش في القمار، ظلمات بعضها فوق بعض. يقول ونحن جالسين نلعب القمار ونشرب كل مظاهر الفساد في مجلس واحد وأنا أغش في القمار، صاحبي الأمريكي اكتشف أنني أغش في القمار، فقال لي أنت اسمك محمد وتغش، فرديت عليه وقلت له اسمع أنت تقصد محمد الرسول صلى الله عليه وسلم، قال له لا تذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا المكان، إذا أردت أن تتكلم عن محمد صلى الله عليه وسلم اطلع برة محمد عليه الصلاة والسلام لا يذكر في هذا المكان، شوف هذا شوف إيش وضعه. كنت في الأردن وذهبت إلى السوق لشراء غرض وإذ بشاب لابس قميص مشجر وفاتح على صدره للأخير وسلسلة ذهب وشعره طويل وسلاسل ذهب في يده وينظر إلي شذراً ويذهب خلفي ويطالعني ويقول أنت طارق السويدان، قلت نعم، قال لي كيف تروح الدانمارك وتسلم على الذين سبوا الرسول، تخيل الأمة كيف وضعها، أمتنا تحب الإسلام إنه دين عميق في نفسها، فاجرهم فاسقهم يحب الإسلام، لكن الحب والعواطف لا تغير الأمة هو الفكر الذي يغير الأمة، العلم العقيدة المبادئ القيم هي التي تغير الأمم وليس العواطف، وأنا ما عندي شك أنك تحب الإسلام، لكن هذا لا يكفي فنحن نحتاج إلى أن نشتغل مع الشباب والفتيات، أن نغير عندهم هذه القيم وهذا الفكر وهذه العقائد ونزرع عندهم حب الإنتاج والطموح في الحياة وأن يكون متميزاً هذا الجانب الأول في التغيير، طبعاً هناك تفصيل لكن الوقت لا يتسع، الجانب الثاني هو أن أغير في الإنسان الاهتمامات، بما يهتم، طبعاً نحن نعرفها بسهولة كيف نعرف اهتمامات أي شاب المسألة جد جد سهلة، راقبوهم عندما يكونون في عطلة ليس لديهم دراسة هذه هي اهتماماتهم أو إذا قضوا أوقاتهم بالتسكع في الأسواق هذه اهتمامات وإذا قضى وقته بالرياضة كذلك أو بالإنترنت أو أمام التلفزيون، كذلك لا بد من أن نعدل اهتماماتهم من اهتمامات تافهة إلى اهتمامات جادة، الأمر الثالث أن نعدل مهاراتهم لأن الإنسان إنتاج لمهاراته، والذي لا يحسن مهارة لا ينتج شيئاً والله لو عنده كل العلم إذا ما يعرف أن يؤلف، وهذه مهارة لن يتحول هذا العلم إلى أثر، إذا ما يعرف يلقي لن يصل هذا العلم. هناك مهارات، مهارات تأليف، مهارات إلقاء، مهارات حاسب آلي، مهارة تخطيط، مهارة لغة، مهارة جودة، مهارة اتخاذ قرارات، مهارات دراسات جدوى رسم فن، هناك مهارات في الحياة الذي لا يملك مهارة لا ينتج، ومدارسنا مناهجها تعسة تعطي معلومات حشو ولكن ليس معها مهارات فلا يستطيع أن ينتج، مرة واحد من الشباب أسأله ما هي مهاراتك قال لي ماذا تعني يا دكتور، عمره ما سمع بالمهارات في حياته أصلاً، قلت له يا ابني ماذا تحسن ماذا تتقن ؟ قال يعني إيش أحب قلت له طيب ماذا تحب؟ قال أحب كرة القدم، قلت له ماهر في كرة القدم تلعب كويس قال لا، قلت يعني إيش يعني تحب كرة القدم، قال أحب أتفرج على كرة القدم، ما يعرف حتى يلعب، هذا ماذا سيضيف لأمته؟ لا يحسن شيئاً كيف سيضيف لأمته؟ خريج جامعي مناهج التعليم التعسة التي لسنوات وهو يأخذها في المدارس وفي الجامعة لم تنفعه لم تعطِه مهارة واحدة، مصيبة أن يكون مستوى التعليم بهذه الدرجة، ولذلك فإن واحداً من أهدافي في الحياة أن أساهم في تطوير التعليم في العالم العربي، وعندي منهجية في ذلك ومن كان مهتماً بقضية المدارس وتطويرها وحتى إدخال الجامعات الخاصة فأنا عندي شيء من المساهمة يمكن أن أشارك في هذا إذا أحببتم، لكن هذه واحدة من القضايا، وتغيير الفكر مصدران إعلام وتعليم وهما من المصادر الرئيسية لتغيير الفكر، وتأتي الكتب وهذه أثرها محدود جداً الكتاب العربي، أنا أسأل الأخوة قيادة شركة جرير كم تطبعون من الكتاب وكم يوزع، قالوا المتوسط للكتاب العربي الجيد أننا نطبع ثلاثة آلاف نسخة توزع في ثلاث سنوات، بينما يا سيدي الكريم برنامج تلفزيوني واحد يشاهده عشرون مليون إنسان، الإعلام والتعليم هما من الأدوات وليسا فكراً، هما أدوات نشر القيم ونشر الفكر وإذا الإعلام والتعليم فيهما مصيبة أبشروا بمصيبة في كل جوانب الحياة، فنرجع إلى تغيير قلنا الفكر تغيير الاهتمامات تغيير المهارات، الأمر الرابع هو تغيير العلاقات شبابنا وفتياتنا كيف يختارون أصحابهم كيف يتأثرون بالمفيد ويؤثرون بما يفيد، ويمنعون النفس عن التأثير السلبي السيئ من علمهم هذا؟ هل هناك أحد علمهم هذا، إلا بعض البيوت التي فيها تربية لكن معظم البيوت، الآباء والأمهات، لا يعلمون أبناءهم هذه المسائل وسأحدثكم عن هذا بعد قليل، ماذا تفعل معظم البيوت إذاً؟ الأمر الرابع كيف يختار العلاقات، كيف يختار الأصحاب، كيف يستفيد كيف يتأثر بالمفيد ويمنع التأثير الضار، الأمر الخامس مما سنعلمهم إياه وندربهم عليه هو القدوات تغيير القدوات، كنت في إحدى دول شمال إفريقيا العربية بدعوة كريمة وطلب بإصرار مني أن ألتقي مع شباب الثانوية فجمعوا لي ستمائة شباب وفتاة كلهم في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية وسألتهم سؤالاً كان محاضرة طويلة من ضمنها موقف لا أنساه، سألتهم السؤال التالي: يا أبنائي يا بناتي من فيكم سمع بشخص اسمه محمد الفاتح؟ ستمائة شاب وفتاة كلهم في المرحلة الثانوية والله لم يرفع أحد منهم يده، لا تقيسوا على الوضع هنا في السعودية قيسوا بالأمة، ستمائة شخص لم يسمعوا بشخص اسمه محمد الفاتح، من فيكم سمع بشارل ديغول كلهم رفعوا أيديهم، هؤلاء بمن يقتدون؟ قدواتهم الرئيسية صارت الغربيين والفنانين والرياضيين، أنا عندما أتكلم عن السيرة وقصص الأنبياء ونساء خالدات والأئمة الأربعة، أنا لست حكواتياً أنا لست في صدد تأليف القصص للناس، أنا صاحب فكر وصاحب منهج استعملهما كقدوة في هذه المسألة، القرآن لماذا ركز على القصص لأن من خلال طرح القصص نحن نرسم قدوات جديدة يتأثر بها الشباب يتأثر بها الناس نطرح فكراً، فنغير فكراً ومن خلال القصص نطرح تغييراً في الاهتمامات، أما تغيير العلاقات فهذا من عمل المراكز الشبابية، وتغيير المهارات يأتي بالتدريب والدورات، هذه منهجية ليست عبثاً أنا لست مؤرخاً أنا أستغل التاريخ لتغيير الشباب أستغل القصص، فهي ليست تنوعاً لا يجمعه شيء، يجمعه المنهج الذي أطرحه لكم الآن، عندما أطرح ألبوماً أو أشرطة أو كتاباً أنا أقصد منه شيئاً معيناً في هذه السلسلة التي سأطرحها لكم، منهجية وفق خطة في هذه المسألة أتمنى أن يشاركني فيها أصحاب الرأي والعلم والدعم والهمم والشباب حتى نبني الأمة من جديد إن شاء الله، إذاً هذه منهجية في التغيير من إنسان عادي إلى إنسان فاعل. على فكرة ما هي التربية، بدون فلسفات، التربية هي تغيير هذه الأشياء الخمسة، هذه هي التربية الآن لما ندخل البيوت، الأم والأب ماذا يفعلان مع أولادهما أكلمكم وأنا محتك بالنار، معظم البيوت لا تربية فيها، لماذا لا تربية فيها. الأب يظن أنه يربي والأم تظن أنها تربي، إنهما لا يمارسان تربية هما يمارسان رعاية، هناك فرق رئيسي كبير بين الرعاية والتربية أعطيكم مثالاً بسيطاً: لو أن بيتاً من البيوت فيه طفل في الأولى الابتدائية راح الولد للمدرسة طبعاً قبل ما يروح للمدرسة الأم راح تهتم بلبسه ونظافته وأكله وشنطته، راح المدرسة رجع من المدرسة، يا ابني غير ملابسك غسل يديك تعال تغدَّ، نم قليلاً لترتاح، يصحو من هذا، تعال حل واجبات، تفرج على التلفزيون رسوم متحركة هم يظنون أن الرسوم المتحركة صافية لا شيء فيها، الولد جالس يتسلى، مساكين لو عرفوا أن 52% من مشاهد العنف في التلفزيونات هي في فترة الأطفال و 34% من مشاهد الجنس والغزل هي في فترة الأطفال، ومعظم مشاهد السحر هي في فترة الأطفال، لكنني الآن أنا طارح مشروع إنشاء قناة فضائية إسلامية للأطفال مع مجلة للأطفال مع خط ألعاب للأطفال مع خط إنتاج للأطفال مع ويب سايت للأطفال، والمشروع جاهز من يريد أن يساهم معنا في هذا المشروع ومشروع ربحان، لا نريد عملاً خيرياً، ربحان، على خمس سنوات نتكلم عن 300% أرباح، مشروع مربح وفيه تغيير، دعونا نشتغل جد يا جماعة لا تغفلوا عن الإعلام لا تغفلوا عن الأطفال بالذات، فهذه الأم عندما تعمل كل هذا هل مارست تربية في الرعاية، الرعاية أني أهتم بشكله بأكله بصحته بملبسه بواجباته لكن أين تغيير القيم والأفكار، أين تغيير الاهتمامات، ما هي المهارات التي علمتها له، هل علمته كيف يختار أصدقاءه ويختار علاقاته، هل زرعت في نفسه قدوات جديدة، لا إذاً لا توجد تربية، التربية هي تغيير هذه الخمسة، ولذلك من أهم ما نهتم به المرأة، لماذا؟ لأنها هي التي ستتولى تغيير الأطفال، معظم الرجال لا يؤدون دورهم في تربية الأطفال، معتمدين على المرأة ومهما حاولنا ستظل هذه الظاهرة على ذكر المرأة عندنا في كل الأمم، فإذا غيرنا المرأة وأفهمناها كيف تتم التربية وأعطيناها من العلم وأعطيناها من المهارات وعلمناها قصص الأنبياء والسير حتى عندما تربي أولادها تكون لديها قدوات عندها سيتغير الجيل القادم، لن يتغير الجيل القادم إذا لم نبدأ باتساق، لا بد من التركيز على المرأة لأنها هي التي ستغير لنا الجيل القادم، فبهذا ننقل الإنسان من إنسان عادي إلى إنسان فاعل، طبعاً باختصار شديد، ولننقل الإنسان من إنسان فاعل إلى إنسان قيادي نحتاج إلى أن نغير الكثير من الأمور، الأمر الأول وفيه إجماع من قبل علماء القيادة، والقيادة هي أحد المواضيع الرئيسية التي أدرسها، إجماع على أن أهم صفات القائد أنه يملك رؤية، عنده نظر للمستقبل يعرف ماذا يريد على المدى الطويل، على الأقل أنه يعرف ماذا يريد على مدى خمس سنوات، هذا أقل شيء مقبول أقل من هذا ما نسميه رؤية، ونحن عندنا معادلة جد بسيطة، عندك رؤية يقول لي نعم، مكتوبة يقول لا، أقول له ما عندك رؤيا إذا ((مش كاتبها إنسَ))، لأنها لن تتبلور إلا إذا كتبت، ونحن نبدأ نعلم الشباب فيها لأن الشباب عندنا كل واحد فيهم أنا طبعاً آخذ شباب من 15 إلى 21 سنة والآن بدأنا نأخذ أصغر يعني في السنوات الماضية أخذنا من 10 إلى 15، هذا العام بدأنا ندخل من 4 إلى 10 سنوات، كل شاب كل واحد عندنا في المركز كل واحد لديه خطة مكتوبة، ما هي أهدافه لـ 12 شهراً القادمة؟ وما هي أهدافه للخمس سنوات القادمة؟ وما هي أهدافه للعشرين سنة إلى الأمام؟ وكنا نكتبها ودربناهم عليها واحداً واحداً، أنا لا يهمني أن يضاف إلى الأمة مائتان مليون إنسان، أنا يهمني أن أضيف إلى الأمة مائتي قارئ، فإذاً الأمر الأول أننا نعلم هذا الإنسان كيف يكتب رؤيته وكيف يحدد أهدافه على المدى البعيد، يقول علماء السلف رحمهم الله، لا يحسن الاختيار لغيره من لا يحسن الاختيار لنفسه، إذاً أنت لا تعرف أنت ماذا تريد، القيادة هي القدرة على تحريك الناس نحو الهدف، هذه هي القيادة، فإذاً أنت لا تملك الهدف بأي اتجاه، ألف باء تغيير الأمة أن يكون للأمة قادة للأمة بالذات أهل الفكر رؤية ماذا نريد على المدى البعيد؟ كيف سنغير في هذه الأمة، فإذاً هذا هو الأمر الأول الذي يجب أن يتغير، الأمر الثاني الذي يجب أن يتغير في الإنسان هو مسألة التوازن إذا كان الإنسان فقط علماً علماً علماً سيكون أثره في الحياة محدوداً، الحياة فيها أربعة جوانب، الإنسان له أربعة جوانب، الإنسان روح في العلاقة مع الله عز وجل الإنسان عقل وجسد وعاطفة وعلاقات، أربعة أمور احفظوها، الذي يهتم بالروح فقط عبادة عبادة، هذا كما قال سيدنا عمر ما شأنه؟ قال من ينفق عليه؟ قالوا أخوه، قال أخوه خير منه، سيدة شفاء بنت عبد الله التابعية رضي الله عنها ورحمها الله قالت رأيت قوماً نساكاً يمشون الهوينا ويأكلون القليل من الطعام ويلبسون المرقع من الثياب ويتكلمون بصوت خافت، بعض الشباب لما يتدين، السلام عليكم يا أخي كيف حالك، إيش هذا دين هذا، لا تمت علينا ديننا دين قوة وعزة وليس دين تماوت فقالت ما هؤلاء إيش هذا، هذا أصلا ً منظر ما كان موجوداً في الأمة، منظر جديد كان عندهم، ما كان في الأمة أحد من هذا النوع، قالت ما هؤلاء؟ قالوا قوم نساك قالت سبحان الله والله ما كنت أظن أن أعيش حتى أرى في الإسلام مثل هذا. والله لقد رأيت عمر وكان إذا تكلم أسمع وإذا مشى أسرع وإذا أكل شبع وإذا ضرب أوجع، وكان أنسك منهم، قالت لهم صلحوا المفاهيم، المفاهيم التي تأخذ الإنسان من الزهد الزائف والتفوق المبتدع إلى زهد حقيقي وتصوف راقٍ، الحق لازم نعدل هذا في الأمة ويصبح شبابنا عندهم عبادة وصلة حقيقية بالله عز وجلّ وعندهم اهتمام بعقلهم ينمونه باستمرار وعندهم علاقات وتفاعل مع الناس ليس بمعتزل للحياة، هذا جزء رئيسي من صناعة القادة وهو التوازن، الأمر الثالث الذي نزرعه في صناعة القادة، قلنا الأمر الأول أن تكون له رؤية والأمر الثاني أن يكون متوازناً في الأربعة جوانب، الأمر الثالث أن يتعلم التحكم، يتحكم في وقته يتحكم في مشاعره وانفعالاته، ليس الشديد بالسرعة إنما الشديد من يملك نفسه، يملك نفسه عند الغضب هذه الشدة الحقيقية هذه القوة الحقيقية، نعلمهم كيف يتحكمون في أوقاتهم في انفعالاتهم في تصرفاتهم في لسانهم، هذا جزء رئيسي من صناعة القادة، والجزء الرابع من صناعة القادة أن نعلمهم فنون التأثير، ما هي القيادة، هي القدرة على تحريك الناس نحو الهدف كيف سأحرك الناس بالتأثير بهم، كيف سأؤثر في الناس؟ سأؤثر بهم إما بالعلم أو بالإقناع أو بالقدرة على الإلقاء وتحريك العواطف هي فيها أساليب كثيرة، نعلم الإنسان كيف يستفيد من علمه وكيف يتكلم وكيف يقنع ونعلمه منطقاً وإقناعاً، وطرق العرض والتقديم حتى يكون مؤثراً في الناس، فهذه أربعة جوانب نصنع بها إنساناً قيادياً، لكنني لا أستطيع أن أصنع من إنسان عادي إنساناً قيادياً لا بد من أن أصنع منه أولاً إنساناً فاعلاً، ثم أنقل هذا الإنسان الفاعل ليكون قيادياً، وحتى الآن لم أتكلم عن قيادي إسلامي، أنا أتكلم عن قيادي، ولكن لن ينفع الأمة قيادي هويته غربية، لن ينفع الأمة واحد مستسلم أمام قوة أمريكا وما وصلت إليه من تكنولوجيا أنا عشت بينهم، مشكلتنا في من ينبهر والله في خلل من داخلهم أكثر، أنا أعرف أنا عشت 17 سنة معهم، عشت في واشنطن واشتغلت فيها، أعرفهم من داخلهم لديهم خلل غير عادي موجود داخلهم لديهم نخر شديد في ذلك المجتمع، نعم وصلوا إلى قوة لا شك، إنما نحن لدينا مشاكل أكبر، ولكن إياكم أن تظنوا أنها أمة كاملة لا مشاكل فيها، لا لديهم مصائب ولديهم مصائب هي المصائب نفسها التي تجعل الحضارات تنهار، في أي حال هذا موضوع آخر، الآن كيف نحول الإنسان من إنسان قيادي إلى قيادي إسلامي، لا بد من أن تتأصل فيه أربعة معانٍ، المعنى الأول: عقيدة التوحيد. نحن عندنا مشكلة كبيرة نحن موحدون لا إله إلا الله ولكن ما انعكاس هذا التوحيد على حياتنا، هل هناك انعكاس لعقيدة التوحيد على السياسة، هل هناك انعكاس لعقيدة التوحيد على الاقتصاد، ماذا فعل محمد صلى الله عليه وسلم فقط علمهم لا إله إلا الله هو حوّلها إلى منهج حياة السياسة يحكمها لا إله إلا الله الاقتصاد يحكمه لا إله إلا الله، أنا الآن بحكم تخصصي في ذلك أنا الآن أكتب انعكاس التوحيد على الإدارة، هناك نظريات إدارية غربية يابانية لا يوجد شيء اسمه نظرية إسلامية في الإدارة، طبعاً موجود ولكن ما من أحد كتب فيها، مم تنطلق هذه النظرية، تنطلق وكل نظرية في أي مجال يجب أن تنطلق من التوحيد، لكن مشكلتنا أن علماءنا الكبار حتى في الاقتصاد والسياسة والإدارة والإعلام لا يعرفون كيف يربطونها مع التوحيد، وهذه بحوث جادة نحتاجها من أهل الفكر والعلم والتخصص، أن نعيد كتابة نظريتنا بالمصطلحات الحديثة بما يربطها مرة أخرى بالتوحيد، فنحن نريد أن نصنع قادة يكون التوحيد عميقاً في نفوسهم، مراقبة الله سبحانه وتعالى أمام أعينهم والتوكل على الله صفتهم، فالإنسان لا يتوكل على ذكائه وتخطيطه ولا الشرق ولا الغرب، يؤدي عمله بإتقان ولكن يتوكل على الله، ولذلك يلخصها كلام سادتنا العلماء عندما قالوا ترك اتخاذ الأسباب معصية، لا بد من اتخاذ الأسباب والتوكل على الأسباب شرك وترك اتخاذ الأسباب معصية، لا بد من أن نعد ونخطط ونتقن ولكن لو توكلنا على التخطيط شرك، وعلى الله فليتوكل المتوكلون وما النصر إلا من عند الله، فنزرع فيه قيمة التواضع لا تغتر بنفسك فهذا الجانب الأول، الجانب الثاني أن نغرس فيه الاتباع متبع لا مبتدع، قدوته الرسول صلى الله عليه وسلم، الحلال والحرام مقياس رئيسي عنده حريص على أن ينهض بالأمة وينهض بأمته وينهض بأسرته وينهض بنفسه، ولكن وفق معايير الشرع لا يتجاوزها وأن يحترم العلماء ولا يتكبر عليهم، وإذا احتار في مسألة فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، فنعلمه هذه المعاني ونغرسها حتى يكون الاتباع، منهجه وشرعته، الأمر الثالث الذي يجب أن نغرسه فيه التزكية وخلاصتها الاستقامة مع الناس وصدق العلاقة مع الله، صادق في علاقته مع الله محب لله سبحانه وتعالى مناجٍ لله سبحانه وتعالى، وفي علاقته مع الناس لا يغش لا يخدع ولا يكذب، يتعامل بإتقان وبأمانة، كنت في محاضرة يا أخواني وأخواتي فيها أكثر من 4000 شخص، فتجرأت وتوجهت بسؤال قلت أريد أن أستكشف وضع الأمة، الذي فيكم لم يغش قط في حياته في أي امتحان يرفع يده من الـ 4000 شخص رفعت يدي وأربعة فقط، أربعة فقط من 4000، كيف تنهض أمة كلها كانت غشاشة، المسألة في زرع الاستقامة في النفوس، المسألة الأخيرة التي يجب أن نزرعها هي مفهوم الاستخلاف من أجل هذا خلقنا، نحن خلقنا من أجل هدفين من أجلهما خلقنا الله عز وجلّ، الهدف الأول وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات: 56) والهدف الثاني إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً (البقرة: 30)، هذان اللذان من أجلهما خلقنا فتكلمنا عن عبادة الله والتزكية يأتي الهدف الثاني ما دورنا؟ لماذا نحن موجودون على الأرض؟ لنكون خلفاء لله في الأرض، ما معنى أن نكون خلفاء لله في الأرض بمعنى أن ندير الأرض وفق منهج الله رب العالمين ما معنى هذا؟ معناه أن السياسة تسلم لله والاقتصاد يسلم لله والإعلام يسلم لله وكل جانب من الجوانب ليس فقط حياتنا وإنما حياة كل البشر ليكون الدين كله لله، هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا (هود: 61)، نعمر الأرض نبنيها ليس بعقلية هؤلاء الجهال الذين أدخلوا الإرهاب على ديننا، وقالوا هذا هو الجهاد هذه مسألة يجب أن تضرب بيد من حديد بدون رحمة لأن هؤلاء ليسوا خطراً على أمتهم وإنما خطر على أنفسهم وعلى صورة الإسلام في العالم كله، الإسلام لم يعلمنا أن نهدم مدارس ونقتل الأبرياء، علمنا كيف نعمر الأرض كيف نشفق على البشر، نحن لا نتعامل على فكرة بدعوتنا مع النصارى واليهود ما نتعامل بتكبر نتعامل بعزة، هناك فرق رئيسي، عزة ومعها شفقة نحن نتمنى لهم الخير نتمنى أن يسلموا نتمنى أن ننقذهم من النار، من أجل هذا أرسلنا الله عز وجل، لماذا النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء؟ لأننا نحن الآن دورنا بعدما اكتملت الرسالة أن نحملها للبشر، أحملها للبشر وأنا أكرههم كيف؟ أحملها للبشر وأنا أريد أن أدمرهم كيف؟ أحملها للبشر وأنا أحبهم، أشفق عليهم أتمنى لهم الخير، نريد صياغة العقل المسلم عند الشباب مرة أخرى، لنغرس هذه المعاني، دوركم استخلاف وجزء من عملية الاستخلاف أننا لا نقر بحدود مصطنعة وضعها لنا الاستعمار، هذه الحدود التي بين الكويت والعراق ومصر والسعودية والأردن وكل بلد مع الثاني عنده مشكلة، من أين جاء هذا هذا من أمتنا من عقيدتنا جاء من أمتنا جاء من فكرنا، وإن الإسلام يعلمنا وإن هذه أمتكم أمة واحدة، معاً كنا ونحن صغار نسمع أمة واحدة، اليوم لم نعد نسمعها، تأصلت قضية الإقليميات وتأصلت قضية الحدود التي وضعتها، من وضعها أليس سايس بيكو وزير الخارجية البريطانية ووزير الخارجية الفرنسي؟ دورنا أن نعلم شبابنا أنه لا يوجد سعودي وكويتي وكذا أنتم مسلمون أنتم مؤمنون أنتم موحدون أمتكم واحدة، لا.. أتمنى الخير للكويتيين، مثل من قال اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً، قال قد ضيقت واسعاً كما اهتممت بنهضة الشباب في الكويت أهتم بنهضة الشباب في السعودية وفي العراق، هذه الكراهية التي صنعوها بين الكويتي والعراقي، استطاع الاستعمار أن يزرعها في نفوس أمتنا، دورنا كمصلحين ومفكرين أن نرفض هذا ونعيد بناء الإنسان نعيد بناء الفكر، عندما فقط نماري الاستخلاف الحق، عندها فقط يمكن أن نعز، أبشركم في ختام حديثي فأقول أمتنا بدأت تنهض، لا أتكلم عن نهضة أتمناها لا لقد بدأنا والحمد لله، وبعد تحليل عميق للتاريخ وبعد نظر عميق في الحضارات وبعد دراسة عميقة لأحوال أمتنا وأحوال الأمم الأخرى وأنا والحمد لله قارئ نهل والله أراها كما أراكم في تقديري وهذه الأمور بتقدير البشر، في تقديري ما يأتي عام 2030م، 25 سنة فقط إلا وتكون هذه الأمة واحدة من خمس أمم تقود البشر، أمريكا وأوروبا الموحدة والهند والصين وأمة الإسلام، ثم خمس وعشرين أو ثلاثين سنة أخرى سنكون قادة كل هذه الأمم، وهذا قد بدأ فقط مثالاً وليطمئنوا أن هذا ليس تفاؤلاً، اليابان وألمانيا سنة 1945م ماذا كان وضعهما؟ ألم تكونا مهزومتين في الحرب العالمية الثانية ومحتلتين بالكامل، لقد وضع دستورهما الأوروبيون والأمريكان، كان ممنوعاً أن تؤسسا جيشاً، صح أو لا، كانتا مدمرتين بالكامل، لا يوجد مبنى واحد قائماً، عام 1965م عشرين سنة فقط، أما كانت دولة تنافس على قيادة البشر ومن أعظم الدول الصناعية في العالم، عشرين سنة استطاعت اليابان وألمانيا أن تفعلاها، ماذا يملكون الألمان واليابان مما نملك؟ حدثوني ماذا يملكون مما نملك؟ عندنا بشر أحسن منهم عندنا عقول أحسن منهم وأؤكد لكم عندنا طاقات مالية وثروات، عندنا تاريخ عندنا لغة عندنا وعندنا .. استطاعوا أن ينهضوا في خمس وعشرين سنة، ألم نستطع أن ننهض في 25 سنة، اطمئنوا النهضة قادمة والفتح قادم ولكن لن يشارك فيها الجميع، هناك أناس سيظلون على هامش الحياة و 2% فقط سيشاركون لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى (الحديد: 10) أبشركم أن التغيير بدأ ولا تغتروا بشباب فاسدين هؤلاء على هامش الحياة، يهمني الشباب الواعون، الشباب الناهضون، هؤلاء الذين سيغيرون الأمة، ووعيهم في تزايد مستمر وهمتهم في تزايد مستمر، فالنصر قادم والنهضة قادمة والأمة ستنافس وأمثالكم ممن يحرصون على الفكر وستكون من هؤلاء وشيخنا حفظه الله الذي يدعم ويرعى ويجمع على مثل هذا ويصنع مثل هذا جزء أساسي ممن يصنع هذه النهضة فبارك الله فيه وفي أهله وولده وماله وزاده خيراً في الدنيا ورفع شأنه في الدنيا والآخرة، وجمعنا معه ومعكم مع النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة شكر الله لكم حسن الاستماع واعتذر على الأطالة، لا تنسونا من صالح دعائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: شكراً لسعادة ضيفنا الكبير الأستاذ الدكتور طارق السويدان على هذه الرحلة الممتعة والتي في الواقع نقلنا فيها إلى مصاف الأمل وأخذنا نجتهد نحو المستقبل القريب، ولا أود أن أطيل فقط أود أن أعود ثانية هناك جملة من الأسئلة إذا كان يرغب في الإجابة عنها أو أن يجيب عنها بشكل شخصي ولكن لكي نوثق في هذه الاثنينية نتمنى من سعادته أن يعرّج على رحلة حياته أو النقاط المضيئة والهامة في مشوار حياته بشكل موجز لأننا نقترب من نهاية احتفاليتنا في هذه الليلة، فهل تتفضل علينا سعادتكم.
الدكتور طارق سويدان: كلمني أكثر من أستاذ وأخ كريم في كتابة سيرتي الذاتية وكان ردي دائماً لا أعرف ما إذا أنا مصيب أو مخطئ في هذا، لعل الأخوة العلماء يفيدونني في هذا وكنت أرفض دائماً، مشكلة الأمة اليوم أكبر من مشكلة أشخاص ووقت الأمة اليوم أثمن من أن نضيعه في تاريخ أنفسنا، إذا أردتم في وقت خمس عشرة دقيقة أن نتحدث عنها فلنتحدث في ما تحدثنا فيه، كيف ننهض كيف نمارس كيف نصلح الأمة من جديد، ولكن نشير فقط إلى قضية واحدة، أنا أكرمني الله سبحانه وتعالى أعظم إكرام في كل جوانب حياتي، لكن أعظم إكرام هو أن الله سبحانه وتعالى هداني، وبفضل الله عز وجلّ بعض إخواني العلماء وبعض إخواني الدعاة يشيرون إلى أن جوانب من حياتهم كانت انحرافاً، وهداهم الله عز وجلّ، أنا لست من أسرة متدينة ولا من أسرة منحرفة، ولكن منذ نعومة أظفاري ومن دون إرشاد من أهلي أكرمني الله سبحانه وتعالى بحب هذا الدين. ولم أمر بفترة انحراف أو مراهقة حتى لما عشت في أمريكا 17 سنة، وهذا بإكرام من الله سبحانه وتعالى، فإن كان هناك إنجاز أو فضل أو إضافة فالواحد ساهم فيها في الأمة، لما الواحد يرجع من أين لك هذا، ما جاء من أهل أو جاء من معلم أو من مربٍّ، لم يأت من أحد وأما بنعمة ربك فحدث، ولذلك فإن بعض الناس يمدحني وكذا بيني وبين نفسي أقول لا تغرني عن نفسي أنا أعرف نفسي أكثر منك، ولكن إذا كان هناك شيء ساهمت فيه فهو ليس مني بل هو من الله سبحانه وتعالى فله الحمد والمنة في الأولى والآخرة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1269  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 34 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج