من طرائف وعجائب جراحات القلب |
القلب الفلبيني: |
مريضة تعاني من الفشل القلبي تم زرع قلب شاب فلبيني لها كان يعمل في حفر الشوارع وذي عضلات وقلب مفتول وبعد زراعة القلب اشتكت المريضة من قوة ضخ القلب في صدرها، وبقياس ضخ القلب بالجهاز الخاص بذلك تبين أن ضخ الدم لديها 12 لتراً في الدقيقة الواحدة في وضع الراحة بدلاً من 5 ليترات في الدقيقة في القلوب العادية ولو شاركت في ماراثون لكسبت السباق وتفوقت حتى على المتسابقين من الرجال معها. |
حياة بعد موت: |
مريض آخر يتوقف قلبه أثر جلطة قلبية حادة ويدخل في غيبوبة ويتم علاجه في قسم العناية المركزة للقلب ويقدمه أحد الأطباء على أنه حالة وفاة دماغ وأن لا داعي للاستمرار في إنعاش القلب والرئة بالأجهزة. |
أمسكت بيد ذلك المريض عند فحصه لتقييم النبض وكانت المفاجأة السارة الكبرى أنه فتح عينيه فناديته باسمه فإذا بد يشد على يدي بقوة وبعد استمرار العلاج والرعاية غادر ذلك المريض المسشتفى بعد أسبوعين ماشياً على قدميه كما غادر ذلك الطبيب المستشفى إلى بلد آخر بعيد. |
سبحان من يحيي العظام وهي رميم..
|
الطيار والجلطة القلبية: |
في العيادة يحضر يوم السبت طيار يعمل كقبطان على طائرة عملاقة لأحد الخطوط الجوية ولديه كل العلامات لجلطة قلبية حادة وشديدة بينما كان يوم الجمعة السابق قبطان رحلة طيران استغرقت 9 ساعات علماً بأنه كان قد أجرى الفحوص الطبية المطلوبة لدى المركز المخصص للطيارين وسجل على أنه ذو لياقة طيبة وأنه صالح للطيران ولو علم ركاب تلك الرحلة ذلك لحمدوا الله أن الجلطة لم تحصل له أثناء الطيران. |
الهبوط في ألاسكا في القطب الشمالي: |
بعد مشاركتي في مؤتمر عالمي للقلب بلوس أنجلوس رغبت بالمشاركة في أول رحلة من لوس أنجلوس إلى أمستردام عبر القطب الشمالي بما يسمى الخط القطبي وعلى طائرةDC10 كانت تابعة لخطوط عالمية تعتبر الأولى في العالم ويتم فجأة مناداتي كطبيب لدخول مقصورة الطيار بسرعة بعد أن توقفت الطائرة عن الإقلاع في نصف المدرج، القبطان يعاني من خفقان شديد وآلام صدرية وعرق وعدم القدرة على الرؤيا وكان مخموراً باعترافه وخائفاً من الطيران. ألغيت الرحلة وتم ترحيلي والركاب الآخرين (والحمدلله ليس كترحيل المطار القديم في جدة) إلى لندن وضاعت حقيبتي في طوكيو، لكن ذلك كان أفضل من الهبوط في ألاسكا في القطب الشمالي والبقاء مع الأسكيمو الذين يحيون بعضهم بعضاً بقبلات على الأنف (بدو الأسكيمو). |
جرنزنج المجنون: |
بعد الانتهاء من إحدى الجراحات القلبية في المستشفى الجامعي في بيرن ذهبت إلى مطعم المستشفى لتناول الغداء وكان بجانبي طبيبان سويسريان يتحدثان عن طبيب اسمه أندرياس جرنزنج يعمل في المستشفى الجامعي بزيوريخ يقوم بتوسيع الشرايين بأنابيب بالونية وقالا إن هذا الطبيب مجنون ويجب منعه من ذلك العبث وما هي إلاّ أشهر قليلة حتى أصبح جرنزنخ أستاذاً للقلب في جامعة أموري في جورجيا بأمريكا وقام بإجراء أول توسيع بالوني ناجح وأصبح أحد أبرز أطباء القلب في العالم يتهافت الأطباء على زيارته والتدرب على يديه أو دعوته لإلقاء محاضرات في خارج أمريكا ودعوناه للمشاركة في مؤتمر القلب العالمي في جدة عام 1984م مع زوجته الأمريكية طبيبة الأشعة وعندما دعيت للجلوس مع النساء لعدم الاختلاط مع الرجال غضبت وصبت جام غضبها على زوجها ورغبت في الرجوع فوراً إلى أمريكا فهي أمريكية لا تقبل ذلك التفريق بين الرجل والمرأة. على كل قمنا بتطييب خاطرها والشرح لها أن لكل بلد عادات وتقاليد فتقبلت على مضض وقبل رجوعهما إلى أمريكا وجه لي الدكتور جرنزنج دعوة لزيارتهما في جورجيا والإقامة عندهما والطيران معهما في طائرة السسنا الخاصة به في رحلة فوق جورجيا في أغسطس التالي ورحبت بالفكرة وسعدت بها ووافقت عليها لكن القدر كان أسرع فقد هوت طائرته بسبب الضباب واصطدمت بمبنى وقد توفيا على أثر الحادث ولكل أجل كتاب وأنا لا أهوى أصلاً الطائرات التي تهوي. |
نقل قلب من لندن إلى كامبردج: |
توافر قلب متوفى دماغياً في لندن وتطابقت فصائل الدم والأنسجة مع مريض في كامبردج وكنت ضمن الفريق الذي سيحصد القلب من مستشفى كنز كولج في لندن وطرنا بطائرة مروحية سريعة وتم حصد القلب وحفظه في محلول بارد ومثلج وفي صندوق احتضناه بكل عناية وطرنا به فوراً بالمروحية إلى كامبردج ونظم كل شيء لإتمام الزراعة في أسرع وقت حيث قام الفريق في كامبردج بفتح صدر المريض وإيصال قلبه بجهاز القلب والرئة الصناعية وتجهيزه لخياطة القلب الذي سيزرع بذلك الصدر في تنظيم رائع كسمفونية جميلة تعكس الاهتمام بحياة الإنسان. كذلك تم نقل كلية من بروكسل عاصمة بلجيكا إلى المستشفى الجامعي في بيرن إثر تأكيد الحاسب الآلي المركزي في بروكسل والذي يغطي ثماني دول في أوروبا صلاحيتها لذلك المريض في بيرن وتم تحضير المريض لزراعة الكلى وتم نقل تلك الكلية بمقاتلة نفاثة من طراز فانتوم تابعة لحلف الأطلنطي في أقل من اثنتي عشرة دقيقة من بروكسل إلى بيرن ورافقها في المقعد خلف طيار المقاتلة طبيب يحمل الصندوق الذي يحويها وذلك لإنقاذ حياة المريض. |
حيوان الكانجرو والقلب البشري: |
تبين أن حيوان الكانجرو الذي يعيش في القارة الأسترالية يحتاج إلى دورة دموية ذات ضغط ارتخائي عالٍ لتزويد قلبه بالدم الكافي حتى يستطيع أن يمارس قفزه السريع والعالي المستمر وقد طبق ذلك في برنامج تغليف الشريان الأبهر لمرضى الفشل القلبي والذي دعينا نحن له في جدة والزميل الأستاذ الدكتور مجدي يعقوب في لندن لإجراء جراحات بإشراف منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA). |
وقد قمنا بتغليف الشريان الأبهر الصاعد الأمامي والدكتور مجدي يعقوب بتغليف الشريان الأبهر النازل في الصدر الأيسر بعضلة الظهر الكبرى يتم شحنها بمنظم كهربائي يعطي شحنات تؤدي إلى تقلص قوي في فترة ارتخاء البطين فيساعد في تزويد عضلة القلب بالدم المؤكسد وسحب الدم من البطين الأيسر كما هي الحال في الكانجرو وتم ذلك البرنامج والدراسة المقارنة ونشر الأبحاث في كتاب من جامعة باريس وسجلت بأسماء المركزين ونجم عنها أيضاً تطوير الجهاز الضاغط الارتخائي الذي يعمل بالمبدأ نفسه ويساعد مرضى الفشل القلبي. |
من زملاء الدراسة: |
منهم من قضى نحبه (رحمه الله)، ومنهم من ينتظر. |
منهم:
|
ـ أ.د. عدنان جمجوم (الطبيب الاتحادي). |
ـ د. عمر الباز (استشاري جراحة العظام). |
ـ د. حسن عمر خياط. (استشاري الجراحة العامة). |
أما المنتظرون من زملاء الدراسة بالإضافة إلي فمنهم: |
ـ أ.د. أسامة شبكشي (وزير الصحة السابق). |
ـ د. ضياء محمد موصلي (استشاري العيون في جدة). |
ـ د. عدنان صيرفي. استشاري جراحة العظام والذي يستمتع الآن بعد التقاعد بالحياة والصيد في جزيرة باروس باليونان. |
ـ م. غازي بكر نجار والذي يعيش مع زوجته الألمانية في هانوفر بألمانيا ويستمتع الآن بعد تقاعده كالألمان بالعناية بزرع حديقة منزله مع إشراقة كل شمس. |
ـ د. عدنان يحيى رفه. (استشاري طب الأطفال في المستشفى العسكري بجدة). |
ـ أ.د. صالح السليماني (أستاذ الجراحة العامة في جامعة الملك سعود بالرياض). |
ـ أ.د. هاشم يماني (وزير التجارة وكان معي في جامعة غرب أونتاريو بكندا). |
أما نصائحي الطبية بعد خبرة 25 سنة مع القلوب أقول لكم بابتسامة:
|
1 ـ للوقاية من أمراض القلب: إقرؤوا الكتب الخاصة بذلك ولا تسألوني. |
2 ـ لمعرفة ما هي جراحة القلب: صدقوني ستعرفونها يوماً عاجلاً أم آجلاً إن كنتم مدخنون شرهون أو حتى عاديون. |
3 ـ القلب الصناعي: موتور معدني يوضع في الجدار الأمامي للقلب وصوته يشبه موتور السيارة الفولكس فاجن والأفضل تلافيه بتلافي الدهون والتدخين والقيام بالحركة والرياضة حتى لا يصاب الإنسان بجلطة شديدة قد تضر بالقلب وهو ما قد يستدعي وضع قلب صناعي لمساعدة قلبه. |
4 ـ الصمام الصناعي: حلقة معدنية توضع داخل إحدى غرف القلب ويظل يتكتك طوال اليوم 24 ساعة والتكتكة علامة طبية ومن يتوقف عن تناول الدواء المانع لتجلط الدم تختفي عنده التكتكة وهو ما يعكس تلف الصمام الذي لا يقفل ولا يفتح بالطريقة المفترضة والأفضل المواظبة على تناول الأدوية. |
جمعية القلب ومركز القلب: |
كان لجمعية أصدقاء القلب الخيرية السعودية دور كبير في دعم مركز القلب بجدة بمبلغ يفوق الثلاثة والعشرين مليون ريال لتزويده بالصمامات والرئة الصناعية وأجهزة العناية المركزة والتقنيات الحديثة وقد تمثل ذلك الدعم في الرعاية اللامحدودة من قبل معالي الدكتور محمد عبده يماني بالإضافة إلى دعمه الأدبي ولمساته الإنسانية كما أن هناك الكثير من أهل الخير الذين تبنوا علاج مرضى القلب لا مجال لذكرهم لكننا نتذكرهم ونشكرهم جميعاً على مواقفهم الإنسانية. |
وقد تبنت الجمعية علاج أكثر من ستة آلاف حالة مريض قلب خيرياً ومن دون أي مقابل وتخطى نشاطها حدود الوطن إلى المحيط الهندي والسودان ومصر وبنجلادش وموريشيوس. |
في برنامج موريشيوس تم أيضاً إجراء جراحات قلب مفتوح لمرضى غير مسلمين تركت في نفوسهم شعوراً قوياً بالرحمة في الإسلام اعتنق على إثر ذلك العديد منهم الإسلام كما أعطت برامجنا دعماً للجالية الإسلامية المحدودة التي لم تتعد الـ 17% من سكان الجزيرة وكذلك في بنجلادش وذلك في الوقت الذي تقوم فيه جمعيات تبشيرية مسيحية بزيارات طبية لتنصير المسلمين في القارة الإفريقية والآسيوية. |
نحن نعلم أن الريادة في العلوم هي في الغرب في الوقت الحاضر لكنها ليست حصراً عليه فبالطموح والعمل والرغبة في التحدي والابتكار يمكن للعرب مواكبة الركب العلمي ولذلك قمنا بتطوير أربع تقنيات جديدة في مجال جراحة القلب كأساتذة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة وتحقيق إنجازات عالمية منها غير المسبوق ونشرها في دوريات علمية طبية عالمية. |
إني وزملائي في مركز القلب بجدة والذين عملوا على مدى خمسة وعشرين عاماً وأحبوا مركز القلب ومرضاه وتخطى نشاطهم حدود الوطن نفخر بأننا كنا سفراء لوطننا وللطب السعودي ونرجو الله تعالى أن نكون قد وقفنا خلال رحلتنا مع القلوب في ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى. |
إن ملك القلوب الملك الإنسان خادم الحرمين الشريفين ـ عبد الله بن عبد العزيز حريص كل الحرص على تقديم الدعم اللامحدود لكل ما من شأنه أن يساهم في رفعة الوطن والمواطن خصوصاً فيما يتعلق بصحة المواطنين بالإضافة إلى اهتمامه الكبير بالجامعات والمعاهد العلمية وتقديره للعلماء جزاه الله خيراً. |
وقبل الختام: |
إن المراكز العلمية والمعاهد والجامعات تعمل بجد وبخطوات عملاقة في مختلف مجالات العلوم والهندسة والفلك والاتصالات والطب بفروعه المختلفة وبذل الجهد وذلك لتقدم البشرية والإنسانية لذا كان على شبابنا السعي والجهاد للتحصيل العلمي الجاد والدراسات المنطقية والطموح والتطلع إلى إثراء الحضارة الإنسانية بلمسات هامة من الحضارة العربية. |
آخر الكلام: |
إن الإتقان هو بداية الطريق إلى الإبداع |
والتفكير المنطقي المتعمق هو الطريق للقدرة على الابتكار |
أما الطموح فهو قمة العشق العلمي بدايته في الطفولة وليس له نهاية |
وأما التميز فهو النرجسية في العلم والإبداع. |
وبعد ربع قرن من العمل في هذا المجال فإني أشعر بأن ما تم تحقيقه في هذه الفترة هو مجرد بداية وهناك الكثير من العلم الذي أتمنى الوصول إليه. |
وصدق الحق تعالى في قوله: وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (الإسراء: 85). |
والحمد لله رب العالمين.. |
|