يا أماني الشباب عودي أطلّي |
وانثري من يديكِ عطر الشباب |
لم يَزلْ للشبابِ عطرٌ نديٌّ |
يملأُ العمرَ نَفحة من ملاب |
رقَّ فيه الحنينُ واشتعَل الشو |
قُ ورَفَّ الندى وزُهرُ الرِّغاب |
قد عرفتُ الهُدى لديه أضاء الدَّ |
ربَ ماجَتْ أنواره في الشعاب |
في فؤادي في ضلوعي، بين جهري |
وعميق الإسرار صدقُ متابي |
فتواثَبتُ في الميادين أجْلو |
لهفةَ الشوقِ عزمة من وثاب |
أو أشقُّ الصخورَ أخترقُ الليـ |
ـلَ جراحي وأنَّتي واغترابي |
أقبلي يا صِعاب جوهرةُ العمـ |
ـرِ ومعنى الحياةِ قهرُ الصعاب |
روّعي كيف شِئتِ ما زلتُ أمضي |
في ميادين جولة وغلاب |
من يقيني بالله حبلٌ متينٌ |
ووفاءٌ لموثقي وصِحابي |
يملأُ الحبُّ كلَّ جارحة مِنـ |
ـي ويُغْني خواطري وطِلابي |
يَهبُ العمرَ آيةَ الحُسْنِ يُزكي |
كلَّ مسعى لصَادقٍ أوّاب |
ينبع الحبُ كُله من هدى اللـ |
ـهِ هُدى مُنعمٍ لنا وهَّاب |
أنا بالحب نشوة العمر، أنشو |
دةُ آفاقِه وزهوُ الشباب |
* * * |
ها هنا ملتقى الأحبة نادٍ |
من وفاءٍ وفسحةٌ من رحاب |
كم تُرى من كواكبٍ أشرقتْ فيـ |
ـه على ساحِهِ رُؤى الأحباب |
ووجوهٌ كأنّها طلعة الفجـ |
ـرِ وفيضٌ من نوره المنساب |
ورؤى البشر فوّحت بشذاه |
من بيانٍ يُجلى وآي خطاب |
بين بَردِ الظلالِ بين رفيف |
من نسيمِ الوفاءِ والتِّرحاب |
فاقبلوها تحية هي أحلى |
من نسيم سرى وبَردِ الشراب |
هي من جنّة سلامٌ من اللـ |
ه وعطرُ الوفاء حُسْنُ الثواب |
* * * |
جِئتكم والفؤاد يحمِل هماً |
من عَناء السنينَ والأوصَاب |
من ديار تناثرت وأمان بين |
طول الثُّرى وطول اغتراب |
بين دَربِ الحياة أو رهبة المو |
ت وبَعثٍ وآية من حساب |
وأرى الدربَ طال بالناس أعيا |
هم خداع السراب حرُّ اللهاب |
* * * |
يا ديارَ الإسلام يا لهفةَ التا |
ريخ إشراقة الهدى والوثاب |
يا حنين الأجيال يا عِزةَ الإنـ |
سان زهوَ العصور والأحقاب |
أمتي كيف هُنْتِ؟! تناثَر |
تِ شظايا وغِبْتِ خلف الضباب |
صورُ المجد لم تَعُدْ تَتَراءى |
في الذُرا في السفوح بين الروابي |
طُوِيتْ كُلها وغابَتْ وأضحتْ |
همسات الضمير والأهداب |
كُنتم خير أمةٍ أخْرِجَت للنّـ |
اس نوراً وآية من كتاب |
جَمَعتْ في مسيرة الحق إشرا |
قة بُشْرى نبوَّة وصِحاب |
خُتموا كلهم بأحمدَ يوفي |
من رسالاتهم ومن إيعاب |
سيدُ الخلق خاتمُ الرُّسل أحيا |
من نُفوسٍ ماتت على الأنصاب |
أنقذ الناسَ من ضلالٍ بعيد |
في متاهات مَهْمَهٍ وسراب |
وبنى أمة على الحق صفاً |
من متين الأركان والأسباب |
ورِباطٍ من الأخوة يُعلي |
عزمةَ الحق في خِضم عباب |
* * * |
أمتي، كيف غِبتِ عن وثبةِ الحَـ |
قِّ وعن جولة وساحِ غِلاب |
فَتَداعتْ عليك من أمم الأر |
ضِ زُحوفُ الضلالِ والأوشاب |
وغدا المجرمون فجّرت الأهـ |
واء جُنّتْ قواطِعُ الأنياب |
بين مَكرٍ يموجُ بين حنايا الـ |
أرضِ يطغى على الربى والقِصاب |
زخرفوا كل فتنة ورمَوها |
بين ساحاتنا وبين شِعاب |
كل ما يدَّعون من زُخرفِ القَوْ |
لِ خِداع النفوس والألباب |
وإذا الأرضُ ساحة من دمارٍ |
بين أكوام أضلُعٍ ورِقاب |
وركام يطوي بقايا من الإنـ |
ـسانِ من أنّةٍ وطُولِ عذاب |
يُسحقُ الآدميُّ بين ذويه |
ويُهالُ الترابُ فوق التراب |
* * * |
أيها المجرمون في الأرض جئتم |
بحضاراتٍ فتنةٍ وخراب |
قلقٌ حائرٌ ورعشة خوفٍ |
ومتاهاتُ ضائعٍ مُرتاب |
فاظلِموا واقتُلوا وخلُّوا الضحايا |
طُعْمَةً للبُزاة أو للذئاب |
وانحَرُوا الطُّهْر والعَفافَ قرابيـ |
ـن وصُبُّوا الدِّماءَ للأنصاب |
عربِدوا بالمُجونِ، بالدم، بالوَحْـ |
ـلِ، بمُستَنقَعٍ ولوثَة عاب |
وانهبوا واسرقوا فكل متاع |
هو حقٌّ لغاصب نهَّاب |
واصنَعُوا من هوى الجبان بُطولا |
ت ومن زيفها علُوٌ كذاب |
واجمعوا هذه الفواجع ضُمُّوا |
من أنينٍ ولَمْلِموا من مُصَاب |
واجعلوها حضارةً من هشيمٍ |
تتهاوى على هشيم رِغاب |
الحضاراتُ كلها تتهاوى |
تحت أقدامِ مجرمٍ كذاب |
* * * |
فإذا بالنداء يعلو دوياً |
يملأُ الأفقَ والذُّرا والرَّوابي |
لَهْفَ نفسي الله أكبر أحْيَتْ |
من نفوسٍ وأطلقتْ من وِثاب |
يا نداء الإسلام يا دعوةَ الحـ |
ـقِ وأُنشودة الفتى الوثاب |
الميادين فُتِّحت في سبيل اللـ |
ـه بُشرى شهادةٍ وثَواب |
أبشري أمتي، وقد أقبل النَّصـ |
رُ وفاء لِموثقٍ وغِلاب |
* * * |